الرئيسية

مشكلة خطيرة تواجه لقاح فايزر ولا تستطيع أغلب المشافي معالجتها

By nasser

November 12, 2020

11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020

استقبل العالم بترحيب واسع الأنباء الواردة عن أول تجربة ناجحة على لقاح محتمل لفيروس كورونا. فقد ظهرت مشكلة خطيرة تواجه لقاح فايزر، ولا تستطيع أغلب المشافي معالجتها، وتتعلق في عمليات حفظه ونقله وتوزيعه، فيما شكك خبراء حول متانة الحماية التي يقدمها اللقاح وكم مرة سيحتاج الناس إلى جرعات معززة.

وتحدث وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، في لقاء مع بي بي سي، عن “عملية لوجستية ضخمة” تنتظر نقل لقاح شركتي فايزر/بيونتيك من مكان تصنيعه إلى الأفراد الذين سيحصلون عليه.

التعليق على الصورة،لقاح شركتي فايزر/بايونتيك أثبت فاعلة في التجارب الأخيرة وسيتم اعتماده في الكثير من الدول

فاللقاح يجب أن يظل محفوظا في درجة حرارة 70 تحت الصفر، ولا يمكن وضعه في درجة حرارة أعلى، أكثر من أربع مرات خلال هذه الرحلة.

ودرجة الحرارة هذه تمثل تحديا كبيرا أمام عملية نقل اللقاح من المصانع إلى المستشفيات، فهي تحتاج إلى مبردات خاصة.

أغلب المشافي لا تستطيع التعامل معه اللقاح الجديد

ونظرا لأن غالبية اللقاحات المعروفة لا تحتاج إلى درجة حرارة منخفضة مثل هذه سواء للنقل أو التخزين، فإن غالبية المستشفيات لا يوجد بها البنية التحتية التي يمكنها التعامل مع اللقاح الجديد.

وأقرت شركة فايزر، في بيان الإعلان عن نجاح تجارب اللقاح، بوجود “تحديات تتعلق بتوفير درجة حرارة منخفضة جدا للقاحنا ومتطلبات التخزين والتوزيع والإدارة المتعلقة باللقاح”.

وحذر نائب كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا البروفيسور جوناثان فان، في مؤتمر صحفي بمقر الحكومة البريطانية يوم الاثنين، من أنه حتى في الأوقات العادية، “يمكن بل يحدث أن تسوء الأمور دائما”، وذلك عندما يتعلق الأمر بتصنيع لقاح وتوزيعه.

جدول حول اللقاحات التي يجري اختبارها حاليا

كيف سينقل اللقاح؟

شركة فايزر لديها خطة على المدى القصير لنقل اللقاح، فقد أشارت إلى أنه سيتم توزيعه من مراكزها الخاصة في الولايات المتحدة وألمانيا وبلجيكا.

التعليق على الصورة،شركة بولار ثيرمالز البريطانية تصنع صناديق لنقل لقاحات في درجة 8 تحت الصفر وليس 70 تحت الصفر

ويحتاج اللقاح إلى نقله برا وجوا، ويتعرض لعملية تخزين محتمل في مراكز توزيع خلال المراحل المختلفة، وستكون العقبة الأخيرة (الاحتفاظ بدرجة الحرارة المطلوبة) عند تسليمه للعيادات ومراكز العمليات والصيدليات والمستشفيات.

وكشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أن شركة فايزر طورت صندوق نقل خاص بحجم حقيبة سفر، معبأ بالثلج الجاف ومثبت به جهاز تعقب جي بي إس، ويمكنه الاحتفاظ بحوالي 5000 جرعة من اللقاح في درجة الحرارة المناسبة لمدة 10 أيام، بشرط أن يظل الصندوق مغلقا. كما أنه قابل لإعادة الاستخدام أيضا.

وتتولى شركة بولار ثيرمالز البريطانية صناعة صناديق مماثلة للقاحات أخرى، وتعتبر شركة فايزر من بين عملائها، ولكن حتى الآن لم تتلق طلبا لتصنيع صناديق اللقاح الجديد.

