الرئيسية

مقال: التنوير هدفه تحرير الإنسان وليس إطلاق سراح الرحمن “فيديو

By nasser

December 05, 2021

في محاضرة للمفكر منصور الناصر على قناته في اليوتيوب تحت عنوان: مهمة التنوير تحرير الإنسان وليس الرحمن..أكد الناصر أن الله لم يعد حرا وفقد فرصته على إطلاق سراحه. وإن الحقيقة هي أن يد الله مغلولة ليس لأنها مغلولة بل لأن صاحبها معتقل على يد المتحدثين باسمه. ولا يقدر أحد على إطلاق سراح الرحمن؟

التيارات الإسلامية أخضعت الله في النهاية لشرط بشري وهو توفر الجماعة التي ت ولهذا فإن نصر الله لهم لا يمكن أن يحدث. إن تنصروا الله ينصركم .. بمعنى ان الله هو حارس القطيع ورمزه وعلامته الفارقة. وهذا الرمز لا يمكن له العمل وخلق المردود إلا حين يخدمه المؤمنون به أو الحاملين له. الله هو مشروع استثماري. والدين هو الشركة أو المؤسسة التي تتولى إدارة أمر هذا الاستثمار. لهذا نجد عبارات الاستثمار في معظم آيات القرآن والكتاب المقدس. الحسنة بعشرة أمثالها كما يقال! إن الله يضاعف أجر المؤمن ..الخ

2-

الحداثيون باتوا ينازعون الإسلاميين على صورة الإله وفي تأويل النصوص

والغاية تحرير الإله من قبضة هذه التيارات. أي أن الحداثي أو التنويري. بات يدخل في معركة حول التأويل أي ان المشروع التنويري بات يعمل داخل الدين ومن اجل الدين!

أستغرب أحيانا من محاججة البعض رجال الدين في نصوصهم التي درسوها بألف طريقة. حال هؤلاء حال طالب شاطر يحاجج رجل دين قضى عمره في إتقان علوم الفقه والسيرة والحديث والرجال إلخ

التنوير لا يسلم بسلطة الدين

في النهاية نحن لم نفعل شيئا ! التنوير .. شيء والتأويل شيء آخر. التنوير لا يحتاج نصوصا لكي يؤولها إنما أفكارا ومناهج جديدة كليا ليعمل بها هذا الخطأ جوهري أولا. وغير مفيد ثانيا. ولا يعالج مشكلة ثالثا

إنه تسليم مسبق بسلطة الدين على المجتمع والبشرية كلها ! وهذا يفسر لنا لماذا لم تنتفع البشرية من أي نتاج فكري عربي أو إسلامي. فهو مخصوص بجماعة محددة سلفا ولا يتعلق بالإنسان بصفته إنسانا كما هو الحال في الفلسفة الغربية وحتى اليونانية. إنها منفتحة على الإنسانية كلها. وإن كانت تمتلك محليتها وتجربتها الخاصة. فلا أحد يستطيع مثلا أن يقول أن أفكار ومفاهيم الحرية والمساواة والتسامح وحقوق الإنسان والحداثة عموما هي أفكار غربية حصرا. هذه الفسحة من الرؤية لدى بقية الشعوب وخاصة الغربية لا نمتلكها كعرب ومسلمين و كشرقيين أيضا. وهذا يفسر غياب العقل الفلسفي والمنطقي بيننا. لا نتهم الإسلام بالسبب .. الاسلام لم يكن السبب الرئيسي في هذا .. بل إنه هو مظهر أساسي من مظاهر هذه المشكلة. ونتيجة لها. وعلينا بالتالي دراسة السبب لكي يخرج الشرق من قوقعته الشرقية النتنة هذه. التاريخ لم يعد يرحم احدا على المستوى الحضاري. فإما أن تلحق بركب التقدم والتطور وإما أن تنهار وتنقرض أو تمحي. إثرا وثقافة ودينا لا مفر..

