دين

الإلحاد والعنف..وما دور الملحدين و”المؤمنين” في أبشع مجازر وحروب العالم؟

By nasser

November 21, 2020

“إن بعض المعتقدات خطيرة جدا لدرجة أنه من الممكن أن يكون قتْلُ الناس الذين يعتقدون هذه المعتقدات فعلا أخلاقيا”[1]  (سام هاريس)

عند تناول قضية الإلحاد، ثمة خطأ شائع كما يوضح الكاتب عبد الله الأندلسي، وهو الاعتقاد بأن الإلحاد يقابله الدين، إلا أن الحقيقة تتمثل باعتبار الإلحاد Atheism يعني الاعتقاد بعدم وجود الله، ونقيضه هو الربوبية Theism أي الاعتقاد بوجود الله.

وعليه، يشير الأندلسي إلى أن الاعتقاد بوجود الله أو عدم الاعتقاد بوجوده لا يؤدي وحده إلى التغير في السلوك، وإنما يتغير السلوك سلبًا أو إيجابًا بما يتبع هاتين الفكرتين من رؤى كونية ومقولات ونظم اعتقادية.

بذلك، لا تمثل حالة الاعتقاد بوجود الله مسببا مباشرا لوجود الرؤية الكونية، حيث لا تنبع تلك الرؤى من فكرة وجود الله مجردة، بل لا بد لها من استناد إلى الدين والشرائع المختلفة اللاحقة لهذا الإيمان.

الأمر ذاته ينسحب في حالة الإلحاد، فالرؤية الكونية تنبثق من الفلسفات المادية التي تستبعد التدخل الإلهي في الكون وتقرير مصائرنا كبشر، كالشيوعية والداروينية الاجتماعية والفاشية وغير ذلك.

يؤكد الأندلسي ما سبق بقوله: “لا يوجد مؤمن يقتل باسم (وجود الله)، لكنه يقتل باسم الدين، وكذلك لا يوجد ملحد يقتل باسم (عدم وجود الله) وإنما يقتل الملحد باسم الفلسفات المادية والرؤى الكونية التي يؤمن بها تبعًا لإلحاده”[2].

العلاقة الفلسفية تلك بين الإلحاد والجرائم التي يرتكبها معتنقوه، اختصرها الكاتب الأمريكي دينيش دسوزا: “ارتكبت جرائم الإلحاد عمومًا من خلال أيديولوجية متغطرسة ترى أن الإنسان هو صانع القِيم وليس الله.

فباستخدام أحدث تقنيات العلم والتكنولوجيا، يسعى الإنسان إلى تهجير الله وخلق جنة العلمانية هنا على وجه الأرض.

وبطبيعة الحال إذا كان هناك بعض الناس غير الأكفاء فيجب القضاء عليهم من أجل تحقيق هذه المدينة الفاضلة (الجنة)، هذا هو الثمن الذي أبدى الطغاة الملحدون -ومن يعتذر لهم- استعدادهم لدفعه، وهم هنا يؤكدون مقولة فيودور دوستويفسكي “إن لم يكن هناك إله، فكل شيء مباح”)[3].

التاريخ يحكم.. الإلحاد ليس بريئاً

في ذات الإطار، قام نفيد شيخ، أستاذ العلاقات الدولية والمحاضر بجامعة كيل البريطانية، بنشر دراسة مثيرة للاهتمام بعنوان (أعداد القتلى: دراسة إحصائية للعنف السياسي في حضارات العالم)[4]>

وقام فيها بمراجعة كل الحروب التي جرت بين الدول، بما في ذلك الحروب الأهلية والمذابح العرقية والجماعية وغير ذلك من الأحداث العنيفة التي تخطى عدد القتلى في الحدث الواحد منها 10,000 قتيل، ليقوم بقراءة هذه الأحداث التي جرت منذ العام الأول الميلادي إلى العام 2008 الميلادي.

استطاع شيخ أن يحصر 276 حدثاً عنيفًا ضخمًا خلال هذه الفترة الزمنية الكبيرة، ثم قام بتصنيف ديانات العالم إلى 7 ديانات وحضارات رئيسية: الملاحدة، البوذية، المسيحية، الهندوس، الإسلامية، البدائية، والصينية.