الصندوق يكون أغلى من اللقاحات داخله!

وأوضح رئيس المبيعات بشركة بولار ثيرمالز بول هاريسون، أن سعر الصندوق الواحد لنقل اللقاحات في درجة 8 درجات تحت الصفر فقط يتكلف 5000 جنيه استرليني، كما أنه يحمل 1200 جرعة فقط.

وتستخدم الشركة الهلام الهوائي (أيرو جيل) بدلا من الثلج الجاف داخل الصندوق، وهو مفيد في حال استمر نقص المخزون العالمي من ثاني أكسيد الكربون وأثر على توافر منتجات تعتمد عليه.

ماذا سيحدث للقاح بعد 10 أيام؟

قالت شركة فايزر إن اللقاح يمكن أن يبقى فعالا لمدة خمسة أيام أخرى بعد ذوبان الثلج من حوله، لكن هذا لا يضمن وجود الوقت الكافي لاستخدامه.

وتقول هيئة الصحة العامة في إنجلترا إن “الاستعدادات الوطنية” طويلة المدى لعمليات التخزين المركزي للقاح وتوزيعه في جميع أنحاء البلاد جارية في بريطانيا، ولكنها رفضت إعطاء تفاصيل.

لكن المعتاد هو عدم وجود مراكز تخزين لقاحات بدرجات حرارة منخفضة للغاية مثل تلك التي يتطلبها اللقاح الجديد، ومن غير المحتمل أن تكون متوافرة لدى المراكز الطبية المحلية.

ليست لدينا ثلاجات بهذه الحرارة المنخفضة

وقال سام إيفرينغتون، أستاذ الطب العام، لبي بي سي يوم الاثنين، “ليس لدينا ثلاجات توفر درجة الحرارة المنخفضة هذه في مراكز الممارسة العامة الطبية”. “لذا سنحتاج إلى توفيرها”.

وهذه المشكلة ليست موجودة في بريطانيا فقط، بل في أمريكا أيضا.

وقال الدكتور غريغوري بولاند، من مايو كلينك في مينيسوتا لوكالة رويترز “نحن مركز طبي كبير وليس لدينا ثلاجات تخزين مثل هذه (للحفاظ على درجة حرارة اللقاح في 70 درجة تحت الصفر)”.

وتمتلك بعض المؤسسات، مثل الجامعات ومختبرات الأبحاث قدرات التخزين المناسبة، فهل هناك احتمال أن يتم التبرع بها أو إقراضها كمراكز تخزين مؤقتة؟ في بريطانيا، شاركت الجامعات مواردها في ذروة الموجة الأولى من وباء كورونا، بما في ذلك أجهزة صنع معدات الوقاية الشخصية وأجهزة التنفس الصناعي.

وقال الدكتور مايكل هيد، عالم الأوبئة بجامعة ساوثهامبتون: “قد نرى ثلاجات موجودة تم التبرع بها”.

ما العمل مع البلدان الفقيرة؟

الوضع في البلدان النامية أكثر هشاشة.

فقد ذكرت وكالة أنباء أسوشيتد برس، الشهر الماضي أن بوركينا فاسو، في وسط إفريقيا، تعاني بالفعل من نقص كبير يصل إلى 1000 ثلاجة طبية.

ولدى منظمة الصحة العالمية، بالاشتراك مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، مشروعا مستمرا لرسم خريطة لمرافق التخزين الطبية الصالحة حول العالم لتخزين لقاح فيروس كورونا في درجة الحرارة المناسبة.

وذكرت صحيفة فاينانشيال تايمز أن اليونيسف تهدف إلى تركيب 65 ألف ثلاجة باردة تعمل بالطاقة الشمسية في البلدان منخفضة الدخل بحلول نهاية عام 2021.

