دين

شاهد:الإسلام دين وجد لمحاربة كل مكان وكل زمان..وهذا هو معنى “صالح لكل مكان وزمان”

By nasser

April 29, 2022

كتب منصور الناصر

هناك جدل بأن الإسلام صالح لكل زمان ومكان أو لا يصلح الإسلام دين يحارب كل مكان وكل زمان

وهذا جدل عقيم جدا.. 

لأن الحقيقة مختلفة تماما وهي أن الإسلام لا يعترف بالزمان والمكان أصلا! 

كيف؟ >>هناك آلاف الأمثلة.   ساضرب مثلا بسيطا:

أنا أتحدث الآن من مكان معين وزمان معين. وأقول كلاما يعتبره المؤمنون مخالفا للإسلام الذي يؤمنون به أو ناقدا له 

فلو كان صالحا لكل زمان ومكان فلن يبالوا بما أقول. فهو صالح سواء انتقدته أو العكس. فلن يتضرر .. الصالح يفرض نفسه.

ولو كان العكس. أي غير صالح لما وجدت من يسمعني أصلا..سأكون حينها كمن يتحدث عن الديناصورات في قناة ناشيونال جيوغرافي!

وعليه الاسلام الراهن أعني الاسلام الشائع أو الموروث هو نتاج زمن مضى: زمن لم يكن فيه الإسلام إلا إفرازا من إفرازات العنف الذي اتسم به تاريخ البشر. لكن هذا الإسلام لا علاقة له بالأكاذيب التي زرعها رجال الدين في رؤوسنا عنه. هذا الاسلام لا وجود له. وحتى لو وجد يوما.. فلا مكان له في حاضرنا وغدنا أبدا! 

فكيف يمكن استعادة إسلام الناقة والجمل والجواري والعبيد حتى لو كان الإسلام الأصيل؟ هذا دين فقدناه إلى الأبد. 

وعليه: متى أثبت الإسلام أنه كان صالحا لزمان محدد؟ 

حتى في زمن الرسول فشل في ذلك. واتضح هذا بعد وفاته بليلة واحدة. وما زال يتضح هذا الأمر حتى الآن يوميا. !!

خلونا نناقش المقولة أو الادعاء كلمة كلمة. الاسلام هو الاسلام والتسليم لله تعالى. وعبادته. وهذه لا علاقة لها بالزمان والمكان. إنما يجب أن تحدث في كل زمان ومكان. أي أنهما غير مهمين. المهم العلاقة بين العبد وربه كل ما تبقى ..سخافات! يجب على العبد التافه مثلي ومثلي أخي المؤمن. اتقائها!

والآن ما معنى صالح إسلاميا؟ صالح هو أن تقوم بالعمل الصالح.. وهو أداء فرائض الله .. بغض النظر عن الزمان والمكان. وهذا ما يفتخر به المسلمون. فهم يعتبرون الأمر ميزة عظمى لهم. فتجد أحدهم يصلي في مركبة فضائية أو سجن محكوم فيه إلى الأبد! 

أين الزمان والمكان في هذا الاعتقاد؟  لا يوجد!

ثم ما هو الزمان والمكان إسلاميا؟ دار فناء وليس دار بقاء! المهم عبرها بالعبادات والله كريم وراها!

أي أن الإسلام هو من يجعل الدنيا مزرعة للآخرة، ومقدِّمة وممهِّدة ووسيلة لها؛ وليس أنا.فهي دار عمل واختبار، والآخرة دار حساب وجزاء.. ومن المؤكد أن شرف المقدمات والوسائل من شرف النتائج والغايات! غاية الأمر كما يقول ويكرر رجال الدين ، أن الإسلام طلب إلى المرء عدم الركون للدنيا، وحذَّره من الاعتقاد بأنها دار استقرار لا حساب بعدها، وأخبره بأنها دار ممر لا مقر، وأنها وسيلة إلى غاية، لا غاية في ذاتها.. والوسائل- على شرفها- تبقى وسائل، والغايات هي المطلوبات! و

قد تكرر هذا المعنى في أكثر من موضع، مثل قوله تعالى: {وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ ۚ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} (العنكبوت: 64). أي: “وإن الدار الآخرة لفيها الحياة الدائمة التي لا زوال لها، ولا انقطاع، ولا موت معها”([1]).

وقد قال تعالى على لسان مؤمن آل فرعون: {وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ (38) يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ} (غافر: 38، 39)، أي: ما هذه الحياة الدنيا العاجلة، التي عُجّلت لكم في هذه الدار إلا متاع تستمتعون بها إلى أجل أنتم بالغوه, ثم تموتون وتزول عنكم، وإن الدار الآخرة هي دار القرار التي تستقرّون فيها، فلا تموتون ولا تزول عنكم، يقول فلها فاعملوا, وإياها فاطلبوا([3]).

قال الرسول: “مَن أحَبَّ دنياه أضَرَّ بآخِرَتِه ومَن أحَبَّ آخِرتَه أضَرَّ بدنياه فآثِروا ما يَبْقى على ما يَفْنى.” رواه أبو موسى الأشعري

والسؤال بعد كل هذا أين الزمان والمكان؟ إنهما ممر .. ولا صيرورة ..

وهذا هو سبب عدم وجود تراكم معرفي وحضاري وعلمي في مجتمعاتنا على الإطلاق!

