الرئيسية

الجعفري: قطر تستقطب عناصر طائفية لا وجود لها..ونحذر الجميع:لا تلعبوا بالنار

By nasser

September 17, 2015

 

فتح إبراهيم الجعفري، وزير خارجية العراق، النار على قطر لاستضافتها عناصر عراقية مشبوهة وطائفية، وقال إنها تحاول تكريس الطائفية في العراق من خلال الإلحاح على تناولها من زاوية شيعية أو سنية.

وأكد الجعفري في حوار نشره موقع “اليوم السابع” على أهمية أن تتبنى جامعة الدول العربية المقترح الذي تقدم به العراق والخاص بتجريم الفكر التكفيري، وقال إن العراق لا يتحدث من موقع الخيال وإنما من موقع الاكتواء والتجربة أيضاً، وأنه ما لم يتم تطويق هذا الفكر وهذه الثقافة فسرعان ما ينتشر ويجد له صدى في أوساط بعض الشباب.

ورأى بان مسالة الفكر التكفيري يتجاوز مسألة انتهاك حقوق الإنسان لكل الديانات، مشددا على ان سلوكيات هذا الفكر ونمطيته تتطلب أن يتخذ موقفا تاريخيا إنسانيا بحقه. لاننا لم نواجه فكرا أكثر إجرامية من الفكر الإرهابي المعاصر الذي يستبيح المرأة والطفل وينتهك الحرمات ويسلب الأموال ويقتل ويتفنن في التعذيب، فأقل ما يوصف به بأنه فكر يجب أن يجرم.

ونوه الى دعم وتمويل الارهاب من قبل البعض وقال : طريقة تعامل جماعة “داعش” الإرهابية وسهولة التدريب وانتقال عناصرها من بلد إلى آخر تكشف عن إمكانيات دول تجاوزت إمكانية المنظمة نفسها، لكننا نتقي الله في أن نتهم هذه الدولة أو تلك حتى وإن دلت الأدلة على تورط بعض الدول.

وبشان استضافة قطر لمؤتمر مشبوه قال وزير الخارجية العراقي: نريد علاقة مع قطر تخدم البلدين، ولكن عندما تتدخل عن قصد أو عن خطأ وغير قصد فان هذا الأمر مرفوض. نحن لا نعاني من أزمة تعامل بين الأشقاء العراقيين الشيعة والسنة. فهذا التكريس والإلحاح على تناول العراق من زاوية شيعية أو سنية مرفوض، سواء كان بتبني شيعة العراق على حساب الوحدة الوطنية أو بتبنى سنة العراق على حساب الوحدة الوطنية… الإرهاب يعادي الجميع، كل الدول بدون استثناء عليها ألا تلعب بالنار، لأن الدخول من هذه البوابات سيؤدى إلى مشاكل لا طائل من ورائها.

وفي جانب اخر من حواره اشار الجعفري الى ان من شيم العرب عدم الغدر واضاف : العرب لديهم قيم وأخلاق ومروءة وعليهم أن يعوا هذه الحقيقة، لأن هذه النار إذا شبت ستحرق الجميع، والترويج للثقافة الطائفية وإيجاد حالة من الأحقاد بين أبناء الدين الواحد والملة والجغرافيا الواحدة هذا لا يخدم أحدا.

وتحدث وزير خارجية العراق عن علاقة بلاده بإيران وقال إنها دولة جارة ساعدت العراق وفق قاعدة عدم التدخل في سيادته وتابع : إيران دولة جوار نعتز بها ونتشرف بها… إيران وقفت معنا من أول وقت انتهكت فيه حرمة الموصل وقت أن كان العالم يفكر يتدخل أم لا إلى أن صار بعد بضعة أشهر أن يستجيبوا ويدخلوا.. وقفت إيران دون أن تتدخل في سيادتنا، وهذا هو الحد الفاصل.

وانتقد عدم فاعلية الجامعة العربية وقال : لم تعد الجامعة العربية بمستوى الاحداث .. فالجامعة العربية لكي تكون جامعة عربية يجب أن تعبر عن كامل الدول العربية الأعضاء، والدول العربية عليها أن تعبر أيضاً عن الشعوب الممتدة، ومن غير الصحيح أن يكون هناك استئثار أو يكون هناك تحكم من جانب دولة أو دولتين أو حتى محور.

وادناه فقرات من الحوار

حديثكم عن الفكر التكفيرى هل يعنى وجود أدلة لديكم حول تورط بعض الدول فى أعمال الإرهاب التى تعانى منها العراق؟ بدون شك فطريقة تعامل منظمة داعش الإرهابية وسهولة التدريب وانتقالهم من بلد إلى آخر تكشف عن إمكانيات دول تجاوزت إمكانية المنظمة نفسها، لكننا نتقى الله فى أن نتهم هذه الدولة أو تلك حتى وإن دلت الأدلة على تورط بعض الدول. الإرهاب مركب، فالإرهاب التنفيذى والأذرع التنفيذية هذه أحد العناصر، والمال الذى يدخل فى الإرهاب والإعلام الذى يروج له، والفقه وبعض المتزلفين بالفقه ويرتقون منابر المسلمين ويحرضون على القتل الجماعى، والدول التى تساهم بالتدريب، والدول التى تساهم بتسخير أراضيها لمرور الإرهابيين ليعبروا من دولة الجناية إلى دول الضحية.. كل هؤلاء مركب كامل يتحملون أوزار وخطايا الإرهاب.

