ترامب، غلاف مجلة
غلاف دير شبيغل: هذه نهاية العالم

لماذا اعتبر الجميع انتخاب ترامب مفاجأة؟

امريكا تتغير، ووصول ترامب الى البيت الابيض هو بداية هذا التغيير

Advertisements
Advertisements

كلمة أزاميل و صفحة قل شيئا  

-ما زال كثيرون يرددون بحماس، أن سياسة أميركا، ثابتة ولا تتغير بتغير رؤسائها.
ولكن هؤلاء جميعا، يحرصون في الوقت نفسه، على اقتناء أحدث موديل من الآي فون الأميركي سنويا، وليس كل اربع سنوات،
قارنوا فقط بين الآيفون بنسخته الاولى قبل بضع سنوات بنسخته الأخيرة لتعرفوا حجم “الاختلاف”!
 
وقس على ذلك، مع الاختلافات في الوندوز وبرامج الكومبيوتر والتربية والتعليم ومناهج البحث والتحليل والفكر والعلوم والطب والهندسة الخ
.
-ولكن لم “نعرف” هذه الاختلافات ولا “ندرك” معناها؟ وبعبارة أدق “الثقافة” التي تنتجها؟
من جهة، نرفض فكرة تغير السياسة الاميركية وندعي بحماس “ثباتها”
ومن جهة أخرى، نتقبل ودون وعي، منتجات أميركا المتغيرة باستمرار بسبب “اختلافها”؟
نرفض هنا، ونقبل هناك
 
– السبب كما أعتقد هو اننا تعودنا على فكرة الثبات وعدم المراجعة، والأغلبية تكرر هذا الحكم، لكي تبقى محافظة على “ثباتها”، دون اي مراجعة “مزعجة” !
الأمر ينطبق على كل شيء تقريبا، في حياتنا، نقبل التقنيات الغربية الحديثة، ونرفض النظر في ثقافة من أنتجها.
سر تعلقنا بفكرة الثبات الأسطورية هذه، يعود ربما ، إلى أن ثقافتنا كلها تحث على “الثبات” وعدم الاهتمام باحترام أي زمن ملموس آخر، إلا زمنها الافتراضي القديم.
ربما يكون هذا دليل على أن “البنية” العقلية، لأغلبيتنا، ما زالت سطحية، وتفتقر للعمق، ولا توجد فيها آليات قادرة على الربط المركب باكثر من بعد، بين الفكر والواقع.
.
هكذا تعودنا على إطلاق أحكام ثابتة، كلية، إطلاقية، ونتناسى، في الوقت نفسه، ما نعرفه جميعا من أن الحضارة الغربية بأكملها قائمة على المراجعة، والتحديث المتواصل لكل شيء،
نتناسى لأننا نعتقد ان كل شيء محسوم سلفا، وأن جميع الأسئلة تمت الإجابة عليها مرة واحدة قبل قرون وانتهى الامر، أي لا جديد مطلقا!
أمرنا عجيب والله..نبدو وكاننا لا نريد ان نتعلم في عالم، يحرص كل لحظة على أن “يتعلم”.
بقلم: منصور الناصر

لماذا نعتبر إنتخاب ترامب مفاجأة؟! 

