الرئيسية

الديلي ميل: سجن “بوكا” كان بيئة مثالية ومن أجوائها وعن طريق الخطأ..ولدت “داعش”

By nasser

June 02, 2015

نشرت صحيفة الديلي ميل البريطانية تقريرا عن السبب الرئيسي في تشكيل نواة الدولة الاسلامية المعروفة اعلاميا باسم (داعش) من خلال المعتقلات الامريكية في العراق وطريقة ايواء ومعاملة هؤلاء المعتقلين بحيث أصبح المعتقل الامريكي في العراق “المحفز” لتشكيل الجماعات “الارهابية” وذلك عن طريق وضع المعتقلين الخطرين “معا” مما اعطاهم الوقت الكافي لوضع خططهم وتنظيم جماعاتهم بعد خروجهم من المعتقل وذلك بين عامي 2003 و 2009.

وتشير التقديرات الى ان معسكر ((بوكا)) الامريكي في العراق احتجز خلال فترة 6 سنوات أكثر من 100 ألف معتقل وكثير منهم خرج من المعتقل أكثر تطرفا، وخلال سنوات اعتقالهم اخذوا فرصتهم في تشكيل تحالفات مع أعضاء نظام صدام حسين المخلوع.

وبحسب التقرير الذي ترجمته (وطن) فقد تم تقسيم المعتقل على أسس طائفية بحيث يتم وضع المعتقلين حسب التصنيفات الطائفية (سني, شيعي) وحسب التصنيفات من المتطرف الى الاكثر تطرفا وهذه التصنيفات منحت المعتقلين فرصة اعداد أنفسهم لما بعد الاعتقال والذين انضموا لاحقا الى ما يسمى بالدولة الاسلامية في العراق (داعش) وأن من بين هؤلاء المعتقلين في معسكر بوكا كان أبو بكر البغدادي الزعيم الحالي لداعش, حيث تم احتجازه في المعسكر لعدة سنوات قبل الافراج عنه في عام 2009.

ونقلت صحيفة نيويورك بوست عن حارس سابق في معسكر بوكا، يدعى ميتشل جريي، 48 عاما، والذي يحمل شهادة في القانون ويجيد العربية, قوله ” ان نظرات المعتقلين كانت تنم عن حقد دفين ضد الامريكان وأنه بعد وقت قصير من هبوطه في المعسكر حصل على لمحة أولى من 26 ألف من المعتقلين الذين كانوا هناك عندما وصل “.

وأضاف جريي قائلا: “عندما أقول بأنهم يكرهوننا فإنني أعني أنهم يريدون قتلنا في ضربات وسط قلوبنا إذا ما أتيحت لهم الفرصة. والتفت إلى ضابط صف كان معه وقال له: “إذا أمكنهم، فإنهم سيمزقون رؤوسنا ويشربون دمنا.”

وبحسب الصحيفة فان معسكر الاعتقال الذى سمى باسم رونالد بوكا، وهو المارشال في دائرة اطفاء نيويورك واحد من الذين لقوا حتفهم في هجمات11 سبتمبر، قد يكون بدأ مع أفضل النوايا ولكن انتهى الأمر بأنه غذى الكراهية الشديدة لأمريكا ووحد مجموعة من المتطرفين.

وتؤكد الصحيفة بأن البغدادي وغيره من المتطرفين قبل اعتقالهم كانوا عازمين على مهاجمة أمريكا.

وفي السجن تعمق التطرف لديهم وأعطاهم الفرصة لتوسيع نطاق أتباعهم. ففي معسكر بوكا، على سبيل المثال، تم احتجاز أكثر الشخصيات المتطرفة “جنبا إلى جنب” مع الأفراد الأقل تهديدا، وبعض منهم غير مذنب في أي جريمة عنيفة. فأصبحت السجون تجمع مراكز التجنيد وقواعد تدريب للإرهابيين التي ((تخوض الآن )) الولايات المتحدة ضدهم الحرب.

وبحسب الصحيفة جرى تقسيم المجمع الى أقسام يحتوي كل قسم منها على 1000 سجين, وكان يعرف الأمريكان أن الفصيلين الإسلاميين الرئيسيين في العراق، السنة والشيعة، لا يمكن أن يوضعا معا. ومع ذلك، لم يكن يعلم الأميركيين أن “السنة والسنة المتطرفة” لا يمكن وضعها معا في نفس القسم إذا ما أرادوا ضمان السلام.

وتسهب الصحيفة في  تقريرها “لقد قام السنة المتطرفة بتطبيق الشريعة الاسلامية وتعرضت السنة المعتدلة للتعذيب في حال عدم تطبيق احكام الشريعة التي وضعتها السنة المتطرفة, وقاموا بقطع الالسنة وحتى في بعض الاحيان اقتلعوا مقل عيون ضحاياهم”-

وحسب ما ذكرته الديلي ميل- لم يكن هناك ما يكفي من الحرس الامريكان لدخول المجمع وأنهم لا يتكلمون اللغة العربية, فكانت هذه فرصة للمتطرفين بتعزيز عقلية الاخرين من المعتقلين ليكونوا ((ارهابيين)) وكان للمتطرفين الحرية في تثقيف الشباب المعتقلين وكانوا يقومون بإعطاء دورات تعليمية باستخدام ألواح الفصول الدراسية على كيفية استخدام المتفجرات والاسلحة وكيف يصبحون مفجرين انتحاريين.

وكانت هذه البيئة المثالية واتفق الجميع عندما خرجوا من السجن, وكان السبيل لإعادة الالتقاء ببعضهم سهلا بحيث انهم كانوا يكتبون تفاصيل عناوين كل منهم على سراويلهم التحتية.

واختتمت الصحيفة تقريرها بأن معتقل بوكا  بين عامي 2006 – 2008 كان يضم أيضا الحاج بكير الذي كان عقيد سابق في قوات الدفاع الجوي في نظام صدام حسين, وعلى الرغم من انه لم يكن متطرفا الا ان الرجل اصبح مسؤولا عن هيئة التنظيم والادارة في داعش.