ألمانيا بحاجة ماسة للاجئين ويتوقع انخفاض عدد سكانها من 81 إلى 71 مليون نسمة في 2060

في عام 1990 عندما فازت ألمانيا ببطولة كأس العالم في كرة القدم لم يكن بين لاعبي المنتخب الألماني لاعب واحد من أصول أجنبية .

Advertisements
Advertisements

وبعد 24 عاماً من مونديال عام 1990 أصبح عدد اللاعبين ذوي الأصول الأجنبية إلي 6 لاعبين (جيرمي بواتينج ومسعود أوزيل وميروسلاف كلوزه وسامي خضيرة ولوكاس بودولسكي وشكودران مصطفى ) لعب ثلاثة منهم في المباراة النهائية.

ما حدث في تشكيلة المنتخب الألماني هو دليل على أن المهاجرين الأجانب صاروا جزءاً مهماً من الشعب الألماني وسيصبحون كذلك في السنوات المقبلة لا سيما مع التناقص المستمر في عدد سكان ألمانيا.

لجنة الإتحاد الأوروبي قالت في أحدث تقاريرها أنه بحلول عام 2060 من المتوقع أن ينخفض عدد سكان ألمانيا من 81 مليون نسمة إلي 71 مليون نسمة.

وهو إنخفاض كبير يكفي لتحويل مدن مثل هامبورج وميونخ وفرانكفورت وشتوتجارت ودوسلدورف ودورتموند إلي مدن أشباح ما لم يتم تعويض هذا النقص في عدد السكان.

وفي حقيقة الأمر فإن ألمانيا لن تخسر 10 ملايين نسمة من سكانها فحسب بل ستخسر 15 مليون نسمة من الرجال والنساء في سن العمل ما يعني خسارة سوق العمل الألمانية لهذا العدد الكبير من الموظفين.

Advertisements

المشكلة الأكبر التي ستواجه ألمانيا بسبب إنخفاض عدد السكان بحلول عام 2060 هي أن 59% من الموظفين الألمان سوف يعملون فقط من أجل توفير معاشات الموظفين المتقاعدين وتكاليف رعايتهم الصحية.
حالياً لا تتجاوز هذه النسبة 32% .

إذن ألمانيا في حاجة إلى 15 مليون موظف خلال الخمسين عاماً القادمة والسؤال هنا :

من أين ستحصل ألمانيا علي هذا العدد الكبير؟

Advertisements

الإجابة : الحل في المهاجرين الأجانب

لا حل لهذا العجز في سوق العمل الألمانية إلا بإستقبال المزيد من المهاجرين والأيدي العاملة الماهرة نظراً لأن معدلات المواليد في ألمانيا في إنخفاض مستمر حيث لا يتجاوز معدل المواليد في ألمانيا 1.4 طفل لكل أم ألمانية وبالرغم من أن هذا الرقم قد يصل إلي 1.6 طفل لكل أم إلا أن هذه النسبة المئوية تظل بعيدة عن النسبة المئوية المطلوبة لحفظ بقاء أي مجتمع بشري وهي 2.1 طفل لكل أم وبالتالي لن يكون هناك حل آخر سوي المهاجرين الأجانب.

Advertisements

في مناطق أخري من العالم هناك فائض في أعداد القوي البشرية القادرة علي العمل بالإضافة إلي تضخم أعداد السكان وإرتفاع معدلات المواليد حيث تصل معدلات المواليد في أمريكا اللاتينية إلي 2.1 طفل لكل أم وفي آسيا 2.2 وفي أستراليا 2.5 أما في أفريقيا فيقفز الرقم إلي 4.7 طفل لكل أم.

ولعلنا نسمع يوماً من الأيام أن أينشتاين الجديد قد خرج من إحدي الحواري الفقيرة في أمريكا اللاتينية وأن ستيف جونز الجديد هو طفل ولد في معسكر للاجئين في الصومال بينما تتزايد إحتمالية ولادة عباقرة في المناطق الفقيرة من العالم أكثر من ولادة عباقرة في أسرة من طفل واحد في أوروبا.

حاجة سوق العمل الألمانية للعمالة وإنخفاض سن غالبية اللاجئين دفعت عدة شركات ألمانية إلي الإستثمار في هذه العمالة الشابة حيث بدأت شركات (BASF) و (Siemens) و (Infineon) و (Bayer) و (Deutsche Bahn) في التركيز علي تدريب وتأهيل اللاجئين الشباب للعمل في مصانعها وشركاتها للإستفادة منهم لاحقاً.

وفي هذا السياق يقول “ديتر تسيشته” رئيس شركة دايملر الألمانية : “غالبية اللاجئين من الشباب ولديهم قدر من التعليم ومتحمسون جداً للعمل” وهي عوامل مثالية لضمان ضم هؤلاء الشباب إلي صفوف الموظفين والعاملين بالشركات الألمانية.

لكن في الوقت الراهن لا تزال نسبة المهاجرين في المصانع والمؤسسات الألمانية تحتاج إلي نظر لا سيما وأن بعض القطاعات مثل قطاع الإتصالات يطلب موظفين لديهم دراسة متخصصة وقادرين علي التحدث بالألمانية والإنجليزية بطلاقة وهو ما لا يتوافر إلا في مواطني دول الإتحاد الأوروبي حيث يحتاج المهاجرون من الدول الأخري وقتاً للتدريب والدراسة حتي يتمكنوا من الإلتحاق بهذا النوع من المؤسسات.

الجدير بالذكر أن مشكلة نقص الأيدي العاملة لا تهدد ألمانيا وحدها بل تهدد معظم دول الإتحاد الأوروبي.

ولعل كأس العالم في 2060 لن يكون سهلاً علي المنتخب الألماني الذي ربما يضم أغلبية من اللاعبين أصحاب الأصول غير الألمانية , لكن تجربة سويسرا في هذا الصدد تعطي أملاً لألمانيا بالفوز بكأس العالم 2060 حيث لعبت سويسرا العام الماضي بمنتخب يضم 17 لاعباً من أصول أجنبية لكنها تمكنت من تحقيق ثاني أفضل نتيجة لها منذ 60 عاماً.