مشروع التنوير أو التغيير هو مشروع لتحرير الإنسان

وليس تحرير الأديان ولا رب هذه الأديان. وهو مشروع ليس سهلا على الإطلاق. ولهذا نجد أن البعض ينكفئ ويعود للمجادلة في قضايا هامشية وفات زمانها و أوانها. مثل براهين وجود الله. وإثبات أن القرآن كتبه محمد أو أن الاسلام ظهر في البتراء وأن لا وجود لمكة.. هذه مواضيع لا علاقة لها مباشرة بالتنوير ولا التطوير. ولا تحرر الإنسان الملغى وجود وحضورا بيننا. وليس المسحوق والمضطهد فقط. واجينا إحياء علوم الإنسان والتوقف عن مشروع إحياء علوم الأديان على طريقة الغزالي أو البغدادي أو محمد عبده. أو حتى القرضاوي والمستشار ماهر ومحمد شحرور .. والعرعور الخ

الدين لا يحرر الإنسان إنما يسحق روحه وهذه وظيفته الكبرى!

طبعا سيقول حراس القطيع الديني أن الدين جاء لتحرير الإنسان. وهذا صحيح ولكن تحريره من ماذا؟ تحريره من نفسه الأمارة بالسوء! كيف؟ عبر إرغامه على عدم السماع لشيطانها بالوسوسة له. والإيمان بالله وطاعته وطاعة ولي الأمر. حتى لو جلد ظهره وسرق ماله! الدين شعبوي أو ديماغوجي في جوهره. لهذا غالبا ما يستخدم خطابا ملتويا. فهو حين يريد أن يأمر بالقتل. يقول وحرمنا عليكم القتل إلا بالحق! وحين يريد أن يسرق ويسبي.. يحرم السبي والسرقة والظلم إلا إذا كذا .. وهلم جرا. افحص اي نص ديني ستجد أن هذه الميزة الجوهرية موجودة في جميع نصوصه بنسبة 95% . وهكذا الحال حين يقولون الدين حرر الإنسان. فالمقصود استعباده. التحرير مع هذا موجود.. ولكن من نفسه وجسده وشهواته القذرة إلخ!

العلماني أو الحداثي. يقول كلا. هذه النفس الأمارة بالسوء. لا تعالج بالتخلص منها. ومن يدعو للتخلص منها هدفه ليس نبيلا ولا صادقا. إنها مجرد خطة لاستعباد هذا الإنسان وجعله اداة بيد الكهنة ومنفذا لرغبات السلطان. إنما بالاعتراف بوجودها.

لا يمكن نفي الإنسان بتهمة أنه إنسان.

أن تكون فردا لديك شخصيتك الخاصة المستقلة المحترمة أمر يستدعي الفخر والاعتزاز وليس الاستنكار.. الإنسانية ليس تهمة. النزعة الإلهية هي التهمة التي يجب الاشتباه فيها. وفيمن يدعو إليها. لأنها لا تهدف لتحقيق الإلهي في الإنسان. إنما طمس الإنساني فيه. وتدمير وإخضاعه لمشيئة الكهنة وتعليماتهم. بل وجعله سلاحا جاهزا يضربون به كل من يتصدى لفكرهم الشيطاني بمعنى الكلمة.

خطاب هؤلاء يقوم على فكرة أن الله هو الحر والفرد الصمد وكل ما تبقى مجرد عبيد وأن واجبنا الأوحد طاعته. ثم راحوا يختلفون فيما بينهم على من لديه الحق بتنفيذ تعليمات هذا الإله. طبعا. أصبح الله هكذا عبارة عن مشروع استثماري يدعي الكل أن مشروعه وحده هو الصحيح. بالضبط كما يفعل السياسيون والأحزاب السياسية.

حاول المؤمنون تحرير الله. على حساب الإنسان فضاع الاثنان!.