ووضع وفق تصنيفه، كل حدث عنيف في الحضارة التابعة له، مع إحصاء عدد القتلى في كل حضارة. جاءت نتائج الدراسة بشكل مثير للاهتمام، حيث تصدرت الحضارة المسيحية كأكبر من تسبب في حصاد أرواح البشر، وتبعتها مباشرة في المركز الثاني حضارة الملحدين بحصاد للقتلى يفوق ال 100,000,000 قتيل؟

وقد يصل عدد الضحايا حسب تقديرات الدراسة إلى 150,000,000 قتيل! وهو ما يناقض تمامًا بروباجندا فردوس السلام الإلحادي الذي لا يتوقف مدّعوه باعتبارها رسالة سامية جاءت لتنقذ الناس من عنف الأديان.

وقد مثلت الدول الشيوعية، أقسى نموذج يتبنى الإلحاد، فقد اعتنق الشيوعيون في روسيا ثم في البلاد المجاورة العقيدة المادية التاريخية الصلبة، وصارت مذهبًا عامًا للبلاد والعباد، وارتكبت بسببها جرائم فظيعة في حق البشر، في روسيا والصين وكمبوديا وغيرها.

ووثق “الكتاب الأسود للشيوعية: الجرائم والإرهاب والقمع”، الذي صدر عام 1997م، لمجموعة من الأكاديميين الذين قرروا البحث في عدد ضحايا الأيدولوجيا الشيوعية المعادية للدين.

أولى المذابح الجماعية في العصر الحديث “إنني آمركم بحرق كل شيء قابل للحرق وبإعمال السيف في كل رقبة”

(أحد جنرالات الحكومة الفرنسية أثناء مذبحة فيندي[5].)

يعتبر كثير من المؤرخين مذبحة فيندي Vendéen genocide عام 1793م بفرنسا أول إبادة جماعية في العصر الحديث، حيث بدأت عقب الثورة الفرنسية بعض قطاعات الشعب الفرنسي في التمرد ضد الحكومة العلمانية الجديدة، فما كان من الحكومة إلا أن قابلت هذه التمردات بالقمع الغاشم والفوري.

وفي عام 1793م، بدأ بعض الفلاحين بمنطقة فيندي في التظاهر ضد الوضع الاقتصادي الطاحن، وتحالف معهم المتدينين الكاثوليك، فطبقت عليهم حكومة “التنوير” سياسات شديدة الوحشية، تم على إثرها إعدام أكثر من 6,000 أسير أكثرهم نساء وأطفال وشيوخ، وإغراق أكثر من 3000 امرأة في المياه، كما تم دهس الأطفال الرضع تحت أقدام الخيول، بالإضافة إلى حرق المساكن والبيوت والمزارع عن بكرة أبيها.

بحلول عام 1796م، وصل إجمالي عدد القتلى طبقاً لبعض الإحصائيات إلى حوالي 500,000 إنسان تم حصد رؤوسهم حرقاً، غرقا، ذبحًا، أو دهسًا تحت أقدام العربات والخيول.

ورغم عدم شهرة هذا الحدث إلا أن أستاذ التاريخ البريطاني ألان فورست يقول إنه “حتى الآن يتذكر الغرب هذه المذابح كصراع بين الفلاحين والكاثوليك على جهة وبين الجمهوريين والملاحدة على الجهة الأخرى”[6].

وبالطبع، وكما ذكرنا في البداية، فإن قتل هؤلاء الناس لم يكن باسم الإلحاد وإنما كان باسم التنوير والحرية والعقلانية[7].

جدير بالذكر في عام 2007م، قام عدد من البرلمانيين الفرنسيين بتقديم مقترح قانون يقضي باعتراف الجمهورية الفرنسية بجريمة الإبادة الجماعية في فيندي وتحمُّل مسؤوليتها بخصوص تلك الفظائع[8].

وحتى الآن لا تزال الحكومة الفرنسية ترفض الاعتراف بهذه المأساة.

