منصور الناصر: الطائفية سببها رجال الدين وليس الدين نفسه ولا قيمة لهم بدونها!

ل أنت من المشغولين بتصنيف الآخرين طائفيا؟
وان لم تكن، ما هي نصيحتك للمصابين بهذه العادة، وهي السبب الأول لانتشار العنف والكراهية في مجتمعاتنا؟

Advertisements
Advertisements

#سؤالقلشيئا

.
.
بمناسبة اليوم العالمي للسلام
نطرح هنا جوابا للسؤال خاصا بـ قل شيئا ولا نلزم به احدا، ونتساءل:
كيف يمكن للسلام أن يحجز له مكانا بيننا ونحن نصنف كل من نراه طائفيا أو عشائريا أو سياسيا؟
ما شأننا بأمر لا يخصنا، إنسانيا، ولا يعنينا؟
لم لا ندع الخلق للخالق؟ ومن زرع فينا هذا الوباء القائل، وأدى لإثارة مختلف أنواع الفتن فيما بيننا طوال التاريخ؟
.
جوابنا الأولي قائم على ان ثقافة مجتمعاتنا ما زالت غير حديثة، وتستند للدين بشكل رئيسي في معظم شؤونها الإنسانية فكرا ومعتقدا وتقليدا..
من هنا كان وجود رجال الدين ضروريا، لمساعدة الناس في فهم شؤون دينهم، ما ادى، لتزايد أعدادهم بشكل كبير،
وبما أنهم بشر مثل غيرهم، يخطئون ويصيبون، ويطمعون ويطمحون..
اشتدت المنافسة فيما بينهم، على كسب أكبر عدد من جمهور الناس لجانبهم، والتحكم في النتيجة، بأمرهم وشأنهم،
.
أمر كهذا لا يحصل دون ان يعيب بعضهم أحكام وفتاوى الآخرين الدينية،
أولا لكي يبرر كل منهم “قيمته” كرجل دين، وجودة “بضاعته”
وثانيا، لكي يضمن بقاء أتباعه المؤمنين تحت وصايته الدينية.
.
بالطبع تختلف شدة هذا النزاع بين الشيوخ، لعوامل دينية واقتصادية وسياسية كثيرة، لكنه نزاع حتمي ومتواجد دائما فيما بيننا.
.
من هنا يصبح الهاجس الأول لكل رجل دين هو حث أتباعه على تصنيف الآخرين، طائفيا، أم مذهبيا..ويبذل كل جهد ممكن لكي يتقي فرصة خروجهم عن طوقه، ولكل منهم في المجال “إبداعاته” بأن يحذرهم مثلا من سماع الطرف الآخر المختلف ورفض الانصات له مقدما، حتى لو قال أو فعل شيئا حسنا، وان كان في شأن ينفع الناس جميعا، ولا علاقة له بالدين!
ورفض المختلف فقط لا يكفي!، يجب تشويه كل ما يأتي به الآخر المختلف، والقدح فيه، والترويج ضده والطعن في نسبه او سمعته او أقواله الخ
. اتهامه بأي شيء ..فان كان الآخر من دول الغرب، يتم تشويه الغرب بالقول ..هذه الدول منحرفة وتكثر فيها الجرائم والانحلال، دون تقديم معلومات دقيقة، ولا الإشارة الى انها اكثر الدول تقدما وتحضرا وحريات وأمانا واستقرارا.
.
إثارة الفتن بين الناس، هكذا، تصبح مطلبا لا بديل له، لكل شخصية دينية طموحة، وبدونها، لا بد له من إشهار إفلاسه!
.
وبالطبع كلما كثر أتباع شخصية دينية ما، ازدادت سطوته وقوته وقد يصل إلى حد أن يتحكم بمصير بلدان وشعوب كثيرة.
.
الأمر هكذا، أشبه بتجارة زبائنها الناس، وبضاعتها الدين..
هذه هي حسب رأينا، الصورة العامة لأغلب ما يجري في بلداننا حاليا، ولا يفوتنا أن نشير إلى أن هذه الصورة لا تتعلق بالدين كما هو، ولا بجميع رجال الدين، لكنها الصورة المهيمنة حاليا على الجميع.
بالمناسبة: هناك من يخشى، لشدة غسيل الدماغ لديه، حتى من مناقشة ظاهرة مدمرة في جياتنا، كهذه، فقط لأنه أمر لا يحق لأحد النقاش فيه، إلا “الشيوخ” !!
.

هاشتاغات
————.
فقط، برفض التعامل مع كل من يدعو للتمييز بين البشر تبقين #سالمةيبلادي
وفقط بدعوتنا إلى #تجريمالطائفية و #نبذالعنف و #تقديسالشخصيات سنحبط أكبر مخططات المفسدين والدجالين للهيمنة على ببلادنا وتفريق كلمتنا

شاهد أيضاً

لم نتطرف ونتعصب؟ لأن أذهاننا محدودة ولن نكون أبداً كائنات عاقلة!

عرض نقدي لكتاب جيرالد برونر: Advertisements Advertisements الفكر المتطرّف؛ كيف يصبح الناس العاديّون متعصّبين* مقدّمة …