شاهد: العراق مقبل على “كارثة” مائية بسبب سد إليسو وتوقعات بانخفاض مياه دجلة من 550 إلى 60م

شاهد: العراق مقبل على “كارثة” مائية بسبب سد إليسو وتوقعات بانخفاض مياه دجلة من 550م إلى 60

Advertisements
Advertisements

خيم خطر الجفاف مجدداً على العراق وبالذات مناطق الجنوب الأكثر تضرراً من سياسيات دول الجوار المائية، وهذه المرة هي الأكثر جدية مع اعتزام تركيا تشغيل سد (أليسو) الذي يعد بوابة لخزان مياه بالغ الضخامة من شأنه إلحاق الأذى بالأراضي العراقية المنهكة أصلاً بسبب الجفاف.. وقد يؤدي إلى عدم وصول مياه إلى البصرة والأهوار ولمدة ثلاث سنوات يتطلبها ملء السد بالمياه.

ويبدي خبراء ومسؤولون قلقهم من احتمال تعرض العراق لموجة جفاف شديد عند قيام تركيا في العام المقبل بتشغيل سد (أليسو)، فيما أعلنت وزارة الموارد المائية عن مساع دبلوماسية لمواجهة الأزمة المحتملة، بينما تعتزم الحكومة المحلية في البصرة التحرك باتجاه التفاوض من الحكومة الإيرانية على فتح نهر الكارون عند حلول الأزمة.

كارثة يصعب التكهن بتبعاتها

يقول سكرتير لجنة انعاش الأهوار في مجلس محافظة البصرة علاء البدران في حديث لـ السومرية نيوز، إن “تركيا ستقوم بعد منتصف العام المقبل بتشغيل سد (أليسو) المشيد حديثاً على نهر دجلة، وعملية ملء السد بالمياه “تستغرق ثلاثة أعوام بحسب تقديرات أولية”، مبيناً أن “العراق من المتوقع أن يواجه خلال هذه الفترة كارثة جفاف وعطش يصعب التكهن بخسائرها المادية وأضرارها البيئية والمعاناة الإنسانية التي سوف تسببها”.

ويلفت البدران الى أن “كميات المياه التي تصل الى العراق عبر نهر دجلة تبلغ نحو 550 م3 في الثانية، لكن عند تشغيل السد الجديد قد تنخفض حتى الى مستوى 60 م3 في الثانية”، معتبراً أن “البصرة ستكون الأشد تضرراً بحكم موقعها الجغرافي، ومناطق الأهوار سوف تجف مجدداً مساحات شاسعة منها”.

Advertisements

أما وزير الموارد المائية حسن الجنابي أكد لـ السومرية نيوز، أن “العراق مقبل على كارثة عند تشغيل السد الجديد”، مضيفاً أن “الحكومة العراقية تأمل التوصل الى حلول مرضية مع الحكومة التركية بهذا الشأن”.

حراك دبلوماسي محلي صوب الشرق

تقرير في 2012 عن السد
https://www.youtube.com/watch?v=qiFBvyjui1M
ويقول مدير الموارد المائية في محافظة البصرة مفيد عبد الزهرة في حديث لـ السومرية نيوز، إن “عملية ملء السد بالمياه تستغرق بحسب معلوماتنا من تسعة أشهر الى عام واحد، وعند تنفيذ تلك العملية سوف تتأثر سلباً الحصة المائية للعراق، ولذلك نأمل التوصل الى حلول دبلوماسية تمنع حدوث المشكلة”، موضحاً أن “التأثيرات خلال فصل الشتاء ستكون غير خطيرة لأن مياه الأمطار ستعوض بعض النقص”.

Advertisements

وبحسب معاون محافظ البصرة حسن النجار، فإن “الحكومة المحلية تدرك خطورة هذه المشكلة التي من المتوقع أن تحل في العام المقبل، والحل الوحيد لمواجهتها على مستوى المحافظة يكمن بإقناع الجارة إيران بفتح نهر الكارون ليرفد شط العرب بالمياه عندما تنخفض بشكل حاد إيرادات المياه عبر نهر دجلة”، مضيفاً أن “وفداً من الحكومة المحلية بشقيها التشريعي والتنفيذي من المؤمل أن يتوجه الى الجمهورية الإسلامية للتفاوض”.

ويؤكد النجار في حديث لـ السومرية نيوز، أن “الحكومة العراقية ينبغي أن تستفيد من قرار ضم الأهوار الى لائحة التراث العالمي كورقة ضغط عند تفاوضها مع الجانب التركي، وذلك لأن الأهوار سوف تتضرر كثيراً بسبب تشغيل السد”.