هتلر والداروينية

“إن المساندة التي أتلقاها من ألمانيا هي الأساس الذي يجعلني أرجو أن تنتصر نظريتي في النهاية”.  (تشارلز داروين، أصل الأنواع)

  عندما نشر تشارلز داروين كتابه (أصل الأنواع) عام 1859م تُرجم فورًا إلى اللغة الألمانية ولاقى قبولًا كبيرًا وقويًا في الوسط الثقافي الألماني. كانت ألمانيا حينئذٍ مستعدة لاستقبال الأفكار الداورينية بسبب شيوع ثلاثة اتجاهات فكرية متوازية:

الأولى هي المادية العلموية Scientific materialism التي قادها لودفيج فيورباخ وكارل فوجوت، والثانية المادية الديالكتيكية Dialectical Materialism ورائدها الأبرز كارل ماركس، أما الأخيرة فهي اليمين الهيجلي[9].

هيأت هذه التيارات الفكرية الأرضية الثقافية المناسبة لاستقبال أفكار داروين التطورية، لا في شقها العلمي، وإنما في توظيفها الاجتماعي، والتي تقوم على أن البشر والثدييات الأخرى هم نتيجة لما أسماه بالانتخاب الطبيعي، أي الصراع الأعمى الذي يبقى فيه الأصلح حيًا، وتموت على إثره الأقل صلاحية.

“في المستقبل غير البعيد، سوف تبيد الأجناس المتحضرة الأجناس الهمجية وتحل محلها حول العالم” (تشارلز داروين، أصل الإنسان)

وكما يعمل الساسة وأصحاب المصالح المادية على توظيف الأفكار لخدمة مساعيهم دون أي اعتبار أخلاقي، فقد صنعت أفكار داورن جيلًا جديدًا من القادة السياسيين والمفكرين الاجتماعيين والعلماء، بما اعتبروه تبريرًا بيولوجيًا ماديًا لسيطرة الألمان حول العالم.

كما يذكر أستاذ التاريخ ريتشارد فيكارت: “الداروينية وحدها لم تنتج النازية، لكن بدونها لم يكن لهتلر أو لأتباعه النازيين أن يدعموا فظائعهم الوحشية بالأدلة العلمية الكافية لتحويلها إلى أفعال أخلاقية”[10].

يبدو الموقف الديني لأدولف هتلر لغزاً للوهلة الأولى، فعلى جانب صرح هتلر في أكثر من خطاب له أنه كاثوليكي مخلص، إلا أنه على جانب آخر كان مؤمناً للنخاع بالداروينية الاجتماعية، وهي فلسفة غارقة في المادية كما هو معروف.

هتلر لم يقتل أحدا باسم الإلحاد ولا الإيمان كذلك!

لم يقتل هتلر باسم الإلحاد، ولكنه لم يقتل باسم الله كذلك، وإنما قتل باسم الداروينية الاجتماعية، وهي رؤية كونية تابعة للإلحاد لا لوجود الله، حيث أنها فلسفة تقوم على نفي أي دور للإله في الكون ومن ثم تستبعد بناء أي رؤية كونية تعتبر أن الله له تدخل في الكون من قريب أو من بعيد.

ويقول: “إن عقيدة الألمان التي تقوم على بطش الانتخاب الطبيعي المبني على الصراع التنافسي القاتل هي بمثابة الكتاب المقدس للمفكرين الألمان”.

وبذلك يظهر أن كلا من الإيمان بالله أو الإلحاد، لا يعد سببا في ذاته لارتكاب المجازر، بقدر ما تمثل الشرائع وما يلحقها من أفكار وتفسيرات، وما يتبعها من سلوك دافعا لتبرير قتل الأبرياء.

