الرئيسية

شاهد إيزديون يصرخون غضبا ضد فيلم العاصفة السوداء لإساءته للإيزيديات الناجيات وتزويره التاريخ

By nasser

September 12, 2016

متى نستحي؟

لا يوجد ما هو مؤلم اكثر من الكذب وتزوير الحقائق هكذا أثبت تاريخنا، ولألف مرة، أن من بيده السلطة يعمد مباشرة إلى تشويه كل الحقائق والجرائم لصالحه..حتى بات الكذب والنفاق جزء “ثقافيا” لا يتجزأ من حياتنا الشيخ يكذب والحاكم يكذب ورجل الدين أيضا يكذب ويزيف الحقائق ودون خضية لا من عقاب الله ولا من غقاب الضمير والحق. . جريمة خطف وسبي العراقيات الإيزيديات نموذج صارخ لشهوة قطاع عريض في مجتمعنا لتزوير التاريخ و”حسب المطلوب”. . الكذب حرام .. دينيا ولكن تدليس هذا الفرض سهل، وهو أن “الحرب خدعة” ولهذا تجد ان قيمة الكذب السلبية تتحول وفقا للحاجة إلى قيمة ايجابية! تزوير التاريخ وأحداثه بهذه الطريقة الخبيثة جدا، وهذه السرعة، لحدث عمره سنتين، و”بأموال قطرية” أثار سخطا عارما بين الإيزيديين وذهولا مما شاهدوه . لاحظوا ان الفيلم يستهدف طرفين هما الإساءة للايزيديين ونسائهم أولا و شيعة العراق، ثانيا وكأنه يدافع عن داعش، بالتشهير بأكبر عدوين له! ولم يشر إلى الاطراف الأخرى بالإدانة! وكأن داعش واجهة قطرية، يجب الدفاع عنها بكل طريقة، والكل يعلم ان قطر ما زالت تسمي داعش بالدولة الإسلامية وتحرص على الترويج إعلاميا لها بشكل مفضوح وعلني.

.. والفيلم الذي ضج الحاضرون في نهاية الفيديو احتجاجا ضده داخل قاعة السينما في دهوك، سيبقى “وثيقة” شئنا أو ابينا، فقد يظن كثيرون أن ما يفعله المزورون للتاريخ، غبي ولا مقيمة له، كلا ! الأمر ليس كذلك!! إنهم اذكياء جدا، فقد شوهوا الأمر، وسيبقى هذا التشويه، فاعلا، شئنا أم أبينا، ما دامت الرغبة بالتزوير شائعة بيننا، وما دام سيستم= نظام حياتنا قائم على المتاجرة بالقيم والأديان والمذاهب وكل شيء لسلب ونهب ما نراه مهما.. . يريد الفيلم أن يوصل عدة رسائل اخرى: وهي ان الايزيديين يقتلون بناتهم الناجيات، وهذا امر لا وجود له، وحتى لو وجد، فهو محدود جدا، ليس من العدل جعله يتصدر المشهد، والكل يعلم كيف استقبلوهن وزوجوهن. ان الإيزيديين عمدوا لاجهاض بناتهم، مع شتيمة لأكثر الملائكة تقديسا عندهم وهو “طاووس ملك”، وهذا لا يجوز ولا يعقل. . ختاما، الأمر يثبت ان قيمنا الأخلاقية وصلت إلى حد كارثي، لا يتورع كثيرون عن انتهاكها، على الرغم من كل الموانع الدينية والاجتماعيةن كل شيء مباح إذا رغبت بالفوز بشيء ما، ولا تقلق، فهناك تبرير لأكبر جريمة، وإن لم تجد تبريرا، فلك ان تستعين بدجال ما، ليقدم لك المبرر، و”بدراهم معدودات”

https://www.facebook.com/saysomething1/videos/1219225044790765/

فيما نشر الكاتب سعد سلوم مقالا عن الموضوع بعنونا ( العاصفة السوداء وكتابة التاريخ في فترة ما بعد داعش)

