أصل الدين

دين

مقتطفات من أقوال فيورباخ عن الدين: الله كلمة دينية وليس كائنا فضائيا!

By nasser

November 19, 2017

سيرة فيورباخ مع مقتطفات موسعة من أبرز كتبه أصل الدين

هو فيلسوف مادي ألماني، درس في جامعة ايرلانجين. أدى كتابه « أفكار حول الموت والخلود » الذي نشر في عام 1830 تحت اسم مستعار إلى فصله من الجامعة. وقد أمضى فيورباخ السنوات الاخيرة من حياته في قرية وفي حالة مادية سيئة حتى أن بعض الكتاب والمثقفين جمعوا له مبالغ لمساعدته.

لودفيغ أندرياس فويرباخ فيلسوف ألماني ولد في 28 يوليو 1804 في مدينة لاندسهوت بولاية بافاريا الألمانية وتوفي في رايخنبرغ في 13 سبتمبر 1872. في البداية كان تلميذاً لهيغل ثم أصبح من أبرز معارضيه. أدى كتابه « أفكار حول الموت والخلود » الذي نشر في عام 1830 تحت اسم مستعار إلى فصله من الجامعة. وكانت إحدى الخدمات التي أداها فويرباخ أنه أكد الرابطة بين المثالية والدين. وانتقد بشكل حاد الطبيعة المثالية للجدل الهيغلي. وقد فتح هذا الطريق إلى الاستفادة من المضمون العقلي للفلسفة الهيغلية، وساعد في هذا الصدد على تشكيل الماركسية. انضم إلى الحزب الديمقراطي الاشتراكي قرب نهاية حياته وقد أمضى فويرباخ السنوات الأخيرة من حياته في قرية. فكره

تطورت آراء فويرباخ حول الموقف من الدين من أفكار الهيغليين الشبان إلى المادية. وقد أثر اعلانه المادية ودفاعه عنها تأثيرا عظيما على معاصريه. وكتب انجلز عن أثر كتاباته « كان الحماس عاما وصرنا جميعا فويرباخيين دفعة واحدة. » وكان المذهب الطبيعي في دراسة الانسان سمة مميزة لمادية فويرباخ التي كانت نتيجة للظروف التاريخية في ألمانيا ما قبل الثورة، وكانت تعبر عن المثل العليا للديمقراطية البورجوازية الثورية. وكان نقد فهم هيغل المثالي لجوهر الانسان وردّه الانسان إلى وعي الذات النقطة المبدئية في تطور فويرباخ الفلسفي. وأدى نبذه لهذا الرأي بصورة حتمية إلى نبذه المثالية بوجه عام. وكانت إحدى الخدمات التي أداها فويرباخ أنه أكد الرابطة بين المثالية والدين

وانتقد بشكل حاد الطبيعة المثالية للجدل الهيغلي. وقد فتح هذا الطريق إلى الاستفادة من المضمون العقلي للفلسفة الهيغلية، وساعد في هذا الصدد على تشكيل الماركسية. وقد كان المضمون الأساسي لفلسفة فويرباخ إعلان المادية والدفاع عنها. وهنا تبدى المذهب الطبيعي في دراسة الانسان في مشكلة جوهر الانسان ومكانته في العالم حيث يوجد في مكان الصدارة. ولكن فويرباخ لم يتابع السير على خط مادي متماسك في هذه المسألة لأنه كان يعتبر الانسان فردا مجردا، ككائن بيولوجي بحت. وفي نظرية المعرفة طبق فويرباخ تطبيقا متماسكا التجريبية والحسية. وكان يعارض اللاأدرية معارضة حازمة. ولم ينكر في الوقت نفسه أهمية الفكر في المعرفة، وحاول أن يتناول الموضوع في علاقته بنشاط الذات، وأعلن بعض الافتراضات بشأن الطبيعة الاجتماعية للمعرفة والوعي الإنسانيين، الخ. ولكن فويرباخ – إجمالا – لم يتغلب على الطبيعة التأملية للمادية السابقة على الماركسية وظل فويرباخ – في فهمه للتاريخ – يتخذ مواقف مثالية كلية. وقد نتجت الآراء المثالية في الظواهر الاجتماعية عن رغبته في تطبيق علم الانسان كعلم كلي على دراسة الحياة الاجتماعية. وكانت مثالية فويرباخ واضحة بصفة خاصة في دراسته للتاريخ والأخلاق. فقد كان يعتبر الدين اغترابا (استلابا) وتحققا موضوعيا للسمات الانسانية التي كان يعزو إليها جوهرا خارقا للطبيعة. فالانسان يزدوج ويتأمل جوهره في الله. وهكذا يكون الدين « وعي الذات اللاواعي » لدى الانسان. ويرى فويرباخ أن السبب في هذا الازدواج هو شعور الانسان بالاعتماد على القوى التلقائية للطبيعة والمجتمع. ومن الأمور المثيرة للاهتمام بصفة خاصة تخمينات فويرباخ حول الجذور الاجتماعية والتاريحية للدين. ولكن فويرباخ – نظرا لنزعته إلى المذهب الطبيعي في دراسة الانسان – لم يتجاوز حدود التخمينات في هذه المسألة، وعجز عن أن يجد وسائل فعالة لاثبات رأيه في الدين. فقد كان يبحث عن هذه الوسائل في الاستعاضة بوعي الذات اللاواعي عن اللاوعي ويتم هذا في النهاية – في التربية. ولأنه لم يفهم العالم الواقعي الذي يعيش الانسان فيه، فإنه كان يستنبط مبادئ الاخلاق من سعي الانسان الغريزي إلى السعادة. وكان يعتقد أن تحقيقها ممكن شرط أن يحد كل فرد – بطريقة عقلية – من مطالبه، وأن يحب الآخرين. والأخلاق التي بناها فويرباخ مجردة وأبدية، وهي نفسها بالنسبة لكل الأزمنة ولكل الشعوب.

