الرئيسية

لم وكيف أصبح #الفساد_ثقافتنا ؟

By nasser

August 03, 2016

                                                            كلمة قل شيئا الأسبوعية بقلم منصور الناصر: ———————- هل بات #الفساد_ثقافتنا؟ دعوة الجميع للتفكير بعمق فيما يجري..

قبل كل شيء لنعترف بهذا أولا وهو اننا نعيش في ساحة إعدام مفتوحة، والرماة فيها إما دواعش أو فاسدون . هكذا وصلت حفلات إعدامنا، حتى لأطفالنا الخدج والحوامل كما حدث في حرائق مستشفيات الأطفال وستصل غدا، حتما، حتى للهواء التي نتنفسه .. وربما حتى تباع رئاتنا واكبادنا وقلوبنا في أسواق الفساد المفتوحة بلا نهاية ولن ننطق بكلمة ما عدا الصراخ و”التوكل” على دجال فاسد او سياسي مجرم مع سبق الإصرار والترصد العويل لن ينفع، فهو رسالة مستسلمة سلفا “للقضاء والقدر” وتنتظر بل تتوسل رحمة “أولياء الأمور” وكلهم فاسدون ومتواطئون مع بعضهم البعض مثل خرز المسبحة . لا أعرف ماذا تنتظر الناس ..هل نحن مشاركون في هذا الفساد والخراب ؟ .. من المتهم الأول؟ الكل يصرخ في هذا البلاد ولا أحد يسمع، فما جدوى كل هذا الصراخ ونحن نرى كل مكان في البلاد وهو يتحول إلى ساحة مجانية للإعدام مرة برصاص داعش وأخرى بعقود الفاسدين وصفقاتهم البشعة .. الكل متهم وتحديدا قادة الكتل السياسية العظيمة، الذين يدعون الإصلاح، ولا إصلاح ولا فلاح .. نكذب على أنفسنا لو اعتقدنا أن هناك إصلاح.. كل شيء يسير نحو الهاوية، وكل مدع بالقيام به كذاب أشر، فهو لا يستطيع محاسبة معاون مدير عام، بل رئيس قسم في أي مؤسسة في طول العراق وعرضه .. .. ماذا تنتظرون حرائق أخرى..حروب أخرى بين ملوك الطوائف كي “يجاهد” فيها أبناءكم ويحصلون على رواتب جيدة؟ ماذا جنى كل من دفع مالا لكي يحصل على وظيفة بتوقيع من سياسي فاسد؟ مم نخاف بعد، وقد بات كل شيء مهددا.. حتى الماء الذي نشربه ؟ مم نخاف .. من انتقادنا للسيد أو للشيخ الذي يصعد سيارة مدرعة في موكب طويل عريض، دفع ثمنها من اموالنا ؟ .. نحن من ساعد هؤلاء اللصوص على الاستهتار بنا، وبحياتنا ومستقبل أطفالنا، والحل سهل جدا فنتعتبر جميعا أن وجود فقير أو مشرد واحد في الطريق، جريمة كبرى من هنا نبدأ بتغيير طبائعنا وترددنا من قولة الحق بوجه الفاسدين .. ودون هذا لن يحصل أي تغيير بل على العكس فسيستمر الفاسدون في غيهم، فهم ما عاداو يخافون من اي شيء .. لا دولة ولا قانون ولا حتى جيوش ! .. وساقول لكم ماذا سيحدث مقدما: سيقول رئيس الوزراء سنشكل لجنة ويطلع منها صاغ سليم وستقول “وزيرة الحشد الشعبي” عفوا الصحة، فعلت كذا وطالبت بكذا اما مدير المستشفى فسيجد له حلا وتبريرا وهم يطلع منها وطبعا الاطباء والمضمدين والممرضات مساكين وما بيدهم شي، والعشاير تفتر وراهم إذا صار شي على المريض .. بالنتيجة راح ننسى الموضوع مثل ما نسينه موضوع حريق الكرادة وراح نلتهي باجر بلعبة العراق وجنوب افريقيا .. ووراها بخطبة الجمعة وهلم جرا

#بمنيثقالعراقيون؟ و #بمننصدق؟ #لماذانفسد؟ وهل أصبح #الفسادثقافتنا وبات #فسادنااجباري ؟

