الشام

مقال: السكوت عن اردوغان جريمة مخلة بالشرف لا تزول بالتقادم

By nasser

October 09, 2016

السكوت عن اردوغان جريمة مخلة بالشرف لا تزول بالتقادم صائب خليل احيانا تلسعك الحقائق حتى لا تستطيع حراكا او رداً في الوقت المناسب، وهذا ما حدث لي مع الصلافة التركية البشعة، واكثر منها رد الفعل السني المؤسف والمثير للخجل. صديق نقل بألم شديد ومؤدب، منشور اعتبره الخطاب النمطي السني، كتبه الدكتور خالد العاني، يرد فيه على خطاب قاسم سليماني الذي ذكر بانه لولا إيران لاحتلت داعش سوريا:”… وهذا الدعي المفتري، يقول لولا ايران لاحتلت داعش سوريا، والحقيقة ان ايران من دبر داعش والمليشيات، واتفق سرا مع اسرائيل على ركوب موجة الطائفية على ان يبيدوا الطائفة السنية” . ،وقد شهد الشعب العراقي شؤم ومآسي تنفيذ ايران للمخطط الأسرائيلي، وما تحمل الشعب العراقي من سفك دماء وتدمير بيوت ومدن بصواريخ ايرانية وداعش ومليشيات ارهابية ايرانية وحكم عميل خادم للمشروع الصهيوني،..استخدمت ايران اوسخ الاساليب واحط الطرق لأمرار مجرمي داعش الى مدننا في المنطقة الغربية، ليتخذوها حجة بذبح الابرياء، ومجازر الابرياء في كل المدن شاهدة على جرائم ايران والمليشيات، خاصة مجزرة الفلوجة والصقلاوية الابرياء التجئوا الى الحشد هربا من داعش ، ليتلقفوهم بحقد وخسة ويذبحوهم بالكركات والسكاكين والرمي وقسم دفنوهم احياء في خنادق” .. ليكمل : “ووجود ايران في سوريا اضعف الجيش العربي السوري وسبب له اخفاقات امام الارهاب ، الذي تموله سرا ايران ، وتموله وتسلحه تركيا والسعودية وقطر، ويدفعون لأسرائيل ثمن السلاح”! هناك شيء وحيد سليم في هذا الهذيان العجيب، وهو انه بقي يضع إسرائيل كعدو، لكنه يفترض ان إيران تتعاون “سرا” مع إسرائيل لتنفيذ خطط الأخيرة. ولأجل ترهيم ذلك يجب ان يسوق الدكتور خالد كل ما انزل الله به من مغالطات للحقائق، ومن اتهام مرضي للجنرال سليماني بالذات والذي لا يرتبط اسمه في العراق إلا بتحرير تكريت، وكل ما عدا ذلك ادعاءات لم يثبت أي شيء منها! فلا يحتاج هذا “الدكتور” إلا إلى لحظة تفكير ليدرك عمق الهذيان الذي يتكلم به. فليس فقط ان حتى الأطفال يعلمون ان داعش تهتف باسم السنة وأنها تلقى دعما من مناطق السنة دون غيرها وأن إيران تحاربها في سوريا، وإنما أيضا افتراض الدكتور خالد بأنه يعلم خيرا من الحكومة السورية التي تطلب الدعم من إيران لمحاربة داعش! . الدكتور خالد، والفكر النمطي السني، لا يلتفت إلى العلاقة الصريحة بين تركيا السنية وإسرائيل، او السعودية السنية وإسرائيل، فالعلاقة العلنية لا تهمه كثيرا، رغم انه يشير إلى البلدين بشكل عابر ضمن المتآمرين مع إيران. إنه يفضل التركيز على “العلاقة السرية” بين إيران وإسرائيل. فالحديث عن “العلاقة السرية”، حتى إن لم يكن هناك أي دليل، سيظهر المرء وكأنه “فطن” التقط تلك العلاقة رغم سريتها. ولأنها سرية فهي الأخطر طبعاً. أما بقية الخطاب عن المجازر والكركات والسكاكين والدفن احياءاً فلا يسوق د. خالد عليه دليل فيبدو انه شاهده بعينه، وتأكد من هوية الجناة، وإلا فلا يعقل ان يتهم “دكتور” الناس جزافاً بهذا الشكل! اليس كذلك؟ . ويجب ان اشير أيضا إلى الأسطوانة الجديدة التي جاء ذكرها أيضا في خطاب د. خالد وهي استهداف “السنة” و الرغبة في القضاء عليهم. ولقد انتقدت سابقاً من يتحدث من الشيعة عن استهداف “الشيعة” لمجرد انهم “شيعة” والرغبة في القضاء عليهم، والكلام فارغ بجانبيه، فالتاريخ يثبت ان كون المرء سنيا او شيعياً لا يهم إسرائيل، وأنها تصاحب من يصاحبها من العملاء منهم وتعادي من يعاديها. ولكن إن كان للشيعة ان يقولوا بأنهم اليوم يعادون إسرائيل بمواقف حزب الله وإيران التي طردت السفارة الإسرائيلية واحلت محلها سفارة فلسطين، وقدمت كل الدعم لتأسيس حزب الله وتحرير لبنان وغيرها كثير، فمن العجيب ان يتصور سني أن إسرائيل تريد القضاء على “السنة” وهي التي تمتلك العلاقات الممتازة مع اكبر الدول التي هم فيها أكثرية مثل مصر والأردن وتركيا والسعودية! وفوق ذلك فأن إسرائيل تصرح علنا بأنها تجد في السنة اصدقاءاً لها. كل هذه الحقائق تختفي من الخطاب السني النمطي لـ د. خالد ليحل محلها هجوم منفلت من كل حدود او تريث ضد إيران. . يجب ان أقول إني شخصياً لم أثق يوماً بحكومة روحاني الإيرانية وأخشى بالفعل تعاونها مع الخندق الغربي ضد العراق مثلما فعلت حينما اشتركت السفارتان الأمريكية والإيرانية في تدخلهما السافر وبنفس الاتجاه (!) في معركة البرلمان العراقي الشهيرة، وسحبت معهما كل من يرتبط بهما بعلاقة المأمور بالآمر. وقد استنكرت الموقف الإيراني ذاك بنفس الشدة التي استنكرت فيها الموقف الأمريكي. وقبل ذلك أيضا قدمت حكومة روحاني العديد من المؤشرات التي تجعل منها مشبوهة بالتعاون مع اميركا، التي نعتبرها مكلفة بتحطيم العراق. . لكن ذلك كله لا يجعل من إيران عدواً، ولا يمكن ان يقارن تعاونها مع اميركا بتعاون تركيا والسعودية والأردن مع اميركا وإسرائيل. وإذا كان الكثير من السنة يتعكزون على الحادثة الوحيدة المتمثلة باستلام إيران اثناء الحرب مع العراق، السلاح الأميركي من خلال إسرائيل وكان الخيار الوحيد لها، فإن تركيا والسعودية والأردن لا تحتاج ان تكون بحالة حرب او ان يكون بقاءها معتمدا على إسرائيل، لتقيم العلاقات المتطورة معها، وبشكل مستمرة وليس بحادثة تاريخية واحدة. وأن في إيران سلطات وقوى أخرى توازن القلق الذي نحس به من تقارب حكومة روحاني مع اميركا، يمنع هذه الحكومة واية حكومة إيرانية في المدى المنظور من ان تطور تلك العلاقة بشكل كبير ومنفلت كما تفعل المدن المحكومة بحكومات سنية.

