مقاتلون عراقيون يحتفلون بالنصر. #هوليوود #بوليوود #الحشد #العراق

العراق

البطولة بين هوليوود وبوليوود وحشديوود…

By Moayed balasim

July 03, 2017

كتب مؤيد بلاسم

يكونُ البطل في هوليوود في معظم أحواله سكيراً وجندياً سابقاً يتعرض لموقف شخصي، عصابة تقتل عائلته فيثأر منهم واحداً بعد واحد بطريقة بشعة، أو بطلاً يحاول أن ينقذ العالم في اللحظات الاخيرة ومؤقت القنبلة الذرية يلمظ ببطء بانتظار تدخل قوة ما في اخر خمس ثواني، موسيقى تصوير

وحبيبة شقراء تنتظر البطل …وأهـي انتهت المشكلة، فينطفئ المؤقت فينتهي الفيلم!

في أفلام بوليوود،  يتمتع البطل بقوى خارقة إكتسبها من الآلهة شيفا وفيشنو وبراهما ، تجعله يطير  ويعض الرصاصات التي توجه ضده، فيرجعها على العدو بل ويتدرع بالسيارات ويتلاعب بالرياح والقوانين بطريقة مبالغ فيها، وفي نهاية الفيلم يتبنى طفلاً متوسلاً يلتقطه من احد الاسواق.

ويكبر الطفل ، ثم يبوح له بسر، فيكتشف ان ذلك الطفل هو والد هذا البطل الأسطوري البولييودي

وعلينا ان نقتنع ونندمج مع هذا السرد الصوري الخريطي! …

في عراق المستحيلات، يولدُ البطل في سنة ألف لوعةٍ وتسعمائة وواحدٍ وتسعين حصاراً، يحملُ هم اخوانه العشرة منذ ولادته، وهم وطنه منذ وعيه، ويتابع دراسته ويشتغل عمالة (البناء بالتسمية العراقية)، ويعشق بصمت وحياء، ويمارس طقوسه بسريةٍ خشية عيون رقباء المحلة وعذال العشيرة ووكلاء الامن وجواسيس السلطان…

لكن ما إن يناديه الوطن حتى يتقدم الصفوف دون درع، وتشهر روحه سيف جده الفارس عشر، لكي يحطم رأس ابشع زومبيات التطرف القادمة من سطور التاريخ الأسود، ويمزق شرائع السفاحين، حاملا روحه فوق كفه، وراية حسينية خفاقة، ودمه عليها،  يتشكل علما عراقيا لونه بدماء الشهداء وبياض قلوب الامهات وخضرة المروج وسواد ليل الأعادي…

فيحقق في ثلاثة أحوال، ما عجزت عنه جيوش الخيال !

نقل لي السيد الروائي نعيم ال نعيم آل مسافر انه شاهد شابا،عشرينيا وعلى شاشة وجهه تتلوى ألوان الوجع، وبيده تلفون نوكيا قديم هجرت استعماله معظم الناس، فلما استفسر منه صديقنا عما يؤلمه قال له انه لا يمتلك أجرة الالتحاق الى الجبهة.

وقد عرض تلفونه للبيع فزهد فيه الناس ولم يشتره احد،فهو يندب حظه خوف عدم توفيقه للالتحاق!

بطل اخرٌ، يخسر يده وكفه لكنه يهوس جذلاً بكل فرح واثقاً بقيمة ما ضحى لاجله: الچف والساگ الطاحن حتى اتعيشن مستورات!

أسطورة واقعية اخرى، يرفض فيها مسؤول التطوع قبول شاب  لم تظهرعلى وجهه  بعد شوارب البلوغ، لكنه يزيف مواليده في جنسيته ليلتحق بالجبهة ويعيد تمثيل دور القاسم بن الحسن، فيصبح في ارض الواقع أصغر شهيد في معسكر الحسين !

بطل آخر،مهندس عسكري يترك أطفاله مثل زغب القطا، وعائلة أشراف كريمة، تسكن في دور الحواسم، ليفكك وحده خمسة آلاف عبوة ناسفة وهو رقم تعجز عنه شركات الشرق والغرب!

وشيخٌ أفنى حياته بين الجهاد والسجون، بين سجون صدام الى سجون اميركا، ثم لما دقت ساعة الجهاد، كان يتقدم الصفوف مدافعا عن بغداد في حزامها ، في عز الطلب فيكون شيخ شهداءنا المجاهدين!

شهيد حي كلما رأى أيامى وثكالى ويتامى يعلو وجوههن طيف الخوف يصرخ حنانا وحنيناً من فؤاده هاتفا :”لا تخافون… لا تخافون احنا اهلكم”… ومن بين يديه تتناثر الحلويات والحنطة والحمائم والامان.

 

 

عشرات آلاف القصص البطولية ، لا تحضرني كلها في هذه العجالة، تثبت ان ابطالنا الحقيقيين كانوا أطيب وأشجع واصدق وأزكى وأنقى من كل بطولات هوليوود وبولويود.

في حشدوليوود العراقي قطع گلگامش الحشدي، رأس خمبابا الداعشي على أرض الواقع وبدون تمثيل.