تاريخيا وتراثيا، سنعيد طرح السؤال:  هل بات #الفساد_ثقافتنا؟ 

1 بدءا سأتساءل، بما اننا مجتمع إسلامي يحتكم للنص المقدس في أغلب شؤونه، فهل يمكن لنا القول إن المصدر الأول للفساد يبدأ مباشرة، حين نحاول نقل النص من إطاره البلاغي إلى العملي؟، أو بمعنى أدق، حين نحاول أن نفسر آية أو حديثا لنحولهما بعدئذ في أشكال وصيغ مختلفة شرعا وفقها وأحكاما؟ . هل يبدأ من اللحظة التي يتحجج بها أحدنا بنص قرآني لتبرير كل ما يفعل حتى لو ذبح إنسانا أو دمر مدنا وبلدانا؟ برأيي، هذا هو منبع فسادنا، وكل فساد آخر كبر أو صغر، هو نتيجة مباشرة لهذه التأويلات ..وعليه، قل ماذا تريد فقط وسأعطيك ما تشاء من الآيات التي تحقق رغبتك وبشكل ماحق وساحق! .. هكذا يقول لك دجال النصوص: تريد أن تجعل النقاب فريضة؟ أم تريد ان تجعل من أي انتقاد لحاكم جريمة وكفرا؟ قل أي شيء لا تتردد .. سأجيز لك ما تشاء، حتى لو أردت طمعا، أو غيضا، تدمير بلاد بأكملها، لأن حاكمها انتقدك يوما ما..واعتبرت الأمر إهانة لدي الكثير من الأسانيد والأحاديث أستطيع ان اخرج لك منها ما تشاء لتطيح به.. . ماذا ؟ هذا الحاكم من مذهبك نفسه ولا يوجد اي اختلاف بينكما؟ هذه أيضا لا توجد فيها مشكلة ..بل أنها أسهل ما يكون، وسأجد لك حلا، يجعلك تمسح تلك البلاد عن بكرة ابيها وانت مطمئن وضميرك مرتاح! 2 الفساد ثقافتنا لهذا السبب، لأن المعيار و”القياس” قابل لأن يجعل الجبل غيمة والغيمة جبلا، الجرو أسدا والأسد فأرا.. المشكلة الأخطر من كل هذا أننا جميعا لقنّا ونشأنا على استعمال هذا القياس في كل شؤون حياتنا، لهذا تجد اننا جميعا نرتشي أو نسرق أو نقتل ونكذب بل وحتى نكفر، ونحن في اطمئنان كامل. 3 المعضلة إذا ليست في “النص” المرجع، بل في قارئه ومن “يستعمله”، ويجعله “فرضا” على كل مسلم.. وهؤلاء من الجرأة بحيث أنهم جعلوا حتى من السنة النبوية وهي بنسبتها العظمى غير متواترة كالقرآن، ناسخة لكلام الوحي نفسه، وأقنعوا عشرات الملايين بذلك..والهدف واضح وهو أن تتاح لهم الفرصة لأن “يلعبوا” براحتهم. أصبح المدنس يضفي قداسة على ذاته بانتحال متعسف للمقدس، دون ان يشير إلى دناسته، وإن كان يدعي أنه مجرد بشر يخطئ ويصيب، ولكن عمليا هذا الأمر غير متوفر، بشهادة اعتماد كتب الأولين وتفسيرهم للقرآن وشرحهم للحديث وعلوم الدين على أنها معادلة بالقداسة للكتاب الإلهي الأول. 4 الفساد ثقافتنا، إذا لأننا نعتمد على اللغة الكامنة في النص المنزل، لفهم واقعنا و”تفسيره” و”تنظيمه” و”تثبيته” وعدم تغييره.. لأن كل تغيير بدعة..ستسفر عن تغيير في مراكز السلطة وحماتها من الكهنة وأتباعهم.. واللغة في كل حال أداة توصيل وتعبير وكل عبارة فيها تحتمل ما لا يحصى من القراءات بعدد قرائها..كلمة مثل نخلة علامة للنخلة ولا يمكن لك ان تقطع منها بلحا لتأكل، ومعناها لدى ابن البصرة يختلف عن معناها لدى ابن بغداد او كابول او مكة او تونس او لندن. ..الفكرة أن الانطلاق من النص لتفسير كل شيء ووضع قوانين الحياة من خلاله لن يقودنا لنتيجة صالحة..وهو أمر يثبته الواقع منذ مئات السنين. النص يمكن له ان يكون ملهما، طريقا للروح لتلمس وتذوق واكتناه الحقائق الكبرى، والإبحار فيها، وهو لهذا تجربة فردية بالضرورة، ولا يمكن لها أن تكون تجربة جماعية، فلكل منا فهمه لما يقرأ وفقا لتجربته وثقافته وشخصيته وظرفه، لكننا للتعبير عن اعتزازنا به وقدسيته، نسيء له حتما، حين “ندنسه” بتحويله إلى قانون صارم تسير عليه كل شؤون الحياة، لأنه سيفتقد حينئذ قدسيته ويتحول إلى مجرد سوط بيد حاكم وسلاح للقضاء على كل منافس. 5 النص القرآني كما يقول العارفون نص كبير ومقدس ..لكن النص العظيم مهما كان عظيما يصبح صغيرا إذا قرأه عقل صغير، والعكس صحيح.. ولهذا فأن المشكلة ان أغلب قرائه منذ نزوله وحتى اليوم أغلبهم من الصغار بل وصغار الصغار.. 6 ثقافتنا الفاسدة أصبحت كالهواء الفاسد، تتغلغل بيننا دون ان نشعر بها كأفراد..وهو ما يتيح للفساد “بمعناه الواسع” ان ينتشر وان يكون حاضرا دائما في يومياتنا وكل أعمالنا وأفكارنا، وهي بعبارة أخرى، بمثابة الآلة التي تنتج شخصياتنا..وأي خلل خطير فيها، بالتالي، ينتشر بيننا