صحة وحياة

هل نعرف حقا معنى السعادة؟ اطلع على ما يقوله أبرز المختصين

By nasser

December 19, 2017

” الحياة هي هذا الاستعداد الذي قد ينقضي معظم العمر قبل أن يحدث لكنّه سيحدث. الحياة هي هذا الاستعداد الكامل والهائل والدائم لحدوث الحياة.” أنسي الحاج

استعداد للحياة، أي لتحقيق الذات، للوصول إلى القمة بالعمل والمثابرة، وغيرها من المبادئ التي تضج بها كتب علم النفس والاجتماع، وتلك التي تحتوي على وصفات للحياة السعيدة: حقّقوا سعادتكم الآن.

يقولون، حدّدوا أهدافكم، لا تفقدوا تركيزكم، لا تضيّعوا الوقت. شعارات نظن أنها ستأخذنا إلى منبع السعادة، وإذا بنا نجد أنفسنا في صراع يومي مع الوقت والمكان والأشخاص. صراع مع روتين يوميّ نتيجته المزيد من الضغوط والإحساس بالواجب والذنب. أين نحن من سعادتنا وهل هي فعلاً في الأهداف البعيدة أم أنها هنا، إلى جانبنا، في أوقات نعيشها وأمور نختبرها لكننا نتجاهلها؟

هل من تعريف محدّد للسعادة؟

يعرّف معجم أوكسفورد السعادة: الوضع الذي تكون فيه سعيداً.

أما معظم الدراسات العلمية فقد خلصت إلى أنه ليس من تعريف موحّد للسعادة لأن جوهرها يختلف مع اختلاف طباع الأشخاص وأهدافهم، في حين ربطت السعادة بمفاهيم كونية عظيمة، كالنجاح وتحقيق الذات ومساعدة الآخرين وراحة البال وغيرها من الأهداف التي لا يمكن أن تتحقق الآن.

أهداف يسعى إليها الفرد كل حياته على أمل تحقيقها ليصبح المستقبل هو ما يطمح إليه. وقد ركّز علم النفس قديماً على مساعدة الإنسان تجنب الكآبة والأمراض النفسية الناتجة عن ضغوط الحياة معتبراً أن السعادة هي الانتصار على كل ما يمكن أن يحبطنا.

إلا أن دكتور مارتن سيليغمين عالم النفس الأميريكي جاء مطلع التسعينات وأسّس مدرسة حديثة في علم النفس أسماها: علم النفس الإيجابي. وقد اعتبر أن الأبحاث النفسية التي تركز على حماية الشخص من الأمراض النفسية وتحصينه من الضغط النفسي تبقى مبتورة لأنها لا تركّز على الجانب الآخر من حاجاته، وهو: البحث عن سعادته.

وقد عرّف سيليغمن السعادة بأنها “المتعة”. المتعة الآنية، تلك التي نشعر بها في الحاضر من خلال الاستمتاع بأمور آنيّة نعيشها عوضاً عن رهن مزاجنا بأهداف قد تتحقق وقد نفشل في تحقيقها في المستقبل.

 

لكن أين العيب في الطموح والعمل الدؤوب بغية تحقيق أحلامنا؟ لا عيب في ذلك إطلاقاً. لكننا حين نتوهم أن التعب والاجتهاد المستمر أفضل من الراحة، وأن التحدّي المستمر للذات أفضل من تقدير الذات لفرادتها، وأن تجاهل مصادر المتعة في حياتنا يمنحنا فرصة أكبر للتقدم، نكون ببساطة غير عادلين مع أنفسنا.

من قال إن السعادة يجب أن تكون مشواراً شاقاً يقطع الأنفاس؟ من قال إن الحياة تحدّ مستمر يتطلب سرعة قياسيّة؟ ماذا لو كان ثمن سعادتكم أقل مما تعتقدون بكثير؟ وأكثر، ماذا لو كنتم أنتم من تمنعون أنفسكم عنها؟