العالم

حكاية مؤلمة لأسرة موصلية فرت من جحيم داعش وتكافح للوصول إلى أمريكا

By nasser

February 09, 2017

يروت (رويترز) – تنقلت أميرة القصاب مع أسرتها من مدينة عراقية إلى أخرى فرارا من تنظيم الدولة الإسلامية ثم انتظرت ثلاثة أعوام في بيروت إلى أن حصلت على الموافقات اللازمة للانتقال إلى الولايات المتحدة.

غير أن خطط الأسرة للسفر الأسبوع الماضي تعطلت بعد أن أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحظر دخول اللاجئين إلى بلاده.

وقالت أميرة (45 عاما) “فوجئنا وارتبكنا كثيرا. كانت حالة فوضى. لم أخرج حتى ملابسنا من الحقائب.”

كانت أميرة قد أخرجت أصغر اثنين من أولادها من المدرسة وترك بقية أولادها وظائفهم وظلت حقائب الأسرة جاهزة لأسابيع قبل أن يصدر قاض أمريكي قرارا مؤقتا بوقف تنفيذ حظر السفر.

سافرت الأسرة يوم الأربعاء في طريقها إلى ميشيجان ومعها عشر حقائب وهي تأمل أن تكون هذه الرحلة نهاية الطريق الطويل إلى إعادة التوطين كلاجئين في الولايات المتحدة رغم أنه مازال محفوفا بالمخاوف.

وقالت أميرة “كل شيء جاهز. كنا ننتظر اتصالا هاتفيا. وأبلغونا بالتوجه إلى المطار عند منتصف الليل.”

وفي الأسبوع الماضي عطل قاض اتحادي الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب وفرض به حظرا مؤقتا على دخول اللاجئين ومواطني سبع دول أغلب سكانها من المسلمين منها العراق وسوريا. وأتاح قرار القاضي فرصة قصيرة للمسافرين الذين تعطل سفرهم للإسراع بدخول الولايات المتحدة خلال فترة نظر محكمة استئناف في الأمر.

وقالت أميرة وهي تستعد لركوب طائرة مع أولادها الأربعة الذين تتراوح أعمارهم بين سبعة أعوام و22 عاما “نحن خائفون جدا أن يوقف الرئيس ترامب السفر مرة أخرى.”

وقالت إدارة ترامب إن الحظر سيسهم في منع الإرهاب لكن معارضيها انتقدوه ووصفوه بأنه غير دستوري.

واستمعت محكمة استئناف اتحادية أمريكية يوم الثلاثاء للدفوع القانونية وهي تنظر فيما إذا كانت ستعيد العمل بالأمر الذي أصدره ترامب. وربما تصل القضية في النهاية إلى المحكمة العليا في الولايات المتحدة.

وأدى الحظر إلى احتجاجات في المدن الأمريكية وأحدث حالة من الفوضى في المطارات في الخارج بعد منع مسافرين يحملون تأشيرات أمريكية من ركوب الطائرات واحتجاز بعضهم في المطارات الأمريكية أو منعهم من الدخول.

وقالت أميرة التي منع زوجها من إعادة التوطين في الولايات المتحدة مرتين “فرحنا فعلا أننا سنسافر” لكنها فرحة مريرة.

وتلك هي المرة الأولى التي ينفصل فيها الاثنان منذ زواجهما قبل قرابة 30 عاما ولا يعرف أي منهما متى وأين سيلتقيان مرة أخرى.

قال نزار (52 عاما) الذي استقر شقيقاه في ميشيجان قبل نحو أربع سنوات “لا أعرف مصيري.”

في بيروت عاشت الأسرة في شقة صغيرة مظلمة في إحدى ضواحي المدينة. وقال نزار إنه لم يتمكن من العثور على عمل. وعمل ابنه (22 عاما) في مصنع لسداد إيجار الشقة بينما كانت ابنته بنت الثامنة عشرة تعمل لتغطية نفقات الطعام والمعيشة.

وقال نزار “انتظرنا فترة طويلة. ووضعنا هنا كان سيئا فعلا. أولادي ليس لهم مستقبل هنا. ولذلك اضطررت لتركهم يسافرون.”

وقالت دانا سليمان المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة للاجئين إن الولايات المتحدة حددت في العام الماضي حصة لقبول 2500 لاجئ من مختلف الجنسيات ممن يعيشون في لبنان.

وسعى الأمر التنفيذي لترامب أيضا لمنح أولوية السفر للاجئين الفارين بسبب الاضطهاد الديني في خطوة قال الرئيس الأمريكي في سياق منفصل إنها تهدف لمساعدة المسيحيين الفارين من الحرب في سوريا.

وكانت عائلة القصاب وهي أسرة مسيحية من الموصل تركت بيتها عندما حاول مجهولون خطف أميرة في المدرسة التي كانت تعمل بها.

وقال نزار مستخدما اسما شائعا لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش جاءوا وطردونا لذلك هربنا إلى الشمال.”

وتنقلت الأسرة في العراق إلى اربيل ودهوك وانتهى بها الحال إلى بيروت عام 2014.

وقال نزار “كنت خائف على زوجتي وأولادي. بعنا كل شيء كنا نملكه وجئنا هنا.”

وأضاف أن الأسرة لم تكد تلتقط أنفاسها من حالة عدم الاستقرار التي أعقبت اجتياح العراق عام 2003 قبل ظهور خطر الدولة الإسلامية.

وقالت زوجته إن الأسرة لم تعد تهتم أين تحط رحالها وإنها لم تكن تريد سوى بعض السكينة.

وأضاف نزار “أولادي مرهقون. اشتغلوا فقط لدفع الإيجار.”

وتابع والدموع تنهمر من عينيه “لم يعد باستطاعتي الذهاب إلى أمريكا . ولا أعرف السبب … في مفارقة عائلتي. كيف سأعيش وحدي؟”

وكان رامي (26 عاما) الابن الأكبر سافر للإقامة في ميشيجان قبل شهرين للبحث عن سكن للأسرة.

وقالت أميرة “قال لنا إن أمريكا جميلة. لكن الاستقرار يأخذ بعض الوقت.”

(إعداد منير البويطي للنشرة العربية – تحرير لبنى صبري)