مسؤول سابق في البنتاغون: بارزاني تجاوز خطا أميركيا أحمر

قال مسؤول سابق في وزارة الدفاع الأميركية، أن رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، تجاوز “خطا أميركيا أحمر”، عندما أجرى استفتاء الاستقلال في الخامس والعشرين من الشهر الماضي.

Advertisements
Advertisements

وكتب مايكل روبن، وهو مسؤول سابق في البنتاغون، وباحث في شؤون الشرق الأوسط وتركيا وإيران، في مجلة نيوزويك، قائلا إن إقليم كردستان العراق “أجرى استفتاء على استقلال ليس على منطقته المعترف بها فحسب، وإنما أيضاً في مناطق مختلطة عرقياً في العراق وتتنافس السيادة عليها إربيل وبغداد”، مشيرا إلى أن “الاستفتاء جرى رغم مناشدات دولية، ومطالبات أميركية، وعلى جميع المستويات، بالامتناع عن تلك الخطوة”.

وفيما أكد مسؤولون أنهم يحظون بدعم أميركي سري، يشير روبن، إلى أن “ذلك لم يكن صحيحاً، وأوحى بمصادقة أميركية لا وجود لها على أرض الواقع”.

وبحسب روبن، “في الواقع تخطى زعيم كردستان الفعلي مسعود بارزاني خطاً أحمر، وعرض المصداقية الأميركية لخطر”، متسائلا “كيف وصلنا إلى هذه النقطة، وكيف يفترض بالولايات المتحدة أن ترد على تلك التجاوزات؟”.

ويقول روبن، “بداية، في تعاملها مع بارزاني، كررت الولايات المتحدة خطأً شائعاً في الديبلوماسية الأميركية: صياغة شرعية ديمقراطية لكي تتلاءم مع الشراكة مع فرد محدد”.

ويشير روبن إلى أن “الرهان على شخص لا على نظام، نادراً ما يثمر”. وتابع، “على سبيل المثال، في التحضير لاتفاقيات أوسلو، سعت وزارة الخارجية الأميركية للعمل مع زعيم منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات، المنفي والذي كانت مكانته تتراجع بين شعبه، بدلاً من العمل مع القواعد الفلسطينية، التي قادت الانتفاضة الأولى، وإن تكن لم تتحدث بصوت واحد. وكان منطق ذلك بسيطاً، من السهل التفاوض مع أقوياء، وبمقدور مستبدين تحقيق الأمن والسلام”.

Advertisements

وبحسب الكاتب، فشلت المراهنة على عرفات، وارتفعت حدة العنف، إذ دفعت خياراته الفلسطينيين نحو مسار من الفوضى ما زالوا غارقين به حتى هذا اليوم.

ويقول روبن إن “المبعوث الأميركي الخاص بريت ماكغورك وقع في نفس الخطأ حيث راهن، قبل عامين، على بارزاني رغم انتهاء ولايته في الحكم، وهو ما فعله دينيس روس حيال عرفات”.

وبحسب الكاتب، “في ذلك الوقت، كان أمام بارزاني خياران، فإما أن يصبح نيلسون مانديلا المنطقة، أو ياسر عرفات فيها. ولو اختار الخيار الأول لربما أصبح رجل دولة بارزاً، وقاد المنطقة الكردية نحو مسار الديمقراطية. ولكنه للأسف لجأ للخيار الثاني”.

Advertisements

ويقول روبن، إنه “للأسف اختار بارزاني تقليد عرفات. ومع أنه لم يشارك في عمليات عسكرية مثله، لكنه كان غارقاً في الفساد وأكثر اهتماما بسلطته الشخصية من بناء دولة فاعلة”.

ويلفت روبن إلى أنه “عندما ذكر زعماء كرد القمع الذي عانوا منه كسبب للسعي لإقامة دولة، فهم غالباً ما أغفلوا ذكر أن بارزاني ذاته تعاون مع صدام حسين مباشرة بعد ثماني سنوات من استخدام قوات عراقية أسلحة كيماوية ضد مواطنين كرد، واختفاء مئات من أبناء قبيلة بارزاني نفسه”.

Advertisements

ولكن إجراء عمليات انتقال سياسي، حتى في زمن الأزمات، ليس بالضرورة أمراً سيئاً، وفقا للكاتب. ويقول إن اختيار رئيس الوزراء العراقي الحالي، حيدر العبادي ليحل مكان نوري المالكي، أدى لرفع كفاءة القوات العراقية في حملتها ضد داعش.

ويطالب الكاتب مسؤولين أميركيين بـ “الإقرار بمشروعية التظلمات الكردية ضد بغداد، لكن يفترض أيضاً التنويه بوجود شقين للرواية. ففيما لا أحد ينكر بأنه يحق لكردستان الحصول على 17% من عائدات العراق النفطية، لكن لا بد من تذكير الكرد بوجوب دفع ما عليهم من رسوم وضرائب للحكومة المركزية”.

ويختم روبن رأيه بالدعوة لإجراء إصلاحات في كردستان من أجل التفاوض مع بغداد للتوصل إلى حل جاد للمأزق الحالي.

شاهد أيضاً

خامنئي في ذكرى الحرب العراقية-الإيرانية:كانت حربا عقلانية وكان صدام مجرد أداة!

وصف المرشد الإيراني علي خامنئي، الأثنين، الحرب العراقية – الإيرانية في ذكراها الأربعين بأنها كانت …