الرئيسية

بالفيديو..تعرّف على الحكاية المؤلمة للاجئ السوري الذي ركلته مصورة مجرية وما طالبت به زوجته

By nasser

September 10, 2015

ازاميل/ وكالات:

منذ انتشار فيديو المصورة المجرية بيترا لازلو وهي تركل مهاجراً سوريا يحمل ابنه على الحدود المجرية، لم تهدأ الوسائل الإعلامية العالمية والعربية في إدانة هذا التصرف العنصري المشين والذي يفتقر إلى أدنى المسلمات الأخلاقية والإنسانية، فيما طالبت زوجته بمحاكمة الصحفية المجرية، مؤكدة انها بقيت هي وأبنائها مهند ودعاء ومحمد في تركيا على امل وصوله مع ابنها الاصغر ولم شملهم بعد ذلك.

إلا أن قلة قليلة ركزت على هوية هذا الرجل الساقط بهامته على الأرض. فهو مدرب كرة قدم سوري مرموق، واسمه أسامة عبد المحسن الغضب.

فعندما تناقلت كل وسائل الإعلام العربية والعالمية تقريباً يوم الأربعاء صُوَرَ سقوط لاجئ سوري بركلة مُصَوِّرة صحفية في أحد حقول منطقة روسكي المجرية الحدودية وهو يحمل ابنه بين ذراعيْه لم يتوقَّع أحد أنه أسامة عبد المُحسن الغضب.

للذين لا دراية لهم بعالم رياضة كرة القدم في سوريا ما قبل الحرب، أسامة عبد المُحسن الغضب أو الحاج أسامة، حسب الذين عرفوه وتعرفوا عليه عندما شاهدوه على الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي، هو مدرب من أشهر مدربي فِرق كرة القدم في بلاده. ويُعرَف أيضا بـ: حاجّي أُسامة (باللهجة السورية) عندما كان يُشرف على تدريب فريق نادي الفُتُوَّة في دير الزور.

أسامة الذي حمل طفله عله يقيه من قذيفة تنهي حياته أو برميل متفجر، هو مدرب ومسؤول سابق في نادي الفتوة بدير الزور السورية. حاول مراوغة رجال حرس الحدود المجريين حاملاً طفله في محاولة للوصول إلى أرض الأمان. إلا أن طفله لم يشفع على ما يبدو لدى تلك المصورة، التي حاولت أيضاً ركل طفل آخر في لقطات أخرى من نفس الفيديو الذي انتشر كالنار في الهشيم حول العالم.

شاهد بالفيديو..مصورة هنغارية تعرقل لاجئا سوريا كان يركض حاملا طفله بقدمها

أسامة الذي عانى الأمرين في سجون النظام السوري بعد انشقاقه ودعمه للثورة اضطر لمغادرة دير الزور هربا من انتهاكات تنظيم داعش.

هذا الرجل الذي ترك كل شيء في بلده بحثاً عن ملجأ آمن، اعتاد أن يصطحب ابنه إلى الملاعب لممارسة الرياضة، إلا أنه اضطر لاصطحابه في رحلة خطرة عبر مياه المتوسط ليسقط قبل أمتار من خط النهاية.

لكنه يبقى الوجه المشرق وإن في سقوطه، وجه الأب السوري أو الأم وجه العائلة السورية التي حاولت وتحاول رغم المآسي أن تبقى واقفة متماسكة.

زوجة أسامة الغضب تطالب بمحاكمة الصحفية المجرية

وفي حديث خاص براديو “روزنة”، قالت أم المهند، وهي زوجة “أسامة عبد المحسن الغضب”، الرجل الذي ظهر في فيديو يتعرض لعرقلة من قبل صحفية مجرية: “لم أتلقَ أي اتصال من زوجي بعد أن ظهر في الفيديو ولا أعرف أي شيء عنه، والجميع يسأل عنه لكن لم تصل أخبار مؤكدة، ولن أطمئن عليه حتى أسمع صوته”.

وعن ردة فعلها عند مشاهدتها للفيديو الذي ظهر فيه زوجها، قالت أم المهند: “لا أستطيع وصف الشعور الذي انتابني عند رؤيتي للفيديو فلم يخطر ببالي أن أرى زوجي وابني في هذا الفيديو، لكن أستطيع أن أقول قلب أم وشاهدت ابنها في هذا الوضع كيف سيكون؟”.

وأوضحت أم المهند أنها أرسلت ابنها زيد، وهو الابن الأصغر لديها، مع أبيه من أجل أن يقوم بلمّ الشمل لهم بأسرع وقت ممكن، بعد وصوله إلى إحدى الدول الأوروبية، وبقيت هي وأبنائها مهند ودعاء ومحمد في تركيا.

وطالبت أم المهند الدول الأوروبية ومنظمات حقوق الإنسان، بمحاسبة الصحفية التي قامت بعرقلة زوجها وابنها إذا كانوا فعلاً ينادون بالإنسانية، على حد تعبيرها، وعبرت عن شعورها بالندم بسبب إرسالها لابنها مع أبيه، بعد أن شاهدت خوفه ووقوعه أرضاً في الصور التي انتشرت له.

يذكر أن أسامة عبد المحسن الغضب، من مدينة دير الزور شمال سوريا وكان عضواً في نادي الفتوة لكرة القدم، قبل أن يظهر في فيديو لاقى انتشاراً واستنكاراً واسعين على وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب تعرضه للعرقلة من قبل صحفية مجرية وهو يحمل طفله، أثناء هروبه من الشرطة في بودابست محاولاً الوصول إلى أوروبا، وفصلت الصحفية على إثره من عملها.

أسامة عانى ويلات الاعتقال في سجون النظام السوري بعد اتخاذه موقفاً مؤيِّدا للمَطالب بحياة أفضل وحريات أوسع حينما كانت الخصومة مع النظام ما زالت في طور المطالبة سلميًا بـ: “إصلاح النظام” وقبل أن يبدأ القمع الشرس…

وقال موقع سوري حول عائلة الغضب إن العنف المتزايد في سوريا والآفاق الغامضة والتهديدات متعددة المصادر دفعت حاج أسامة إلى ترك البلاد كغيره من الملايين الذين سبقوه، وحمل معه ابنه وقرة عينه زيد الذي لا يتجاوز عمره سبعة أعوام مثلما تعوَّد أخذه معه حيثما حلَّ في ملاعب كرة القدم السورية.

مهنّد الفتى البالغ من العمر تسعة عشر عاماً، الذي أصيب برصاصة في أحد ساقيه في سوريا قبل أن يغادر البلاد إلى تركيا حيث يقيم منذ فترة، تفاجأ كثيراً وهو يرى برفقة والدته وشقيقته في غرفتهم حاج أسامة في هذه الحالة القاسية، بعد أن انقطعت عنهم أخباره وأخبار زيد.

مهند صُدِم لرؤية حاجّي أسامة يجري ثم يسقط بابنه بين ذراعيه وهو يحاول في مشهد قاسٍ الهرب من الشرطة المجرية نحو الحدود النمساوية بغرض العبور إلى ألمانيا حيث يقيم ابنه الأوسط محمد منذ أكثر من ستة أشهر.

تفاجأ مهند وتأثر كثيراً… هو ووالدته وشقيقته…، لأن حاج أسامة هو والده والطفل الصغير زيد الذي سقط على وجهه أرضاً هو أخوه الأصغر… ما يؤلم أكثر أنه لا يدري ما الذي جرى لهما منذ أن رآهما على شاشة التلفزيون!