لم يفهم طبيعة ثورة 1848 ولم يقبل الماركسية، رغم أنه انضم إلى الحزب الديمقراطي الاشتراكي قرب نهاية حياته. وقد تطورت آراء فيورباخ حول الموقف من الدين من أفكار الهيغليين الشبان إلى المادية. وقد أثر اعلانه المادية ودفاعه عنها تأثيرا عظيما على معاصريه. وكتب انجلز عن أثر كتاباته « كان الحماس عاما وصرنا جميعا فيورباخيين دفعة واحدة. »

وكان المذهب الطبيعي في دراسة الانسان سمة مميزة لمادية فيورباخ التي كانت نتيجة للظروف التاريخية في ألمانيا ما قبل الثورة، وكانت تعبرعن المثل العليا للديمقراطية البورجوازية الثورية. وكان نقد فهم هيغل المثالي لجوهر الانسان وردّه الانسان إلى وعي الذات النقطة المبدئية في تطور فيورباخ الفلسفي.

وأدى نبذه لهذا الرأي بصورة حتمية إلى نبذه المثالية بوجه عام. وكانت إحدى الخدمات التي أداها فيورباخ أنه أكد الرابطة بين المثالية والدين. وانتقد بشكل حاد الطبيعة المثالية للجدل الهيغلي. وقد فتح هذا الطريق إلى الاستفادة من المضمون العقلي للفلسفة الهيغلية، وساعد في هذا الصدد على تشكيل الماركسية. ولكن فيورباخ نفسه في الحقيقة قد نحى جانبا ببساطة فلسفة هيغل، لهذا أخفق في أن يلاحظ انجازها الأساسي، وهو الجدل. وقد كان المضمون الأساسي لفلسفة فيورباخ إعلان المادية والدفاع عنها. وهنا تبدى المذهب الطبيعي في دراسة الانسان في مشكلة جوهر الانسان ومكانته في العالم حيث يوجد في مكان الصدارة. ولكن فيورباخ لم يتابع السير على خط مادي متماسك في هذه المسألة لأنه كان يعتبر الانسان فردا مجردا، ككائن بيولوجي بحت. وفي نظرية المعرفة طبق فيورباخ تطبيقا متماسكا التجريبية والحسية. وكان يعارض اللاأدرية معارضة حازمة. ولم ينكر في الوقت نفسه أهمية الفكر في المعرفة، وحاول أن يتناول الموضوع في علاقته بنشاط الذات، وأعلن بعض الافتراضات بشأن الطبيعة الاجتماعية للمعرفة والوعي الإنسانيين، الخ.

ولكن فيورباخ – إجمالا – لم يتغلب على الطبيعة التأملية للمادية السابقة على الماركسية وظل فيورباخ – في فهمه للتاريخ – يتخذ مواقف مثالية كلية. وقد نتجت الآراء المثالية في الظواهر الاجتماعية عن رغبته في تطبيق علم الانسان كعلم كلي على دراسة الحياة الاجتماعية. وكانت مثالية فيورباخ واضحة بصفة خاصة في دراسته للتاريخ والأخلاق. فقد كان يعتبر الدين اغترابا (استلابا) وتحققا موضوعيا للسمات الانسانية التي كان يعزو إليها جوهرا خارقا للطبيعة. فالانسان يزدوج ويتأمل جوهره في الله. وهكذا يكون الدين « وعي الذات اللاواعي » لدى الانسان. ويرى فيورباخ أن السبب في هذا الازدواج هو شعور الانسان بالاعتماد على القوى التلقائية للطبيعة والمجتمع. ومن الأمور المثيرة للاهتمام بصفة خاصة تخمينات فيورباخ حول الجذور الاجتماعية والتاريحية للدين مؤلفاته الرئيسية هي: « في نقد الفلسفة الهيغلية » (1839) – « جوهر المسيحية » (1841) – « الموضوعات الجارية لاصلاح الفلسفة » (1842) – « أسس فلسفة المستقبل » (1843).

