من الأرشيف

دين

إعادة كتابة التاريخ الإسلامي: تعرف على علاقة الصحابة بالمال وأملاكهم الطائلة

By nasser

August 18, 2016

في إعادة كتابة التاريخ الإسلامي ج3 الصحابة والمال / مجيد محمد / هذا يتناقض مع ما ورد في كتب التاريخ الإسلامي والتي تنطق بأن شطراً كبيراً من الصحابة تحول إلى قمة الهرم الاجتماعي البالغ الثراء ومن بين هؤلاء من لا يتوقع أحد أنهم كانوا كذلك ومنهم: عبد الله بن عمر، عبد الله بن مسعود، سعد بن أبي وقاص، خباب بن الأرث، وأسامة بن زيد، فمن هؤلاء من تملك إقطاعيات. أما عمران بن الحصين وأنس بن مالك والحسن بن علي وأبو هريرة ومحمد بن الحنفية وهو ابن لعلي بن أبي طالب غير شقيق للحسن والحسين وابن عباس وأبو قتادة فقد لبسوا مطارف الخز وجباب الخز وبرانس الخز والخز ما ينسج من الإبريسيم وهو أحسن الحرير.

في المحورين الأولين من دراستنا هذه تناولنا جانبين من جوانب الحياة وهما الجانب الاجتماعي والسياسي في الأولى (الصحابة والسب) وفي الثانية (الصحابة والقتل). أما في هذا المحور سنتناول الجانب الاقتصادي من حياة مجتمع الصحابة، والذي أحيط بهالة من التقديس المنقطع النظير، وسوّر بحصانة وحصافة لا يمكن تبريرها إلا من خلال ما هدفت إليه مؤسسة السلطة ومجموع المؤسسات الفقهية المتواطئة معها إن كان بدراية منها أم لم تكن، لطبع تلك المرحلة من التاريخ الإسلامي بطابعٍ من الأبهة والتبجيل حفاظاً على مكتسبات يمكن الإحاطة بها من خلال التحسر والتباكي على أيام فطاحلة المسلمين وسماحة حياتهم الاجتماعية والسياسية وحتى الاقتصادية، من أجل السيطرة على العقل المسلم البسيط، والتحكم بمكنونات نفسه، وإجباره على الركون والاستكانة لسلطة أمر الواقع والتي تحكم باسم الدين من خلال الإتجار بما لتلك المرحلة التاريخية من قداسة في نفس المسلم. لقد كانت الظروف المعاشية في مكة قاسية على أهلها باستثناء طبقة كبار التجار والمرابين والنخاسين، أما ما عداهم حتى من الأحرار فقد كانون يعيشون في جهد وفاقة وخاصة الموالي والرقيق والمهجّنين واللصقاء والزعانف وسائر المستضعفين فحدّث ولا حرج عن فقرهم وعوزهم وبؤسهم وحاجتهم ومذلّتهم، وقد كانوا يأكلون أردأ الطعام ويلبسون أخشن الثياب ويأوون في أحقر الأمكنة. وقد كان أتباع محمد من هذه النوعية الأخيرة وسماهم القرآن (الأراذل) وليس في ذلك غرابة، فقد كان أتباع ابراهيم وموسى وعيسى وهود وشعيب من هؤلاء أيضاً، ولما هاجر المسلمون من مكة إلى يثرب قاسمهم الأنصار (الأوس والخزرج) أموالهم بل أن البعض منهم تنازل عن إحدى زوجاته، لأن النازحين كانوا لا يملكون مهر المرأة ولا يقدرون على نفقتها ولأن وجود هذا العدد من العزّاب في أحياء الأنصار كان مثار ريبة وشك لأن المباضعة (التسوق) بالنسبة للزوجة في شبه الجزيرة العربية كانت طقساً يومياً والتسلية الوحيدة، لأنه كان مجتمعاً متخلفاً بدائياً ليس فيه من أوجه النشاط الفني والاجتماعي والرياضي ما يروّح عن النفس ويسليها. وقد التفت محمد لظاهرة نزوح عدد كبير من الصحابة وهو يحمل بين ساقيه عزوبته، فكان يشجعهم على الزواج فيقول لأحدهم التمس ولو خاتماً من الحديد وعندما يجد الصاحب مليطاً من خاتم الحديد يقول: اذهب فقد زوجتك إياها بما معك من القرآن. وكان ينصح بتخفيض المهور لأدنى حد، كل ذلك ليقضي على مشكلة عزوبة صحبه وبذلك يضرب عصفورين بحجر واحد:

