تعرف على حكاية اليهودي أبو حصيرة الذي منع الاحتفال بمولده

صادقت المحكمة الإدارية العليا في مصر على حكم سابق، بمنع اعتبار ضريح لحاخام يهودي معلما تراثيا ونعت الاحتفال بمولده

Advertisements
Advertisements

وأمرت المحكمة بشطب الضريح المدفون فيه الحاخام في محافظة البحيرة في دلتا مصر شمالي البلاد. من قائمة الآثار الإسلامية والقبطية، كما رفضت طلبا بنقل رفاته إلى إسرائيل.

وكان الحكم السابق قد صدر من محكمة القضاء الإداري بالاسكندرية، قبل ست سنوات.

ورفضت المحكمة الإدارية العليا الطعن الذي تقدمت به الحكومة المصرية، باعتبارها الجهة الإدارية، ليصبح الحكم السابق باتا ونهائيا لا يجوز الطعن عليه.

المحكمة تقول: اليهود لم يشكلوا حضارة

وقالت المحكمة في حيثيات الحكم إن اليهود خلال إقامتهم في مصر لم يشكلوا حضارة بل كانوا قوماً متنقلين يعيشون في الخيام ويرعون الأغنام ولم يتركوا ثمة أثرا يذكر وبالتالي فإن القرار الذي أصدره وزير الثقافة باعتبار ضريح الحاخام “أبو حصيرة” والمقابر اليهودية التي حوله ضمن الآثار الإسلامية والقبطية مخالفا للقانون لانطوائه علي مغالطة تاريخية تمس كيان الشعب المصري لأنه قبر لفرد عادي لا يمثل أي قيمة حضارية أو ثقافية أو دينية للشعب المصري حتى يمكن اعتباره جزءاً من تراث هذا الشعب .

Advertisements

وعام 2014 أصدرت المحكمة الإدارية بالإسكندرية حكما بشطب ضريح أبو حصيرة والمقابر اليهودية حوله، في قرية “دميتيوه” بمحافظة البحيرة، من قائمة الآثار الإسلامية والقبطية بمصر،

كما قضت المحكمة بعدم جواز نقل رفات الحاخام اليهودي إلى إسرائيل، استنادا إلي أن القدس أرض محتلة، ولا ترد عليها تصرفات الدولة الغاصبة وتخرج عن سيادتها، وتلافيا لإضفاء شرعية “يهودية الدولة” الإسرائيلية.

Advertisements

وأرجع الحكم منع إقامة الاحتفالات السنوية لمولد أبو حصيرة “لمخالفته للنظام والآداب العامة، وتعارضه مع وقار الشعائر الدينية”.

وكان أحد المحامين قد أقام قضية لوقف الاحتفال بمولد أبو حصيرة، والذي كان يسمح لليهود بإقامته في قرية دميتوه، بعد أن زادت أعداد المحتفلين به، وإقامة شعائر اعتبرها أهالي القرية منافية للآداب العامة.

Advertisements

مثقفون يرفضون الغاء المولد

وعام 2014 رفض الكاتب والمفكر الدكتور محمد الجوادى الدعوات بإلغاء الاحتفال بمولد أبو حصيرة اليهودى فى محافظة البحيرة، وقال فى تصريح لـ “بوابة الوفد”: “ضريح أبو حصيرة ليس ملكا لإسرائيل أو اليهود وإنما هو جزء من التراث المصرى، وهو يؤكد أن مصر بلد الأديان جميعا وصاحبة حضارة لامثيل لها فى التاريخ”، وذكر أن البعض حمل موضوع المولد اكثر مما يجب، وتساءل : لماذا لانعتبره مثل أى مولد دينى خاص بالمسلمين مثل مولد السيد البدوى وعبد الرحيم القنائى والسيدة زينب والحسين؟

وقال الجوادى: كما يوجد لدينا صوفيون مسلمون يعشقون زيارة الأولياء والتبرك بمقاماتهم، هناك أيضا صوفيون يهود لديهم نفس التوجه، حيث يحرص الكثيرون منهم على زيارة أبو حصيرة فى مصر وإقامة الشعائر والطقوس اليهودية الدينية فى المقام، وعندما ينتهى الاحتفال يعودون إلى أوطانهم . وذكر الجوادى أن أبوحصيرة كأثر يهودى ملك لمصر وليس لإسرائيل، وله مريدون من اليهود المصريين قبل قيام إسرائيل ذاتها، ولم تكن مصر تفرق بين مواطنيها على أساس الدين، ووجدنا يوسف قطاوى اليهودى يصبح وزيرا، فإذا كنا أكثر تسامحا فى الماضى فهل نتشدد فى المستقبل؟ ولمصلحة من؟.

