وإذا الحافية سُئلت: بأي جرم نقّبت؟ مقال عن صورة لطفلة حافية منقبة

تحت عنوان وإذا الحافية سٌئلت ..بأي جرم…نقّبت؟ كتب الشاعر والكاتب منصور الناصر مقالا حول صورة لطفلة حافية منقبة جاء فيه:

Advertisements
Advertisements

هذه الصورة تستدعي التفكير مليا..لأنها تغش من يراها لأول مرة..فيشعر بأن هناك طرفين..طفلة صغيرة جدا حافية ومنقبة، وسط حفنة من الصبيان ورجل يبتسم، ربما كان ابيها أو رجل دين محلي.

على الفور سيكون موضوع النقاب والحجاب الإسلامي محور النقاش..وهذا موضوع أثير وفيه جدل لا ينتهي.

لكني أدعو إلى مشاهدة ما لا يرى في المشهد وأفترض أننا يجب أن نسلط الاهتمام بمفهوم النقاب والحجاب، وليس لأحكام كل منهما، ومدى صحة الظاهرتين دينيا أو اجتماعيا.

أعني أن عيوننا تدربت بفعل نشاتنا وسط بيئة قمعية على النظر إلى محيطنا بطريقتين متناقضتين..الأولى ترى ما لا يرى.. والأخرى لا ترى ما يرى!

حكاية ثياب الامبراطور توضح لنا الحالة الاولى: فنحن ندعي أن ثياب الامبراطور جميلة ورائعة جدا مع إنه عار ولا يرتدي شيئا.

Advertisements

وهذا حالنا مع كثير من القيم والاساطير التي نضفي عليها صفات الرفعة والجمال، وخاصة مع القديسين والحكام والكهنة والانبياء، مع أن أغلبهم “عراة”، ولا يصلون لعشر معشار هذه الصفات الاحتفائية.

أما في الحالة الثانية: فنحن لا نرى ما يجب أن نراه، وهو أن المشهد ككل، هو ما يجب أن نراه وليس الجزئي فقط. الجزئي هنا إشارة خطيرة للكل الذي تم رفعه عمدا، لكي لا نراه!

هكذا يصبح الجزئي كليا لدينا، في حالة معينة، والكلي جزئيا في حالة أخرى. المعيار الذي نتبعه في الحالتين واحد وهو الالتزام بالطريق أو السراط “الديني-السياسي-الاجتماعي” الذي أرغمنا على الارتباط به.

Advertisements

من المنقب هنا؟

لهذا سيكون السؤال الأهم هو من المنقب حقا هنا؟ إنه سؤال فلسفي لا ديني فقط، ومن المهم جدا “وعيه”، والتعرف على إجاباته الخطيرة.

فهذه الصورة توضح بالتأكيد أن الطفلة المنقبة، لم تتنقب بمحض إرادتها إنما هناك من ينقب ويحجب، ليس الطفلة وحدها إنما الجميع.

Advertisements

الرائي المنقب هنا لا يرى نقابه وربما لا يحسب نفسه منقبا.الآخرون هم الذين يرونه.

هم هكذا منقبون أكثر منها.نحن جميعا في الحقيقة منقبون. لهذا لا نرى ولا نفهم كما يجب.

نحن شعوب مختطفة وتولد لتعيش لتكون “منقبة” طوال حياتها.

والسبب: أننا نولد في بيئة منقبة مجهزة سلفا. لأن النقاب أنواع أبسطها النقاب أو الحجاب الظاهر، وأخطرها وأصعبها نقاب الرجال لا النساء.

والحقيقة أن الحجب توجد في كل شيء نفعله، رجالا ونساء، فنحن نشعر أن كل حركة وكل فعل يجب أن تكون “بحسبان”.

بل أن “واجبنا” الشرعي أن نسأل في الصغيرة والكبير: هل هذا صحيح؟ وهل ذلك خطأ؟ حلال أم حرام؟

هكذا بتنا نشعر من الولادة حتى الموت أن الحياة هي مسطرة علينا أن نسير معها، وحذار من الانحراف عنها.

إنه سراط يمتد من رحم النشوء إلى رحم الفناء حيث القبر وهذا السراط هو نقاب النقابات.

المشكلة إنه عكس حكاية ثياب الإمبراطور فلا نكاد نراه كما نرى نقاب هذه الطفلة الحافية وسط ابتسامات الحاضرين.

الخطاب الديني محتال دائما

Advertisements

من أبرز مميزات الخطاب الديني إنه يصطنع قضية لم تكن تعتبر قضية مذكورة، ثم يعود لكي يعتبرها قضية القضايا، ومنها قضية تناول الطعام أو ارتداء الملابس، بل حتى طرق الدخول إلى الحمام والنهوض والقيام والقعود، وماذا يجب أن نفعل ونقول.

قضية الحجاب والنقاب هنا واحدة من هذه القضايا. وهي قضايا شائكة، ابتكرها فقيه او كاهن في لحظة، وسرعان ما تطورت وأصبح لها جناح خاص في “علوم” الدين والفقه والشرائع وأحكامها.

Advertisements

ميزة هذه القضايا إنها تخلق إشكالات هائلة لا يمكن حسمها أبدا، ليس على مستوى الخلاف بين المؤمنين بها او المنكرين، بل بين المؤمنين أنفسهم، حول حدود الحجاب ومواصفاته وأشكاله ومن يرفع أمامه الحجاب أو العكس..إلخ.

هذا على المستوى الاجتماعي، أم المستوى السياسي-السلطوي، فهو الموضوع الهدف من الحجاب، وبدونه لا يصبح ذي قيمة تدر على الدين الذي يفرضها مردودا مربحا.