أثار فيلم “العاصفة السوداء” للمخرج “حسين حسن” موجة من الغضب على صعيد المجتمع الأيزيدي قبل عرضه في مهرجان دهوك السينمائي، واثناء عرضه اتخذ الغضب منحى عصابيا لا يبشر بخير. يقدم الفيلم صورة سيئة عن المجتمع الأيزيدي ينكرها الأيزيديون بقوة ووضوح، ويعدونها قلبا للحقائق في ملف من اكثر الملفات حساسية “ملف الناجيات من قبضة داعش”. . عاصفة شيعية مقبلة على الفيلم واعتقد ان الفيلم سيثير في الايام المقبلة غضبا شيعيا بسبب تصويره رجلا شيعيا في سوف النخاسة يتاجر بالنساء الأيزيديات، فاختيار الملابس واليشماغ تشكل ايحاء ورسالة لن يتقبلها الشيعة بسهولة، ولن يسكتوا عنها. هكذا علينا ان نتقبل اول اشارة للصراع حول التاريخ وكتابته، في فترة ما بعد داعش. سوف يظل تبادل الأتهامات والتخوين بين الجماعات العراقية، وتشويه الحقائق ساريا، ما لم تتشكل “لجنة حقيقة” في ظل سعي للانصاف والعدالة، خسرناه في فترة ما بعد اسقاط نظام “صدام حسين”، فلا يفوتنا هذه المرة، والإ ستكون عواقبه وخيمة على اية عملية إعادة بناء ثقة في فترة ما بعد داعش. السينما ليست معفية من ذلك، ولا الباحثون والكتاب والاكاديميون وممثلو المجتمع المدني، جميعنا منخرطون في مسؤولية توضيح الحقائق، في عالم يكتب فيه السياسيون التاريخ، علينا ان نكتب نسخة موازية تكشف حقيقة ما حدث. مجتمع يكسر صورة نمطية نسختي الخاصة من التاريخ، تقول : انه في ما يخص ملف الناجيات الأيزيديات الحساس، اثبت المجتمع الأيزيدي مرونته وحيويته المدهشة، إذ على الرغم من عمق الضربة التي طالت الهوية والوجود الأيزيدي، كانت هناك محاولات أيزيدية مهمة لاستيعاب تأثيرها المدمر، فقد أصدر المرجع الديني الأعلى للأيزيديين “بابا شيخ” بيانا يحاول التصدي لمحاولات تغيير عقيدة الأيزيديين الدينية مؤكدا على أنها تمت بالإكراه، ومحاولة طمأنة الأيزيديين من أنها لن تؤثر في نقاء الانتماء إلى الأيزيدية، كما يشير البيان إلى أهمية استقبال المختطفات والمختطفين منهم، لكي يعودوا إلى ممارسة حياتهم الطبيعية والاندماج في المجتمع مجددا. وقد أصبحت قصص الزواج بالناجيات مثالا مؤسسا لهوية أيزيدية متخطية لفعل الإبادة، وإعلانا عن انعتاق من تقاليد المجتمع التقليدية التي كانت تضطهد المرأة وتنظر لها بدونية، أو لا تتقبلها بعد اغتصابها، وبهذا الفعل وهذه القصص تمكن الأيزيديون من أن يظهروا للعالم صورة أخرى تتجاوز التنميط والأحكام المسبقة عن مجتمع تقليدي مغلق مثل المجتمع الأيزيدي. طقوس عبور مدهشة مع الذكرى الأولى لأبادة قرية “كوجو” بتاريخ 15 آب 2015 رسمت مراسيم استقبال الناجيات الأيزيديات في معبد لالش المقدس طقوس انتقال الجماعة إلى عتبة جديدة، فهي بكل رمزيتها واحتفائها بالضحايا وسط أجواء مهيبة، تظل مثالا فريدا في تاريخ التحولات الاجتماعية للجماعات الدينية في الشرق الأوسط. استقبل “القوالون” الناجيات على وقع التراتيل الدينية، صاحبها وقع الدفوف وعزف الشبابة ، قبل ان يستقبلهن رجال الدين وسدنة معبد لالش، ثم دخلن في مياه كانيا سبي (العين البيضاء) ليعمدن حسب الطقوس الأيزيدية، ثم بعد خروجهن من عتبة كانيا سبي، كان هناك شبان أيزيديون في الانتظار، يحملون الورود الحمراء للترحيب بالناجيات، ويطلبون الزواج بهن. وكان شاب أيزيدي يدعى “جمال بير حيدر” قد تطوع في الوحدات الأيزيدية المقاتلة ضد داعش، واعلن زواجه من حبيبته المختطفة “أسمهان بير إبراهيم بير مشكو” في معبد لالش وبمباركة “بابا شيخ”، بعد أن نجحت في الفرار من مختطفيها. وهناك قصص أخرى مماثلة، لعل من أبرزها قصة الشاب الأيزيدي “علي” الذي تحول بدوره إلى مقاتل في الوحدات الأيزيدية المسلحة من أجل إنقاذ حبيبته “فيان ميرزا” التي استعبدها مقاتلو التنظيم، وبعد نجاحه في تحريرها من خلال مغامرة مشوقة، تقدم للزواج منها بعد تلقيها العلاج النفسي والجسدي في ألمانيا، ضمن برنامج لإنقاذ الأيزيديات الناجيات من السبي. هذه القصص التي جرى الاحتفاء بها على نطاق واسع، واستقبال الناجيات في معبد لالش سوف تشكل طقوس عبور rites of passage للجماعة تحت إشراف ومباركة زعمائها، إذ قدم أمير الأيزيديين “تحسين سعيد بك” التهنئة لهولاء الشبان بمناسبة اقترانهم بحبيباتهم وشجاعتهم في اتخاذ هذه الخطوة، وشجع الشباب الأيزيديين على اتخاذ خطوة مماثلة بالزواج من الناجيات من الاختطاف والسبي “لكي نبرهن للعالم بأننا دين وعقيدة للتسامح والسلام والإخاء والمحبة” على حد قوله . اما تقدير الأثر الواقعي لهذه الخطوة، فلن تكشفه سوى قصص الناجيات من قبضة داعش، تقول احدى الناجيات عن رواية وثقها زميلنا العزيز خضر الدوملي ” توفرت لي فرصة النجاة مرتين لكني كنت مترددة خوفا من عدم تقبلنا من المجتمع لدى عودتنا، ولكن في يوم كنت على اتصال مع احد الاصدقاء فأخبرني ان بابا شيخ والمجلس الروحاني وجميع الأيزيديين يدعمون عودتنا، اخبرت بقية الفتيات المختطفات، واصبح ذلك دافعا لنا من اجل البقاء والصمود” .

