الرئيسية

بالفيديو: تعرف على فايروس كورونا في عيون رجال الدين

By nasser

March 24, 2020

خلاصةفي بداية انتشار فايروس كورونا، تعددت وجهات نظر رجال الدين المسلمين بالامر، وفيما سارع كثير منهم لغرس الخوف في أتباعهم وحثهم على التقيد بتعاليم دينية أكثر صرامة، فضل آخرون إطلاقة صفة جندي الله على الفايروس الذي انتقم من الحكومة الصينية بسبب تعاملها مع مسلمي الإيغور، قبل أن يصل الفايروس إلى المناطق الإسلامية، ويصبح هذا التوجه مثيرا للاستغراب..لكن هذا لم يمنع بعض الجهات في العالم العربي من التطلع إلى إسرائيل واليهود عموما لإيجاد علاج لهذا المرض الوبائي الخطير.

هكذا وبعد نشر تقارير أولية عن الانتشار المميت للفيروس في الصين، ابتهج الكثيرون في العالم العربي. ووصفت خيوط التواصل الاجتماعي العربية الفيروس بانه يمثل إرادة الله بمعاقبة الصينيين على معاملتهم القاسية لمسلمي الأويغور في غرب الصين.

ولكن عندما اخترق الفيروس حدود الصين وسقط في إيران، كان العالم العربي أكثر سعادة. أصبحت صور معاناة إيران نتيجة للفيروس التاجي، ومناقشة انتشارها السريع في جميع أنحاء البلاد ، منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي. مرة أخرى، ادعى العديد من العرب أن هذا كان غضب الله، هذه المرة بسبب معاملة إيران البشعة للمسلمين السنة في العراق واليمن وسوريا.

ولكن عندما بدأ الفيروس التاجي في التسلل إلى الشرق الأوسط بشكل واسع، اعتقد الكثيرون في العالم العربي بأنه قد يكون مؤامرة إيرانية.

فاصابت السكان العرب حالة من الذعر والخوف على نطاق واسع، فعملت الحكومات في جميع أنحاء المنطقة جاهدة لاحتواء الفيروس، فأغلقت المساجد وأوقفت معظم المظاهر الاجتماعية. بل قررت إغلاق حتى المواقع الدينية في المدن الإسلامية المقدسة في مكة والمدينة- وهذه هي المرة الأولى التي تتوقف فيها الصلاة العامة في تلك المدن منذ زمن محمد.

الأرقام الرسمية ما زالت غامضة ويصعب تمييز مدى انتشار الفيروس في هذه البلدان بسبب نقص الشفافية الحكومية. ولم تعلن دول كمصر والأردن عن اصابات الا مؤخرا.

فيما أصدر الاتحاد الدولي لعلماء المسلمين مرسومًا دينيًا يحرم المسلمين من الصلاة في المساجد ويدعوهم إلى حماية أنفسهم من العدوى. وحثت المنظمة الإسلامية الدولية المسلمين على الصلاة في المنزل والابتعاد عن الأماكن المقدسة.

كورونا: مقدمة لظهور المهدي

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي ، يبدو أن الكثيرين باتوا يعلقون أمالهم على “الكفار” وحتى إسرائيل واليهود في إيجاد علاج أو لقاح ضد الفيروس. وهذا ما اظهره استطلاع بين العرب عما إذا كانوا سيشترون لقاحا طورته إسرائيل. فأجاب معظمهم بالإيجاب إذاما تعلق الامر بصحتهم.

فيما أصدر آية الله ناصر مكارم الشيرازي الإيراني بيانا مفاجئا في هذا الشأن. وقال إنه لا يوجد حظر في الشريعة الإسلامية لشراء الأدوية أو اللقاح من إسرائيل ، شريطة ألا يكون هناك بلد آخر يمكن الحصول عليه منه. وبعبارة أخرى ، فإن حظر التعامل مع الكيان الصهيوني له استثناءات.

لكن رجل الدين الإيراني، علي رضا بناهيان، اثار تفاعلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تصريحات لفت فيها إلى أن انتشار فيروس كورونا يعتبر “مقدمة لظهور إمام آخر الزمان” في إشارة إلى “المهدي المنتظر”.

جاء ذلك في تصريحات نقلتها وكالة تسنيم الإيرانية على لسان بناهيان، حيث لفت إلى أنه ووفقا “للتقاليد التي سبقت ظهور إمام آخر الزمان (المهدي المنتظر)، فإن العالم يعاني من مخاوف واسعة النطاق والعديد من المشاكل الاقتصادية والوفيات..”

أعلن مؤخرا عن إصابة المرجع الديني الشيعي العراقي، هادي المدرسي بفيروس كورونا المستجد خلال تواجده في مدينة قم الإيرانية.