وأصل الدين الذي نقدم فقرات منه اليوم رغم ما أحيط من هلع كبير حوله.

جوهر حقيقة الدين ومعناه الباطنى العميق هو الجوهر الإنسانى .

– يرى هيجل ” أنه لا يجب أن يقتصر الدين على العقائد الجامدة ولا يجوز تعلمه من الكتب ولا يجب أن يكون لا هوتياً بل بالأحرى أن يكون قوة حية تزدهر فى الحياة الواقعية للشعب أى فى عاداته وتقاليده وأعماله وإحتفالاته . يجب ألا يكون الدين أخروياً ( متعلقاً بالآخرة بل دنيوياً إنسانياً وعليه أن يمجد الفرح والحياة والحياة الأرضية لا الألم والعذاب وجحيم الحياة الحياة الأخرى ) .

– تحويل الدين إلى لاهوت جامد يعنى تحول بصر الإنسان عن الأرض إلى السماء حيث عالم ( الما وراء) بحيث يصبح عاملاً من عوامل إغتراب الإنسان وشقائه .

– يقول برديياييف فى كتابه ( العزلة والمجتمع ) ” التعرض للإنسان معناه التعرض لله وهذه فى نظرى المسألة الأساسية .

– يقول فيورباخ ” كان شغلى دائماً قبل اى شىء آخر أن أنير المناطق المظلمة للدين بمصباح العقل حتى يمكن للإنسان فى النهاية ألا يكون ضحية للقوى المعادية التى ستستفيد من غموض الدين لكى تقهر الجنس البشرى وكان هدفى هو أن أبرهن أن القوى التى ينحنى أمامها الانسان خاضعاً متذللاً هى مخلوقات من عقله المحدود الجاهل الجبان الذى تعوزه الثقافة لكى ابرهن خصوصاً على ان الكائن الذى يضعه فى موضوع أعلى منه ليصبح خضماً له كوجود خارق للطبيعة ، مستقل ، إنما هو فى الحقيقة الانسان نفسه والغرض من كتاباتى هو أن أجعل الناس انثروبولوجين بدلاً من أن يكونوا لاهوتين . أن يحبوا الانسان بدلاً من ان يحبوا الله ، أن يكونوا طلاباً لهذا العالم بدلاً من أن يكونوا طلاباً للعالم الآخر . أن يكونوا مواطنين معتمدين على أنفسهم فى هذه الارض بدلاً من ان يكونوا كهنة مراوغين خاضعين لحكومة كهنوتية وأرضية وعلى هذا فإن هدفى ممكن ان يكون اى شىء إلا ان يكون سلبياً هادماً فهو هدف ايجابى فأنا أنكر لكى اثبت . أنكر أوهام اللاهوت والدين حتى يمكننى أن أؤكد الكيان الجوهرى للانسان .

– يقول أحد اللاهوتين ” ان قوى الله تمتد الى قوة خيال الانسان ” ولكن أين حدود هذه القوى ؟ وما هو المستحيل على التخيل ؟

– أسلافنا القدماء كانت لديهم فكرة أولية عن العلاقة بين السبب والنتيجة . فضرب جوز بحجر يجعلها تنكسر ورمى رمح بعناية بالامكان توجيهه بدقة بحيث يتبع مسارا محددا . لكن على الرغم من انتظامات سلوك محدد كانت تشكل ظاهرة لدى القدماء الا ان اغلب الظواهر الطبيعية المهيمنة بقيت غامضة لا يمكن التنبؤ بها واُختُرِعَت الآلهة كى تفسرها وهكذا وجدت آلهة المطر وآلهة الشمس وآلهة الشجر وآلهة النهر إلخ .. كان العالم تحت سيطرة كائنات خفية قوية كثيرة .

– الله هو الكائن الرحيم على الجميع ” لأنه يجعل الشمس تشرق على الخير والشر ويرسل المطر للعادل والظالم ” ولكن هذا الكائن لا يميز بين الخير والشر والظالم والعادل والذى يوزع متع الحياة ليس طبقاً للصفات الاخلاقية والتى تترك أثرها العام على الانسان ككائن طيب بسبب آثار مثل ضوء الشمس المنعش ومياة المطر كمصدر للأشياء المحسوسة الأكثر نفعاً ” هذا الكائن هو الطبيعة ” .