هذا ما يجب ان يحتفى به على نطاق واسع، ويظل خالدا في نفوس من يدافع عن المعذبين والمضطهدين في شرقنا الأوسط المتفجر. وهذه هي رواية التاريخ التي لا يمكن تزويرها في فلم سينمائي او كتاب او حتى قرار رسمي من قبل قوة محلية او اقليمية او دولية.

أفاد المتحدث الرسمي باسم المجلس الروحاني الايزيدي بأن المقاطع التي عرضت من الفيلم الكردي “العاصفة السوداء” في مهرجان بمدينة دهوك يوم أمس الجمعة تسيء للديانة والمجتمع الايزدي، مشيراً إلى أن الشباب الإيزيدي اعترض على بثّ هذه المقاطع قبل عرض الفيلم، فيما أكد فريق الإنتاج وجود سوء فهم لدى المعترضين.

وقال كريم سليمان لوكالة الأنباء الألمانية “د ب أ” إن” ما تناولته مقاطع فيلم “العاصفة السوداء” التي عرضت في مهرجان الأفلام الدولية بدهوك حول تعامل الايزيديين مع الفتيات الايزيديات الناجيات من قبضة تنظيم “داعش” يخالف الواقع تماماً ويسيء إلى المرأة والدين والمجتمع الايزيدي.. مشيراً إلى أن الشباب الايزيديين اعترضوا على بث هذه المقاطع″.

وأضاف سليمان “الإيزيديين لم يقتلوا أية ناجية من قبضة “داعش”، إذ تم استقبالهن بكل تقدير واحترام من قبل عوائلهن، وفي بداية الأحداث تم إصدار فتوى عامة من المجلس الروحاني الايزيدي بخصوص ضرورة استقبال الناجيات الأيزيديات بكل احترام وتقدير، لافتاً إلى أن الجهات الدينية والثقافية الإيزيدية ستجتمع لاتخاذ قراراً بهذا الشأن”.

وانطلقت فعاليات المهرجان الدولي الرابع للأفلام في دهوك مساء الجمعة بمشاركة أكثر من 40 دولة ونحو 120 فيلما درامياً وقصيراً ووثائقياً، وتم عرض الفلم الكردي “العاصفة السوداء” ضمن فعاليات المهرجان، حيث تناول أوضاع الإيزيديين بعد تعرّض مناطقهم لهجوم تنظيم “الدولة الإسلامية”، وهو من إخراج الفنان الكردي المعروف حسين حسن.

من جهة أخرى، قالت فيان دخيل، النائبة الايزيدية في البرلمان العراقي، في بيان لها تسلمت “د ب ا” نسخة منه اليوم، “بأسف بالغ شاهدنا الفيلم السينمائي الكردي “العاصفة السوداء”، والذي تتناول قصته بعض جوانب تداعيات كارثة اجتياح سنجار، ومن ضمنها وضع الناجيات الايزيديات من قبضة تنظيم داعش الإرهابي”.

وأوضحت أن “العالم كله يشهد للايزيديين حُسن استقبالهم لأي ناجٍ أو ناجية من قبضة التنظيم، بل إن الاحتفاء بالناجيات يتم بشكل مبالغ به؛ لأن ذوي كل مختطفة يعتبرون يوم نجاة ابنتهم بمثابة كتابة عمر جديد لها، ولم تحصل أية إساءة لأية ناجية رغم أنه تم إنقاذ نحو 2500 فتاة وامرأة خلال السنتين المنصرمتين، لأننا مجتمع متحضر ومتمدن وندرك أن ما أصاب بناتنا كان غصباً عنهن وليس وفق إرادتهن”.

وتابعت “لكن يطلّ علينا الفيلم السينمائي “العاصفة السوداء” بقصص ولقطات لا ترتبط بالواقع بأية صلة، بل هي من الخيال المريض لمؤلفه والمنافية للواقع تماماً، وبما يسيء للمجتمع الكردستاني بشكل عام، وللمجتمع الايزيدي بشكل خاص”.

ودعت الجهات المختصة في إقليم كردستان إلى إيقاف عرض الفيلم المشؤوم، ومنع مشاركته بأي مهرجان محلي أو دولي، لأنه قد يصل بنا إلى تداعيات لا يريدها أحد، لأن هناك آلاف الشباب والرجال من ذوي المختطفات والناجيات الذين يرون أن هناك إهانات لهم ولبناتهم بسبب هذا الفيلم الذي هو بذرة للفتنة ينبغي عدم السماح بنموها من خلال إيقاف عرضه ومنع تداوله.