المصادر

1[1] Sam Harris, The End of Faith. 2Abdullah Al-Andalusi,The ‘No one kills in the-name of Atheism’Argument 3Dinesh D’Souza, Atheism,not religion,is the real force-behind-the-mass-murders of history 4Naveed S.Sheikh,Body Count:A Quantitative Review of Political-Violence-Across World Civilizations 5LAW PROPOSITION on the recognition of the Vendéen genocide 6Alan Forrest, The Insurgency of the Vendee 7Atheist Myth: “No One Has Ever Killed in the-Name-of-Atheism” 8LAW PROPOSITION on the recognition of the Vendéen genocide 9Tim Murphy, Representing Religion, History Theory and Crisis 10Richard Weikart,From Darwin to Hitler:Evolutionary Ethics,Eugenics,and Racism in Germany

المصدر:موقع الجزيرة

وأدناه أشهر سبعة حروب دينية ..لم يذكر الإسلام في أي منها..

الحروب الدينية.. القربان غير المقدس أشهر 7مذابح دموية باسم الدين

.. الحروب الصليبية بسبب «اقتراب القيامة».. وحرب الكاثوليك والبروتستانت.. واليهود يتقربون إلى الله بقتل الفلسطينيين الحروب الصليبية

كتب – أحمد إبراهيم الشريف كثيرة هى الحروب التى خاضها الإنسان ضد أخيه، لكن أكثرها كان تحت راية «الدين» واستغلالا للعقيدة، حيث قام المتطرفون والمتعصبون من أتباع كل الأديان السماوية وغير السماوية بجعل الدم هو «القربان» غير المقدس فى هذه الأرض.

الحروب الصليبية

الحروب الصليبية سلسلة من الصراعات العسكرية ذات الطابع الدينى التى خاضتها الكثير من دول أوروبا المسيحية ضد المشرق، فى نوفمبر 1095م، تحديدًا عُقد العزم على قتال المسلمين فى الشرق، وذلك عندما ناشد البابا «أوربان الثانى» رجال الدين وأمراء أوروبا بشن حرب على المسلمين لتخليص الأرض المقدسة من سيطرتهم إرضاء للمسيح.

ومن الأفكار التى أشاعها البابوات آنذاك لحث الناس على المشاركة فى هذه الحملات، اقتراب يوم القيامة، وانتهاء الحياة الدنيا، وربطوا ذلك بمرور ألف سنة على مجىء المسيح.

إبادة الهنود الحمر

حفظ لنا التاريخ شهادة سجلها شاهد عيان على إبادة وحشية ارتكبها المسيحيون الأوروبيون ضد الهنود الحمر تحت اسم وثنيتهم، وهى شهادة المطران لاس كازاس، حين رأى ما يمارسه قومه المسيحيون من قتل للبشر وتدمير للقرى وإحراق لها باسم الدين، كتب رسالة مطولة يشرح فيها ما رأته عيناه ووعاه قلبه، وقد طُبعت هذه الرسالة وترجمت إلى العربية بعنوان «المسيحية والسيف».

رصد المطران لاس كازاس مشاهد مؤلمة وصورا يقول: «كانوا يدخلون على القرى فلا يتركون طفلا ولا حاملا ولا امرأة تلد إلا ويبقرون بطونهم ويقطعون أوصالهم كما يقطعون الخراف فى الحظيرة.

وكانوا يراهنون على من يشق رجلا بطعنة سكين، أو يقطع رأسه أو يدلق أحشاءه بضربة سيف، كانوا ينزعون الرضع من أمهاتهم ويمسكونهم من أقدامهم ويربطون رؤوسهم بالصخور، أو يلقون بهم فى الأنهار ضاحكين ساخرين.

حرب الكاثوليك والبروتستانت

حرب الثلاثين عاماً، هى حرب قامت بين الكاثوليك والبروتستانت خلال القرن الـ17 فى ألمانيا، استمرت هذه الحرب ثلاثين عاما وانتهت بأوبئة ومجاعات وتدمير شامل بكل النواحى عام 1648م.

بدأت الكنيسة الكاثوليكية بما يسمى الحرب الدينية المقدسة ضد البروتستانية، حيث أبادت %40 من شعوب أوروبا الذين ينتمون للبروتستانت، وما يقرب من نصف سكان ألمانيا تحديداً.

والسبب الأصلى فى اندلاع هذه الحرب هى حركة الإصلاح البروتستانتية، التى قام بها الراهب الكاثوليكى «مارتن لوثر» عندما انتقد الكاثوليكية ورفض أفكارها التى يرى أنها تنافى المنطق كما يرى.