ويقول مايكل بورلاكيس، أستاذ اللوجيستيات والمشتريات والتوريد في كلية كرانفيلد للإدارة: “إذا كنا نركز على سلسلة التبريد، فإن أوروبا وأمريكا الشمالية تمتلكان بنية تحتية قوية لتوفيرها. أما إذا ذهبت إلى أفريقيا وبعض أجزاء آسيا فهذا يمثل مشكلة كبيرة”

ويضيف: “لأكون إيجابيا، أعرف جيدا أن التخطيط موجود، بدأت الشركات في التخطيط لسلاسل التوريد الليلة الماضية، والعمل على التعاون مع الآخرين وتبادل المعلومات مع بعضهم البعض”.

“في سلسلة التوريد، اعتدنا توقع ما هو غير متوقع. وعلى الرغم من ذلك، فإن حجم وقدرة وتعقيد هذه العملية أمر غير مسبوق”.

المصدر بي بي سي

غاماليا: لقاح فايزر سيواجه مشاكل كبيرة

رجح ألكسندر غينتسبورغ مدير مركز “غاماليا” الروسي لبحوث الميكروبيولوجيا، أن يواجه لقاح “فايزر” مشاكل لوجستية كبيرة، لضرورة تخزينه في درجة حرارة تصل إلى 80 درجة تحت الصفر.

وأشار إلى أن تخزين هذا اللقاح ونقله سيكون أصعب في أوروبا من اللقاح الروسي “سبوتنيك V” الذي تم تطويره في مركز “غاماليا” ويتطلب تخزينه 18 درجة تحت الصفر.

ولفت غينتسبورغ إلى أن أساس اللقاح الروسي هو الفيروسات وتم اختباره منذ فترة طويلة وعملت بشكل جيد، في حين أن مدة المناعة التي يشكلها لقاح “فايزر” المعتمد على الحمض النووي الريبي، لم تتم دراستها بشكل معمق بعد.

وأعلنت شركة “فايزر” الأمريكية مؤخرا، أن اللقاح الذي طورته بالتعاون مع شركة BioNTech الألمانية كان فعالا بنسبة تزيد عن 90 بالمئة في المرحلة الثالثة من التجارب التي شملت 40 ألف شخص.

من جانبه، أعلن صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي يوم الأربعاء، أن فعالية اللقاح الروسي ضد فيروس كورونا ووفقا لنتائج دراسات ما بعد التسجيل، بلغت 92٪، وأن الجانب الروسي قد تلقى حجوزا على لقاح “سبوتنيك V” بواقع مليار جرعة حتى الآن.

المصدر: إنترفاكس

وإلى ذلك حذر الخبراء من أن اللقاح لا يزال أمامه العديد من العقبات التي يتعين إزالتها، وفقاً لـ “بلومبيرغ”.

وقال مايكل كينش، خبير تطوير الأمصال ونائب المستشار المساعد في جامعة واشنطن في سانت لويس: “إن المسألة الرئيسية لا تزال تتمحور حول الوقت. هل سيخبرنا المستقبل أن فاعلية اللقاح مفيدة للعدد الأكبر من البشر؟”.

في إنجاز علمي رائع – تم تحقيقه دون تمويل من مسرع اللقاحات الأميركي المعروف باسم “”Warp Speed – حققت Pfizer وBioNTech نتائج إيجابية بعد نحو 11 شهرًا فقط من ظهور Covid-19 في الصين.

ونشرت النتائج في بيان صحافي، وليس في دراسة دورية استعرضها الشركاء. ومع ذلك، رفعت من حماس المستثمرين، حيث ارتفعت الأسهم وتراجع السندات في جميع أنحاء العالم. وأغلق مؤشر ستاندرد آند بورز عند أعلى مستوى له في شهرين، في حين انتعشت أسهم شركات السفر والترفيه بعد أشهر من الأضرار الناجمة عن الأوبئة.

بيان الشركتين لا يقول ما الذي تحقق فعلا

وقال مايكل اوسترهولم مدير مركز أبحاث وسياسات الأمراض المعدية في جامعة مينيسوتا خلال مقابلة اذاعية الاثنين، إن البيان الصحافي للشركتين “لا يخبرنا على الإطلاق عما أنجزوه فعلا. من السابق لأوانه وضع أي تعريف لما يظهره لنا هذا البحث الجديد عن اللقاح”.