الحجاب والنقاب يرمزان لسلطة الكاهن

ونعني بهذا: أن الحجاب والنقاب يمثلان رمزا سياسيا، يعبر عن سلطة رجل الدين على مجتمعه، ومدى التزامهم بتعليماته، وخوفهم منه “أو احترامهم له، وفق تعبيرهم”.

والأمر الأكثر احتيالا، هو أن الجميع يعتقد أن الأمر يتعلق بالمرأة، والحقيقة أنه يتعلق بالمجتمع ككل. بل إه يشطر علاقة الرجل بالمرأة، ويجعله يظن أن الفائو في المعادلة، وأن لديه سلطة في نهاية الامر على امرأته. وفي الحقيقة هو مهدور الكرامة خارج بيته، ومستعبد من قبل الحكام والكهان، الذين يمنحوه فرصة واحدة للتعويض عن هذه المهانة، بمنحه حق الهيمنة على امرأته!

أي أنهم يسلبون منه كل شيء. ثم يمنحوه حقا ليس له، وهذا الآخر الذي تبرعوا بحقه، مهيمن عليه ضمنا!

هناك احتيال على مستوى آخر أكثر خطرا، وأقل وضوحا، وهو أن اختراع موضوع الحجاب مثلا، سيجعل موضوع الدين مهيمنا على الحياة، بغض النظر عن الاتفاق عليه أو رفضه. فلا حديث عن الفساد والظلم والفقر والمرض إنما عن قضايا إشكالية جرى اختراعها عمدا.

وبدلاً من أن تكون قضايا المجتمع والحياة الكبرى، مادّةً للنقاش والحوار أو حتى الخصام بين الناس، تحلّ محلّها «مادّة البرقع»، و”مادة الحجاب”، ومادة “الصيام” إلخ.

الحيلة الجديدة: الحجاب عكسه العري وليس لا حجاب!

تطور الموضوع لا ينتهي عند هذا الحد، بل يخترج رجال الدين أزمة أخرى، بأن يصبح “العري” قضية، كما نسمع حاليا على مواقع التواصل.

هكذا حولوا الجدل بين الحجاب واللاحجاب إلى جدل بين الحجاب والعري! وكأن الأمرين سيان!

وهذه الحيلة الجديدة: باتت تنتشر بكثرة في مواقع التواصل، وهي مجرد مغالطة منطقية، وإيغال في الغش واستغفال الناس، فما العلاقة بين الحجاب وبين العري؟ لا توجد أي علاقة، ثم متى كان يخرج الإنسان عاريا؟ إنه ليس كذلك منذ نصف مليون سنة مضت وحتى اليوم.

هناك من يقول هل تريدون إباحة العري؟ ونقول لا وجود لعري، ولا لتشريع يبيح العري كما يبيح الحجاب!

Advertisements

على العكس تماما فإن الإباحة الموجودة هي للحجاب فقط،

ثم أين التعري؟ هل هناك فريضة أو قانون بشري يفرض على أحد أن يتعرى؟

وعليه لا توجد علاقة بين الحجاب والعري. لأنها مغالطة خبيثة بمعنى الكلمة اخترعها الفقهاء .. الحجاب والنقاب ليسا قميصا أوسروالا.

ولو صح هذا لاعتبرنا الرجال وهم لا يرتدون الحجاب عراة جميعا!

لا يمكن المقارنة بين العري والحجاب لأنه مع النقاب يقع في مستوى القانون أو الفريضة الدينية، والمقارنة بعكسه تفترض وضع الشرط التشريعي نفسه.

وإلا بتنا بحاجة لأن نصدر تشريعا يقول إن على الناس أن يأكلوا أو يشربوا أو يرتدوا الملابس أو أو ..لأنهم يأكلون ويشربون ويرتدون الملابس فعلا..إلا إذا كانت هناك نوايا خاصة.

كيف أرد على امر غير موجود إلا في سجالات كهنوتية تطمح لإقرار أمر خاص بهم يؤذي الجميع، وكفيل بتعزيز نفوذهم فقط؟

قد يقال إن للضروة فتشريع يقرر الملابس مشابه لتشريع يوجب ارتداء الكمامات. والجواب لاعلاقة بين الأمرين.. فعدم ارتداء الكمامة سيؤذي الآخر صحيا، وقد يؤدي لوفاته.. وينقل المرض إلى الآلاف.

أما الملابس فشأن شخصي، أصبح ديني لأنه يعبر عن سلطة الكاهن على الناس وعبوديتهم له.

ختاما يقول أدونيس «الثورة» في حربٍ مع «العَوْرة».. ويصرخ قائلا ” آهِ، أيّها الدّين كم من الأخطاء تُرتكب باسمك”.

خالق الشيطان

1

Advertisements

قلت: ماذا تريد منا الأديان؟

فقال: أن تقدم استقالتك من وظيفة الإنسان

وأن تصبح من أتباع خالق الشيطان.

2

من ضلعه خرجت المرأة

هكذا قالوا ربما لأنه كان خوافا ولا يجرؤ على فتح الأبواب

فقامت المرأة وفتحت له أبواب الأرض كي ترفع عن عينيه حجاب الحياة.

لكن رده “رجوليا” جدا

..ألقى نظرة على الأفق وقال لها: الرجل رأس المرأة

ثم فرض عليها وعلى حياتها الحجاب!

3

Advertisements

بعض ما نسمعه كالضوء

لا يضيء وجه صاحبه فقط

بل وايضا حجم الظلام فيه.

شاهد أيضاً

فقهيا: الحجاب ليس فريضة..لماذا؟ ج2 مع فيديو

  Advertisements Advertisements سئمت الاستمرار علي ما يألفون واندفعت الي طلب شيئ مما لا يعرفون، …