الرئيسية

زاهر الجيزاني:مشكلة العراق بيد الشعب حين يفضل حاجاته على ماضيه وأنها أهم من خلاف علي وعمر

By nasser

November 25, 2016

زاهر الجيزاني يلقي ضوءا على مشكلة العراق التاريخية ويقول: الحل بيد الشعب حين يفضل حاجاته على ماضيه ويفهم أن مشكلة الكهرباء أهم مشكلة علي وعمر والحسين ويزيد.

هذا رأي صادر من واحد من اهم شعراء العراق المعاصرين وهو رأي نابع عن تجربة كبيرة نطرحها هنا لأنها تلقي نظرة متميزة على الواقع العراقي وجذوره، وتثير الكثير من الشؤون والشجون .. نترك لكم فرصة الحكم والتعليق على ما جاء فيها .

عيد الشكر – الديك الرومي اليوم العيد هو عيد الامريكان اسمه عيد الشكر ، عام 1620 وصلت أول باخرة الى الساحل الامريكي تحمل مهاجرين من بريطانيا ، هربوا من الاضطهاد الديني ، وعلى الساحل أقاموا مائدة عشاء عامرة دعوا اليها الهنود الحمر وأكلوا سوية وأشعلوا النار وشكروا الرب على الخيرات الوفيرة التي وجودها هنا وعلى امتلاك حريتهم ، أنا شخصياً أحب امريكا وأحترمها وأصدقها ،واسخر من الذين يشتمونها ويلقون مصائب العالم الاسلامي على عاتقها ، لأني عشت فيها ومازلت سنوات ، رأيتها بعيني ولم يحدثني عنها أحد ، وأصدق عيني ولا أصدق الحكايات امريكا دولة حديثة، يحكمها قانون ولكي تكون الدولة دولة يجب أن يحكمها قانون وليس رئيساً أو حزباً ، أو طائفة أمريكا دولة مواطنة، للمواطن حقوق، في الأمان ،والصحة والتعليم والعمل والسكن ، والمعتقد ، والرأي، حقوق ملموسة باليد يتمتع بها المواطن يومياًوليست وعوداً ، او بنوداً على الورق امريكا دولة متعلمة تهتم بالتعليم ، وتهتم ببناء العقل بناء علمياً، لذلك مازالت أكبر دولة في الصناعة والثقافة ، والعلوم والتنظيم الاجتماعي ، امريكا ليست دولة مادية فقط أيضا دولة الروح والجمال فيها أكبر انتاج للشعر والغناء والموسيقى والسنما والرسم والرواية والفلسفة والسياحة ، والفكر الحر والاهتمام بالعائلة وفي الاخص الاطفال والشيوخ والمرضى وفيها أكبر حركة دينية ، لكنها حركة منضبطة، تضع الحب قياساً لأهدافها وليست الكراهية كما تفعل مؤسساتنا الدينية عندما دخلت امريكا العراق ، كانت مراكز بحوثها قرأت جيدا ، تجربة بريطانيا في العراق للفترة من 1917-1958 وخرجت بالنتيجة التالية بريطانيا ارادت أن تؤسس حكومة محلية ديمقراطية ( رأس ديمقراطي) مركب على جسد ( غير ديمقراطي) أقصد شعباً غير ديمقراطي ،محكوم بثقافة طائفية وعشائرية، وأمية عالية) وجمعت عالمين منفصلين، عن بعضهما ، لتكون منهما دولة غير قابلة للاستمرار هناك عالم الحكومة الذي استغل قوة السلطة للاستيلاء على الارض والعقار والوظائف، وعالم الشعب الغارق في الفقر والخلافات الأهلية والجهل على سبيل المثال ، في زمن الملك حصل الضباط الذين حكموا البلد على مئات الدونمات من الاراضي ، منهم فتاح باشا ضابط صغير من الموصل تحول ولاؤه من الجيش التركي المنكسر الى الجيش البريطاني ، فاز بامتلاك قسم من أراضي بغداد تمتد من الطوبجي الى اليوسفية وضمت الوشاش والمنصور وغيرها ، وأطلق عليه الناس لثرائه ونفوذه لقب باشا في الوقت الذي كان في بغداد اكثر من 20 الف كوخ طيني يسكنه الاف العراقيين ، لم يفكر الملك ولا نوري سعيد رئيس الوزراء انذاك بتوفير سكن لائق لهولاء المواطنين ، أيضا تم توزيع التعليم الجامعي ووظائف الحكومة على أبناء العوائل الحاكمة ، ثم انتهى الشكل الديمقراطي للحكومة ،لأنه نظام مستحيل تطبيقه في العراق ، وفشل فشلاً ذريعاً انتهى بمجزرة ، قتل فيها الملك وتم تقطيع جسد رئيس الوزارء نوري سعيد في الشارع ، على يد شعب لا تربطه صلة بالحكومة، أمريكا عكست المعادلة البريطانية علها تنجح ، امريكا قالت مادام هذا الشعب غير ديمقراطي، تتحكم به ثقافة طائفية وعشائرية وحقوق المواطن لا جود لها قانونياً، فلنلتقط أفرادا وأحزاباً طائفية وعشائرية وغير متعلمة من وسط هذا الشعب ، ونشكل حكومة ، وفعلا انوجدت حكومة طائفية، عشائرية نسبة الجهل فيها كبير تضم شيعة وسنة وكرداً، الجماعات الكبيرة ماالذي حصل حصل الأسوأ، هذه الجماعات الثلاث بحكم نزعتها الطائفية وتنافسها على المال والسلطة والوظيفة اقتتلت فيما بينها، في نزاع مدمر ، والغريب أن الشعب العراقي، بمكوناته المتنوعة دخل النزاع برغبة وشهية لتدمير مؤسسات بلده وحرق ثروته وقتل أبنائه بيده وبتشفٍ ثم يبكي عليهم هل الشعب سادي أم توجهه ثقافة سادية وهو مريض ومنفصل ويحتاج الى تأهيل من جديد ، إنه انتحار حقيقي،