Advertisements

صوت الشعوب
رأينا تحاليل وتقارير عديدة بشأن انتخاب ترامب المفاجئ كرئيس للولايات المتحدة الامريكية وتطرقت مواقع وصحف اخبارية الى جوانب مختلفة من هذا الحدث الهام.. فما كتبه الكاتب والمحلل عبد الباري عطوان يضع النقاط على الحروف ويتسائل لماذا نعتبر إنتخاب ترامب مفاجأة؟! هذه هي اميركا غير ان ترامب اكثر صراحة من نظرائه.
vonpress: انتصر دونالد ترامب، وهزم المؤسسة الامريكية الحاكمة، وممثلتها المفضلة والمدللة هيلاري كلينتون، مثلما هزم الامبراطوريات الاعلامية الجبارة، واثبت عمليا زيف استطلاعات الرأي وانعدام مصداقيتها، والشيء نفسه يقال ايضا عن عشرات، او مئات، المحللين، والخبراء، وبنوك العقول، التي تنبأت بهزيمته في الجولة الاولى، وبالضربة القاضية.
وصفوه بالجهل وعدم الخبرة السياسة، تبرأ منه زعماء حزبه الجمهوري، ونخبته في الكونغرس، ومجلس الشيوخ، ولكنه صمد وواجه التحدي بالتحدي، واثبت انه الاقدر على فهم الشعب الامريكي، ومطالبه، وقراءة مزاجه العام بدقة متناهية، ووضع خطوط الخطاب الذي يصل اليه بفعالية.
الشعب الامريكي، ومثلما اوضحت هذه الانتخابات، اصيب بحالة من الملل من نخبته الحاكمة، وانفصام الشخصية الذي تعانيه، وانفصالها عنه وهمومه، ومشاكلة، وطموحاته، ولذلك انحاز الى هذا “المتمرد” على مؤسسة الحكم، وقرر اعطاءه صوته وثقته ايضا.
لا نختلف مطلقا مع الكثيرين الذين يتحدثون عن سلبيات هذا الرجل، والتناقضات العديدة في شخصيته وسلوكه، ولكن الحكم عليه وله، جاء من قبل الشعب وصناديق الاقتراع، فقد كان من الصعب ان نتصور مليارديرا مثله، يركب الطائرات الخاصة، واليخوت الفخمة، ان يقدم نفسه ممثلا ومدافعا عن حقوق ومطالب الفقراء المهمشين منه، وصدقه المحبطون واعطوه اصواتهم، ربما لصراحته وعفويته غير المعهودة عند السياسيين المحترفين ابناء المؤسسة الحاكمة.


تعرض ترامب لحملات اعلامية شرسة، نهشت عرضه، وغاصت في ادق خصوصياته الشخصية والعائلية، وشككت في ذمته المالية، ولكنه استمر في مسيرته وسط حقول الالغام هذه، واطاح بـ16 منافسا له على ترشيح الحزب الجمهوري، وها هو يطيح بالمنافسة، او الحوت الاكبر، كلينتون، ويصل الى البيت الابيض بربطة عنقه الحمراء الفاقعة.
عنصري، يميني، يحتقر المرأة، ويتحرش بالنساء، وكاره للاسلام والمسلمين، يريد اغلاق حدود بلاده في وجههم وغيرهم من فقراء المكسيك وامريكا اللاتينية؟ اي المفاجأة؟ اليست هذه هي امريكا؟ اليست هي التي تأتي الينا بدباباتها وقاذفاتها وعملائها، وتقتل الملايين منا، وتبذر بذور الحرب الطائفية، وتغير الانظمة، وتنشر الفوضى الدموية، وهل كانت السيدة كلينتون تهيم حبا وغراما بالمسلمين؟ الم تهدد بالتدخل العسكري في سورية، وايدت بحماس غزو العراق واحتلاله، وحرضت على قتل زعيم عربي (القذافي) وهتك عرضه وجثمانه؟
ربما يكون المرشحان في سياق انتخابات الرئاسة اختلفا حول العديد من القضايا الداخلية والخارجية، ولكنهما اتفقا على ارضية الاحتقار للعرب ومن ثم المسلمين، وما اختلف هو طريقة التعبير فقط اما الجوهر فواحد.

غلاف دير شبيغل: هذه نهاية العالم
Advertisements
غلاف دير شبيغل مع عبارة بالألمانية: هذه نهاية العالم

