فريدمان: العالم الإسلامي منقسم بشدة وأدعو للتقرب لإيران لأن السنة أخطر

كتب الخبير السياسي الأمريكي، جورج فريدمان،

Advertisements
Advertisements

إندفعت الإستراتيجية الأميركية بقوة في العراق قبل 2007 نحو معارضة المطالب الشيعية والسنية بالسلطة، حيث سعت الولايات المتحدة الأمريكية نحو تأسيس حكومة في بغداد تكون بعيدة عن التأثيرات الخارجية وذات طابع علماني مرتبطة بقوة بها، وبالفعل تم تأسيس الحكومة العراقية ولكنها لم تكن فاعلة – حيث كانت مدعومة من إيران التي أستطاعت التوغل عميقاً فيها والمسألة الأكثر أهمية أن هذه الحكومة لم تحصل أبدا على دعم واسع النطاق من خارج التحالف الذي دعمها. حيث كانت القوى الأكثر تأثيرا في العراق جزءاً لا يتجزأ من المجتمع الشيعي والسني وكلاهما حصل على الدعم من خارج العراق، فالمملكة العربية السعودية دعمت السنة وإيران دعمت الشيعة.
إن ما تريد الولايات المتحدة الأميركية إنشاءه يختلف كثيرا عن الواقع على الأرض، حيث أعتبرت الولايات المتحدة الدعم الإيراني للشيعة تهديداً كبيراً لها، لذلك سعت نحو تأسيس قوة توازن الوجود الإيراني من خلال الوصول إلى تفاهم مالي وسياسي مع القيادة السنية وبصرف النظر عن ما يوفره ذلك لها من فرصة للخروج بصورة أفضل، فأن ذلك لم يحل مشكلة الإستراتيجية الأميركية في التعامل مع بروز (داعش) كمدافع عن جزء من العرب السنة وتعامل مع الحكومة العراقية التي أصبحت أسيرة لإيران، في هذا الوضع وجدت الولايات المتحدة الأميركية نفسها عاجزة عن صياغة العراق الذي تريده، ولمواجهة ذلك وجدت الولايات المتحدة نفسها أمام ثلاثة خيارات إستراتيجية وهي:-
الخيار الأول: بعد خمسة عشر سنة من القتال غير المجدي، عليها القبول بالهزيمة في منطقة الشرق الأوسط والإنسحاب منه وأن تسمح للمنطقة أن تتطور كما تريد، الفائدة المرجوة من هذه الإستراتيجية هي القبول بالواقع ونتائج الخمسة عشر سنة الماضية وبذلك يتم إيقاف نهجاً فعالا، لكن العيب في هذه الإستراتيجية أنها تقبل بتطور المنطقة وعندها سوف تواجه الولايات المتحدة الأميركية زيادة في قوة العالم السني وقوة إيران الشيعية، بعد الشعور بالإرتياح يأتي الصداع الذي لا يطاق.

