إبراهيم عيسى:السعودية بمواجهة النفوذ الإيراني مستعدة لتدمير المنطقة..وكل إرهاب في العالم وهابي

وجه الإعلامي المصري، إبراهيم عيسى، اتهامات حادة إلى المملكة العربية السعودية بأنها تمول تدمير سوريا للخلاص من بشار الأسد، وأنها -أيضا- مولت انتشار “الوهابية” المسؤولة عن الإرهاب في العالم العربي، وفي المنطقة، زاعما أن “حرب المملكة ضد اليمن هي أقل الحروب شعبية، وشرعية”، وفق قوله.

جاء ذلك في أحدث مقال كتبه عيسى بجريدة “المقال” الاثنين، التي يرأس تحريرها، تحت عنوان “ما فقدته السعودية بالسياسة تحاول أن تعوضه بالخراب”.. وأضاف: “لماذا لا نواجه السعودية بأنها تمول تدمير سوريا على يد “داعش” و”القاعدة” للخلاص من الأسد؟ هل قال أحد للمملكة إن حربها ضد اليمن هي أقل الحروب شعبية، وشرعية؟”.

وفي بداية مقاله قال: “لقد نجحت إيران في اختراق سياسي هائل للعالم العربي، رغم أنها دولة محاصرة اقتصاديا، وتكاد تكون دولة مفلسة، وتحت حرب غربية مستمرة منذ أربعين عاما تقريبا، ما يعني فشلا عربيا، في صراع النفوذ، فما فقدته السعودية بالسياسة تحاول أن تعوضه بالحرب، والخراب”.

Advertisements
Advertisements

واستطرد: “الثابت أن إيران استحوذت على إرادة النظام السوري منذ اعتلى بشار الأسد عرش أبيه، وبينما لم تتمكن السعودية من جذب دمشق إلى معسكرها، أو جلوس  بشار في خيمتها، وبمجرد انتفاضة قطاع من الشعب السوري على نظامه، فقد سارعت السعودية في تمويل وتعبئة القوى المتطرفة الإرهابية ضده، وتمويلها حتى الآن بالسلاح والمال، وشاركها حكام قطر، مندوبو الخراب في المنطقة”، وفق وصفه.

وتابع: “على مدى السنوات الخمس التالية لم تفكر السعودية إلا في الخلاص من الأسد، حتى لو كان ثمن الخلاص من هذا الرئيس هو تدمير، وتخريب سوريا”.

وأضاف: “إذا كنا نعرف جميعا أن بشار الأسد يملك شعبية عند شرائح واسعة من شعبه، وإذا كنا نوقن أن المال السعودي والقطري يتم إنفاقه على إرهابيين وقتلة وسفاحين من أجل مزيد من خراب سوريا، وقتل شعبها، فكيف نعتقد أن الخلاص السعودي من بشار يستحق أن نحرق سوريا، وأن مواجهة نفوذ إيران في سوريا يستحق أن نمنحها لنفوذ “داعش” و”القاعدة” كأنا أمام غل، وليس سياسة.. أمام انتحار، وليس أمام استراتيجية”، على حد قوله.

وتساءل: “ألهذا الحد تسدّ المعونات العيون؟”

ويرى مراقبون أن الاتهامات التي وجهها عيسى للسعودية تبرز إلى أي حد يبدو التباين حادا في الموقف السياسي بين نظام حكم السيسي، وحكم الملك سلمان في السعودية، من علاج الأزمة السورية، ومصير بشار الأسد.

Advertisements

ثم انتقل عيسى في مقاله من الشأن السوري إلى الحديث عن اليمن فقال: “نفس القصة المزرية تتكرر في اليمن، فكأن ثمن التخلص من النفوذ الإيراني، الذي فشلنا جميعا في مواجهته بالسياسة والمال، يدفع السعودية إلى تدمير اليمن مقابل أن لا يهنأ به الحوثيون”.

وأضاف عيسى: “لا أحد يقول للحكام السعوديين إنها أقل الحروب في العالم العربي شعبية، وشرعية”، بحسب زعمه.

وخلص إلى القول: “السعودية في محاولة مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة تدمر المنطقة، هناك طرق ووسائل سياسية أكثر ذكاء لمواجهة مهمة ومطلوبة، بل وواجبة للنفوذ الإيراني، ولكن ليس بالدم، والخراب”.

Advertisements

ثم انطلق عيسى إلى مهاجمة ما سماه “الوهابية”، فقال: “الوهابية التي مولت السعودية انتشارها في العالم العربي هي المسؤولة عن الإرهاب في المنطقة، فليس هناك إرهابي إسلامي واحد في العالم العربي، بل وفي العالم بأسره إلا وهابي”.

واختتم مقاله: “أصبحنا جميعا ضحية الحرب بين الوهابية والخمينية، كل منهما يدعي امتلاك الدين والحقيقة، ثم يتصارع كلاهما على النفوذ، بغسل العقول، وتمويل الجمعيات والحركات، مع فارق في الحماس، وفي الذكاء، وفي المال، حتى وصلنا، أو بالأحرى، نزلنا إلى هذا الدرك الأسفل، بما نراه من وطن عربي ممزق، ومدمر”، على حد تعبيره.

Advertisements

وإبراهيم عيسى إعلامي مصري مقرب من السيسي، ويعتبره البعض أحد أذرعه الإعلامية التي يستخدمها كمخلب قط، ضد المختلفين معه سياسيا، ومصدر لإطلاق بالونات الاختبار، للسياسات التي يريد السيسي توجيه قضايا المنطقة في اتجاهها، بل وأداة للابتزاز أيضا.

شاهد أيضاً

فقهاء يحرمون تقديم الزهور..فما السبب؟

هذه مقالة بقلم: د. عبدالخالق حسين أطرحها للنقاش مع ردود عدد من الشيوخ Advertisements Advertisements …