هل الخلاف حول مشروع العراق فى الجامعة العربية مرتبط بالخلاف الأساسى بين العراق وقطر بسبب استضافة الأخيرة لاجتماعات معارضين عراقيين خاصة أن قطر من الدول الرافضة للمشروع؟

نحن فى الوقت الذى نحرص فيه على مدى الجسور لكل العلاقات لكن بوعى وليس عن غفلة، نحن نريد علاقة مع قطر كما نريد علاقة مع بقية الدول شريطة أن تكون هذه العلاقة لخدمة البلدين، أما عندما تدخل قطر عن قصد أو عن خطأ وغير قصد فإننا لا نجبن ولا نضعف وإنما نعبر عن رأينا ونقول إن هذا الأمر مرفوض.. ماذا يعنى أنها تستقطب تحت عناوين معينة سياسية مشبوهة وطائفية مفترضة لا وجود لها بالساحة العراقية. لا تستطيع أن تلتقى جمعا من العراقيين إلا وتجد الثنائية الدائمة المتكاملة بين الشيعى والسنى، فمن يتجول فى بغداد وبقية محافظات العراق سيجد هذه الحقيقة ماثلة أمامه، ما من محافظة إلا وبها ثنائية بين الشيعة والسنة، ونحن لا نعانى من أزمة تعامل بين الأشقاء العراقيين الشيعة والسنة. فهذا التكريس والإلحاح على تناول العراق من زاوية شيعية أو سنية مرفوض، سواء كان بتبنى شيعة العراق على حساب الوحدة الوطنية أو بتبنى سنة العراق على حساب الوحدة الوطنية، فنحن مع الوحدة الوطنية وعلى أصدقائنا أن يعوا هذه الحقيقة، وإذا كانوا يريدون أن يعبروا عن حبهم للعراق فليدخلوا من بوابة العراق دون القفز من شبابيك ضيقة بداعى أن هذا سنى هذا شيعى، لأن هذا الأمر غير موجود بالعراق.

ماذا كان رد قطر على رسالتكم؟

حاولوا أن يمتصوا ردود الفعل والقول بأنهم لا يقبلون كذا ولا يقبلون كذا.. لكن نحن الشعارات لدينا محترمة عندما تعبر عن واقع الممارسة..والممارسة لم تكن صحيحة، لأن الإتيان بشخصيات عليها شبهات قضائية بل أحكام قضائية على بعضهم واستقطاب عناصر من النظام المقبور، وأن تكون شعارات يجمعها الجانب الطائفى فنحن نفرق بين الانتماء المذهبى والتعصب الطائفى.. الانتماء المذهبى مدعاة فخر ومظهر حضارى ويعتز العراق أنه يتعدد ويتكامل مذهبياً.. والعراق كما به جغرافيا متنوعة فيه ديمغرافيا ومتنوعة وسكانية متنوعة.. ألم يسمع هؤلاء بالمآسى التى حدثت فى زنجار ولم تكن سنية ولا شيعية.. ألم يسمعوا بالفضيحة والجريمة التى ارتكبت بكنيسة النجاة فلم تكن سنية ولا شيعية.. الإرهاب يعادى الجميع، وفتح ملفات جانبية وتكريس حالة طائفية فى ظل أن يتهدد الوضع الوطنى بكامل حجمه فهذا يثير سؤالا لماذا؟.. كل العراقيين الآن يتضررون.. الكل متضرر بدون تفريق، ومن يرد أن يقف بجانب الشعب العراقى عليه أن يبتعد عن مسألة العناوين الجانبية وإيجاد شروخ فى الصف الوطنى العراقى، سواء كانت دولة كأمريكا ودول أوروبا أو دولا عربية.. كل الدول بدون استثناء عليها ألا تلعب بالنار، لأن الدخول من هذه البوابات سيؤدى إلى مشاكل لا طائل من ورائها.

هل ترى أن هناك مخططا فعليا لتقسيم المنطقة ومن بينها العراق؟

واضح.. السلوك يكشف عن نفسه وعن شعاراته.. نحن نرى الممارسة ونحكم من خلال السلوك العملى بالميدان على الأرض، مطلوب الآن إشعال المنطقة وتفتيتها.. لماذا.. هذه المنطقة التى كرمها الله بأنها كانت ولازالت مبعث القيم والأخلاق والفكر، ومن هنا انبعث رسل السلام والمحبة، وبها ثروات متعددة وقلب العالم وملتقى القارات الثلاث، وفيها ثروة النفط والزراعة وبها السياحة والآثار، فلماذا تشتعل بهذه الطريقة ومن المستفيد.. مجموعة من الشباب يأتون بعقلية انتحارية بعدما غسلت عقولهم، يقف وراءهم من يقف، لأنه لا يمكن أن يحدث ذلك بدون تخطيط وإمكانيات دولية.. مطلوب تدمير هذه المنطقة.

ما الذى تستفيده دولة مثل قطر مما تفعله فى العراق ومصر ودول أخرى؟

هذا سؤال تجيب عليه قطر، لكن من جانبنا فنحن نحذر من أن هذا النوع من التصرف لا يفيد العلاقات ولا يفيد قطر تحديداً.. حرمة الدول العربية أمانة فى أعناقنا جميعاً، وإذا كنا نزعم أننا عرب فالعربى عرف عنه أنه بعيد عن الغدر فلا يغدر، وعرف العربى أن لديه قيما حتى قبل الإسلام «خياركم فى الجاهلية خياركم فى الإسلام»، «وإنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».. العرب لديهم قيم وأخلاق ومروءة وعليهم أن يعوا هذه الحقيقة، لأن هذه النار إذا شبت ستحرق الجميع، والترويج للثقافة الطائفية وإيجاد حالة من الأحقاد بين أبناء الدين الواحد والملة والجغرافيا الواحدة هذا لا يخدم أحدا. أما ما الذى يدفع هذه الدولة أو تلك فهل هو الجهل وعدم المعرفة أم هو الجهالة، فهذا سؤال تجيب عنه قطر وليس أنا.