وأكد سعيد عكاشة الباحث السياسى والمشرف على مختارات إسرائيلية بالأهرام أن الدعوى لإلغاء الاحتفال بأبو حصيرة ضد التسامح والإسلام ومصر، وقال لـ “بوابة الوفد الإلكترونية “: اليهودية أحد الأديان السماوية مثل الإسلام والمسيحية، واليهودى جزء من الشخصية المصرية مثل المسيحى والمسلم والفرعونى، ونحن المسلمون نمارس شعائرنا الدينية بحرية، فلماذا نقيدها على الآخرين؟
وذكر عكاشة: الاستجابة لإلغاء الاحتفال بالمولد تعنى الاستجابة لصوت التطرف، وإتاحة الفرصة للهجوم على الإسلاميين مبكرا بعد النتائج الباهرة التى حققوها بالانتخاب مؤخرا، والأسوأ من هذا أن إسرائيل قد تستغل الحدث للإساءة لمصر فى المحافل الدولية، مما يعنى تكوين رأى عام أوروبى وأمريكى سلبى تجاه الثورة المصرية ؟ وهو عكس ماتريده مصر الآن نتيجة أوضاعها  الاقتصادية السيئة التى تتطلب  الحصول على منح وقروض لدفع  عجلة الإنتاج  حتى نجقق نتائج اقتصادية مبهرة، لاتقل عن النتائج السياسية التى يعد التطور الديمقراطى أبرز ملامحها. 

قصة أبو حصيرة

وأبو حصيرة (1805 ـ 1880) هو يعقوب بن مسعود ..حاخام يهودي من أصل مغربي، عاش في القرن التاسع عشر، وينتمي إلى عائلة يهودية كبيرة اسمها عائلة الباز هاجر بعض أفرادها إلى مصر ودول أخرى وبقي بعضهم في المغرب، ويعتقد  بعض اليهود أن أبو حصيرة  شخصية “مباركة”. ويقام له مقام يهودي في قرية “دميتوه” محافظة البحيرة في مصر.

ويبدأ الاحتفال بمولد أبوحصيرة  يوم 25- دبسمبر-  كانون الأول ويستمر حتي منتصف يناير – كانون الثاني-  حيث يقام مزاد على مفتاح المقبرة، يليها شرب اليهود  للخمور وسكب بعضها فوق المقبرة ولعقها، وذبح الخراف والخنازير كقرابين، والرقص على بعض الأنغام اليهودية بشكل هستيري وهم شبه عرايا بعد أن يشقوا ملابسهم، بالإضافة إلي ذكر بعض الأدعية والتوسلات والبكاء بحرقة أمام القبر، وضرب الرؤوس في جدار المبكى للتبرك.

من هو أبو حصيرة؟

وحسب ويكيبيديا فان يعقوب أبو حصيرة (1805 ـ 1880) هو يعقوب بن مسعود حاخام يهودي من أصل مغربي، عاش في القرن التاسع عشر، ينتمي إلى عائلة يهودية كبيرة اسمها عائلة الباز هاجر بعض أفرادها إلى مصر ودول أخرى وبقي بعضهم في المغرب على مر العصور، ويعتقد عدد من اليهود أنه شخصية “مباركة”. ويقام له مقام يهودي في قرية “دميتوه” في محافظة البحيرة الحالية شمال غرب القاهرة في مصر وقد أوقفت له زيارات ضريحه. ولد يعقوب بن مسعود “أبو حصيرة” في جنوب المغرب، حيث تذكر رواية شعبية يهودية أنه غادر المغرب لزيارة أماكن مقدسة في فلسطين إلا أن سفينته غرقت في البحر، وظل متعلقا بحصيرة قادته إلى سوريا ثم توجه منها إلى فلسطين وبعد زيارتها غادرها متوجها إلى المغرب عبر مصر وتحديدا إلى دميتوه في دمنهور ليدفن في القرية في 1880 بعد أن أوصى بدفنه هناك.

وكان يُقام مولد أبو حصيرة في الفترة بين 26 ديسمبر و 2 يناير من كل عام في معبد يهودي في قرية ديمتيوه بمحافظة البحيرة شمال القاهرة. وكان يحجّ إليه آلاف اليهود خصوصا من المغرب و فرنسا و إسرائيل.
والثابت تاريخياً أن الطائفة اليهودية المصرية كانت تحتفل بهذا المولد قبل العام 1945. تم الاتفاق على تحويل المقبرة إلى ضريح بقرار من وزير الثقافة الأسبق في يناير 2001 وبموافقة مديرية البحيرة عام 2001، وتم تسجيله مع المقابر اليهودية حوله ضمن الآثار اليهودية كموقع ديني في هيئة الآثار المصرية. حصلت عمليات شراء أراضي مشبوهة حول المقبرة لإقامة الضريح وتشييد سور حوله، وجمعت التبرعات من أثرياء يهود.

بعد اتفاقية السلام

Advertisements

وبعد توقيع معاهدة كامب ديفيد للسلام بين مصر و”إسرائيل” عام 1979 طالب اليهود بتنظيم رحلات رسمية للاحتفال بالمولد الذي يستمر أسبوعا. وتم السماح لليهود المحتفلين بالمولد بزيارة الضريح بشكل سنوي وبتنسيق مع سلطات الأمن المصرية. ولكن القضاء الإداري في مصر قام بتاريخ 29/12/2014 بإلغاء مولد أبو حصيرة نهائيا وعدم اعتباره أثرا تاريخيا بل إنسانياً وإلغائه من سجل الآثار. وألزم القرار كذلك الإبلاغ بشطبه من اللجنة الدولية الحكومية ولجنة التراث العالمي بمنظمة اليونسكو. أثار هذا القرار غبطة الشعب المصري الذي أقام احتفالات وهتف الشعب مندداً بإسرائيل وأعلنت بعض الأحزاب السياسية ترحيبها بالقرار. وصرّحت إسرائيل من خلال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية إيمانويل نحشون إن المكتب يدرس حيثيات القرار وأنهم يعتزمون مناقشته مع السلطات المصرية للتأكيد على حرية العبادة.