فيديو

كيف يبرر عدو السلفيين إبراهيم عيسى نجاح السلفيين وفشل التنويريين؟ شاهد

By nasser

September 06, 2021

حلقة نقاشية حول الإسلاميين وسر نجاحهم في مواقع التواصل الاجتماعي، وكيف برر عدو السلفيين إبراهيم عيسى نجاح السلفيين وفشل التنويريين؟ الحلقة الأولى من برنامج #أوهام_التنويريين من تقديم #منصورالناصر وتتضمن تعليقي على حلقة برنامج “مختلف عليه” المنشورة على منصة اليوتيوب في 6 يونيو الماضي بالعنوان أدناه الإسلاميون ومواقع التواصل الاجتماعي

لاشك أنا من المعجبين بالإعلامي إبراهيم عيسى.. ودأبه ونشاطه.

لكنه يحيرني كثيرا.. فلا أعرف كيف أحكم عليه.. هل هو تنويري؟ ناشط إعلامي ضد الإرهاب ؟ أم واجهة للإسلام الرسمي المخملي بطبعه وجمهوره؟ المشكلة ليست هنا فقط. إنما في استراتيجيته القائمة على التصدي للسلفيين..حصرا وأجد أنه ينطلق من نظرة تبشيرية مضادة لحركات تبشيرية في جوهرها. ولديها قاعدة جماهيرية وتاريخية وثقافية ضخمة وجاهزة. وهنا المشكلة.. أي أنه يقف في مواجهة حركات دينية. دون أن يحاول فهم الحاضنة التي تخرج منها. إنه يفهم كل شيء عنها وعن تاريخها.. لكنه في الوقت نفسه لا يريد أن يفهم لماذا هم متطرفون؟ لماذا يرفضون منجزات الحداثة والعلم؟

في حماس عيسى ضد السلفية تحديدا.. أجد أن إيمانه بهذا العداء يفوق إيمان السلفيين بعقيدتهم. أكاد أشعر أحيانا أنه يتبنى عداء شخصيا، لهم.. غير ما يفوته في خذم هذا العداء.. أنه يقدم لهم خدمة كبيرة دون أن يشعر!

حتى يبدو ابراهيم عيسى: سلفيا معاكسا للسلفيين بشكل ما وهذا يجعله متورطا أكثر في الترويج لهم فهو يعلن في كل جهده أنه لا يريد أن يفهمهم إنما يريد أن يحاربهم.. وهذا خطأه القاتل .. وهو خطأ شائع بالمناسبة. بين كثير من التنويريين.. إنه مؤمن مثلهم ومبشر .. أصولي في تفكيره ومنهجه إزاءهم.. يرى أن في خطابه الجنة والنعيم كله..أما في خطابهم فالنار والجحيم كلها.

2- كما يبدو أن عيسى مؤمن مثله مثل غيره في وجود إسلام أو عقيدة صحيحة. كما قلت بالنسبة له ليس مهما أن يطرح سؤال غايته الفهم. إنما سؤالا غايته فضح الأعداء لكي يشغل مكانهم. .. هذا مشروعه ونفسَه. وليس هنا اعتراضي. إنما في افتراضه ما يفترضه السلفيون والإسلاميون بحصرية الحقيقة فيهم. أن تستعمل كل شيء من أجل مشروعك هنا تكمن المشكلة. هو لهذا لا يختلف عن السلفيين، بل أن خطاب هؤلاء أكثر منه تماسكا. فهؤلاء لديهم “رصيد” جيد، يعبر عنه خزين ديني، ممتلئ، يستطيعون المناورة به إلى ما لا نهاية. لكي أوضح أكثر أن المشكلة هي في أن القضية الأساسية لعيسى والأخوان والسلفيين وكثير من التنويريين على حد سواء.. هي ليست أن نفهم.. إنما أن نستثمر. ونؤمن ثم نخرج بعدها زاعقين مهللين لنبشر! وهنا يتطابق مشروع إبراهيم مع الخطاب الرسمي. الأزهري. وكذلك مع جوهر الخطاب السلفي. والديني عموما. القيمة الحقيقية لخطاب عيسى والتنويريين لا تكمن في مضمون خطابهم الفكري والتنويري .. إنما في قدرته على الوصول والظفرودحر الآخر ذلك المتخلف الجاهل الظلامي..

3- خطاب عيسى من هنا. شبيه إلى حد ما بخطاب إسلام بحيري. كلاهما غارق في مستنقع الإسلام الشائع ومصادره. وتراثه الضخم. وعليه أصبحت قيمته ليست في تقديمه معرفة جديدة. إنما في تبشيره بدين مختلف. وهو هنا يقدم فهما ضيقا للسلفية والأصولية .. محدودا. ومشوها. الواقع بالنسبة إليه خارج الواقع.. مجرد ساحة حرب بين سلفيين و تنويريين. أما الواقع نفسه. فليس مصدر كل فكر ووعي و”تعقل”.. إنما هو مجرد حرب أصوليات وسلفيات وأزهريات وربما حتى سيسيات.

4- في النتيجة النهائية.. بماذا سيفوز كل من يستمع إلى إبراهيم عيسى وإلى حد ما حامد عبد الصمد والأخ رشيد وأغلب مشاهير الإلحاد المصري والمغربي حاليا؟ لن يفوز بقيمة معرفية عميقة، لواقعنا الواقع حد كسر الرقبة. كلا .. سيخرج لينضم لحد الفريقين المتصارعين.. لا خيار ثالث له .. لأن الخصمين قررا أن تكون اللعبة هكذا إما معي اوضدي.. ولكل طرف أن يستثمر نقاط ضعف الطرف الآخر. وهنا تصبح كل معلومة أو حديث أو قول أو خبر.. مادة دسمة صالحة للاستخدام على السطح فقط، سواء في هذه الجبهة أو تلك. ولا فهم ولا استيعاب أو تعمق ولا افتهام!