– الله لا يستقر فى المعابد التى صنعتها الايدى ولا يستقر فى الطبيعة . من يستطيع ان يطوق الضوء والشمس والسماء والبحر بحدود من وضع البشر . لقد عبد الفرس والالمان القدماء الطبيعة فقط ولكن لم يكن لديهم معابد . فعابد الطبيعة يجد ان صلاة المعبد او الكنيسة صناعية والحوائط التى يتم قياسها بعناية ضيقة جدا ولا يشعر براحته الا تحت قبة السماء التى لا حد لها والتى تظهر حين يتأملها بحواسه .

– الوحدة غير منتجة . إنما الثنائية والتناقض والاختلاف هى المنتجة فقط والذى ينتج الجبال لايختلف عنها فقط ولكنه متشعب الجوانب فى ذاته وتلك العناصر التى تنتج الماء لاتختلف عن الماء فقط ولكنها تختلف ايضاً عن نفسها بل إنها تتخاصم مع بعضها البعض وتماماً فإنه كما ان العبقرية والفطنة والالمعية والذكاء لا ينتجها ولا يطورها الا التناقضات والصراعات فإن الحياة أيضاً لا ينتجها الا تصارع العناصر والقوى والكائنات المختلفة المتنازعة .

– الكون هو محصلة الواقع .

– ان الانسان فى الدين من وجهة نظر الدين يتعامل مع نفسه فقط وان الهه فى الحقيقة لا يعكس سوى جوهره الخاص .

– كان الاغريق يعتقدون بأنه اذا قطعت شجرة فإن روحها تنوح وتصرخ مستغيثة بالقدر لتنتقم من المعتدى وبالتالى ما كان للرومانى أن يغامر بقطع شجرة فى ارضه دون ان يضحى بخنزير لاسترضاء الاله او الآلهة فى بستانه وهكذا كان يفعل الـ OSTIAKS بعد ان يذبحوا الدب يعلقون جلده على شجره ويعطون له كل اشكال التوقير ويعتذرون بأفضل ما يستطيعون للدب لقتلهم اياه ” وهم يعتقدون فى هذا بطريقة مهذبة كى يتحاشوا الضرر الذى من المحتمل ان توقعه عليهم روح الحيوان” .

وهكذا تسترضى قبائل امريكا الشمالية ارواح الحيوانات المذبوحة بإحتفالات مشابهة ويقوم الفلبينيون بسؤال السهول PLAINS والجبال طالبين الاذن إذا ما رغبوا فى ان يعبروها واعتبروا ان قطع شجرة عتيقة جريمة . وبالكاد يجرؤ البرميون BRAMIN على ان يشربوا ماء او يطأوا الارض بأقدامهم لأن كل خطوة وكل جرعة ماء تسبب ألماً وموتاً لكائنات حساسة نباتية وحيوانية ومن هنا يجب عليه أن يُكفر عن ذلك حتى يعرض موت المخلوقات التى يمكن ان يحطمها نهاؤاً وليلاً مع أن هذا يتم دون وعى .

– الانسان لا يحده شىء فى رغباته وفى تخيله فهو فى هذا المجال قدير ولكن فى قدرته وواقعه فهو انسان محكوم ومعتمد على غيره ومحدود والانسان بإعتباره محدوداً يتناقض مع الله .

– الفكر والارادة ملكى لكن ما أفكر فيه وما أريده ليس ملكى وهو يقع خارجى ولا يعتمد علىّ .

– لماذا لا يمتلك الشرق حباة متقدمة حديثة كالتى يمتلكها الغرب لأنه فى المشرق لا تختفى الطبيعة وراء الانسان ولا يختفى بريق النجوم والاحجار الكريمة وراء بريق العيون ولا يختفى الضوء المنبعث من الرعد بالضوء الذى ينبعث من خيال الانسان ولا يشغله مسار احداث الحياة اليومية عن مسار الشمس ولا يشغله تغير الموضوع بتغير الفصول حقاً يخضع الانسان الشرقى ويركع على قدميه فى التراب امام العظمة الملكية والقوة السياسية .

– الطبيعة هناك تعلو على الانسان فى حين انها هنا تخضع له لهذا السبب بالذات فإن الانسان يبدو غريباً هناك بعيداً عن نفسه بعيداً عن قدره الذى يوجهه لنفسه .

