موسيقى الأكراد تدفع السفير العراقي إلى الرقص في مهرجان فاس

أزاميل/ فاس: بيْن جمهور متحف البطحاء في مدينة فاس في لقاءٍ مع مجموعة غنائيّة قدمتْ إلى المغرب من كردستان العراق، وشدّ أعضاؤها بألحان آلاتهم الموسيقية المتميّزة وكلمات أغانيهم، وإنْ كانت غير مفهومة، الجمهور إلى آخر لحظة.

Advertisements
Advertisements

ولمْ تُخيّب مجموعة “باييز” الكرديّة ظنّ جمهور مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، الذي لمْ يَحُل المطرُ الخفيف الذي تساقط على مدينة فاسَ تزامنا مع الحفل من الحضور إلى متحف دار البطحاء، وكانَ الحفْلُ كما تمنّى أحدُ أعضاء المجموعة حين خاطبَ الجمهورَ قبْل الحفل بالقول “نتمنى أن تروق لكم هدايانا المتواضعة وأن تقضوا معها وقتا ممتعا”.

واستسْلمَ الجمهور على مدى أزيدَ من ساعة ونصف الساعة لإيقاعاتُ الطبّل والدّف والقانون والمزمار وآلات موسيقيّة كرديّة، رُغْم المطر، وابتدأتِ الإيقاعات هادئة لطيفةً، ثمّ ارتفع الإيقاع رويدا رويْدا مع مرور دقائق الحفْل، إلى أنِ انتهى إلى إيقاعٍ سريع رافقته تصفيقات الجمهور، ثمّ إلى رقْص جماعيّ جعل الجمهور ينفضُ عنه هدوءه وانخرط في “جدبة” جماعية.

ولمْ يتمالك السفير العراقي في الرباط حازم اليوسفي نفْسه، حينَ أتَت المجموعة الغنائية الكرديّة على إتمام حفْلها، فقامَ من مكانه ووقفَ يُحيّي أبناء كردستان حيث يتحدّر، قبْل أنْ يصعدَ المنصّة ويقدّم لهم ورودا، وحينَ اعتقد الجمهور أنّ الحفل قد انتهى، بتسليم السفير الورود لأفراد المجموعة، توسّط السفير أبناء إقليمه وانخرطوا في رقصة جماعية فهبّ الجمهور بدوره بالرقص.

“هؤلاء الشباب كانوا رائعين في أدائهم، وهم يمثلون الشعب الكرديّ الذي يمثل جزءً كبيرا من العراق، وأنَا أمثّل في المغرب الشعب العراقي بكلّ اطيافه ومكّوناته”، يقول السفير العراقي حازم اليوسفي في تصريحات صحافية، ويضيف “أنا مندهش، في هذا البلد (المغرب) لا يمر يوم ويُقام مهرجان ثقافي أو رياضي أو فني، هذا يجعل من المغرب مركزا للفنون والثقافة”.

وغنّت مجموعة “باييز” الكرديّة أغاني تعبر عن جمال والتعايش الموجود في العراق وفي المنطقة، كما قال السفير العراقي، غيْرَ أنّ الوضْعَ الذي يعيشه العراقُ أرْخى بظلاله على الكلمة المقتضبة التي استهلّ بها أحدُ أعضاء المجموعة الحفل، إذْ قال بعربيّة فصيحة “جئنا إلى مدينة فاسَ منْ منطقة تعيش وضعا صعبا”، غيْرَ أنّ أفرادَ المجموعة، ورغم الألم الذي يعتصر القلوب، صنعوا لحظاتِ فرحة وسط متحف البطحاء بفاس.

Advertisements

ولمْ يُخْف السفيرُ العراقي قلَقه على بلده في ظلّ عدم الاستقرار الذي يعشيه، وتمدّد نفوذ التنظيمات الإرهابية المهددة للاستقرار، وعلى رأسها “تنظيم الدولة الإسلامية”، الذي قالَ السفير حازم اليوسفي بشأنه لهسبريس إنّ أعضاءه “يُدمّرون الفنون والحضارة ويذبحون البشر ويحرقون كل ما جميل في بلدنا ويدمّرون كل شيء”، غيْرَ أنّه أبْدى تفاؤلا كبيرا إزاء مستقبل العراق.

وقال بتفاؤل “الشعب العراقي شعب حي، يحب الحياة، ويعيش ويقاوم من أجل البقاء، ورغم كل ما يهدد بلدنا فإن الفنّ والثقافة والفنون ما زالت حيّة، رغم الدمار ورغم كل شيء، ومبدعو العراق لا يترددون في تقديم إبداعاتهم إن كان هذا سلاحا ضد الإرهاب، وسنظلّ نقاوم الإرهاب بكلّ الوسائل، بما في ذلك الفن والثقافة”.

وختم قائلا “نحن متفائلون لأننا شعب جذورنا متجذّرة في التاريخ منذ 7000 سنة في بلاد الرافدين، والشعب العراقي تجاوز كل المصائب التي حلّت به، ونحن متفائلون بالتصدّي للإرهاب والقضاء عليه على أرض العراق وإنقاذ العالم منه”.

Advertisements

المصدر: هسبريس

يذكر ان السفير العراقي في المغرب منذ عام 2010 كان قد عمل محاميا لدى المحاكم العراقية بكافة درجاتها لعشر سنوات ومستشاراً قانونياً في مجال التأمين والشركات وأصبح عضواً في قيادة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني منذ 1992 وشغل مناصب قيادية حزبية فيها

Advertisements

وانتخب عضواً في برلمان إقليم كردستان منذ 1992 ولغاية سنة 2000  وكان نائباً لرئيس الكتلة البرلمانية للاتحاد الوطني وعضواً في اللجنة القانونية.