الشام

الشريان:الجولاني أعلن أمام”الجزيرة”برنامجه الإرهابي وأهم بنوده: الثأر والجزية وتصحيح عقائد الناس!

By nasser

June 06, 2015

نشرت صحيفة الحياة (السعودية) مقالا للإعلامي والصحفي السعودي “داوود الشريان” تحت عنوان “أضعف الإيمان (الحوار مع قائد «النصرة»)” شن فيه هجوما شرسا على المقابلة التي أجرتها قناة «الجزيرة» القطرية مع متزعم «جبهة النصرة» الارهابية أبو محمد الجولاني، وكتب الشريان قائلا: الحوار الذي أجرته قناة «الجزيرة» مع قائد «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني، أثار جدلاً واسعاً في أوساط سياسية وصحافية.. النقاش ليس في مبدأ إجراء الحوار أو عدم إجرائه.. الحصول على حديث مع الجولاني يُعدّ سبقاً صحافياً كبيراً بكل المقاييس.. القضية هي كيف أُجرِيَ الحوار؟! ما هي الصورة التي ظهر فيها الجولاني؟ هل قُدِّمَ كرئيس تنظيم إرهابي، أم كبطل يدافع عن حقوق السوريين، ويمثلها؟!

مقابلة قناة الجزيرة القطرية مع امير “جبهة النصرة” الارهابية الجولاني حاول طمأنة الأقليات، لكنه وصف كل الفصائل الإرهابية التي تقاتل، وتتقاتل على الأرض السورية بأنها تضم مسلمين، وإخوة، وأن ما بينه وبينها خلاف، وإن شئت اختلاف في الاجتهاد. وهو تحدَّث عن أهل الطوائف والمذاهب في سورية بلغة مذهبية موغلة في الإقصاء. اعتبر أن العلويين ليسوا من أهل الإسلام، وأشار إلى ثارات معهم، وتحدّث عن هدم القبور، وتصحيح عقائد الناس، انطلاقاً من رؤية سلفيّة ضيّقة، وهو أكّد أنه جاء لنشر دين الله عز وجل، معتبراً سورية بلداً فيه كفّار يجب هدايتهم أو قتالهم. لكنه كان «كريماً» مع المسيحيين، وقال إن النصارى الآن لا يقاتلون مع النظام، ولهذا لن نحاربهم، وسيُترك أمرهم إلى حين النصر، والنتيجة طبعاً ستكون إما الإسلام وإما الجزية. من تابع حوار الجولاني يشعر بأن ساعة الزمن عادت 1400 سنة.

الأهم أن الجولاني قال إن «جيش الفتح» جمع مبارك، وهو نتاج غرفة عمليات للتنسيق بين الفصائل، وأُقِرَّت تسميته بـ «جيش الفتح»، وقائم على مبدأ الشورى. وهو لمّح إلى أن «جيش الفتح» سيكون الصورة النهائية لهذا التحالف بين «النصرة»، و «القاعدة»، وبقية الفصائل.

نحن إذاً أمام نسخة جديدة للتنظيمات الإرهابية، باسم «جيش الفتح»، وهذا يعني أن القوى التي تدعم هذه الجماعات تريد أن تعاود إنتاج الإرهاب في شكل مختلف، بعيداً من صورة «القاعدة»، و «جبهة النصرة» التي نشأت كذراع لتنظيم «القاعدة» في الشام عام 2011، وخلق تنظيم جديد يمكن الحوار معه، ومدّه بالسلاح والتدريب، فضلاً عن أن الجولاني سعى إلى القول «إننا نعمل في الشام فقط». وربما كان المطلوب منه أن يتبرّأ من «القاعدة» لكنه لم ينجح، أو لم يستطع. حوار الجولاني كشف أن «النصرة»، بالتالي «جيش الفتح» هو الصورة المحسّنة من تنظيم «القاعدة»، وأن مسلسل الإرهاب في المنطقة سيكون مثل فيلم «رامبو»، له نسخ متعددة.

لا شك في أن حديث الجولاني إلى قناة «الجزيرة» مؤشّر إلى بداية مرحلة جديدة للتنظيمات الإسلامية الإرهابية في سورية، تُنذِر بحرب طويلة ومفزعة في هذا البلد.

ويختم الشريان كلامه بالقول: “الأكيد أن حوار الجولاني كان أشبه بحوار مع مرشحين للرئاسة.. الرجل أعلن برنامجه الإرهابي لحكم سورية، ومن أهم بنوده: الثأر والجزية وتصحيح عقائد الناس”.

جدير بالذكر ان “جيش الفتح” تم تشكيله بقيادة تركية وتمويل سعودي، منذ الزيارة التي قام بها إلى اسطنبول ولي العهد السعودي محمد بن نايف في السادس من نيسان الماضي، منهياً القطيعة والخلاف مع أنقرة حول جماعة «الإخوان المسلمين»، وهذا الذي لم يورده الشريان في مقاله!

وتكرست المصالحة بتمويل السعودية وقطر لـ «جيش الفتح»، ودمج وحدات «إخوانية»، مثل «فيلق الشام» و«أجناد الشام» و«جيش السنّة» و«لواء الحق» في «جيش الفتح»، إلى جانب جماعات «قاعدية» تديرها الاستخبارات التركية، مثل «جنود الشام»، والشيشانيين و«الحزب الإسلامي» التركستاني والأويغور و«جند الأقصى» و«أحرار الشام»، و«جبهة النصرة» التي اضطرت إلى تأجيل إعلان «إمارتها» الادلبية، وتقاسم النفوذ في البؤرة التركية الجديدة من خلال تصدر «جيش الفتح»، والمضي مع الأتراك في الرهان على توسيع دائرة الحرب باتجاه حلب.