– تقوم كل الديانات التى لديها نوعاً من التخيل بتحويل آلهتها إلى منطقة السحاب وإلى أثير الشمس والقمر والنجوم وتضيع كل الآلهة فى بخار السماء الزرقاء فى النهاية حتى الاعلى الروحى للمسيحية له مقعده وقاعدته فى السماء عالياً ” الله كائن غامض لا يمكن ادراكه حسياً ولكن ذلك لأن الطبيعة بالنسبة وخصوصاً للمتدين كائن غامض لا يمكن ادراكه حسياً .

– الله هو مخلوق متوضع فى الخيال وهو مجرد افتراض من اجل حل المسألة النظرية وتفسير بداية الطبيعة او بالاحرى الحياة العضوية وعند افتراض كائن مختلف عن الطبيعة بغرض تفسير وجودها وله اصل فقط فى المحال مع ان هذا وجود نسبى وذاتى فقط وبغرض تفسير الحياة العضوية البشرية على وجه الخصوص من الطبيعة يعادل مايقوم به المؤلِه فى عجزه عن تفسير الحياة من خلال الطبيعة وعجز الطبيعة على ان تثمر الحياة من ذاتها وهكذا يمد حدود عقله إلى حدود الطبيعة .

– ان الاعجاب الدينى بالحكمة الالهية فى الطبيعة مجرد حماس طارىء وهو اعجاب يشير فقط الى الوسائل ولكن هذا الاعجاب ينتهى بالتأمل فى اهداف الطبيعة . ياللعجب لنسج العنكبوت ولغيره من الحيوانات الاخرى ولكن مالهدف من وراء هذه التنظيمات الواعية ؟ لا شىء سوى التغذية ، هدف لا يعتبره الانسان سوى مجرد وسيلة ، قال سقراط : ” الآخرون ” ” others ” ولكن هؤلاء الآخريين هم الحيوانات والبشر قريبو الشبه بالحيوانات ” يعيش الآخرون من اجل أن يأكلوا ولكن لن آكل من أجل أن اعيش . يالجمال الزهرة ويا للعجب بشكلها ، ولكن ما هو الغرض من هذا التكوين ومن هذه الروعة ، إنها فقط لتفخيم وحماية الصفات الوراثية او التناسل الذى يخفيه الانسان خشية العار او يمارسه بواعز دينى ، فخالق حشرة العنب الذى يعبده الطبيعيون والنظريون ويعجبون به وهذا الخالق الذى لديه حياة طبيعية من أجل هدفه ليس الاله او الخالق بالمعنى الدينى . لا خالق الانسان فقط الذى يتميز عن الطبيعة ويسمو عليها . الخالق الذى يرى الانسان فيه نفسه . الخالق الذى تتمثل فيه الصفات التى تمثل كيان الانسان بالتمييز بين الطبيعة الابدية بالطريقة التى يراها الانسان فى الدين ذلك الخالق هو الله الذى نعبده بمقتضى الدين .

– العالم والطبيعة يظهران للإنسان كما هى فهو يرى كما يتيح له خياله يرى مشاعره وتخيلاته بطريقة مباشرة ويقيس الحقيقة والواقع تلقائيا وتبدو الطبيعة له كما يبدو هو لنفسه وبمجرد ان يدرك الانسان ان حياته تتطلب الاستعانة بقدراته الخاصة على الرغم من وجود الشمس والقمر والمساء والارض والنار والماء والنباتات والحيوانات وبمجرد ان يدرك ان الناس بغير حق من الآلهة وانهم هم الذين يتسببون فى تعاسة انفسهم على الرغم من وجود القدر وان المرض والتعاسة والموت نتاج للرذيلة وان نتاج الفضيلة الحكمة والصحة والحياة والسعادة وبناء على ذلك فان القوى التى تؤثر فى مصير الانسان هى ارادته وتفكيره وبمجرد ان يتخطى الانسان المرحلة البدائية التى كانت تتحكم فيه العاادات الطارئة واصبح كائناً يقرر مصيره بناء على اسس وقواعد تتسم بالحكمة والعقل عندئذ تظهر له الطبيعة والعالم كشءى معتمد على فكره وارادته متأثر بهما .

– كانت آلهة الوثنين ايضاً سادة الطبيعة هذا حقيقى ولكنهم لم يكونوا خالقين لها ولذا كانوا حكاما دستوريين محدودى السلطة ليسوا ملوكا مطلقى الامر ” يمعنى أن الوثنين لم يكونوا بعد خارقيين للطبيعة او اصحاب قوة مطلقة ” .