وفي النتيجة من دفع الثمن؟ الله الذي يتبجحون به والإنسان الذي سحقوه تحت سنابك خيلهم طوال ألفي عام ! وما زالوا في الخبل نفسه! وبدلا من أن يصبح الله حرا فعلا. جعلوا عبدا لا يعمل إلا إذا قاتل الناس من أجله بدمهم وأموالهم! بمعنى أن الله لا قدرة له على الفعل إلا إذا بادر المؤمنون به ليفعل شيئا لهم! ولكن ألم يعد الله بنصرة دينه والمؤمنين به؟ فلماذا لا يفعل ذلك؟ السبب هو الإله نفسه. فهو سجين إرادة البشر. فلو شاؤوا شاء هو .. فإن تولوا تولى هو ايضا !! أي ان الله لا يكلف نفسه بالحضور في التاريخ إلا إذا وفر الناس له الأجواء اللازمة لقدومه! لدي حلقة ناقشت فيها آية إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.. أي أن يد الله مغلولة فعلا. ولن يفعل شيئا إلا إذا شجع الإنسان إلهه على فتحها أو مدها! نحن لا نحتاج لتأصيل قيم الحرية والإنسانية داخل النص المقدس. كما يفعل كثير ممن يسمون أنفسهم بالمفكرين. قيم الحرية والمساواة والعدالة قيم حديثة . لا يمكن تأسيسها في حاضنة قديمة وجدت في ظروف مختلفة وأزمان مختلفة تماما. كل صراع مع الخطاب الديني بأدوات الخطاب الديني. صراع خاسر مقدما. وهذا يشمل كثير من الأسماء وبعضها يعلن إلحاده علنا ! الصراع مع الإسلامي يجب أن لا يكون على أرض الهوية الإسلامية التي يدعيها فهذا مشروع خاسر مقدما. إنما على أرضية جديدة مختلفة تماما. هي الفضاء العلماني ووفقا لمبادئ يسميها الفيلسوف هابرماس أخلاقيات النقاش.

حوار مع مؤمن حول ما سبق

قد يقول أحد المؤمنين .. دخول الله في التاريخ لا يتوقف على وجود جماعة المؤمنين التي تنصر الله. لا يوجد مسلم يقول بهذا الشرط ثم من قال إن الله في حاجة للتدخل في التاريخ أصلا؟! التاريخ والإنسان يسيران في مسارات يعلمها الله قبل خلقهما.

وهذا جواب يثير الاستغراب، ولا يدرك صاحبه واقع دينه فهو ينكر أهم ما فيه! مؤمن كهذا أقول له: الله ليس في حاجة للتدخل في التاريخ؟ أنت تنفي هكذا فكرة النبوة والرسالة..فلماذا نزلت الرسل وآخرهم محمد؟ وما الحاجة لكل هذه المعارك والحروب التي لا تنتهي تحت شعار الله أكبر؟ ولكن لا بأس بدلق أي رد، لأن الهدف هو “الذود” عن حياض الإسلام..بأي طريقة..فالمسلم في معركة مفتوحة، ويجوز الكذب والإدعاء واستخدام جميع الوسائل والأسلحة. الغاية غير روحية أي مادية وصولية صرف، وهي دحر ال”العدو”..ولا تهم الطريقة. أما القول بأن التاريخ والإنسان يسيران في مسارات يعلمها الله قبل خلقهما. فهذا تبرير فارغ وكلام إنشائي لا قيمة له ولا دليل عليه.

سيقول مؤمن آخر: الله وضع المنهج وترك الانسان بحريته…فاذا اتبع منهجه نجا وان لم يفعل هلك هذا كل ما فى الامر, الله اصلا ان تدخل فى التاريخ فهذا معناه نقض نفسه .. الله اعطى الامتحان و ترك الانسان مخيرا فى معظم اموره يختار ما يشاء منها فاذا تدخل الله فما الفائدة من الثواب والعقاب.

…الله يرسل الرسالة مع نبى بشرى من قومه وهم احرار ف اتباعه ولله الحرية فى ان يهلكهم او يؤخرهم…. والواجب ان يكون الكلام على هل المنهج قويم وقادر على بناء مجتمع قوى ام لا وليس لماذا لا يتدخل الله (1500 سنة اتضح أنه ليس يقويم) … اتبع منهاج الله وحينها نرى هل تتقدم ام لا لان القول اصلا فى ان تنصروا الله ليس معناه ان المسلمين سيذهبون ويحاربون مع الله لينصروه وانما النصر يكون باتباع نهج الله الذى انزله. فاذا حققت العدل فانت تتبيع نهج الله واذا حققت الشورى فانت كذلك وهو فى مجمله الاخذ بالاسباب فكما يقول المدرس ذاكر وستنجح فهو لن ينجحك وانما هو يعلم انه اذا ذاكرت ستنجح كذلك الله يقول اتبعوا منهجى وستنصرون, تدخل الله اصلا فى الحياه معناه إنهاء الاخذ بالأسباب الذى هو اقره وانا اقصد هنا تدخله بعد مجىء الرسالة الخاصة باى نبى, فليس للاله سلطة على حياة الإنسان وقراراته الا في الاشياء المسيرة مثل الموت وغيره.