Advertisements

وكانت الحكومة التركية وضعت حجر الأساس لسد (أليسو) في عام 2006 في ضوء دراسات جدوى تعود بدايتها الى عام 1954، وقد واجهت الحكومة التركية مشاكل في تمويل المشروع سرعان ما تجاوزتها، وتفيد تصاميم السد المشيد على نهر دجلة بأنه سيكون بعرض 1820م وبارتفاع 135 م، ويصل حجمه الكلي إلى 43.900.000 م3، ويحتوي على محطة لإنتاج الكهرباء بطاقة 3.833 كيلو واط في الساعة، وبذلك يكون ثاني أضخم سد في تركيا بعد سد أتاتورك، والذي يعد خامس أضخم سد على مستوى العالم.

المشروع أثار مع بداية تنفيذه مخاوف داخل تركيا وخارجها، فقد تحفظت عليه منظمات حقوقية كردية خوفاً من أن يؤدي السد عند تشغيله الى فيضان عدد من قرى منطقة حصن كيفا التركية التي تقطنها غالبية كردية، كما أبدى العراق قلقه من المشروع، ودعا تركيا في أكثر من مناسبة الى الالتزام بحقوق العراق المائية.

ونهر دجلة، ينبع من هضبة الأناضول التركية، حيث يبلغ طوله نحو 1900 كيلومتر مع التعرجات والخوانق، وهو ثاني أطول الأنهار في تركيا بعد نهر الفرات، ويسير نحو 1418 كيلومترا داخل العراق، و44 كيلومترا داخل الأراضي السورية، ويبلغ إيراده السنوي من المياه نحو 50 إلى 60 مليار متر مكعب. أما مساحة حوض النهر (دجلة) فتبلغ نحو 470 ألف كيلومتر مربع، من بينها 12 في المئة في تركيا و0.2 في سوريا و54 في المئة في العراق ونحو 34 في المئة في إيران.

وقالت القدس العربي في خبر نشر عام 9/2015

يمكن إدراك الأخطار، وما يمكن أن يحجزه السد من مياه عن العراق، من خلال المعطيات التالية التي تشير إلى أن نصف ما يصل من مياه إلى العراق، يمكن أن يتم حجزه في منشآت ومشاريع السد.

وقد ذكر الدكتور حامد الدباغ رئيس جامعة المستنصرية العراقية سابقا «أن استئثار تركيا بكميات كبيرة من مياه نهري دجلة والفرات، لن يعرض مشاريع الري وتوليد الطاقة الكهربائية في سوريا والعراق لأضرار بالغة فحسب، بل يعرضهما لخطر الجفاف وحلول الكوارث أيضا».

كما وذكر مصدر في وزارة الموارد المائية العراقية «أن وارد نهر دجلة الطبيعي من المياه عند الحدود التركية والبالغ نحو 20.93 بليون متر مكعب سنويا، سينخفض عند إنشاء السد (سد أليسو) إلى 9.7 بليون متر مكعب سنويا من المياه. كما أن السد سيحرم 696 ألف هكتار من الأراضي الزراعية العراقية من المياه».
وتقع أهم المدن العراقية على مجرى نهر دجلة، وهو يمر فيها من الشمال إلى الجنوب، كمدن الموصل وسامراء وتكريت وبيجي وبعقوبة والعاصمة بغداد والحلة والمدائن والكوت والعمارة والقرنة وغيرها، كما إن سدودا ومنشآت كهربائية أقيمت على مجرى النهر منذ عشرات السنين، ما سيحرم هذه المدن والمنشآت وغيرها من مياه للري والشرب وتوليد الكهرباء الكثير الكثير من موارد المياه الضرورية للحياة.
حجج تركية
تقوم حجة الأتراك في إقامة مشاريع ضخمة، مائية وكهربائية على الأنهار التي تنبع من أراضيهم، من دون الرجوع للتشاور مع الجيران (سوريا والعراق) وعدم مراعاة مصالحهما في هذا الأمر الحيوي، إلى حجة تتعارض مع كل قوانين المياه المتعلقة بمياه الأنهار الدولية متعاقبة الجريان والعابرة للحدود المشتركة، وهذا الأمر أوجد إشكاليات ومشاكل وتعقيدات وصلت وتصل إلى حافة الحروب بين فترة وأخرى. كما أن الأكراد في تركيا يتململون، ويعتبرون بعض المشاريع التركية مضرة بوجودهم التاريخي في أراضيهم، كما ويعتبرون أنها تشتت تماسك مجتمعاتهم، لتصل الأمور إلى شن عمليات عسكرية ضد بعض المشاريع الإنمائية التي يعتقد الأكراد أنها تضر بوجودهم ومستقبلهم في أراضيهم. كما أن الأنهار والروافد التي كانت تصب في نهر دجلة من الأراضي الإيرانية، أقامت عليها إيران منشآت وسدودا مائية وكهربائية، حرمت وتحرم العراق من حصة كبيرة من المياه التي كانت تغذي جنوبه.

 

شاهد أيضاً

متابعة: أبرز ردود الأفعال على انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسميا الثلاثاء انسحاب بلاده من الاتفاق الذي عقدته دول غربية …