الخيار الثاني: إستخدام الولايات المتحدة قواتها لسحق (داعش) وعزل إيران، لكن المشكلة أن الولايات المتحدة الأميركية لا تمتلك القوة العسكرية الكافية للقيام بحرب متزامنة تمتد من البحر الأبيض المتوسط إلى إيران وأيضا أفغانستان. وزير الدفاع الأميركي الأسبق دونالد رامسفيلد قال: “بداية الحرب العراقية، أنت تقاتل بالجيش الذي لديك. إذا الجيش كان غير كاف، سوف تخسر، أو على الأكثر تواجه الجمود الذي لا نهاية له”. الهدف من هذه الإستراتيجية أن يكون الصدام ليس مجرد قتال المنظمات السنية والشيعية الموجودة حالياً، ولكن الهدف تدمير إرادة العالمين العربي والفارسي لخلق منظمات جديدة من الرماد القديم. لا يمكن للولايات المتحدة القتال في الخارج دون تحالف مع قوات أخرى، بُعدها عن ساحة الحرب في أوراسية يعني الحاجة للحصول على الدعم من قوات أخرى كون الدعم اللوجستي يعتبر أمرا ضرورياً، هذا هو السبب في أن هناك نقاشا يدعو للتحالف مع روسيا، لكن روسيا ليست لها نفس المصالح الأميركية في إيران، وهي لا تنظر إلى نفس النتيجة.
الخيار الثالث: يرتكز على حقيقتين: الأولى، إمتلاك الولايات المتحدة الأميركية على قوات محدودة مع ممانعة أو معارضة الحلفاء لا يساهم في كسب الحرب. ثانياً، العالم الإسلامي منقسم بعمق على طول الخطوط الدينية والأثنية، حيث التمزق بين الشيعة والسنة، والتمزق بين العرب وغير العرب، بعبارة أخرى، الإسلام ليس من نسيج واحد وهذه الإنقسامات هي نقطة ضعفه. الإستراتيجية الثالثة تتطلب التحالف مع أحد الأطراف وسعي لهزيمة الطرف الآخر، منذ بداية التاريخ الأميركي أستخدمت الولايات المتحدة سياسة تفريق العالم من أجل الوصول إلى ما تريده، ففي الثورة الأميركية أستخدمت التوتر بين بريطانيا وفرنسا من أجل الدفع بالفرنسيين للتدخل. نفس الشيء في الحرب العالمية الثانية، حيث المواجهة بين المانيا والإتحاد السوفيتي، فازت الولايات المتحدة بالحرب عن طريق تزويد السوفيت بالدعم والقيام بالوساطة من أجل الحد من نزيف الجيش الألماني وفتحت بذلك الباب للإجتياح الأميركي – البريطاني إلى أوروبا.
مالم تمتلك قوة حاسمة ومؤثرة يكون لديك فقط خيارات خفض المواجهة، كون الزيادة الكبيرة في القوات تؤدي إلى رفع التكلفة وزيادة الوقت.

الخيار الثالث، هو دائما إستراتيجية مؤلمة. كانت الولايات المتحدة تطلب من الملكيين المساعدة من أجل عزل البريطانيين في معركة (يوركتاون)، على طريقة التعامل مع الشيطان، تحالفت الولايات المتحدة مع القاتل والظالم (الإتحاد السوفيتي) من أجل هزيمة القاتل والظالم وكانت هذه أيضا صفقة مع الشيطان، كل من جورج واشنطن وفرانكلين روزفلت قدم بكل سرور هذه الصفقات، الكل يعرف الحقيقة حول الإستراتيجية: ما يأتي بعد الحرب يأتي بعد الحرب. في الوقت الراهن الهدف هو الوصول منتصراً في نهاية الحرب.
في حالة الشرق الأوسط أود الإشارة إلى إفتقار الولايات المتحدة الأميركية إلى القوات او حتى تصور إستراتيجي لمواجهة البروز السني او الإيراني، إيران بلد يبلغ نحو 80 مليون نسمة له دفاعات طبيعية من الغرب الجبال الوعرة ومن الشرق الصحارى القاسية، في هذه النقطة القول المطروح على الولايات المتحدة الأميركية إستخدام قواتها الجوية كونها أقل تكلفة، وأنا أرى غير ذلك كون دور القوة الجوية تقديم المساعدة للقوات على الأرض وهي بذلك لا يمكنها أن تكون بديل عن القوات الموجودة في المعركة.

الفكرة أن الولايات المتحدة سوف تشن في وقت واحد عدة حروب في سوريا والعراق وإيران وأفغانستان وتخرج منتصرة هو ضرب من الخيال. ما هو ليس بالخيال هو الحقيقة ان العالم الإسلامي من الناحيتين الإستراتيجية والتكتيكية على حد سواء منقسم بشكل عميق، يجب على الولايات المتحدة أن تقرر من هو العدو.