– أطلق المؤلهون على عقيدة وحدة الإله عقيدة خارقة للطبيعة من الاصل دونما اعتبار ان التوحيد نابع من الانسان وان مصدر وحدة الاله هو وحدة الفكر والوعى البشرى . العالم منتشر امام عينى انتشارا متنوعا بلا حدود ولكن هذه الاشياء لا تحصى عددا : كالشمس والقمر والنجوم والسماء والارض والقريب والبعد والحاضر والغائب كل هذه الاشياء يحتويها عقلى . ذلك الكائن ذو العقل او الوعى ، ذلك الكائن العجيب الخارق للطبيعة بالنسبة للرجل المتدين ، ذلك الكائن الذى لا يحد من قدراته الوقت او الزمان او المكان والذى لا يحد من قدراته ايضا اى شىء والذى يشتمل على كل شىء وكل كائن لا يراه احد ، ذلك الكائن وضعه الموحودون فى مقدمة العالم وجعلوه سببا له للعالم . الله يتكلم . الله يفكر فى العالم . العالم موجود وهو يقول ان العالم غير موجود ولا يفكر فيه . انه غير موجود . اننى يمكننى فى خيال وبإرادتى ان اجعل كل الاشياء وبالتالى ان اجعل العالم نفسه يظهر او يختفى . هذا الاله خلق العالم ايضا من العدم .واا اراد احالته للعدم ايضا فيكون لا شىء سوى تجسيد من قوة خيال الانسان .

– يمكننى بارادتى ان اتخيل العالم على انه موجود او غير موجود وان اؤكد وجود ه او انكره وهذا اللاوجود الذاتى المتخيل للعالم جعله الموحودون لا وجود حقيقياً موضوعياً . يجعل المشركون واصحاب الدين الطبيعى عامة الاشياء الحقيقية متخيلة ! . فى حين ان الموحدين من جهة اخرى يجعلون الاشياء الخيالية والافكار اشياء حقيقية . او يجعلونها جوهر العقل والارادة والخيال او كائناً علوياً مطلقاً .

– يقول أحد اللاهوتين ” ان قوة الله تمتد الى قوة خيال الانسان ” ولكن اين حدود هذه القوى؟ وما هو المستحيل على التخيل ؟ يمكننى ان اتخيل اى شىء موجود على انه غير موجود واى شىء غير موجود على انه حقيقى .

– ان ما اتخيله على انه حقيقة فهو ممكن . ولكن الله هو الكائن الذى لا يستحيل عليه شىء فهو خالق لعوالم لا نهاية لها وبيده ملكوت كل شىء يمكن ان نتخيله وهو فى الواقع لا شىء سوى تجسيد او تحقيق لخيال الانسان ولفكره ولتأمله . هو فى خيال الانسان حقيقة واقعة وهو الكائن المطلق .

– الكائن الروحى الذى يضعه الانسان فوق الطبيعة ويعتقد انه خالقها وموجدها ليس إلا ” الجوهر الروحى للإنسان نفسه ” والذى يبدو له رغم ذلك كآخر يختلف عنه ولا يوجد وجه للمقارنة بينهما . انه جعل علة الطبيعة علة المؤثرات التى لا يستطيع عقله الانسانى وارادته او فكره ان ينتجها ولأنه بالتالى يجمع جوهر الطبيعة المختلفة مع الجوهر الروحى لذاته .

– مبدأ التفكير يكون بالنسبة للإنسان مباشرة ودون تميز هو مبدأ وجوده فموضوع التفكير هو موضوع الوجود ، فكر الموضوع هو جوهره البعدى .

– يفكر الانسان فى الطبيعة على انها مختلفة عما هى عليه بالفعل ولا عجب فى ان يفترض ان سبب وجودها كائناً آخر غيرها . كائناً يوجد فى عقله فقط . كائناً يوجد حتى فى جوهر عقله .

– آلاف الأفراد يضحى بهم دون تردد او ندم وسط دوامات الطبيعة وحتى فيما يتعلق بالانسان فانه قد يلاقى نفس المصير . يبلغ حوالى نصف الجنس البشرى الثانية من عمرهم ولكنهم يموتون دون معرفة سبب مجيئهم للحياة . نعلم هذا مما يحدث لإصطحاب الحظ العائر الطيب منهم وغير الطيب وهى ظاهرة لا يمكن ان تتفق مع صفة الخالق للمحافظة على الحياة وخلق روح التعاون فيها .

– الاغريق لم يخلقوا الكائن المقدس ( الإلهى ) الكائن الاصلى والكائن الممكن ولكنهم خلقوا الكائن الاصلى كمقياس للكائن الممكن وحتى عندما لقوا آلهتهم وأصبغوا عليها الصبغة الروحية عن طريق الفلسفة فإن رغباتهم لم تكن مبنية على أسس الحقيقة والطبيعة الانسانية . كانت الآلهة هى الامانى المحققة ولكن كانت أسمى الامانى التى يرنو اليها فيلسوف او مفكر هى أن يفكر دون أن يقاطعه أحد .

