ثقافة

خزعل الماجدي ينشر آرائه الجريئة حول الدين والتاريخ والثورات العربية في سلسلة منشورات باسم “سؤال وجواب”

By nasser

April 29, 2017

بدا الشاعر والباحث في التاريخ والأديان خزعل الماجدي نشر مقتطفات من حوارات أجراها سابقا في وسائل الاعلام العربية، وتضمنت آرائه الجريئة حول الدين والتاريخ والثورات العربية في سلسلة منشورات باسم “سؤال وجواب”، قام بنشرها في صفحته الخاصة على الفيسبوك. وكشف الشاعر لموقع أزاميل أنه سيواصل نشر هذه الآراء، مبديا ارتياحه الكبير لردود الأفعال الممتازة والاهتمام الذي حظيت به هذه الآراء من قبل الرأي العام فضلا عن أصدقاء الشاعر والمختصين. . وأدناه بعض هذه الأراء، وسنواصل نشرها تباعا.

نظرة للتاريخ:ثورة العلم الغربية ما زالت وبعد مرورو خمسة قرون، عصية على الفهم لدى شعوبنا!

 الإنسان كائن مغفّل وعنيد يحتاج لملايين التجارب ليفهم حقيقة واحدة!

سؤال وجواب : عدنان الهلالي : ماذا استخلصت من تنقيبك في التاريخ عن معالم مهمة أفادت البشرية بأشياء كثيرة ؟ وأين وصلت هذه الرحلة؟ خزعل الماجدي : استخلصت أن الإنسان كائن مغفّل وعنيد ، فهو يحتاج الى ملايين التجارب لكي يصل الى فهم حقيقة واحدة ، عندما تقرأ التاريخ جيداً تكتشف أن الحياة تولد مقلوبة في كل عصر ويتم تعديلها بصعوبة ، ولاينتفع بهذا الجهد الجيل القادم بل يعيد الأخطاء ذاتها ليصل بصعوبة الى ماوصل اليه أسلافه . خذ مثلاً الثورة العلمية التي قام بها الغربيون منذ عصر النهضة وإلى يومنا هذا مازالت عصيّة على الفهم عند الكثير من الشعوب الأخرى ، ومنها شعوبنا العربية والإسلامية ، رغم أنها بدأت منذ خمسة قرون ، وترى هناك من يعتقد بالخرافات الدينية التي تفسر العالم والوجود بل والتاريخ أيضاً الى الآن ، لاأحد يستعمل عقله . وخذ مثلاً السعادة ، فالكثيرون يبحثون عن السعادة في رحلات وطموحات عجيبة وغريبة ، والسعادة بين أيدينا يمكننا العثور عليها ببساطة في الأشياء التي نحبها مباشرة ، بمجرد أن نرخي العنان لرغباتنا وحاجاتنا الأساسية سنكون سعداء ، السعادة في غنى الجسد والروح وليس في السلطة والمال و المظاهر الشكلية الزائفة لكن اللهاث لاينتهي وراء هذه الأمور وهكذا. هل يشك اليوم أحد بالتعليم وجدواه لكن نصف شعوب الأرض لاتراه مجدياً وربعها تمارسه بشكل محدود ، رغم أن الجميع يحمل بين يديه ثمار العلم والتعليم . البشرية انتقلت بصعوبة بالغة من عصور ماقبل التاريخ الى العصور التاريخية وكانت وسيلة الإنتقال هي اختراعها للكتابة ، وانتقلت من التاريخ القديم الى التاريخ الوسيط ، في خطوة ارتدادية شاملة ، عندما ظهرت الأديان التوحيدية الشمولية ، وانتقل الغرب لوحده الى العصر الحديث عن طريق العلم فهجر الفهم الديني للعالم وطبق الفهم العلمي ونجح في امتلاك العالم والفضاء والزمن ، وبقينا نحن مازلنا سجناء في التاريخ الوسيط.. ولن يحررنا شيئ سوى العلم . التاريخ المعاصر الذي نحن فيه يمشي بقوة نحو تحويل الحضارة الغربية الى حضارة عالمية تساهم فيها شعوب الأرض كلها وليس الغربيون فقط (كما كان في التاريخ الحديث) ، ولكني محبط تماماً من وضع شعوبنا العربية والإسلامية التي تحب استهلاك منجزات العلم دون أن تساهم فيه أو دون أن تحترمه وتحترم منجزيه ، هذا يسبب لي الألم ويجعلني أشعر بحصول كارثة كبرى قادمة.