(الجميع) هذه إجابة مرضية عاطفيا للبعض، لكنها سوف تؤدي إلى الهزيمة، ولا يمكن للولايات المتحدة أن تحارب الجميع من البحر المتوسط إلى (هندو كوش). يمكن تنفيذ الغارات وغيرها من العمليات، ولكن لا يمكن الفوز، لوضع إستراتيجية فعالة، يجب على الولايات المتحدة الأميركية العودة إلى الأسس الإستراتيجية للجمهورية، والتي تقوم على الرغبة بالتحالف مع أي عدو لهزيمة الآخر، يجب أن يكون الهدف، تحالف مع العدو الأضعف، أو العدو مع مصالح أخرى، حتى لا تقود حرب واحدة مباشرة نحو حرب أخرى، في هذه اللحظة، السنة هم أضعف من الإيرانيين، ولكن هنالك الكثير من السنة ينتشرون على مساحة واسعة من الأرض وهم أكثر نشاطاً من إيران، حاليا إيران أكثر قوة، لكنني أرى أن السنة أكثر خطورة، لذلك أنا ممن يدعو إلى التقارب مع الإيرانيين، ليس لأنهم أكثر ودا (ولا لأنهم كانوا ستالين أو لويس السادس عشر) ولكن لأنهم الخيار المناسب.

يكره الإيرانيون السنة ويخافونهم، سوف يكونون مستعدين لأي فرصة من أجل سحق السنة، الإيرانيون أيضا ساخرون مثل جورج واشنطن، لكن التحالف مع السنة ضد الشيعة أيضا يمكن القيام به، السنة يحتقرون الإيرانيين ويتمنون سحقهم، ويمكن أن يتخلى السنة عن الإرهاب، هنالك مناقشات بأن نكون على كلا الجانبين في أفغانستان. أنا أرى ما لا يمكن دعمه هي الصراعات المتزامنة مع السنة والشيعة والعرب والفرس. وما تعلمناه في العراق أننا لن نفوز بهذا الصراع، تطبيق الفشل في العراق على نطاق أوسع بكثير لا معنى له، تقسيم الأعداء مبدأ أساسي في الإستراتيجية، حيث توحيدهم لا معنى له، لذلك شن الحرب في وقت واحد على السنة والشيعة يعتبر أمراً غير عقلاني، ببساطة الإنسحاب من المنطقة يحمل معه أخطارا كبيرة.

Advertisements

وأخيرا أراد جورج واشنطن هزيمة بريطانيا و أراد روزفلت هزيمة هتلر، بدون فرنسا او السوفيت هذه الحروب تكون خاسرة، في النهاية (ال بوربون) والشيوعيين تم تدميرهم، جورج واشنطن وروزفلت لم يتعجلوا، هناك دائماً وقت للفائز للوصول إلى النهاية التي يريدها وليس هنالك وقت للخاسر أبداً.
نقلا عن “مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية”

وكان قد توقَّع الخبير السياسي الأمريكي، جورج فريدمان، أن عام 2050 سيكون عام بداية الحرب العالمية الثالثة، مؤكدًا أن أطراف الحرب لن تكون بين أمريكا والصين.
ووصف الخبير السياسي الأمريكي في كتابه “العلم بعد مئة عام”، بحسب وكالة “سبوتنيك” سيناريو محتملا لتطور الأحداث في القرن الحادي والعشرين في العالم.
واستبعد الخبير في كتابه الحرب بين الصين والولايات المتحدة، مؤكدا أن هذين البلدين سيكونان في كتلة واحدة.
ووفق فريدمان فإن النزاع لن يندلع بين الصين وأمريكا كما يعتقد الكثيرون، ولكن الصين وأمريكا ستكونان في كتلة واحدة مع بولونيا (التي ستكون دولة رائدة في أوروبا) وبريطانيا والهند، وستواجه هذه الدول تركيا واليابان.
ويرى فريدمان أن الحرب ستبدأ بالهجوم المفاجئ الذي سينفذه الأتراك واليابانيون الذين لا يريدون تدمير الولايات المتحدة، بل يعتزمون حماية مصالحهم في شمال غرب المحيط الهادئ بالنسبة لليابان، والشرق الأوسط لتركيا.

Advertisements

شاهد أيضاً

اعتقال داعشيات تونسيات خططن لتنفيذ اغتيالات داخل مخيم الهول

كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان اعتقال ثلاث نساء تونسيات خططن لتنفيذ اغتيالات داخل مخيم الهول. …