وتؤكد كتب السير والدواوين والتاريخ والتراث الإسلامي حالة الفاقة والعوز التي كان عليها مجتمع الصحابة في بدايات تكونه ووردت فيها الكثير من الأمثلة على ذلك ونورد هنا بعض الأمثلة: – عن أسماء بنت أبي بكر قالت: تزوجني الزبير وما له في الأرض من مال ولا مملوك ولا شيء غير ناضح (الجمل الذي يُسقى عليه الماء) وغير فرسه، فكنت أعلف فرسه وأستقي الماء وأخرز غربه (أخيط دلوه المصنوع من الجلد) وأعجن ولم أكن أحسن الخبز فكان يخبز جارات من الأنصار وكن نسوة صدق، وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله على رأسي وهي على ثلثي فرسخ (الفرسخ ثلاثة أميال). – قال عبد الله بن عمر: كنت غلاماً شاباً عزباً فكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله. – كان بعض الأصحاب عديموا الكسب، لا حرفة ولا تجارة ولا زراعة لهم، فكانت زوجاتهم هنّ اللاتي تنفقنّ عليهم وعلى أولادهم وعلى البيت وكانت تعتبر ذلك صدقة تحتسب لها ولا يجد هو غضاضة في ذلك ومثل ذلك زينب زوج عبد الله بن مسعود. – وكان حال العوالي من الأصحاب لا يختلف عن حال باقي الأصحاب فروي عن علي بن أبي طالب أنه قال: لقد رأيتني على عهد الرسول أربط الحجر على بطني من شدة الجوع وإن صدقة مالي تبلغ اليوم أربعين ألفاً. لقد بات الأصحاب يحوزون الأموال الطائلة – وهناك وهم شائع بين الكثيرين أن ذلك كان قاصراً على عدد لا يصل إلى عدد أصابع اليد الواحدة ويأتي في مقدمتهم، عبد الرحمن بن عوف، طلحة بن عبيد الله، الزبير بن العوام، عثمان. وهذا يتناقض مع ما ورد في كتب التاريخ الإسلامي والتي تنطق بأن شطراً كبيراً من الصحابة تحول إلى قمة الهرم الاجتماعي البالغ الثراء ومن بين هؤلاء من لا يتوقع أحد أنهم كانوا كذلك ومنهم: عبد الله بن عمر، عبد الله بن مسعود، سعد بن أبي وقاص، خباب بن الأرث، وأسامة بن زيد، فمن هؤلاء من تملك إقطاعيات. أما عمران بن الحصين وأنس بن مالك والحسن بن علي وأبو هريرة ومحمد بن الحنفية وهو ابن لعلي بن أبي طالب غير شقيق للحسن والحسين وابن عباس وأبو قتادة فقد لبسوا مطارف الخز وجباب الخز وبرانس الخز والخز ما ينسج من الإبريسيم وهو أحسن الحرير. وهنا نأتي على أمثلة على أملاك وميراث عدداً من الصحابة الأجلاء والذين ساقت منظومة السلطة ومجاميع فقهاء السلطان أخباراً عن أنهم كانوا زاهدين متزهدين في الدنيا وما فيها من متاع وسلطان. – عمر بن العاص خلف عمرو من العين (الذهب) ثلاثمائة ألف دينار وخمسة وعشرين ألف دينار ومن الورق (الفضة) ألف درهم، وغلة مائتي ألف دينار بمصر وضيعته المعروفة بـ (الوهط) قيمتها عشرة آلاف ألف درهم. – علي بن أبي طالب مات علي بن أبي طالب عن أربع زوجات وتسع عشر أم ولد سوى الخدم والعبيد وتوفي عن أربعة وعشرين ولداً من ذكر وأنثى وترك لهم من العقار والضياع ما كانوا به أغنياء قومهم ومساتيرهم وهذا أمر مشهور لا يقدر على إنكاره من له أقل علم بالأخبار والآثار. وقد كانت كتب الآثار والسير قد أوردت أن علي بن أبي طالب كان يعمل بيديه بأجر زهيد وأنه كان يربط الحجر على بطنه من الجوع ولما بلغ فاطمة بنت محمد خبر عزم أبيها تزويجها منه اعترضت بحجة أنه فقير آل أبي طالب. – عبد الله بن مسعود روى يحيى بن آدم القرشي عن طريق حجاج عن قاسم بن عبد الرحمن قال: جاء دهقان إلى عبد الله بن مسعود فقال: اشتر من أرضي، فقال عبد الله: على أن تكفيني خراجها، قال نعم، فاشتراها منه. وقد أوردت كتب الآثار والسير أن عبد الله بن مسعود كانت زوجته تنفق عليه هو وأولاده من الزكاة (الصدقة) وأنها سألت في ذلك محمد فأجازه والآن نجده يشتري الضياع!!.

كلمات مفتاحية

خليل عبد الكريم، شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة، السلف الصالح، العقل الاسلامي، الصالحين، أصحاب الرسول، تاريخ صدر الاسلام، الايديولوجيا السنية، التراث الاسلامي، الاقتصاد الاقطاعي، علم الاقتصاد الحديث، ايديولوجية الطبقة الحاكمة، الديموقراطية، العقلانية، ماكس فيبر، الابتهال الى الله، الوعي التاريخي، المؤرخ العربي، التاريخ العباسي، السلجوقية، صدر الاسلام، الجاهلية، عرب الجاهلية، عمرو بن هشام، عمر بن الخطاب، ابو جهل، معاوية، ابو سفيان، عمرو بن العاص،قبيلة بني ثقيف، ابن خلدون، السنّة النبوية، صحيح البخاري، الصحاح الستة، موطأ مالك، سنن البيهقي، الدولة القرشية، تفسير القرآن، كتب أصول الفقه، أسد الغابة في معرفة الصحابة، محمد أركون، عصر المعتزلة