مذابح الأرمن

خلال فترة الحرب العالمية الأولى قام الأتراك بالتعاون مع عشائر كردية بإبادة مئات القرى الأرمنية لمنعهم من التعاون مع الروس والثوار الأرمن، وفى العام 1915 قام العثمانيون بجمع المئات من أهم الشخصيات الأرمنية فى إسطنبول وتم إعدامهم فى ساحات المدينة.

بعدها تم ترحيل كل العائلات والأسر الأرمنية من تركيا، مجبرين على ترك ممتلكاتهم والانضمام إلى القوافل التى تكونت من مئات الآلاف من النساء والأطفال فى طرق جبلية وعرة وصحراوية قاحلة.

وغالبا ما تم حرمان هؤلاء من المأكل والملبس، ومات خلال حملات التهجير هذه حوالى %75 ممن شارك بها.

الهولوكوست

بلغت كراهية هتلر لليهود ذروتها، مما دفعه إلى القيام بما يعرف بـ«الهولوكوست» ليشفى غليله، مصطلح الهولوكست يوناني الأصل يعنى «الحرق تضحية من أجل الله» أى حرق اليهود فى أوروبا تضحية من أجل الرب.

حيث أقام لهم أفراناً خاصة لحرقهم، فكان يتم حرق 2000 يهودى داخل الفرن الواحد، هذا فضلاً عن الحجرات الخاصة الممتلئة بالغاز السام التى تم إعدادها فى معسكراتهم.

مذابح الإسرائيليين للفلسطينيين

يؤكد العديد من المؤرخين أن اليهود ارتكبوا فى إسرائيل حملات مكثفة من العنف والإرهاب والمجازر.

ومن ذلك مذبحة بلدة الشيخ، حيث اقتحمت عصابات الهاغاناه قرية بلدة الشيخ «يطلق عليها اليوم اسم تل غنان» ولاحقت المواطنين العزل، وقد أدت المذبحة إلى مصرع العديد من النساء والأطفال حيث بلغت حصيلة المذبحة نحو 600 شهيد وجدت جثث غالبيتهم داخل منازل القرية.

وفى مذبحة دير ياسين داهمت عصابات شتيرن والأرغون والهاغاناه قرية دير ياسين الواقعة غربى مدينة القدس «تقوم على أنقاضها اليوم مستعمرة إسرائيلية تسمى جفعات شاؤول» فى الساعة الثانية فجرا.

وقد شرع أفراد العصابات الإسرائيلية بقتل كل من وقع فى مرمى أسلحتهم، وبعد ذلك أخذوا بإلقاء القنابل داخل منازل القرية لتدميرها على من فيها، حيث كانت الأوامر الصادرة لهم تقضى بتدمير كل بيوت القرية العربية، فى الوقت ذاته سار خلف رجال المتفجرات أفراد من الأرغون وشتيرن فقتلوا كل من بقى حيا داخل المنازل المدمرة.

البوسنة والهرسك

مذبحة سربرنيتسا، مجزرة شهدتها البوسنة والهرسك سنة 1995 على أيدى القوات الصربية وراح ضحيتها حوالى 8 آلاف شخص ونزح عشرات الآلاف من المدنيين المسلمين من المنطقة، تعتبر هذه المجزرة من أفظع المجازر الجماعية التى شهدتها القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.

قامت القوات الصربية بأوامر مباشرة من أعضاء هيئة الأركان الرئيسية لجيش جمهورية صربيا- القادة العسكريين والسياسيين- بالقيام بعمليات تطهير عرقى ممنهجة ضد المسلمين البوسنيين والمعروفين باسم «البوشنياق».

وقد حدثت على مرأى من الفرقة الهولندية التابعة لقوات حفظ السلام الأممية دون أن تقوم بأى شىء لإنقاذ المدنيين، علما بأنها كانت قد طلبت من المسلمين البوسنيين تسليم أسلحتهم مقابل ضمان أمن البلدة، الأمر الذى لم يحدث بتاتاً.