أعلنت جماعة “جند الأقصى” تفجير أحد مقاتليها الكويتيين عربة مفخخة كان يقودها على تجمع للجيش النظامي في قرية تلة الخربة قرب بلدة الفوعة الشيعية بريف إدلب.
وساهمت عملية الكويتي شقران الدعجاني بتقدم فصائل “جيش الفتح” إلى تلة الخربة، وهو ما يعزز فرص اقتحام قريتي الفوعة، وكفريا في الأيام القادمة.
وتأتي عملية شقران الدعجاني (25) عاما بعد عمليتي السعودي “كرار النجدي”، و”أبو حمزة اللبناني” من “جبهة النصرة”، اللذان فجرا مفخخاتهما قرب بلدة الفوعة مساء الجمعة.
بدورها تواصلت “عربي21” مع أحد المقربين من شقران الدعجاني الشاعر النبطي الذي اشتهر بأبياته التي تحكي جلها عن أمنياته بلقاء ربه، وشغفه لـ”العملية الاستشهادية”.
وقال صديق الدعجاني إن “شقران دفع 9 آلاف دولار من ماله الخاص – وهو كل ما يملك – لشراء السيارة المفخخة التي نفذ بها عمليته”.
وتابع: “منذ وصوله إلى سوريا قبل عامين وهو يتمنى تنفيذ عملية استشهادية، وحاول ذلك عدة مرات سابقة”.
وحول قصة شقران الدعجاني مع “العمليات الاستشهادية”، قال صديقه: “بداية تحرير إدلب انطلق رفقة مواطنه نايف الهاجري، والسعودي بدر اللحيدان لتنفيذ لينفذوا عمليات استشهادية، إلا أن سيارته تعطلت قبل وصوله إلى الحاجز، وعاد إلينا وهو يبكي!”.
وتابع: “المحاولة الثانية له كانت في معسكر المسطومة، إلا أن ظرفا طارئا منعه من التنفيذ”.
المحاولة الثالثة وهي التي كادت أن تودي بحياة شقران الدعجاني، يرويها صديقه قائلا: “في معارك سهل الغاب الأخيرة، انطلق شقران إلى حاجز الشريعة بعربة مفخخة، إلا أن الجيش النظامي كانت قد وصلته إخبارية عن عملية شقران قبل مدة”.
وأضاف: “بدأ الجيش النظامي يرمي النيران على شقران على بعدة عدة كيلوات من الحاجز، فراسل الأخوة عبر اللاسلكي، ليرموا له بدراجة نارية، خاطر بحياته وانتشلها من بين زخات الرصاص قبل أن يفجرها الجيش بقذائفه، إلا أن شقران نجا من الموت والأسر بأعجوبة”.
اللافت في سلسلة محاولات شقران الدعجاني أن محاولته الأخيرة كانت مساء الجمعة، حيث تحرك بمفخخته إلى تلة الخربة، لكن لوجود إصابات في صفوف عناصر “جند الأقصى”، أتاه أمر بالتراجع لعدم قدرة مجموعته على الانسحاب.
وتصفحت “عربي21” حساب شقران الدعجاني على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” (هنا)، حيث كان آخر نشاط له هو إعادة تغريدة جاء فيها: “أوآه كم نتوق لجنة كَعرض الأرض والسماء، فيها الأحبة حولنا سعداء، والفواكه تتدنى بمجرد الاشتهاء، بقاء أبدي لا موت ولا فناء ولا شقاء”.
وألمح شقران الدعجاني في تغريداته الأخيرة إلى ما سيقدم عليه، حيث غرد مساء الجمعة: “زادت الزبداني بالصرخآت.. ؟ فقررنا الثأر.. بالمفخخات .. !!”.
وقال عبر أبيات نظمها بنفسه قبل يومين: “دقمة (مفخخة) فالرافضة تشفي الصدور.. زينها ومتبخر كل (الجسم) .. !”.
وتابع في أبيات أخرى: “طالبك يالله جنات وحور.. والشهاده منوتي واقسم قسم، لهفتي عالموت فعروقي تفور.. والشهيد أسما معاني بالاسم”.
وأضاف: “حب الشهاده داخل القلب محبوس.. وندعي عساها تقترب كل ليلة، ولو اجتمع في حربنا كل مدسوس.. ربي قوي، وبيخذله، ثم يزيله”.
وفي أول تعليق لها على نبأ مقتله، كتبت والدة شقران الدعجاني على حسابها في “تويتر” (هنا): “الحمدلله رب العالمين، في هذا اليوم من الله علينا باستشهاد ولدي في الفوعة مقبلا غير مدبرا، أسأل الله أن يتقبله”.
وأكملت: “كان يتمنى الشهادة ويطلب مني الدعاء لينالها، والحمد لله هذه الليلة شقران تحققت أمنيته، الله يتقبله”.
يشار إلى أن العديد من المقاتلين السعوديين والكويتيين المنتمين إلى “جند الأقصى” نفذوا عمليات تفجيرية خلال معارك تحرير محافظة إدلب، وريفها منذ عدة شهور، وكان أبرزها عملية الكويتي الآخر نايف الهاجري “أبو عمر” الذي جهزّ السيارة، والمتفجرات بماله الخاص ليقودها على حاجز “القلعة” في إدلب، ويفجرها بآذار/ مارس الماضي.