العراق

خزعل الماجدي: قصيدة أعداؤنا المرحون

By nasser

December 03, 2016

القصيدة 338 من أحزان السنة العراقية / خزعل الماجدي 3 / 12 / 2006 أعداؤنا المرحون

ظهر أعداؤنا من كل الجهات بعد أن أيقظتهم أبواقنا ظهروا بعد أن دسنا الزهور بأقدامنا ظهروا بعد أن أشعلنا النيران في حقولنا ظهروا بعد صبغنا وجوهنا بالخطوط الملونة ولوّحنا بالرماح ظهروا بعد أن قطعنا رؤوس أبنائنا المنشلغين عن الحرب وعلّقناها على الأسوار ظهروا بعد أن حبسنا الغيوم بسلاسلنا ظهروا بعد أن أهلنا التراب على أهلنا الفارين من طبولنا ظهروا بعد أن أسكتنا النبض الإلهي الذي فينا ظهر أعداؤنا بعد أن لطخنا راياتنا بالدم ظهروا بعد أن ملأنا أكياس الخبز بالعتاد ظهروا بعد أن بنينا قصور ألف ليلة ونشرنا حولها الأكواخ ظهروا بعد أن بنينا المساجد الفاخرة ودخل اليها المصلون بملابس رثّةٍ وخرجوا منها بأحزمة ناسفةٍ ظهروا بعد أن لامسنا أطراف السماء بصواريخنا ظهروا بعد أن حجبنا الشمس بغبار حروبنا ظهروا بعد أن ملأنا أفواهنا بالهتافات ظهروا بعد أن ملأنا شوارعنا باللافتات ظهر أعداؤنا أقوياء بعد أن مزقنا ظهور بعضنا ظهروا لامعين بعد أن غبّرنا وجوهنا بالتراب ظهروا واقفين بعد أن أحنينا رقاب شعبنا للتماثيل في الساحات ظهروا ضاحكين بعد أن قضينا حياتنا بالنحيب ظهروا حكماء بعد أن أفسدنا عقولنا بالشعارات أعداؤنا الواقفون على الأبواب لم يعودوا فكرةً أو وهما بل هم اليوم يقفون عند حدودنا وينظرون لما نفعل كل يوم واضحين أكثر مما يجب جاهزين أكثر ممايجب ولايملّون من طرق أبوابنا أما نحن ففي جحورنا نخاف من بعضنا وأنهار سوداء تجري بيننا.