ازاميل/ متابعة: قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية، إن واشنطن عمّقت مشاركتها في العدوان الذي تقوده السعودية ضد اليمن في حين سارعت وكالات المعونة الإنسانية إلى تقديم المساعدة للمدنيين المحاصرين في الحملة.
واتهمت الصحيفة، الدول العشر المتحالفة بقيادة السعودية، بالتدخل الغاشم في بلد فقير مزقته ويلات الحرب والجوع.
وعلقت الصحيفة: “لايكاد يذكر أنه قد شُن على دولة عربية – اليمن – غير هذه الحرب العشواء التي تقودها السعودية وسلسلة من الدكتاتوريات الخليجية، وبدعم لوجيستي من قبل قوى الغرب”.
وأضافت: “هذه الديكتاتوريات تشن حرباً بلاهوادة على أفقر بلد عربي مزقته ويلات الحروب ـ اليمن”.
ففي أسبوعين من القصف والعدوان الذي تشنه هذه الديكتاتوريات من الجو والبحر على هذا البلد الفقير، قتل أكثر من 500 شخص أكثرهم من المدنيين، كما أن الصليب الأحمر يحذر من “كارثة” وشيكة في عدن.
هذا البلد عانى ويلات الحروب على مر السنين، حيث قبل نصف قرن من الزمن تعرض للتعذيب وقتل أبناؤه على يد القوات الاستعمارية البريطانية.
وقالت، إن الحوثيين اليوم، يقاتلون قوات تدعمها السعودية الموالية للمخلوع عبد ربه منصور هادي، والتي قتلت في غارة من غاراتها ما يصل إلى 40 مدنياً كانوا يحتمون في مخيم للاجئين شمال اليمن الأسبوع الماضي.
في الواقع، الولايات المتحدة وبريطانيا كتفاً إلى كتف مع التدخل السعودي في اليمن. بل إن هاتين الدولتين بالفعل تقدمان الدعم “اللوجستي والاستخباراتي” عن طريق “خلية تخطيط مشتركة”، حيث أعلنت الولايات المتحدة هذا الثلاثاء، رسمياً، أنها “ستعجل” بإمدادات الأسلحة للتحالف الذي تقوده السعودية ضد اليمن.
وقال الكولونيل ستيف وارن، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، إن الولايات المتحدة تتطلع لتسليم ذخائر لحلفائها بما في ذلك من خلال تسريع تنفيذ طلبيات سابقة.
كما وعد وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، من جانبه، أنه “سيدعم السعودية في عملياته ضد اليمن وبكل الطرق الممكنة.
وأوضحت الصحيفة، أن ذريعة الحرب السعودية على اليمن، هي أن مقاتلي الحوثيين في اليمن موالون للدولة الاسلامية الايرانية. وأن هادي، الذي تم تسليمه السلطة 2012 والتي كانت كجزء من صفقة مدبرة من قبل السعودية هو الرئيس الشرعي ويتطلب الدعم الدولي.
لكن في الواقع، دعم إيران للحوثيين تبدو وكأنها متواضعة. وأشارت إلى أن فترة رئاسة هادي الانتقالية انتهت العام الماضي، كما أنه استقال في يناير قبل أن يلوذ بالفرار الى عدن بعد استيلاء الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء.
وحذرت الصحيفة، أن الخطر الواضح في الهجوم السعودي على اليمن سيشعل حريقاً على نطاق واسع، وسيكثف الانقسام الطائفي في مختلف أنحاء المنطقة، وربما سيجلب المملكة السعودية وإيران إلى صراع مباشر. وحشدت السعودية 150 ألف جندي على اليمن، كما أن باكستان تتعرض لضغوط لإرسال قوات عسكرية لمساندة السعودية بالأعمال القذرة.
الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الذي اشترته دول الخليج بالمليارات، تعهد بإرسال قواته للقتال في اليمن “إذا لزم الأمر”.
إن فكرة السعودية المستبدة ورائدة الطائفية في الشرق الأوسط وزميلاتها من الدول الخليجية المستبدة – وبدعم من بنيامين نتنياهو – في حفظ وأمان واستقرار اليمن، هي فكرة أبعد من الخيال. هل تنتظر من مملكة سحقت الانتفاضة الشعبية عام 2011 في البحرين ومولت الإطاحة بالرئيس المصري المنتخب لأول مرة عام 2013 وقامت برعاية الحركات الجهادية التكفيرية وأرسلتهم إلى سوريا والعراق أن تحفظ أمن واستقرار اليمن؟
الحرب في اليمن بالنسبة للسعوديين، هي لفرض سيطرتها على شبه الجزيرة العربية، وقيادته في مواجهة إيران، وخوفاً على نفطها وغازها. أما الدول الغربية التي تقدم يدها لمساعدة السعودية في الحرب على اليمن، ليس إلا من أجل المال، فهذه الدول العظمى تريد أن تستنزف أموال السعودية.
وللعلم، فإن المملكة العربية السعودية تعد أكبر سوق للأسلحة البريطانية.
وقالت الصحيفة، إن باراك أوباما، قصف، منذ توليه الرئاسة سبع دول تقطنها أغلبية مسلمة. هناك الآن أربع حروب واسعة النطاق مشتعلة في العالم العربي (العراق وسوريا وليبيا واليمن)، وقد شاركت الولايات المتحدة في ضرب كل واحدة من هذه الدول.
* نقلاً عن موقع يمني برس، ولم يذكر المصدر من ترجم المادة ولا تاريخ نشرها في الغارديان.