وأقول له: كلامك متناقض من اول جملتين، تقول الله وضع المنهج وترك الإنسان بحريته.. ثم تقول انه لا يتدخل في التاريخ لكي لا ينقض نفسه.. حسنا تدخل وأرسل كتابا، بسببه تغيرت مصائر دول وشعوب إلى الأبد …إما إلهك هكذا ليس إلها فعلا، أو أنه فاقد للمصداقية. تدخلك هذا نفسه، محاولة لنفي حرية الإنسان واستعباده ..وكفر صريح بما يريده إلهك .. . عزيزي أنت شخص مؤمن.. فلا تورط نفسك في نقاش فكري موضوعي.. فلا تحتاجه إلا للدفاع عن عرينك لا أكثر..قل أنا مؤمن بلا منطق وعقل وانتهى.

سأتوقع رده مسبقا وربما سيقول: كلامى ليس متناقضا بل إن فهمك هو المتخلف… اولا انا قلت ان الله وضع المنهج وترك الانسان يتبع منهجه او يتركه بحريته…تدخل الله فقط فى وضع المنهج وارسال النبى ومعه المنهج. اما بعد ذلك فليس له حق التدخل لانه هكذا يناقض نفسه وحينها لن يكون له اى حق فى محاسبة الناس على عدم اتباع منهجه وهذه المحاسبة تكون بعد الموت…فهمت؟؟؟؟ ثم ان مصائر الشعوب تغيرت بسبب الديكتاتوريات وليس الاسلام! . كلامك ملىء بالجهل وانصحك الا تدخل فى السياسة لانك تقريبا جاهل فيها اشد الجهل, وما استطيع ان اوضحه لك ان الاسلام جعل من العرب البدو ملوكا يحكمون من الصين شرقا الى الاندلس غربا فى خلال سبعين سنة فقط, وهو ايضا من بنى أكبر نهضة علمية فى التاريخ ..والمسلمين هم ايضا من وضعوا اسس البناء العلمى الذى طوره الغرب وتقدموا بما طوروه ….وهذا وحده كاف ليوضح ان الاسلام لم يهدم شيئا وان العيب ليس فى الاسلام… وانما هو فى بعض المتخلفين وبعض المتاسلمين وبعض الجهلة هم من ضيعوا الامة بدليل انا كل الدول العربية يحكمها من هو اقل الناس عقلا واكثرهم جهلا …. انا مش فاهم والله هو كل العلمانيين والملحدين متخلفين فكريا بهذه الطريقة… لم اقابل علمانيا او ملحدا يفهم شيئا..حتى هذا الرجل الذى يتحدث فى الفيديو يقول الواجب علينا بدلا من تحرير الاله ان نحرر الانسان…

مفهوم الحرية اصلا عندكم عقيم…هل الحرية ان نسمح له بشرب الحشيش؟؟ نحن بذلك حررناه من عباده الله الذى يؤمره بكل خير الى عبادة الحشيش…. هل الحرية ان نفتح له ابواب الجنس على مصرعيها…نحن بذلك جعلناه عبدا للجنس.. هل الحرية ان تخلع المراة ملابسها نحن بذلك جعلناها وسيلة لاستعباد الرجل وفى الوقت نفسه جعلناها اداة جنسية لا غير… وهو ما يحدث فى كل العالم الغربى…90% من الاعلانات بها نساء عاريات وكل مخابرات العالم بها عاهرات…. ما السبب؟؟؟…

هل الحرية ان نفتح ابواب الاباحيات على مصرعيها ونستغل النساء فى جذب الشباب واستعبادهم وفى الوقت نفسه هو ايضا استعباد للمراة التى تزعمون انكم حررتوها️….