– المجال الذى يعرف فلسفياً وبصفة عامة على انه مجال الصدفة الايجابى الفردى الذى لا يتأتى شخصياً ان يتنبأ به هو مجال حدود الله ، حدود العناية الإلهية الدينية والصلاة والعبادات هى الوسائل الدينية التى يستعين بها الانسان على الغموض الذى يحيط به او على الاقل تمده بالأمل ! .

– يرى الاخلاقيون ان الارادة على الرغم من ذلك لا تمثل الوجه المحدد للدين لأننى لا أحتاج إلى آلهة فيما أود أن أفعله بإرادتى وجعل الاخلاقيات سبباً جوهرياً للدين يحافظ على اسم الدين ولكنه يفقد الدين جوهره فالانسان قد يكون على خلق دون اله لكنه سعيداً بالمعنى المسيحى الخارق للطبيعة .، والانسان لا يمكن ان يكون بدون اله ونظراً لأن السعادة بهذا المعنى تكمن وراء حدود وقوى الطبيعة والجنس والانسان البشرى فإنها نتيجة لذلك تتطلب بصفة مبدئية كائناً خارقاً للطبيعة لتحقيقها ، كائناً موجوداً وقادراً على تحقيق ما يستعصى على الطبيعة والانسان .

– اذا كان كانط قد جعل الاخلاق اساس الدين فإن علاقته بالمسيحية تشبه علاقة ارسطو بالديانة الاغريقية عندما جعل ارسطو النظر جوهر الآلهة . والآلهة التى ليست سوى كائن تأملى ولاشىء سوى التفكير هى رغم كل ذلك آلهة على الرغم من انها ليست سوى كائن أخلاقى أو قانون مجسد للأخلاق .

إن الآلهة التى تنهض من القبور هى ذاتها مجرد أخيلة أو ظلال للآلهة والآلهة الحقيقية التى تحيا الآن والتى تتحكم فى المطر وآشعة الشمس والصنوبر والحياة والموت والجنة والنار ، هذه الآلهة تدين بوجودها أيضاً إلى قوى الخوف والرجاء التى تتحكم فى الحياة والموت التى تضىء الهوة المظلمة بكائنات من صنع الخيال . إن الحاضر أمر عادى للغاية ، ومحدد لا يتغير ، ففى الحاضر يتفق الخيال مع الواقع ومن ثم فإنه لا يوجد فيه مكان للآلهة إذا أن الحاضر بلا آلهة أما المستقبل فإنه امبراطورية الشعر يموج بإحتمالات لا حدود لها ، فقد يتشكل على حسب أهوائى أو مخاوفى ، كما أنه ليس خاضعاً بعد للثبات إذ أنه يتأرجح بين الوجود والعدم ، كما أنه مازال ينتمى إلى عالم غير مرئى ، عالم لم يدخل فى مجال الجاذبية الارضية ، وقوانين الطبيعة ، وانما هو عالم موجود فى اطار قوة حسية وهذا العالم هو عالم الآلهة.

– تدين الآلهة والمعجزات بوجودها لما يشذ عن القاعدة ، فالألوهية تدمير للنقائص والضعف الانسانى وهى السبب المباشر فى الشواذ ، والمعجزة هى تدمير للنقائص وحدود الطبيعة .

– الكائنات الطبيعية مُعرفة وبالتالى فهى كائنات محددة وهذا لاتحديد فى بعض الحالات هو السبب فى تعرض الانسان للمخاطر او للأذى .

لكن بالمعنى الدينى هو امر اعتباطى خلقه الله وبالتالى قد يدمره بمعنى ان رفاهية الإنسان تتطلب هذا وإنكار المعجزات بدعوى أنها لا تتناسب مع مكانة الآلهة وحكمتهم التى نحدد بها كل شىء من البداية بأفضل الطرق . هذا الانكار هو تضحية بالانسان للطبيعة وتضحية بالدين للفكر ودعوة الناس للإلحاد باسم الله .

– الاله الذى يلبى فقط ، الصلوات ورغبات الانسان يمكن أن تلبى بدونه ، الرغبات التى تكون فى مجال الاسباب الطبيعية ، والآلهة التى تبعاً لذلك تمد لنا يد العون ما دامت الطبيعة والفن يقدمان لنا المساعدة التى تتوقف عن مساعدتنا بمجرد انتهاء Materia medica هذه الآلهة ليست شيئاً سوى ضرورة شخصية للطبيعة مختفية وراء اسم الله .