وجاءت إصابته هذه بعد أسابيع فقط من “ادعائه” بأن هذا المرض القاتل كان بلا شك “أمرٌ من الله” ضد الصينيين، بسبب معاملتهم السيئة واستهزائهم وعدم احترامهم للمسلمين والإسلام.

ويعتبر رجل الدين المولود في كربلاء والبالغ من العمر 63 سنة، واحدا من أبرز القادة الشيعة في العراق وينحدر من عائلتين اشتهرتا بالعلم، وهو ضمن مجموعة كبيرة من العلماء النشطين، حسب قوله في شباط/فبراير 2020.

وقال المدرسي في فيديو نشره على موقعه “أمر الله في هذا الفيروس واضح، كيف لنا أن نعرف ذلك؟ الصين التي انتشر فيها فيروس كورونا، هي بلد عريق ومترامي الأطراف ويضم سُبع البشرية، حيث تحتوي على أكثر من مليار نسمة”، وأضاف “الحكم في هذا البلد طغى وفرض على أكثر من مليون من المسلمين، الحصار والإقامة الجبرية، وبدأ الصحفيون في ذلك البلد يستهزئون بنقاب النساء المسلمات ويجبرون الرجال على أكل لحم الخنزير وعلى شرب الخمر”.

وشدد المدرسي “الله فرض عليهم مرضاً، هذا المرض أدى إلى حصار 40 مليون منهم والنقاب الذي سخروا منه، جعلهم الله يرتدونه بأمر من الدولة نفسها وعبر المسؤولين وفرضوه على الرجال والنساء معا”.

فيروس كورونا أحد جنود الله

وفي خطبة غير اعتيادية ، وصف النائب الأردني والوزير السابق والمحاضر في جامعة عمان محمد عبد الحميد قدة الفيروس التاجي بأنه ‘جندي الله’ وقال إنه أرسل لمعاقبة الغرب والمسلمين. وادعى أن الله غاضب على العالم ، وخاصة المسلمين ، لأنهم فشلوا في طاعته.

وكرر الامر الشيخ المصري خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، قائلا إن ما يحدث من انتشار كورونا هو نوع من التحذير وليس الإفناء، ولا داعي للفزع، مشيرًا إلى أن الهلاك يحدث عندما نثق فى أنفسنا أكثر من اللازم، معلقًا: “يا ما كنا واثقين من نفسنا في حاجات وعكت علينا كلنا“.

وأضاف الجندي خلال برنامج “لعلهم يفقهون” المذاع على فضائية “دي إم سي”، أنه يجب أن تترك فى قلبك مساحة للإيمان لأن هذه المساحة هى التى ستنجيك، لافتًا إلى أن الثقة بالنفس يجب أن تُحاط وتقنن بحاجز الإيمان.

فيما نشر بشير بن حسن، رجل الدين السلفي المثير للجدل في تونس، على حسابه على فيسبوك ولديه 500 ألف متابع ، أن الله يعاقب الصينيين بسبب الحصار الذي فرضوه على مسلمي الأويغور. مضيفا أن لدى الله العديد من الجنود ، بما في ذلك الملائكة والفيروسات. وقال إنه مثلما أغرق الله جنود فرعون في البحر ، فإنه يمنح بالمثل النصر لليوغور.

الدين كعلاج

وذكر رجل الدين الكويتي عثمان خميس في خطبة على قناته على يوتيوب أن هذه ليست المرة الأولى التي يزور فيها الله غضبه على العالم: كما أرسل بعوضة لقتل نمرود وأطلق الضربات العشر لمعاقبة المصريين. وبالتالي فإن الفيروس التاجي هو تحذير آخر للبشرية من الله. الحل الوحيد هو العودة إليه واتباع طرقه. عندها فقط سوف يختفي الفيروس.

ليس هناك شك في أن الفيروس التاجي هو مصدر قلق بالغ ليس فقط للغرب، ولكن للعالم العربي كذلك.

ولسوء الحظ ، يستغل رجال الدين المسلمين الوضع غير المستقر ويحرضون ناخبيهم في جميع أنحاء المنطقة. خاصة وان لديهم الملايين من المتابعين على قنوات التواصل الاجتماعي الخاصة بهم ويمكنهم نشر رسائلهم إلى أعداد هائلة بسرعة كبيرة.

ويبدو ان الغرض من خطب رجال الدين هو غرس الخوف في مستمعيهم لإقناعهم بتبني نمط حياة دينية، يحضون هم بفرصة “ذهبية” للتحكم بها والتنفع بمنافعها.

أما سياسيا فقد اختار مرشد الجمهورية الإسلامية اية الله خامنئي مهاجمة الولايات المتحدة واتهامها بنشر الفايروس بعد دراسة جينات الإيرانيين وراثيا!