أوديرنو: مصالحة سنة وشيعة العراق صعبة وتقسيمه ربما الحل الوحيد..والعبادي يحتج ويستغرب!

 
أزاميل/ رويترز/وكالات:
أعلن قائد إركان الجيش الأميركي المنتهية ولايته الجنرال ريموند أوديرنو، الأربعاء، أن تحقيق المصالحة بين الشيعة والسنة في العراق لا ينفك يزداد صعوبة، معتبرا أن تقسيم هذا البلد “ربما يكون الحل الوحيد” لتسوية النزاع الطائفي الذي يمزقه، فيما اعتبر أن الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية تواجه مأزقا وإن على الجيش الأمريكي ان يبحث نشر قوات اسناد على الأرض إلى جانب القوات العراقية إذا لم يشهد تقدما في الأشهر القادمة..

Advertisements
Advertisements

وقال الجنرال أوديرنو الذي كان أعلى ضابط أميركي في العراق والذي يتقاعد من منصبه يوم الجمعة، ردا على سؤال عن فرص المصالحة بين الطائفتين إن “هذا الأمر يصبح أكثر فأكثر صعوبة يوما تلو الآخر”، متوقعا أن العراق في المستقبل “لن يشبه ما كان عليه في السابق”.

وعن إمكانية تقسيم هذا البلد قال “أعتقد أنه يعود إلى المنطقة، إلى الشخصيات السياسية والدبلوماسيين أن يروا كيف يمكن لهذا الأمر أن يجري، ولكن هذا أمر يمكن أن يحصل”.

وأضاف “ربما يكون هذا الحل الوحيد ولكني لست مستعدا بعد لتأكيده”.

وأوضح “استعدنا بعض الأراضي معظمها نتيجة عمل عظيم للأكراد وبعض جهود قوات الأمن العراقية.” وأوضح ان الأكراد ما زالوا يحققون بعض التقدم.

نشر قوات على الأرض

Advertisements

وحول الاستراتيجية الأميركية لقتال داعش في العراق، قال أوديرنو، الأربعاء، إنه إذا لم يحرز الجيش الأميركي التقدم الذي يحتاجه في الأشهر القليلة القادمة “فإن علينا على الأرجح النظر تماما في نشر بعض الجنود (مع القوات العراقية) ثم نرى إذا كان قد حدث اختلاف.”

واستدرك: “هذا لا يعني إنهم سيقاتلون لكن…سيساعدوهم ويتحركون معهم،” مشيرا إلى أن هذا خيار “علينا أن نطرحه على الرئيس عندما يحين الوقت المناسب.”

وتقود الولايات المتحدة تحالفا دوليا يركز على القوة الجوية لمساعدة القوات العراقية على الأرض في قتال تنظيم الدولة، لكن لم تظهر نتائج حاسمة على الأرض حتى الآن.

Advertisements

وأيد اوديرنو -الذي يتأهب لترك منصبه- الاستراتيجية الراهنة ضد الدولة الإسلامية وقال في اخر مؤتمر صحفي له بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن القوات الأمريكية تستطيع هزيمة المتشددين لكنها لا تستطيع حل المشكلات السياسية والاقتصادية الاوسع نطاقا والتي تحدق بالعراق وسوريا.

وقال للصحفيين “قد نستطيع على الارجح الذهاب إلى هناك بقدر معين من القوات الأمريكية وهزيمة (داعش) تنظيم الدولة الإسلامية. المشكلة هي اننا قد نعود إلى حيث نحن الان بعد ستة أشهر.”

Advertisements

وأضاف “بالنسبة لي فان الامر يتعلق بتغيير الآليات..الآليات السياسية والآليات الاقتصادية ويجب على اولئك الذين في المنطقة ان يفعلوا ذلك.”

من جهته أعرب رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، اليوم الخميس، عن استغرابه من التصريحات المنسوبة إلى رئيس هيئة الأركان في الجيش الأميركي رايموند اوديرنو بشأن تقسيم العراق، فيما عدّه تصريحاً غير مسؤول ويعبر عن الجهل بالواقع العراقي.

وقال المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء في بيان تلقت أزاميل نسخ منه، أن “العبادي أعرب عن استغرابه من التصريحات المنسوبة إلى رئيس هيئة الأركان في الجيش الأميركي الذي عد التقسيم هو الحل الوحيد للعراق”، مبيناً أن “هذا التصريح غير مسؤول ويعبر عن جهل بالواقع العراقي”.

وأضاف العبادي، أن “العراقيين يضحون من اجل تعزيز وحدة بلدهم والدفاع عنه وهم بصدد إجراء إصلاحات كبرى تعيد للعراق مجده وأصالته ويحقق الانتصار الساحق على داعش وأعوانه”.

يشار إلى أن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال ريموند أوديرنو، صرح قبل أشهر أنه يعتقد بأن هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” قد يستغرق “عشر إلى عشرين سنة”، وذلك أبعد مما يتوقع البيت الأبيض.وأضاف في حديث للصحفيين بأن هزيمة التنظيم “تتجه لأن تأخذ وقتا أطول” مما كان يعتقد الكثيرون.

وفي عام 2013 قال قائد قوات التحالف السابق في العراق الجنرال ريموند اوديرنو ان العراق بحاجة لقيادة تتيح الفرصة للفصائل العراقية ان تحل خلافاتها فيما بينها، قائلا ان “بوسع العراقيين ان يجعلوا بلدهم عظيما لو انهوا خلافاتهم ووثقوا ببعضهم”، مؤكدا في مقابلة موسعة معه نشرت صحيفة “يو اس اي توداي” مقتطفات منها، “لقد فعلنا ما بمقدورنا” في العراق، مضيفا “اننا اعطينا العراقيين فرصة لينجحوا.” واضاف ان “المشكلة التي امامنا الان هي وجود انعدام ثقة كبير ما زال موجودا بين الفصائل داخل العراق،” وراى ان “هذا ما يسبب العنف وما زلت امل ان يزول هذا الوضع”.

ويعد اوديرنو من القادة الاميركيين القلائل الذين قضوا وقتا طويلا في العراق، وكان يتولى قيادة فرقة مباشرة في اعقاب حرب عام 2003، حيث لم يكن التمرد واعمال العنف بمستويات كبيرة، ثم عاد الى العراق مرة اخرى ليتولى قيادة عمليات قوات التحالف كلها، وقاد القوات الاميركية خلال ستراتيجية الزخم التي جرى تنفيذها في العام 2007 ونجحت في تحجيم العنف المتصاعد ومخاطر حرب اهلية، وقضى اوديرنو وقته في القيادة العامة لقوات التحالف، متعاملا بانتظام مع القادة العراقيين الذين كانوا يكافحون لبناء حكومة عام 2010.

شاهد أيضاً

أردوغان يواصل تحدي ترامب والليرة التركية تدفع الثمن وتخسر 19%

تعيش الليرة التركية يوم جمعة “أسود” فقدت فيه 19% من قيمتها أمام الدولار، بعد إعلان …