الشيعة في الشرق الأوسط

العراق

فورين بوليس:هل يتجاوز ‫#‏العراق‬ طائفيته لدحر ‫#‏داعش‬؟وهل يخفي المستقبل معارك سنية-سنية

By nasser

January 14, 2016

هل يتجاوز ‫#‏العراق‬ طائفيته لدحر ‫#‏داعش‬؟

تتعامل السلطات ‫#‏العراقية‬ مع مسألة تحرير مدينة ‫#‏الرمادي‬ كأمر واقع رغم أن القوات العراقية مازالت في مواجهة مع عناصر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” لتطهير ضواحي المدينة، وهو ما قد يقلب موازين القوى.

وتبرر معطيات عدة الاحتفاء بتحرير المدينة الاستراتيجية التي سيطر عليها داعش في أيار/مايو 2015 بعد هزيمة مدوية للجيش العراقي. فقد خلت معركة استعادة الرمادي من التجاوزات التي عادة ما تصاحب أي نصر عسكري في بلد يضم طوائف متعددة. ولعل ما ساهم في ذلك هو كون ساكنة المدينة كلهم من ‫#‏السنة‬، وبالتالي لم تكن هناك محاولة لتصفية الحسابات.

ولكن هذا لا يمنع من أن #العراق، حسب مجلة فورين بوليسي، قد يشهد في المستقبل معارك بين القبائل السنية وقد يتعرض البعض من السكان السنة، الذين يتهمون بمد يد العون لداعش، للاضطهاد على أيدي إخوانهم.

ويعد استرجاع الرمادي كذلك نصرا كبيرا بالنسبة للقوات العراقية، وللتحالف للقضاء على داعش ولرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وللرئيس باراك أوباما، خاصة بعد تعرض الأخيرين لوابل من الانتقادات بسبب عدم إحراز أي تقدم في مواجهة داعش.

ويحتاج التقدم العسكري الذي حققته القوى العراقية، بتعاون مع التحالف الدولي والعشائر السنية ووحدات مكافحة الإرهاب، لدعم انتصارات أخرى منها استعادة الفلوجة، التي لا تبعد عن الرمادي سوى بـ30 ميلا، ومدينة الموصل من أجل القضاء نهائيا على التنظيم المتشدد في العراق. فاستمرار سيطرته على هاتين المدينتين يعني سعي التنظيم إلى استقطاب مزيد من الشباب العراقيين.

لكن المعركة التي تنتظر العراق ليست عسكرية بل سياسية بالأساس، إذ يجب التركيز على ثلاث قضايا سياسية قد تعصف، في حال عدم إيجاد حلول لها، بمستقبل العراق.

سنة العراق.. أزمة ثقة

ترى مجلة “فورين بوليسي” أن السنة الماضية كانت عصيبة بالنسبة للطائفة السنية في العراق والتي تمثل نحو 20 بالمئة من سكان البلاد. فإذا كان العدد الأكبر من السنة في الأنبار وغيرها ضحوا بحياتهم في مواجهة داعش، فإن هناك جزءا، ولو بسيطا، من هذه الطائفة قدم الدعم لداعش وتعاون معه رغم ندمهم فيما بعد.

وبالتالي، ينظر المواطنون العراقيون، وليس فقط الشيعة منهم، بل أيضا الأكراد والأيزيديون والتركمان والمسيحيون إلى السنة كمجموعة قررت خلال الـ12 سنة الماضية الانتقام من مواطنيها الآخرين لعدم رضاها على النظام الحاكم. وسواء كانوا على صواب أم على خطأ فتلك هي النظرة الشائعة.

بالإضافة إلى أزمة الثقة التي يعاني منها السنة في العراق ومعاناتهم على يد داعش والخراب الذي لحق بمدنهم بعد تحريرها، فهم يعانون كذلك من أزمة قيادة. فالزعماء مثل أسامة وأثيل النجيفي فقدوا مصداقيتهم في حين أن الزعماء الجدد، مثل رئيس مجلس النواب سليم الجبوري ووزير الدفاع خالد العبيدي يفتقرون للتجربة.

فالسنة في وضع لا يحسدون عليه بالمرة، وهذا الأمر يقض مضجع الحكومة العراقية التي تسعى إلى إعادة إدماج طائفة تمثل الأقلية في البلاد رغم عدم ثقة مكونات البلاد بها.

إن الأمر يستدعي مسلسل “إعادة ثقة ومصالحة”، لكن هل من زعماء قادرين على قيادة السنة خلال هذه الفترة؟

التفاوض على صفقة جديدة مع الأكراد

لعل من بين الآثار الجانبية لسيطرة داعش على مناطق شمال العراق، توسع قوات البيشمركة الكردية في المناطق المتنازع عليها مع الحكومة العراقية. وتضم هذه المناطق، التي تعادل مساحتها إقليم كردستان، محافظات نينوى وكركوك وصلاح الدين وديالى.

وتمكن الأكراد من توسيع منطقة نفوذهم من خلال وضع اليد على مناطق هجرها الجيش العراقي في أعقاب الهجمات التي شنها داعش، مثلما عليه الشأن في كركوك أو بعد طردهم لداعش من مناطق جنوب الخط الأخضر الذي يمثل الحدود الفاصلة بين إقليم كردستان وباقي العراق.

والأكراد غير مستعدين للاستغناء عن هذه الأراضي التي ضحوا من أجلها بدماء أبنائهم.

وما يزيد الأمر تعقيدا هو المزاعم التي راجت حول إبعاد قوات البيشمركة للعرب من هذه المناطق سعيا منها لتغيير بنيتها الديموغرافية.

وتزيد الأزمتان الاقتصادية والسياسية اللتان يشهدهما إقليم كردستان من حدة الوضع ليصبح الاتفاق التاريخي بين الأكراد والحكومة العراقية في مهب الريح. ويقضي الاتفاق بمنح كردستان 17 بالمئة من إجمالي الموازنة العراقية مقابل تصدير منتجاته عبر شركة نفط الشمال.

الشيعة والغرب

يشكل الشيعة في العراق ما بين 60 و 70 في المئة من سكان العراق. ويمكن تقسيم الطائفة الشيعية في العراق إلى معسكرين. الأول، الذي يمسك حاليا بزمام الحكم، يعطي الأولوية لتطوير علاقات العراق مع الولايات المتحدة والدول الغربية عامة ويمثل هذا التوجه رئيس الوزراء العبادي من حزب الدعوة الإسلامية بالإضافة إلى عدد من أعضاء الحزب ممن أمضوا سنوات المنفى في لندن وغيرها من المدن الغربية.

ويندرج ضمن هذا المعسكر كذلك المجلس الأعلى الإسلامي العراقي والتيار الصدري، والقيادة الدينية في النجف وكربلاء.

وفي المقابل، هناك معسكر ثان يعطي الأولوية للعلاقات مع إيران وبالتالي مع روسيا. وخير من يمثل هذا التيار هو رئيس الوزراء السابق نوري المالكي بالإضافة إلى عدد من أعضاء حزب الدعوة، الذين قضوا سنوات المنفى في إيران وسورية، ومنظمة بدر وعصائب أهل الحق وحزب الله العراقي.

لقد أعطى تحرير الرمادي فعلا فرصة للعبادي لالتقاط الأنفاس ودعم معسكرهم ضد من يحاولون تعزيز نفوذ إيران لكن العبادي، حسب فورين بوليسي، بحاجة لمزيد من الانتصارات لتقوية معسكره وتنفيذ استراتيجيته المتجهة نحو الغرب.