وقال إيغور شاهين، الرئيس التنفيذي لشركة BioNTech، حوالي نصف المشاركين في التجربة هم من كبار السن، ومن الممكن أن تبين النتائج الحالية مدى الفعالية بين كبار السن والتي يجب أن تتخطى 80%، أضاف “هناك حاجة إلى مزيد من التحليل للتأكد من ذلك”.

على الجانب الآخر، قال وليام غروبر، نائب رئيس شركة فايزر، إن تحليل البيانات الحالي لا يتضمن أي حالات خطيرة، ولكن من المتوقع أن تحدث مع استمرار الدراسة.

وتتوقع شركة فايزر أن تكون لديها بيانات السلامة التراكمية لشهرين بحلول الأسبوع المقبل، وإذا لم تكن هناك مشاكل غير متوقعة، يمكن للشركة التقدم بطلب للحصول على إذن استخدام طارئ للعلاج في الولايات المتحدة وقد تحصل الشركة عليه بنهاية نوفمبر الجاري.

ماذا بعد التصريح باستخدم اللقاح؟

بعد الحصول على تصريح الاستخدام الطارئ، ستبدأ عمليات المراجعة الداخلية من إدارة الأغذية والعقاقير للبيانات، كما وعدت الوكالة بمراجعة من قبل خبراء خارجيين لزيادة ثقة الجمهور في أي لقاح سيتم التصريح به.

وفي حالة منح إذن طارئ، فإن لجنة ثانية من الخبراء الخارجيين تعقدها مراكز مكافحة الأمراض والوقاية سوف تحدد أهمية اللقاح ومن ينبغي أن يحصل عليه أولا، وعندئذ سيبدأ التوزيع.

كل هذا يعني أنه حتى لو كانت بيانات شركة فايزر قائمة، فقد يكون ذلك في أواخر ديسمبر أو حتى أوائل يناير قبل أن يصبح اللقاح متاحًا. في تلك المرحلة قد يكون هناك حوالي 50 مليون جرعة في جميع أنحاء العالم، ما يكفي لـ25 مليون شخص.

وفي مقابلة أجريت معه في أواخر الشهر الماضي، قال ريتشارد هاتشيت، الرئيس التنفيذي للتحالف من أجل ابتكارات التأهب للأوبئة، إنه إذا تجاوز اللقاح الخط، فقد تكون هناك شكوك حول متانة الحماية وكم مرة قد يحتاج الناس إلى جرعات معززة. ومن المحتمل أيضا أن يكون عدد الجرعات المتاحة غير واضح. وقال إن إمدادات اللقاح العالمية قد تبدأ في اللحاق بالطلب في مرحلة ما من عام 2022.

وقال “حتى لو حصلنا على قراءة إيجابية وإشارة سلامة حميدة جدا وتم تمديد تفويض الاستخدام فى حالات الطوارئ – إذا كان هذا ما ينتهى به الأمر يحدث في الولايات المتحدة – فإن كمية اللقاح التي ستصبح متاحة ستظل محدودة”.

ووفقاً لشركة “إيرفينيتي المحدودة”، وهي شركة أبحاث مقرها لندن، فإن جهود “واورب سبيد” لتطوير وشراء اللقاحات يجب أن تحقق نجاحاً كاملاً – بنسبة 6 من 6 – لكي تصل الولايات المتحدة إلى مناعة القطيع بحلول حزيران/يونيو.

ويمكن أن تؤدي الإخفاقات والتأخيرات إلى تمديد الجدول الزمني لإبطاء انتشار الفيروس إلى عام 2023 أو ما بعده.

وأضافت أنه يجب حفظ اللقاحات في درجات حرارة شديدة البرودة، وهو تحد يجب التغلب عليه إذا تم نشر اللقاح على نطاق واسع.