ازاميل/ متابعة: رغم محاولة الفيفا إنهاء الجدل في ملف الفساد المتعلق باستضافة قطر وروسيا لمونديالي 2018 و2022، إلا أن فيلماً وثائقياً ألمانياً، كشف خفايا فساد جديدة في هذا الملف، فكيف سترد الفيفا على ذلك؟
قبل أسابيع قليلة من الانتخابات الرئاسية للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في زيوريخ والمقررة في (29 مايو/ أيار) الجاري، يواجه أعضاء الفيفا من جديد اتهامات بالفساد، مفادها أن قطر وروسيا قدمتا رشاوى لشراء أصوات أعضاء اللجنة التنفيذية ليصوتوا لصالحهما، فضلا عن اتهامات تتعلق بالظروف “غير الإنسانية” التي يعمل فيها عمال البناء لتشييد البنى التحتية في قطر.
في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي حاولت الفيفا وعبر نتائج تحقيق لجنة الأخلاق التابعة لها، إنهاء الجدل حول هذه الاتهامات، وذلك لغياب الأدلة الواضحة، إلا أن هذه القضية لا زالت تثير الكثير من التفاعلات.
إذ بثت القناة الألمانية الأولى (ARD) فيلماً وثائقياً بعنوان “كرة القدم المباعة”، ويسلط الفيلم الضوء على خلفيات مزاعم الفساد التي طالت الفيفا بشأن استضافة قطر وروسيا لبطولات كأس العالم عام 2018 و2022. وظهرت في الفيلم فايدرا الماجد -الموظفة السابقة المسؤولة عن ملف ترشح قطر للمونديال- وهي توجه اتهامات لكل من عيسى حياتو رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم وعضوي اللجنة التنفيذية في الفيفا النيجيري أموس آدامو والعاجي جاك أنوما بالحصول على 1.5 مليون دولار من أجل التصويت لملف قطر.
مزيد من الاتهامات وفي الوقت ذاته، انتقدت منظمة “مراسلون بلا حدود” اعتقال طاقم القناة الألمانية لخمسة أيام في قطر نهاية آذار/مارس الماضي، من بينهم الصحفي فلوريان باور إلى جانب العديد من زملائه، لدى محاولتهم التحقق من الظروف التي يعمل بها عمال البناء، وإجرائهم مقابلات معهم.
لكن محتوى الفيلم الوثائقي لم يقلق الفيفا، فما هو سبب ذلك وماذا يعني كشف هذه الوثائق بالنسبة لجوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم؟
وبعد الاتهامات التي وجهتها فايدرا الماجد في عام 2011 لعيسى حياتو وآدامو وأنوما، ثبت مؤخراً وجود صفقة بين عضو اللجنة التنفيذية القبرصي ماريوس ليفكاريتس بعملاق الغاز الروسي وممول الفيفا “غاز بروم”. ورغم قول البعض بأنها “شرعية”، لكنها وصفت بـ”المشبوهة”. وللشركة الروسية أيضا علاقة وثيقة بعضو اللجنة التنفيذية سابقا للفيفا فرانز بيكنباور أيضا.
عيسى حياتو هو نائب رئيس الفيفا حالياً، انضم إلى مجلس إدارة الاتحاد الدولي لكرة القدم عام 1990، إذ عين رئيساً للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وفي عام 2002 رشح نفسه لرئاسة الفيفا كمنافس لبلاتر، وهو حاليا من أحد المقربين منه، واتهم بحصوله على رشوة من شركة تسويق عام 2011. أما جاك أنوما فهو رئيس اتحاد كرة القدم في ساحل العاج واسمه يظهر بشكل متكرر في كثير من اتهامات الفساد.
آموس أدامو متهم بالفساد وتم إيقافه من قبل لجنة القيم الأخلاقية في الفيفا لتورطه في قضية تلقي رشاوى مقابل بيع صوته للدول المتنافسة لاستضافة كأس العالم 2018 و2022. والقبرصي ماريوس ليفكاريتس انضم إلى مجلس إدارة الفيفا منذ ثماني سنوات ويشغل منصباً في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا)، وهو يرأس شركة للنفط في قبرص. آثار هذه التطورات على الفيفا مما لا شك فيه أن انتهاكات حقوق العمال لا تلائم صورة بلاتر المدافع عن الحقوق الإنسانية، فضمان حقوق العمال من المعاييرالأساسية لقبول طلبات الترشيحات لاستضافة كأس العالم. وهو ما دفع الفيفا لرفض المزاعم بشأن حقوق العمل وهو ما تتطالب به اللجنة الأولمبية الدولية أيضاً. وعندما تم تنظيم كأس العالم في ألمانيا عام 2006 طالبت الفيفا بإعفاءات ضريبية، ما يعني أن الأمر في النهاية يتعلق بتقديرات البلد المضيف والثمن الذي بإمكانها دفعه لاستضافة هذا الحدث الرياضي. ويرى بعض المراقبين الرياضيين أن الكشف عن بعض المعلومات لن يؤثر على الفيفا، وهو ما ظهر جلياً خلال تصريحات بلاتر في مؤتمر صحفي في القاهرة عندما وصف الاتهام الموجه لحياتو بـ” المثير للاشمئزاز”، فضلا عن أن “لجنة الأخلاق” بالفيفا برأت روسيا وقطر من تهم الفساد. وحدوث أي تغير في قضية استضافة قطر وروسيا لكأس العالم، يبقى مرهوناً بنشر تقرير المحقق الأمريكي مايكل غارسيا المسؤول عن التحقيق في مزاعم الفساد في ملف استضافة مونديالي 2018 و2022، إلا أن هذا التقرير وإن تمّ نشره، فلن يكون قبل موعد الانتخابات الرئاسية للفيفا في الـ29 من شهر مايو/أيار الجاري.
المصدر: DW