. امريكا عرفت النتيجة مسبقاً، لكن لا يوجد الخيار الأمثل انه غير متوفر ، ما متوفر منذ 1920 حتى اليوم ، خياران فقط ، اما حاكم دكتاتور وطائفي، على شاكلة صدام أو شعب منقسم طائفياً ومستواه التعليمي الحديث منخفض الى القاع، يحكم نفسه بنفسه ، اليوم الشعب العراقي يحكم نفسه بنفسه، والنتائج مروعة، امريكا لا تقدر أن تصنع شعوباً ديمقراطية لكن يمكنها صناعة حكومة ذات شكل ديمقراطي ، لكنها عملياً صناعة فاشلة ولايمكن ضبطها ومراقبتها باستمرار ، في السنوات الصعبة 2004 2005 كان الجندي الامريكي في المدن العراقية خائفاً عينه وفوهة بندقيته تتحركان في كل الاتجاهات لايعرف من أين تأتيه الضربة القاتلة الكل متحفزون لقتله ، الشيعي والسني تحالفا ضمنياً على قتله وطرده من البلد ، هل هناك حل للمشكلة العويصة ، الحل ليس بيد الشعب لأنه بعد مازال يفضّل ماضيه الطائفي على حاجاته ومتى ما فضل حاجاته على ماضيه يظهر الحل سريعا، بمعنى أن يفهم أن مشكلة الكهرباء أفضل لديه من المشكلة التاريخية بين علي وعمر وبين الحسين ويزيد ،والحل ليس بيد الحكومة لأن نوعية نسيجها الثقافي والديني والعشائري هو نفس نوعية النسيج الشعبي ، كلاهما في مستوى واحد ،يبقى ظهور حل معقول ، مرهوناً. بقوة التيار النقدي الذي يجب أن يستمر بنقد مساوئ الدين والطائفة والعرف العشائري وتوجيه عقل الناس ومشاعرهم صوب التمسك بسيادة القانون وإصلاح مؤسسات الدولة وعلى رأسها القضاء ، القاضي الوطني وليس القاضي الطائفي والمرتشي والجبان ، هذا المساء سنجتمع كلنا بناتي وأزواجهن أولادي وزوجاتهم وأحفادي في بيت بنتي هند ، إحتفالاً بعيد الشكر

وسيكون صحن العشاء الرئيسي (ديك رومي-turkey) مع صحون عراقية الباميا، الكباب وغيره لمن لا يعجبه الديك الرومي ،

في-Green way 2016-11-24

وختم لاحقا في تعليق شامل على جميع البوست

واخترنا من بين التعليقات وردود الجيزاني ما يلي: