أزاميل/ متابعة:نشر الشاعر والإعلامي شعلان شريف، الخميس، مادة على صفحته الشخصية في الفيسبوك قدم عبرها رؤية للأخبار المتواترة عن وجود خطط امريكية لتقسيم العراق.
ونظرا لدقة هذه الرؤية ووضوحها نجد انها مادة مناسبة لإعطاء فكرة عن جانب مهم من هذه المشاريع وآفاقها المستقبلية المتوقعة.
وبالطبع نحن هنا لا نؤيد ما جاء في هذه الرؤية إنما نعيد نشرها للتأسيس عبرها لمساحة حرة ومفتوحة للنقاش بين جميع زوار الموقع الكرام.
وادناه نص ما نشره الكاتب:
تعليقاً على جدل”تقسيم العراق” الذي أثير مؤخراً على خلفية قرار الكونغرس الأمريكي بتسليح البيشمركَة و “القبائل السنية” دون المرور بالحكومة العراقية:
- شخصياً لا أرى أن القرار يأتي في سياق خطط تقسيم البلاد (رغم أني لا أنكر وجود هذه الخطط) وإنما فهمته في سياق إدارة الصراع في العراق. تسليح الكرد والسنة مباشرة هو “عقوبة” أمريكية لساسة الشيعة على علاقتهم بإيران ولجعل الحرب ضد داعش تدار بشكل اساسي من قبل قوى عراقية (كردية وسنية) موالية لأمريكا تعمل لتعزيز النفوذ الأمريكي في المنطقة ومحاصرة التمدد الإيراني.
وإذا كان الشيعة قد فشلوا حتى الآن في التعامل الناجع مع التمرد السني المسلح الذي أباد ما يقارب ربع مليون شيعي خلال الأعوام الـ12 الماضية فإنهم سيكونون أكثر فشلاً في التعامل مع إقليم سني مسلح يديره ضباط المخابرات الصدّامية وقادة البعث (أو أبناؤهم) والأعضاء السابقون في التنظيمات الإرهابية الإسلاموية.. ويحظى هذا الإقليم بدعم أمريكا وجميع الدول العربية تقريباً وتركيا (وإسرائيل).
- الحلول المتبقية أمام شيعة العراق -في رأيي- للحفاظ على وجودهم (حتى بالمعنى المادّي الفيزيائي) هي ثلاثة:
–الحلّ الأول هو قلب الوجهة السياسية الشيعية بشكل كامل والانتقال من التبعية لإيران إلى التبعية لأمريكا (بما في ذلك إقامة قواعد عسكرية أمريكية) وإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل مقابل أن يتخلى الأمريكان عن مشروع إقامة كيان سني مسلح..
ومساعدة الحكومة الشيعية في فرض سلطتها على كامل الأراضي العراقية (مع احتفاظ كردستان بوضعها) .. هذا الخيار كان متاحاً أمام الشيعة منذ 2003 ولكنهم لم يجرؤوا عليه ولا أظنهم سيجرؤون.
-الحلّ الثاني هو خوض معارك جريئة بمعونة إيرانية لفرض سلطة بغداد على جميع المحافظات السنية .. ودعم القوى السنية المتمردة على التمرد السني (بعض العشائر في الأنبار وأخرى في سامراء والعلم والشرقاط وديالى) .. ويحتاج هذا التوجه إلى عمل سياسي يتضمن تنازلات مهمة لاستعادة الأكراد (البرزانيين) قبل أن يتورطوا أكثر في الانضواء في المعسكر المعادي للحكومة الشيعية.
– الحلّ الثالث، وهو أسوأ الحلول هو رسم الحدود بالقوة ثم إعلان الدولة العراقية الجديدة التي حدودها شمال وغرب بغداد والتخلي عن المناطق التي يرفض أغلبية سكانها الخضوع للسلطة المركزية (مثل الموصل والرمادي وتكريت)..
وهو حل سيئ جداً لأنه سيجعل هذه الدولة الشيعية محاطة من شمالها وغربها بدولة سنية (يحكمها البعثيون والوهابيون والاخوان) لديها تحالفات سياسية إقليمية ودولية واسعة وخبرات سياسية وعسكرية ومخابراتية ولن تتحول إلى دولة جارة مسالمة أبداً.
(يعتقد البعض أنّ هذه الدولة ستكون ضعيفة اقتصاديا لأنها بلا موارد نفطية وهذا وهم .. فليس بالنفط وحده تقوم الدول).
– توقعاتي: لن يجرؤ قادة الشيعة على أي خيار من الخيارات الثلاثة وسيظلون حائرين تائهين كما هم الآن .. وسيستمر الذبح الطائفي بحق الأبرياء والفقراء منهم وسيستمر التجاذب الإيراني الأمريكي عليهم دون أن يستفيدوا منه بل يقدمون التنازلات شرقاً وغرباً
.. أما الصورة النهائية فسيحسمها أحد الطرفين الممسكين بالقوة الفعلية: إيران أو أمريكا.