الشام

ديلي تلغراف: الغرب يخشى سقوط الأسد وسيطرة داعش بعد ذلك على سوريا

By nasser

June 10, 2015

تصدر الحديث عن مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد أروقة ونقاشات قمة الدول السبع، التي انعقدت في ألمانيا هذا الأسبوع. ويبدو أن هناك تقاربا في الرأي حول الموضوع، بين الولايات المتحدة وروسيا، التي تدعم النظام السوري، وتقف إلى جانبه، إضافة إلى إيران.

وكتب كون كوغلين في صحيفة “ديلي تلغراف” عن حظوظ الأسد ومصيره، حيث قال: “في بداية النزاع، وعندما اغتر القادة الذين كان يجب أن يعرفوا أفضل بوعود الربيع العربي، ساد اعتقاد أن نظام الأسد، الذي حكم سوريا لأكثر من 40 عاما، يجب أن ينتهي، ويحل محله نظام علماني، يحقق الديمقراطية على الطريقة الغربية”.

ويشير التقرير إلى أن تحقيق هذا الهدف، واستخدام الأسد السلاح الكيماوي ضد شعبه، هما ما دفع برئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، إلى التقدم عام 2013 للبرلمان بمشروع قرار للمشاركة في عمل عسكري ضد النظام في دمشق. وقد وافقت الحكومة البريطانية واشنطن في حماسها للحملة العسكرية، كما كان الحال في الحملة العسكرية للإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي عام 2011.

ويقول الكاتب إن أحد الاعتراضات التي قدمت ضد خطة كاميرون، أنه في حالة نجاح الغرب في الإطاحة بالأسد، فمن سيحل محله؟ وقد يجد الغرب متخرجا علمانيا من جامعة هارفارد لتطبيق قيم الحفاظ على القانون وحرية التعبير، ولكن الواقع يشير إلى أن الإسلاميين المتطرفين، الذين أرهبوا عددا من مناطق الشرق الأوسط، هم من سيحلون محل الأسد. مشيرا إلى أن هذا ما حدث في ليبيا بعد القذافي، ولا يوجد هناك أي سبب يدعو لأن تكون سوريا مختلفة.

وتبين الصحيفة أنه منذ أن خسر كاميرون التصويت، ساد إجماع في الرأي يفيد بأن بقاء رئيس النظام السوري في مكانه هو أهون الشرين، وهو ما قضى على إمكانية تدخل عسكري يقوم به الغرب ضد الأسد.

ويجد كوغلين أن هذا الرأي يحتاج على ما يبدو إلى مراجعة، وعلى الأقل من خلال التصريحات التي قدمت على هامش قمة الدول السبع. وبحسب مصادر من داخل الحكومة البريطانية (داونينغ ستريت)، فقد سيطر على حفلة العشاء الأخيرة لقادة الدول السبع، التي أقيمت في منتجع “شلوس إلماو”، الحديث عن سوريا والعراق.

ويذكر التقرير أن إحدى الأفكار التي تم طرحها، كانت إرسال الأسد إلى المنفى، وذلك جزء من صفقة بين روسيا والغرب؛ من أجل مواجهة تنظيم الدولة.

وتنقل الصحيفة عن مسؤول في داخل الحكومة البريطانية، قوله مع نهاية القمة: “لا نريد أن نبالغ في الحديث، ولكن هناك شعورا كبيرا بإمكانية تحقيق حل سياسي، أكثر مما كان قبل عدة أشهر”.

ويلفت الكاتب إلى أن هناك عدة عوامل تفسر هذا التغير المفاجئ في التفكير، وأهمها الإيمان المتزايد بأن الأسد بعد نجاحه الأول في منع مقاتلي تنظيم الدولة من اختراق مناطق العلويين حول دمشق، أصبح في موقع الدفاع عن النفس، خاصة مع وجود تقارير تتحدث عن قرب انهيار النظام في أي لحظة. وهو ما جذب انتباه العواصم الغربية، وكذلك روسيا وإيران، وهما البلدان اللذان سيخسران الكثير في حال رحيل الأسد عن السلطة.

ويفيد التقرير، الذي ترجمته “عربي21″، بأن روسيا لا تزال راغبة بشراكة استراتيجية مع دمشق، فيما تريد إيران حكومة صديقة تدير سوريا؛ كي تستمر في تقديم الدعم الضروري لحزب الله في جنوب لبنان.

ويعتقد غوكلين أنه في حال أصبح مصير الأسد على المحك، فمن مصلحة كل من روسيا وإيران التوصل إلى تفاهم مع الغرب، يتم من خلاله ترتيب خروج الأسد من السلطة، بطريقة تمنع سقوط العاصمة في يد الإسلاميين المتشددين.

ويقول الكاتب: “من الناحية الرسمية لا توجد علاقة ود بين الولايات المتحدة وروسيا، وقد أنهى باراك أوباما قمة (جي7) باتهام فلاديمير بوتين، الذي استبعد من القمة؛ بسبب ضم الكرملين لجزيرة القرم، بتدمير الاقتصاد الروسي في محاولته لإعادة خلق الإمبراطورية الروسية من جديد”.

وتستدرك الصحيفة بأنه خلف الكواليس يقول الدبلوماسيون إن هناك صورة مختلفة عندما يتعلق الأمر بسوريا. وهناك تفهم متزايد من جانب كل من موسكو وطهران بأن مصالحهما تكون محمية إذا تعاونتا مع الغرب للتوصل إلى اتفاق يحقق أهداف الجميع، وهو: منع سقوط دمشق في يد تنظيم الدولة.

ويورد التقرير أن مسؤولا مطلعا على الموضوع يقول إن “الروس مستعدون للفصل بين مصالحهم في الملف الأوكراني، وبين مصالحهم في العالم العربي. وذلك في الوقت الذي يحاول فيه الإيرانيون يائسين الإبقاء على خطوط الإمدادات لحزب الله بأي ثمن، حتى لو يعنى ذلك ترك الأسد لمصيره”.

ويؤكد غوكلين أن الفرصة أمام الغرب لإدارة مباحثات سياسية تقوم على الدبلوماسية الواقعية أمر مرحب به، خاصة أن اليوم هو الذكرى السنوية الأولى لسيطرة تنظيم الدولة الدرامية على الموصل، ثاني كبرى المدن العراقية، حيث قام داعمو التنظيم المتعصبون باستبعاد مليون مواطن بطريقة لم تر منذ الاحتلال النازي لأوروبا، وقد تعرض المعارضون للتعذيب والإعدام الجماعي، بالإضافة إلى اضطهاد الأقليات الدينية مثل المسيحيين.

وتنوه الصحيفة إلى أنه وكما اعترف أوباما، فإن الولايات المتحدة وحلفاءها، وبينهم بريطانيا، ليست لديهم “استراتيجية كاملة” لهزيمة تنظيم الدولة.

وتختم “ديلي تلغراف” تقريرها بالتساؤل عن أفضل طريقة لتحسين سجل الغرب المثير للعار من التوصل لتفاهم مع روسيا للإطاحة بالأسد، ويجد الكاتب أنه بحل المشكلة السورية سيفتح الطريق أمام مواجهة تنظيم الدولة.

عن عربي 21