نحن بذلك تركنا الجنس يستعبد الرجل وتركنا المنتج يستعبد المراة ويستخدمها فى مشاهد تقتل كرامتها وحيائها وتوحى لها بانها مجردة اداة جنسية لمتعة الرجل….وكل هذا بسبب الراسمالية العقيمة الموجودة فى الغرب والتى جعلت 5 فقط يملكون ثروة نصف سكان العالم… وهل الحرية تكون فى قتل الاطفال سواء كانوا اجنة فى بطون امهاتهم كما يحدث فى كل العالم الغربى….. او اطفالا دون سن الثانية عشر كما يحدث فى بعض الدول الاوربية ولا مشكلة من قتلهما ….انها الحرية يا سااادة عند الملحدين والعلمانيين️الحرية لكل ملحد تكون فى قضيبه او فى خمرته وحشيشة غير ذلك معظمهم حفنة من المتخلفين عقليا … وانا صراحة مش ناقص تخلف… … حتى كبار اصنام العجوة للملحدين والعلمانيين ما فيهم فاهما واحدا..جميعهم عبدة للغرب يفعلون ما يفعله الغرب…تسيطر عليهم عقد النقص…. الاسلام يبنى مجتمعا سويا يعبد الله ويتبع شريعته التى تنهاه عن عبادة اى شىء اخر… حتى عبادة المجتمع وللمجتمع عبادة وهو ان تفعل ما يريده المجتمع كان تلبس الفتاة الحجاب ليس امتثالا لامر الله وانما عادة مجتمعية ترضى بها المجتمع… وكأن تلبس المتبرجة لبسا فاحشا لتقول للمجتمع انى متحضرة وهكذا…. فعلك يكون لله فقط ولا يهمك اى شىء اخر…. وكل ما يامر به الاسلام هو خير وما به شيئا سيئا واحدا…. هذا ان كنت تفهم اصلا الاسلام ولست كاخوتك. و لو تحب نتناظر حول نظرية التطور او الاسلام وشريعته… يا مرحبااا..ووقتها نرى من له عقل ومن ليس له عقل. .

قول آخر عن حجة التخصص ومقارنة الدين بالطب

للدخول في تكوين رؤية في الدين وفي الإلهيات ينبغي أن يكون لدينا مؤهلات أفضل لكي تمكننا من رؤية ولو بعض الحقيقة .. وأقول له:

أنت هكذا خصصت الرسالة التي أرسلت للعالمين وبلسان عربي مبين، بحفنة من الناس الذين يمتلكون “مؤهلات”.. ما أروع هذا الدين الذي يحتاج من يؤمن به، أن يمتلك “مؤهلات”، لكي يحق له ان يتحدث عن دينه !!

قد يرد ويقول إن الدين تخصص فيقول أحدهم: هل تستطيع الحديث فى الطب عن جهل؟ الحديث فى الدين لكل من هو قارئ فاهم للدين وليس لكل من له لسان. فكما نؤمن بالطب فنحن ايضا نؤمن بالدين..وكما ليس لك الحق ان تتكلم بالطب عن جهل به أيضا ليس لك الحق ان تتكلم بالدين عن جهل … فنحن نذهب لطبيب ليداوينا كما نذهب للفقهاء ليوضحوا لنا الملابسات والمشاكل التى فى الدين. رجل الدين له سلطة دينية كالطبيب له سلطة ايضا ولذلك لا يحق لكل جاهل أن يتكلموا في أمور لها سلطة عن جهل.

وهذا القول فيه مغالطة كبيرة. وهي أنه يقارن تخصصا عمليا ملموسا بتخصص ذهني ملموس. فقد أكون متخصصا في حروف الجر. أو الأساطير. أو أن أكون شاعرا أو ملحنا.. هذه كلها تخصصات تعتمد على قدرات ذاتية أو إنسانية. وقائمة على تراكم خبرات تاريخية. أما أن يكون

