دين

منصور الناصر يكتب عن “بازارات الدجالين” ردا على سؤال أبنه: هل هنالك مسلم لا يصوم؟

By nasser

May 30, 2017

Mansour Alnasser

……………….بازارات الدجالين……. . قبل يومين، قال لي ابني هل انت مسلم ..لم لا تصوم؟ قلت: وما شأنك أنت..لأكن ما أكون..لا تدع أحدا يضحك عليك بهذا النوع من الأسئلة. انت تقترب من عامك الـ17 وهو سنّ مطلوب بشدة في بازارات الدجالين ..فهم بحاجة دائمة لكسب الاتباع وجمع الانصار خلفهم، لاحظ كيف يظهر “الموظفين الإلهيين” هؤلاء لك أينما ذهبت، والهدف واضح وواحد دائما، وهو جعلك “باسم الله” بيدقا بلا رأس قابل لأن تحركه رؤوس أخرى مريبة ووفق ما تشاء. . قال: وكيف يضحكون علي ..فأنا مسلم فعلا لا جديد في الأمر؟ قلت: صحيح لكن هكذا تبدأ الخطة دائما اليوم يقول لك كيف تكون مسلما وانت لا تصوم؟ بعدها يحتج عليك ويقول كيف تكون مسلما وأنت لا تذهب الى الجامع ولا تعرف إمام زمانك؟ هناك خطيب بارع ومؤمن وتقي جدا يجب ان تستمع اليه ليحسن إسلامك! . ثم وبعد ان تجتاز المرحلة الأولى وهي ذهنية يبدأ معك المرحلة الثانية وهي مظهرية وحسية وتضرب على الغرائز فيقول لك كيف تكون مسلما وأنت تحلق لحيتك؟ يجب ان “تقتدي” وتطيل لحيتك..وتغض بصرك وتمتنع عن الزنا وسماع الموسيقى وتستعيض عنها بسماع القرآن بطريقة “جماعتنا” وأناشيدهم الدينية ..وهكذا تكون جاهزا للمرحلة الثالثة وهي مرحلة ضمك للمجاهدين ومجاهدة الكفار مباشرة، أو جعلك ملفا كامنا جاهزا للاستعمال على رفوف الدجالين الكبار في أي وقت. . هكذا يبدأ الأمر بسؤال يبدو لك بسيطا لكن تداعياته لن تنتهي حتى تتم مصادرة عقلك تماما وجعلك تابعا بالكامل لأحدهم، ليس أنت فقط بل كل سلالتك فيما بعد! وبالمناسبة فأن هذه الرحلة لإثبات كونك مسلما لن تنتهي بالمرحلة الثالثة، فهي لا نهاية أبدا لها..لأن الفكرة ستبقى “شغالة” فهي ضرورية لجعلك تشعر بالذنب دائما، من أنك لم تؤد كل ما عليك حتى الآن! . وطبعا انت أثناء ذلك ستظن أنك لست تابعا للكاهن، بل “للنص” أو لما تعتقد أنه المقدس الذي اتقنت ترداد نصوصه على يده.

. فقال ابني وكأنه لم يفهم كل ما قلت.. سمعت أن من يتحدث بطريقتك ملحد ولا يؤمن بالله. قلت: أولا تصنيف الناس، حسب مزاجك، أمر مخجل ولا اخلاقي 100% لأن هذا امر لا يخصك ولا يخص اي شخص آخر..عليك أن تنشغل فقط في البحث عن تعريف لنفسك فقط لا الآخرين، لأنهم يبقون آخرين مهما حاولت، أما رأيي شخصيا فأنا لا أهتم بالتصنيفات ما يهمني فقط هو أن أكون حرا، ولا أسمح لأي أحد باستغفالي او استغلالي أو استعبادي. . ..ثانيا: أنا لا أدعوك لرفض الدين، بالعكس الدين أمر عظيم، وهو ضروري لاغلب البشر، وربما أصبح لهذا السبب هدفا مفضلا للغش والتزوير، والحال نفسه ينطبق على أي أمر أو حاجة بشرية مهمة أخرى. فإن لم ينشغل البشر بماهو مهم فبماذا سينشغلون؟ كل حاجة بشرية مهمة تتعرض للتشويه اذهب الى السوق وشاهد عشرات البضائع المشهورة وأغلبها مزيفة! . ثالثا: من علمك هذه الكلمات؟..والأخطر من علمك ان تفرق بين الناس وتطلق عليهم عبارات الاتهام؟ لاحظ كيف بدأت دون أن تشعر بترداد تصنيفاتهم..وهي واحدة من أقوى أسلحتهم لبث الفرقة بين البشر..لا تنسى أبدا أن وظيفة هؤلاء الأولى هي تدمير شخصية اي انسان وجعله روبوتا ذكيا ولكن في إطار محدد سلفا ولا يمكن الخروج عليه. لا تصدق ان أغلبيتهم العظمى تسعى لنشر قيم المساواة والتسامح بين الناس، بل على العكس تماما..لأنهم كالمحتالين تماما في هذا الأمر، مستعدون للكذب والغش بما لا يتخيله عقل بشر..التاريخ بأكمله يشهد. الخلاصة: عليك بنفسك يا ابني ولا تجعل أحدا يضحك عليك، وكن واثقا أن أكثرهم إثارة لإعجابك هو أخطرهم وأكذبهم، وهو مستعد لأن يلقي بك الى التهلكة في أية لحظة! ما زلت صغيرا، وخبرتك قليلة، وتصدق عبارات المديح التي يتحدثون بها عنك، مثل بارك الله بك اخي، وغيرها ففي هذه العبارات يكمن سر مهنتهم. احذر منهم فخبرتهم في السيطرة على الناس عمرها آلاف السنين ويندر ان يتخلص احد من شراكهم، ولو كنت متدينا حقيقييا. . فقال: أنت تفكر بطريقة معقدة..مهما يكن أنا قررت ان أصوم .. قلت لا أنصحك بهذا حاليا، لكنك حر في قرارك..كل ما أتمناه..أن تكون قادرا على رفض كل ما يقال لك مثلما رفضت ما قلته لك توا..رغم أنني أبيك. صم وصلي لو شئت، ولكن ليس تماثلا مع محيطك، بل مع نفسك التي ولدت عليها حرا، ويفترض بالتاي بك أن لا تشك بأي شخص أو جهة تدعوك للتخلي عن حريتك تحت شعار المال أو الدين او الحب أو الفكر الخ . المهم أكرر عليك نصيحتي: لا تسمح لأي كان ان يجعلك تتخلى عن ذاتك، باسم المقدس ضع في بالك دائما أن تنازلك عن هذا الامر هو المطلب الأول لجميع الكهنة، وخاصة الطيبين جدا منهم، فلا قيمة لهم مطلقا بدونه، فغيابك كإنسان حضور لهم وحضورك امامهم كإنسان حر، غياب كامل لهم، فأنت رأسمالهم الوحيد، فلا تدعهم يبيعون ويشترون فيك!