العرب

عالم أزهري: أربعة مرتكزات يستند إليها داعش وينخدع بها الشباب والأصل في الإسلام الدين وليس المذهب

By nasser

February 06, 2017

الدكتور أحمد كريمة/تنشر بإذن خاص لإرفع صوتك مصر – بقلم الجندي داع الإنصاف:

“صنع الله سبحانه وتعالى في خلقه وأوجد في كونه الخير والشر والحق والباطل، والصواب والخطأ، كما أن هذه المفاهيم موجودة في المجتمعات الإنسانية كافة لا تقتصر على مجتمع دون آخر ولا ثقافة دون أخرى، وقد عرفها الإنسان منذ بدء الخليقة حيث قتل قابيل أخاه هابيل لأمر من الأمور الدنيوية”.

بهذه الكلمات قدَّم الدكتور أحمد كريمة العالم الأزهري أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر لنشأة التطرف وجماعاته وتنظيماته.

وأشار في حديثه لموقع (إرفع صوتك) إلى أن الشرائع السماوية وكذلك التشريعات الوضعية الأرضية لم تسلم من الغلو الذي استمر في الظهور على مدى العصور الماضية بأشكال مختلفة وبدعوة تستند إلى ما يُعرف في التاريخ الديني بالخوارج وقميص عثمان الذي كان يرتديه الخليفة الراشد الثالث عثمان ابن عفان حين استشهد وعلقه الأمويون لتهييج مشاعر الناس. في حين كان خروج الخوارج على الخليفة الرابع الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه تمهيدا لظهور الجماعات في الإسلام وذلك بقولهم “إن الحكم إلا لله وليس لك يا علي” فكان رده عليهم بقولته المأثورة: كلمة حق يُراد بها باطل.

العصر الحالي

يتابع الدكتور كريمة أنّ التنظيمات المتطرفة في العصر الحالي كالقاعدة وطالبان والدواعش وبوكو حرام والنصرة وغيرها “تستند مرجعيتها جميعا إلى الفكر الوهابي نسبة إلى محمد بن عبد الوهاب مؤسس هذا الفكر المتشنج في العصر الحديث أو شبه الحديث والذي ظهر في شبه الجزيرة العربية”.

ويضيف أن “الدعوة الوهابية للأسف فرّخت العنف الفكري بتكفيرها لكل من يخالفها في المبادئ والأجندات”.

بحسب الدكتور كريمة، استنادا إلى نفس المبادئ ظهرت في القرن الماضي جماعة الإخوان المسلمين والذي قال مؤسسها حسن البنا إنها جماعة سلفية “وخرج عنها عام 1942 التنظيم الخاص ومهمته اغتيال المخالفين والذي تطور الآن إلى ما يُعرف باللجان النوعية للجماعة”.

ويشير العالم الأزهري إلى أن “كل هذه الحركات والتنظيمات بدأت بالعنف الفكري التكفيري وتحولت إلى العنف المسلح واستحلت الدماء والأموال والأعراض، وقد أدت الاستهانة بمعالجة أفكار هذه الجماعات ومداواتها والاكتفاء بالمسكنات بالإضافة إلى دعم قوى مخابراتية عالمية لهذه التنظيمات في إطار مؤامرة ترمي إلى إنهاك المنطقة العربية واستنزاف مواردها أدي كل هذا إلى استشراء وانتشار هذه الجماعات والتنظيمات المتطرفة”.

أربعة مرتكزات

يحدّد الدكتور كريمة العالم الأزهري أربعة مرتكزات يستند إليها داعش وكل التنظيمات المتطرفة في تبرير أفعالها وممارستها وهي:

أولا: التأويلات المغلوطة لبعض آيات القرآن الكريم.

ثانيا: اجتزاء بعض النصوص.

ثالثا: الركون إلى بعض الأخبار الضعيفة.

رابعا: الاستشهاد بأمور خلطوا بها بين الجهاد المشروع وبين الإرهاب وعملياته. فعلى سبيل المثال: يأمر أصحاب الأفكار المتطرفة الشباب المغرر بهم في العراق وسورية ولبنان واليمن وسيناء بقتل الكفار من المسلمين في هذه الدول واستخدام كل أنواع الأسلحة في قتلهم مستندين في ذلك إلى تفسير ظاهري للآية الكريمة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً ) الآية ( 123) سورة التوبة.

والآية الكريمة لا تدل على ذلك إطلاقا فقد كان سبب نزولها تصدي المسلمين لقبائل اليهود المناوئة للدعوة الإسلامية، يضيف الدكتور كريمة، لكن الشباب المنتمي لهذه التنظيمات حين يسمع هذه التفسيرات المغلوطة لبعض آيات القرآن الكريم من قادة التطرف ينفذ تعليماتهم لجهله، فهو لم يدرس دلالات الألفاظ أو الفقه الإسلامي ولا يعرف درجات الأحاديث النبوية. فمعظم الذين جندتهم هذه الجماعات هم من العَوَام، وحتى بعض المنتسبين للعلم منهم أغراهم المال وأعماهم عن تدبر المعاني الصحيحة للنصوص الشرعية.

ويختتم الدكتور كريمة حديثه لموقع (إرفع صوتك) بالتأكيد على أن الأصل في الإسلام أنه دين وليس مذهباً، لكن المسلمين الآن يتعاملون مع الإسلام بثقافة وعقلية المذهب. وعزّز هذا التوجه غياب الحوار والمعالجات الدينية لقضية المذاهب إلى أن تحولت إلى طائفيات على حساب الدين تتناطح ولا تتصالح ويتعامل أصحاب كل مذهب مع الدين بنرجسية، فأتباع كل مذهب يظنون أنهم وحدهم دون غيرهم هم من يمثلون الإسلام.