.

لقد بينت في مقالة سابقة أن اردوغان لا يمكن إلا ان يكون عميلا اسرائيلياً، فهو قد طور العلاقة التركية الإسرائيلية إلى ابعد مما كانت عليه في أي حكومة تركية سابقة، مما يعني أن “اسطول الحرية” كانت مسرحية معدة من اجل كسب الثقة والتمكن من اختراق سوريا من جهة وكسب تعاطف العرب والأتراك من الجهة الأخرى للتمكن من تنفيذ مؤامرة تدمير سوريا، ولا يوجد اي تفسير لهذا التطوير في العلاقات لرجل كان يعلن اشمئزازه من سياسة اسرائيل الدموية، والتي ازدادت كثيرا في الوقت الذي طور اردوغان علاقته بها. لذلك اليوم، الموصل مهددة بمؤامرة إسرائيلية أمريكية تركية واضحة تلعب فيها كردستان دوراً قذراً كعادتها في كل منعطف سياسي او عسكري مر به العراق في عصره الحديث. وللأسف أننا نجد ما يمكن ان يوصف على الأقل بأنه “تحييد” غريب للموقف السني، إن لم نقل تواطؤ مع المؤامرة! . وماذا يكون السكوت عن التدخل الإيراني؟؟ سيكون الرد الفوري للمواطن النمطي السني عندما يجابه بهذه الحقيقة، واجيب: والسكوت عن التدخل الإيراني مخل بالشرف وكذلك الأمريكي وحتى الروسي إن حدث.. أي سكوت عن تدخل يمس سيادة البلاد بشكل واضح، جريمة مخلة بالشرف، وعلى قدر ذلك التدخل تكون جريمة السكوت عنه، ويكون شرف الساكت مطعوناً به. هذا لا جدال عليه كمبدأ سليم تماماً. إن التصريح المهين لأردوغان تجاه العراق والعراقيين وتحديده بصلافة متناهية من يجب ان يعود للموصل ومن يستثنى منه، يجب ان يثير الغضب الشديد، لدى أي عراقي سوي يحب وطنه، ويثمن كرامته. لكن الغضب لا يجب ان يوجه إلى أردوغان فهذه مهمته التي كلف بها من إسرائيل بعد ان نفذ تدمير سوريا لها. . والآن حين يغضب عراقي من صلافة أردوغان ويطالب السنة بموقف، ينفجر البعض بوجهه: وماذا عن الموقف من إيران؟؟ وكأن السني يشترط لموقفه المبدئي من الاعتداء التركي العسكري الصلف الصريح، موقفا من الجانب الآخر ضد التدخل الإيراني السري أو التدخلات الإيرانية التي لا تقارن بشكل من الأشكال بالتدخل التركي المهين. ومع ذلك فالسؤال سخيف، ببساطة لأن الغالبية من الشيعة وقفت بالفعل ضد تلك التدخلات عندما كانت واضحة لديها! لكن السني النمطي يطالب الشيعي ان يقف ضد إيران بنفس القوة على تدخلها الافتراضي “السري”، والذي لا يملك أحد دليل عليه حتى إن كان صحيحاً. . والحقيقة اني لا اجد ما اضيفه على ما كتبته الصديقة زينب الموسوي عن الذين كانوا “مشتركين ويانا بالرفض لاقتحام الحدود من قبل الزوار الايرانيين قبل 11 شهر وسخنوا الشارع وطالبوا باعتذار ولطموا ع السيادة وعلى الوطن. يعني معقولة لهذة الدرجة مو مهم ان تعلن تركيا انها باقية في الموصل معقولة لهذة الدرجة ماكو واحد من الحبربش شعر باهانة من سمع هذا الكلام معقولة عادي ماكو مشكلة بتقسيم ثاني محافظة في العراق على اساس المكونات الطائفية والقومية؟” . نعم لقد احتج الشيعة على اختراق الحدود، وإضافة إلى ذلك فقد هتف الصدريون، حتى تجاه التدخل الافتراضي الإيراني، وصاحوا “إيران بره بره”! فأين هتاف السنة “تركيا بره بره”؟ إننا امام صلافة تركية وعنصرية بشعة إذا قبلها السنة دون رد، فسوف تكون سابقة خطيرة في علاقتهم ليس فقط بالشيعة وإنما بالعراق ككل، وسوف يكون عليهم ان يقبلوا الكثير من العنصرية بل وربما يجد الطائفيون من الجانب الآخر الحجة لإشعال حرب حقيقية ضدهم. إن تحقق الأمر ولم يدرك سنة العراق خطورة ما يجري، وتركوا الأمر يمر، فلن يجدوا في النهاية منفذا سوى ان يكونوا عملاء لإسرائيل كما يفعل السنة في العديد من البلدان العربية، وبدون رضاهم … وإسرائيل لن تقبلهم إلا كعملاء عبيد لها ومطية لعدوانها، وهو العار الأكبر الذي يمكن ان يصيب انسان في هذه البلاد. لذلك فالسكوت عن أردوغان جريمة مخلة بالشرف.. يجب تجاوزها الآن وفوراً، فهي إن تركت ستثبت في التاريخ، ولن تتقادم مع الزمن!