إيران

إيران تعلن موعد عرض فيلم النبي محمد..وداعية سعودي يعتبر فيلم الرسالة “شيعيا” وشوه صورة هند

By nasser

February 25, 2015

أزاميل/ وكالات: أعلن المخرج الإيراني لفيلم “محمد”، الأربعاء، نيته إجراء عرض أول الاثنين المقبل لفيلم أثار لغطا كبيرا لتجسيد شخصية النبي محمد للمرة الأولى في عمل فني، فيما اعتبر داعية من السعودية ان فيلم الرسالة هو فيلم “شيعي” لأنه شوّه صورة هند زوجة ابي سفيان وقلل من قيمة دور الخليفتين أبوبكر وعمر.

ونقلت وكالة “فارس” الإيرانية شبه الرسمية عن المخرج مجيد مجيدي قوله إن فيلم الذي يحمل عنوان “محمد” سيُعرض الاثنين أمام “جمع من الناشطين في مجال الثقافة والفن” مضيفا أن الفيلم سيُعرض ثانية الخميس المقبل (12 فبراير/شباط) لجمع من الكتاب والنقاد السينمائيين والإعلاميين.

وقال مجيدي في هذا المجال إن الترتيبات الضرورية أجريت مع لجنة “مهرجان فجر السينمائي” لعرض الفيلم الخميس، مبديا أمله في عرض الفيلم للجمهور بشكل عام في المستقبل القريب، في حين قال أوضح مدير دائرة العلاقات والإعلام “بمهرجان فجر” أن أجهزة العرض الموجودة ليست مناسبة لعرض فيلم “محمد” كما ان استبدالها بأجهزة أخرى بحاجة إلى يوم كامل، ما يتطلب عرضه “فور الانتهاء من مهرجان فجر السينمائي وتزامنا مع مهرجان فجر للموسيقى.”

ويروي الفيلم المؤلف من ثلاثة أجزاء، والذي اعتبرته الوكالة الإيرانية “من أضخم الانتاجات الإيرانية” سيرة النبي محمد، ويتناول في الجزء الأول الذي سيُعرض الاثنين المقبل مرحلة طفولة النبي، وقد ذكرت  وهو من بطولة كاوة شجاع نوري ومهدي باكدل وسارة بيات.

وكان المركز السينمائي المغربي رفض عام 2010 منح ترخيص لتصوير الفيلم لأنه مس “الثوابت الدينية”، فيما قال رجل دين وباحث سعودي هو خالد بن عبد الرحمن الشايع، الأمين العام المساعد للهيئة العالمية للتعريف بالرسول ونصرته، في حديث سابق له مع CNN بالعربية، أن منع تصوير النبي “محل إجماع إسلامي”، ولفت إلى أن العديد من المرجعيات الدينية الإيرانية لديها تحفظ شديد على تجسيد الأئمة (لدى الطائفة الشيعية)، معتبرا أنه “من باب أولى تطبيق ذلك على تشخيص النبي.”

داعية سعودي: فيلم الرسالة “شيعي” شوّه صورة هند وأخفى أدوار أبوبكر وعمر

من جانب آخر، كان داعية سعودي معروف قد هاجم فيلم الرسالة للمخرج السوري مصطفى العقاد، قائلا إن للعمل صبغة شيعية إذ استند إلى مرويات للشيعة في عرض أحداث تتعلق بمقتل حمزة، عم النبي، على يد “العبد وحشي” وما يرصده الفيلم من اتفاق بينها، إلى جانب طريقة عرضه لأدوار عدد من كبار الصحابة، وخاصة أبوبكر وعمر.

وهاجم الداعية السعودية، محمد النجيمي، وهو أستاذ بالمعهد العالي للقضاء وعضو مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا وخبير بمجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة، ما وصفها بـ”أكاذيب فيلم الرسالة الشيعي” في سلسلة تغريدات عبر حسابه بموقع تويتر.

وقال النجيمي: “أكاذيب فيلم الرسالة الشيعي على هند بنت عتبة يعتمد على مجمع البيان للطبرسي الشيعي الكذاب هو من نقل الاتفاق بين وحشي وهند” في إشارة إلى ما أورده الفيلم حول اتفاق بينهما من أجل قتل حمزة ومكافأة وحشي بنيل حريته، على أن تقوم هند لاحقا بشق بطن حمزة وأكل كبده.

وتابع النجيمي بالقول: “قصة بقر بطن حمزة ذكرها الطبرسي في مجمع البيان وكتاب شجرة طوبى، والقصة باطلة مكذوبة لم يصح لها سند عند أهل السنة ورواياتها ضعيفة.. فيلم الرسالة أظهر أن هند بنت عتبة هي من أمرت وحشي أن يقتل حمزة! وهذا كذب لأن وحشي كان عبدا لجبير بن مطعم، وهو من أمره.”

وواصل النجيمي هجومه على الفيلم الذي تعرضه القنوات العربية مع كل مناسبة دينية بالقول: “فيلم الرسالة يعرض هند بنت عتبة ويشوه صورتها.. فيلم الرسالة ينقل من تفاسير الشيعة كتفسير العياشي الشيعي وتفسير نور الثقلين لعبد علي، واعتبر الفيلم أبا طالب مسلما يدعو للتوحيد خلاف كل المراجع، الفيلم لا يظهر أي دور لأبي بكر وعمر خلاف كتب السيرة، وحوار الأسرى أخفاه الفيلم ونسبوا الحوار مع الكذب فيه لعمار وحمزة مع أن النبي لم يستشيرهما.”

ولفت النجيمي إلى ما وصفها بـ”الأخطاء التاريخية” في الفيلم وبينها تاريخ إسلام حمزة وعمر بن الخطاب، كما أشار إلى أن الفيلم من مراجعة المجلس الإسلامي الشيعي بلبنان، ما يبرر برأيه وجود ما يخالف ما ثبت لدى السنة حول الأحداث التاريخية.

يشار إلى أن الاعتراضات على تصوير الرموز الدينية الإسلامية ليست جديدة، وسبق للفقهاء ان رفضوا تجسيد شخصيات الصحابة والخلفاء، وشنوا حملات عنيفة ضد هذه الفكرة، قبل أن يعلنوا موافقتهم على تجسيدهم وخاصة في مسلسل عمر، الذي عرضته قناة MBC السعودية، بحجة عدم إتاحة الفرصة لإيران لتصويرهم بالطريقة التي تعجبها.. واملا في منافستها في هذا المضمار الفني.

واللافت في الامر هو ان هؤلاء الفقهاء، يستطيعون إجازة كل شيء يشاؤونه، وحسب الظروف، على العكس مما يبدون من ممانعة تصل احيانا إلى حد تكفير الآخرين وإباحة قتلهم، وربما سيتحججون بالحجة نفسها قريبا، ويتراجعون عن ممانعتهم الراهنة لتجسيد شخصية النبي محمد من قبل الإيرانيين “الشيعة” بالحجة نفسها ويبادرون مرة اخرى في تجسيد الرسول على الطريقة السنية “السعودية”.