حين انضممت رسمياً لقائمة عشاقها الطويلة! “قصة”

‎هَجَرْتُها
—�-
اقصوصة
بقلم مؤيد بلاسم
كَمْ كنتُ مغفلا وَأنا أتقافزُ رغبةً في البلوغ، حالماً
أنْ أدخلَ عالمَ الرجال البالغين، تتسيد وجوههم الوسيمة شواربٌ سوداء تتمدد بهيبةٍ فَوْقَ شِفاهِهُم، وهم منشغلون تماما بتقبيل فاتناتهم البيضاوات، بشبقٍ وشوق
‎ًتتقافزُ منهم قبلات ساخنة، يفوحُ منها دخانً
‎الإدمان
‎راسماً في الهواء نافورات زرقاء!
‎لَقَدْ كنتُ أتمنى أنْ أحرقَ السنين بسرعةٍ كي أنضم إلى صفوفهم، فحينها سيُصبِح لي الحق في الحصول على دزينة من تلك البيضاوات الجميلات، حتى لو كانتْ واحدةً على الأقل، ثم لِيَأتيَ الطوفان!

‎حتى عرفتها، ذات ليلة، أو بتعبيرٍ أدق هي دلتني على نفسها.

Advertisements

‎إخترقتْ عزلتي بينماكنتُ منشغلاً بفروضي المدرسية، فداهمتني رغبةً أن أمزج بين طعم القهوة الساخنة وبين سخونة قبلات تلك البيضاء الطويلة الفاتنة…
كما كانتْ لي رغبةٌ أن أتشبه بأصدقائي وأقراني ممن يتفاخرون بأن لديهم واحدة على الأقل أو اكثر!
‎-“أحبك أهواية”

‎قالتْ لي…
‎في البدء كنتُ متردداً أمام سحر إغراءها، حاولتُ الصمود مرةً ومرتين وثلاثة، لكني أخيراً، وبضغط من إغوائها تورطتُ…
لأنضم رسمياً إلى قائمة عشاقها الطويلة ممن ينتظرون إطلالتها بجنون المدمنين.
‎فكانت رحلةً طويلة للعذاب، أتلفتْ صحتي
‎فلمَ أعُدْ أتنفس هواءً نقيا مثل خلق الله بل تحول صدري إلى خرخاشة أنفخُ دخاناً وتبغاً وأطوي ليال من الأرقِ والوجع.
‎لذة علاقتها كانت قصيرة جداً، شهرا او بعض شهر، ثم تحولت الى إدمان يقتلني ببطء.
‎كان حبها مثل إدمان المخدرات، بدايته فرح وأمل ونهايته جرح وفشل!
‎تغيرتْ حياتي تماما منذ أنْ أدْمنتُ شفتيها وانفاسها وحتى نيران صدودها!
‎ما زاد من قهري والمي، انني كنتُ أريدها لي وحدي، بينما تمنحُ هي قبلتها لكل من يملك نقوداً وشفتين!
‎كانتْ نيرانُ الألم والأرق والسهر والغيرة تندلعُ معاً في وقتٍ متزامن
‎فتحرق ما اخضر من أوراد شبابي وتدمر ما شمخ من كبريائي وتخطف ما تبقى من نقود في جيبي خطفاً!
‎مسحورا بها كنتُ، أشعر أن دخانها المقرف عطرا فرنسيا وفحيحها الثعباني سمفونيةً موسيقية!
‎كنتُ أريدها لنفسي رغم علمي بأنها ستتلفني لكنها كانتْ تتفلتُ من بين يدي مرةٍ بعد أخرى، فأجدها بين شفاه صديق او في سيارة عابر أو برفقة تاجر أو بين أصابع شاعر!
‎في النهاية….
‎حسمتُ أمري أن أضعَ حداً لهذا الإستهتار
‎في نصف ساعة
‎قررتُ أن أقاطع حبيبتي البيضاء الطويلة الخاينة …
‎وأن اتركها رأفةً بقلبي وحمايةً لجيبي
‎وثأراً لكرامتي…
!
++++
‎مضى عامان على تركي تدخينها بصورة دائمية، ورغم ان كثيرين يقولون اني سأرجعُ لها، لكنني قررتُ نهائيا التوقف عن تدنيس أنفاسي بدخانها وإلى الأبد.
++++
السيجارة في الصورة لأغراض التصوير والرياء لا غير، فلا زلتُ ممتنعا عن تقبيل تلك الفاتنة السامة.

Advertisements
Advertisements