اليوم اصبح ترامب في قلب البيت الابيض، وبات علينا وغيرنا ان يتعامل معه مكرها كرئيس، ومن المؤكد انه سيضطر لتغيير الكثير من مواقفه وسلوكه، والا تعرض للقتل، اسوة برؤساء آخرين استفزوا المؤسسة الحاكمة، فتهديده بالغاء او تعديل بعض البنود في الاتفاق النووي الايراني، ربما يوضع على الرف، لانه اتفاق بين الدول الخمس الكبرى زائد المانيا مع ايران، وليس اتفاقا ايرانيا امريكيا، والبديل للالغاء هو عودة ايران الى تخصيب اليورانيوم، واللجوء الى الحرب لمنع هذا الخيار.
لا نتفق مع الكثيرين الذين اشتروا الصورة النمطية التي سوقتها الآلة الاعلامية والمؤسساتية الجبارة التي وصفت الرجل بالجنون والتهور، وعدم اهليته لحكم دولة عظمى او صغرى، فلو كان حاله كذلك، لما كسب غالبية اصوات حوالي 300 مليون مواطن امريكي في انتخابات حرة ونزيهة.
اعجاب ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليس نقيصه، او خطيئة، فلماذا لا نرى النصف المليء من الكأس، وان نفكر بطريقة مختلفة، ونرى في هذا الاعجاب ظاهرة ايجابية يمكن ان تقود الى الحوار والتفاهم والتنسيق بين القوتين العظميين في ملفات عديدة ملتهبة، وابرزها حروب الشرق الاوسط، فهل من الضروري ان يكون رئيسا القوتين العظمين في حالة خصام وعلاقات متوترة وحروب باردة وساخنة؟ وهل نسينا ان اي حرب بينهما ستكون على ارضنا وضحاياها من اهلنا وابنائنا؟
ترامب هدد بنقل السفارة الامريكية الى القدس المحتلة؟ وبدأنا نصرخ من هذه الخطوة الكارثية، وهي كذلك فعلا، ولكن ماذا فعلنا، او هل نملك القوة والوسيلة لمنعها في ظل الوضع المؤلم الذي تعيشه الامة الاسلامية حاليا؟ وهل منعنا احتلال القدس، ووقف اقتحاماتها وتهويدها؟ وهل هناك من انتصر للمرابطين من اهل الارض المحتلة الذين يضحون بأرواحهم ودمائهم، للحفاط على عروبتها واسلامها؟
نقطة اخرى يتوقف عندها الكثيرون، وهي تهديد ترامب بمنع المسلمين من دخول امريكا، وهو تصرف عنصري بغيض وفاشي، ولكن من حقنا ان نسأل، هل فتحت الدول العربية، والخليجية منها خاصة، حدودها امام اللاجئين السوريين او العراقيين قبلهم، وهي التي تتحمل المسؤولية الاكبر عن مأساتهم، عندما ضخت مليارات الدولارات لاسقاط الحكم في سورية، وايدت الغزو والحصار وتغيير النظام في العراق.
لماذا لا يأتي الرد بمنع الامريكيين من دخول اكثر من خمسين دولة اسلامية؟ ولماذا يذهب المسلمون الى امريكا بالاساس؟ هناك بدائل اخرى عديدة، ولا نعتقد ان المسلمين سيموتون حسرة اذا لم يطأوا الارض الامريكية كزوار او مهاجرين، ويجب ان يكون الرد بالالتفات الى حكامهم الفاسدين الذين اهدروا ثرواتهم، وسرقوا ثمار عرقهم، ووضعوها في البنوك الامريكية، الرد ايضا في العمل من اجل الحكم الرشيد والمساواة والعدالة الاجتماعية والاصلاحيات السياسية والاقتصادية.


لسنا من المؤيدين للرئيس ترامب، ولا يمكن ان نكون من بين مريديه، او اي رئيس امريكي آخر، لاننا نؤمن ايمانا قاطعا بأن معظم مصائبنا جاءت من امريكا والحكام العرب المتحالفين معها، ولكننا اردنا ان نقدم قراءة مختلفة لهذا الزلزال الانتخابي الامريكي، وكيفية التعاطي معه، وان نؤكد في الوقت نفسه ان اعتمادنا الاول والاهم كعرب ومسلمين ان يكون على انفسنا، وفرض احترامنا على الآخرين، لا ان يكون من المرعوبين من كل نتائج انتخابات امريكية رئاسية، ونحن الذين لا نعرف شيء اسمه انتخابات الا ما ندر.
امريكا تتغير، ووصول ترامب الى البيت الابيض هو بداية هذا التغيير، والمنطق يقول انه يجب علينا ان نتغير ايضا، ونتعلم من اخطائنا الكارثية، وان نتخلص من عقلية التبعية للكفيل الامريكي الذي يريد فرض “الجزية” علينا، ونهب ما تبقى من ثرواتنا.

Advertisements

شاهد أيضاً

بالفيديو: هل أن الدين ظاهرة اجتماعية أم أن المجتمع ظاهرة دينية؟

في فيديو على اليوتيوب قال الكاتب منصور الناصر أن القطيع هو الأصل.. وهو الكلمة المرادفة …