التحكم بشؤون الناس ليس تخصصا. إنما هو استعباد وامتهان واستغلال. الدين ليس غيتو خاص برجال الدين. ليس ملكيا حصريا لرجاله. إنما هو ملك مشاع. إنهم يقدمون خدمات للناس. وهذه الخدمات لا يمكن فرضها عليهم. إنما يجب أن توفر لهم حاجاتهم. فماذا يفعل رجال الدين؟ إنهم لا يقدمون إلا الخدمة التي تصب في صالحهم وصالح دينهم ومن يتحالف معهم. وليس في صالح الناس (مؤمنين وغير مؤمنين). جميع المتخصصين من البشر يقدمون خدمة تنفع الناس. لا يوجد طبيب يضحي بمريضه ولا قاض يقرر إعدام شخص لأنه لا يعجبه. أو يتهمه بالكفر بدينه الشخصي. ولا يوجد نجار يصنع كرسيا لزبون لم يطلبه منه. الدين المتخصص المزعوم هذا أشبه بتنظيم ماسوني مافيوي مغلق، لا يدخله إلا أشخاص محددون وغالبا من عوائل محددة. ثم ان الدين ليس علما ولا تخصصا. ولو حصل هذا لوجدنا هيئة عامة له تحكم وتحسم قضاياه كما يحصل لدى جميع العلماء الحقيقيين. فهم لا يستطيعون إثبات شيء لا يمكن إثباته. الدين حفنة مفاهيم وقيم اعتباطية الغاية منها تدمير الإنسان وسحق شخصيته ومن ثم السيطرة عليها والتحكم بها كليا. المريض مضطر للذهاب للطبيب. وكذلك لأصحاب التخصصات العملية الأخرى. بحاجة أيضا للذهاب إلى طبيب نفسي. ومرشد اجتماعي. فهل إن الناس مضطرون للذهاب لرجل دين. لا يوجد شيء كهذا في الدين نفسه! ولا يوجد ما يجبر أحد على أن يضع كلّ منا رأيه وعقله جانباً معطلاً لا يجادل شيخه، ولا يحق له أيضا فهم الدين أو مجادلة مدعيه. خاصة أنهم يطبقون فتاوى وأحكام عمرها ألفي عام. فهل هناك إنسان عاقل يقبل بأن يسمح لطبيب آخر كتاب قرأه عمره الف عام لأن يفتح بطنه؟ أخيرا لو قبلنا القول بأن الدين تخصص. حسنا .. ما هي علامات هذا التخصص وما هي فوائده وهل عالج مشكلة إنسانية واحدة؟ التخصص يشترط وجود مكان وزمان محددين يتناسب معه لكي يكون فعالا وفاعلا. فلا يمكن أن نضع فقيها الآن على رأس السلطة القضائية. لأن تخصصه مضى زمنه. ولا يستطيع ان يعمل وفقا لكتبه الأثرية حتى لو شاء ذلك. ويمكن ضرب أمثلة أخرى كثيرة. لمهن وحرف انتهى زمنها. وعددها يصعب حتى عده وإحصاءه. يجب عدم الخلط بين العلم بمعنى الـ “science”، والمعرفة بمعنى الـ “knowledge”، والفرق بينهما كبير؛ فتكديس المعلومات ليس هو العلم ، ومعرفة كلّ معلومات الكلمات المتقاطعة وكتب المسابقات ليس هو العلم، لكنّ العلم، خاصّة العلم التجريبي، الذي يندرج تحته الطب والفيزياء والكيمياء … إلخ، والذي دائماً يقارنه شيوخنا بعلوم الدين للتدليل على وجوب احتكاره، هذا العلم تعريفه ببساطة هو ما لخّصه فيلسوف العلم ” كارل بوبر” بقوله: “العلم هو ما يقبل التكذيب”، يعني العلم هو ما يقبل التفنيد والتحقق منه، وفرزه، ودحضه، وتخطيئه، يعني؛ عندما أقول عبارة مثل “أنا أحب العراق”، هذه عبارة غير علمية أو لا تمتّ إلى العلم بصلة؛ فكيف سأثبت أو أكذب أو أفنّد هذا الحبّ، أو أقيس هذا الغرام! فعندما تقول السماء من سبع طبقات حينها سنذهب أنا وأنت لمرصد فلكي لنفحص قولك، إما أن أكون أنا على صواب أو على خطأ، بالإثبات والأدلة، هنا أمكنك تكذيبي وتفنيد رأيي، أما حين تقول لي أن صيامي أفضل من صيام وصلاة غيري فلن أستطيع تكذيبك، لأنه ليس علماً، ولا حق لك بوصف ما تقول على أنه “science”، العلم ملاحظة واستنتاج وتجارب دقيقة.

العمى الديني

الخلاصة الدين عدو الشعوب. وهو يتحول رغما عنه إلى آلة لقمع الناس والتحكم بمصيرهم. أي أنه يصنع مسافة بينه وبين الناس حتى لو شاء عكس هذا! بل أنه لا يكاد يراهم ! وحتى لو رآهم فبصفتهم مؤمنين وفقا لمواصفاته مع قليل من المضض! حلوة هاي مال المضض!