– الخلق نظرية والمعجزة هى التطبيق العملى لهذه النظرية . الله هو الكائن الاول فى النظرية لكن الانسان هو الكائن الأول فى الممارسة هو الهدف فى هذا العالم والطبيعة لا تمثل شيئاً بالنسبة لله وماهى الا لعبة فى يده ولكنها لا يمثل ان تفعل شيئاً ضد الانسان . يتحرر الانسان فى الخلق من قيود الجوهر من الروح كما يتحرر من قيود الوجود من الجسد فى المعجزة .

– العقلانيون المحدثون يخجلون من الايمان بأن الله فى الجسد أى يخجلون من الايمان بالمعجزات الملموسة بينما لا يخجلون من الاعتقاد فى الآلهة غير المحسوسة أى فى المعجزة المختفية غير المرئية ومع ذلك فسيأتى الوقت الذى تتحقق فيه نبؤة Lichtenberg والذى يتحقق فيه الاعتقاد فى الله بصفة عامة وبالتالى ايضاً الوقت الذى يُعتير فيه الاعتقاد فى الارادة الالهية العقلانية نوعاً من الخرافات كما كان الحال الاله المسيحى فى الجسد .

– الله كلمة دينية ، موضوع وكائن دينى وليس كائناً فلكياً محسوساً بصفة عامة .

– سوف يكون لله بعض الناس الذين يعبدونه لأنه عبادة الله ووجوده مرتبطان بعضهما بالبعض كالزوج وزوجته فالزواج لا يقوم دون أحدهما .

– الله يتنبأ بوجود الذين سيعبدونه والله هو الكائن الذى لا تعتمد فكرته أو تصوره على الطبيعة وانما على الانسان وعلى الانسان المتدين فالشىء الذى يعبد لا يوجد بدون ما يعبده أى ان الله شىء يتفق وجوده مع وجود الدين ويتفق جوهره مع جوهر الدين .

– نظراً لأن الصوت او النغمة كموضوع للسمع يعبران فقط عن طبيعة الآذان فإن الله كموضوع مجرد للدين والإيمان يعبر عن طبيعة الدين والإيمان .

– الانسان الخالد يعد موضوعاً للدين ولهذا السبب ايضاً هو موضوع للإيمان لأن الحقيقة تظهر عكس ذلك . تظهر أن الانسان فان .

– أن تؤمن معناه أن تتخيل أن هناك شيئاً موجوداً وهو غير موجود فى الواقع أى ان تتخيل أن صورة ما نبعت فيها الحياة أو أن هذا الخبز لحم والدم خمر أى تعطى له صفات ليست فيه . لذلك أى دين مهما كانت عظمته يخفق اذا أردت ان تجد الله او ان تبحث عن الله فى الفلك عن طريق التليسكوب او بعدسة مكبرة فى حديقة واسعة أو تبحث عنه فى طبقات الارض او تبحث عنه بمشرط التشريح او الميكرسكوب فى احشاء الحيوان أو الانسان ولكنك تجده فقط فى ايمان الإنسان فى خياله وعقله وقلبه لأن الله بنفسه ليس شيئاً سوى جوهر خيال الانسان وقلبه .

“لقد هجرت اللاهوت ليس عبثاً أو استهتاراً أو كرهاً ولكن لأنه لايشبعني، لايعطيني ما أحتاج إليه ولا أستطيع الإستغناء عنه. أود أن أضم الطبيعة إلى قلبي، تلك التي يرتدّ عن أعماقها رجال اللاهوت الجبناء، أود أن أعانق الإنسان، الإنسان في كماله” .

” يجبُ ألآ يكون الدين أخروياً بل دنيوياً إنسآنياُ وعليه أن يمجد الفرح والحيآه على الأرض لآ الألم والعذاب ”

وهذآ ما قاله هيجل ومآ يتضح من البروتستانيه التى لم تعد جزء من الدين الدين المسيحى وأصبحت ديناً أنسانياً

فيورباخ تحرر من الآهوت وقال أود ضم الطبيعة إلى قلبى ليس كرهاً فى اللأهوت فيورباخ أرآد أن يرجع كرامة الإنسآن فى هذآ الكتآب إن الإنسآن حينمآ يتكلم عن الله فهو يتكلم عن جوهر الإنسآن نفسه عن الطبيعه فيورباخ يريد أن ينير المنآطق المظلمه فى عقل الإنسآن كجميع الفلاسفه أن الدين ميتفايزيقياً ولكن الأنثربولوجيا ليست كذلك أن يجعل النآس أنثربولوجيين بدلاً من لآهوتيين فالدين ، يعتمدُ على مفهوم الإنسآن لنفسه كمآله وعدم إحسآسه بالضعف والتبعيه فالطبيعة نفسهآ هى الجوهر الأسآسى والقوام للدين