نحن بصراحة ليست شعوبا إسلامية. بل شعوبا مستسلمة مقهورة مغتصبة جسدا وروحا. مكانا وزمانا. حينا  أو أبدا. 

  1. الصحيح أن الإسلام يرفض كل زمان ومكان. ويريد أن يخترع زمانه ومكانه الخاصين. وهذا كلام تعميمي يجب أن أدلل عليه. فلو تناولنا الفرائض الدينية. فهل سنجد فيها علامات على علاقتها بأي مكان وزمان؟ سنجد عملية توظيف وتشكيل قسرية لأي زمان ومكان. وتحويلها إلى زمان ومكان هلامي وغيبي وأسطوري. خارج أي إمكانية للتحديد والتعيين. تحدث مع أي مسلم. يؤدي فريضة دينية كالصلاة أو الصيام. ستجد أنه لا يتحدث عن ممارسة زمانية أو مكانية بأي شكل. إنه على العكس يتنصل من زمانه ومكانه وينسب فعله إلى منطقة ما في ذهنه وتصوراته. ولا يحدد زمانيته أو مكانيته بأي شكل مفهوم. 
  2. الصيام مثلا لله الصلاة لله.. الحج لله الزكاة لله .. كلها لكائن خارج الزمان والمكان! لا بأس قبلنا. ولكن هل إن هذه الفرائض تعود علينا بشيء يجعل حياتنا أي مكاننا وزماننا أفضل؟ كلا.. المهم دائما وأبدأ حسن العاقبة .. يوم القيامة .. المعاد .. داء البقاء لا دار الفناء.. 
  3. المهم أن يتخلص المسلم من شهواته وطموحاته الفردية. فهذه من نزغات الشيطان ويجب الوقاية منها. والشهوة وطلب المتع. امر ممكن ولكن وفقا للشرع فقط. وبما لا يؤثر على الجماعة وحق الله والدين. بمعنى أن الشهوات تتعلق بالزمان والمكان. والعناية بهما وبمن فيهما كأفراد بالتالي  وهذا مرفوض. فهي بدع يجب توقيها.
  4. الأمر نفسه ينطبق على بقية الفرائض كالحج والزكاة. الزكاة تبدو أنها على علاقة بالزمان والمكان. وفي الحقيقة. إنها حل لازمكاني لمشكلة زمكانية لا يخسر فيها الدين أي شيء بل يربح سمعة جيدة مجانا!!. فهو يحث المؤمنين به على حل مشاكلهم فيما بينهم لا أكثر ! .. أي أن مشاكل مكانكم و زمانكم لا علاقة لي بها! ولا تخصني! لهذا تجد أن هذه الفريضة ليست حاضرة في واقع حياة المسلمين بشكل واضح. إنما مهملة إلى حد لا يصدق! وقلما تذكر !! الذكر دائما منصب فيما يتعلق بمصالح الدين ورجاله الكبار وطلباتهم التي لا تنتهي ولا تكتفي أبدا بما تفوز به! طبعا في الزمان والمكان المكروهين ههه  
  5. هذا الطرح ليس فيه إساءة للدين إنما وصف صحيح له. الدين يوفر مأوى روحي للإنسان يساعده على تحمل آلام الحياة وصعوباتها ومآسيها. وهذا هو سر سلطويته وانتشاره. الإنسان كائن ضعيف. يتمنى العثور على من يساعده عليها
  6. مع هذا فإن الحديث عن صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان صحيح! بل صحيح جدا ! كيف ؟ لأنه تصور ذهني . ليس مصدره الزمان والمكان.  إنما الأحلام والأوهام.  وغايته الهروب من الواقع في النهاية. والوقاية منه. وهذه لا تتم إلا برفضه والتبرؤ منه. وتقريعه النأي عنه وعن شروره!  
  7. المسلم ورجل الدين المسلم منذ ظهوره في العصر العباسي بقوة. نجده يتحدث بكلام عام وعمومي. عن القيامة التي ستأتي لاحقا. متى لا تعرف.. اين لا تعرف! الجنة النار.. الملائكة.. أين ومتى لا تعرف .. كلها تصورات و تهويمات ذهنية .. لا أساس ولا أصل لها في الزمان والمكان الحقيقي الواقعيين سواء الآن أو في أي زمن مضى
  8. المسلم حين يتحدث عن الماضي هو لا يتحدث عن الماضي. إنما عن تصوراته عنه. وهي تصورات مصادرها معروفة وهي مصادر وضعت خصيصا لاستعباده وتشويه روحه وشخصيته وتحويله إلى عبد يشعر بالذنب ووظيفته الوحيدة الطاعة ثم الطاعة ولا غير!
  9. المكان والزمان لا قيمة لهما. ليس هما الغاية ولا حاجة للاهتمام بهما. الزمن غير خطي ولا ضرورة بالتالي للتخطيط لمستقبل أفضل يوفر خدمات للإنسان . الزمن فترة أي مدة أي منطقة عبور نحو الآخرة. فلا حاجة بالتالي لصناعة الحاضر والغد. كلنا فانون ونسير على طريق الفناء. من هذه الحياة والعاقبة في الآخرة. إنما الدنيا دار فناء لا دار بقاء كما قلنا.
  10. هذا النموذج الديني معقول جدا قديما. لكن الاحتجاج عليه في زمننا هذا. يعود إلى أننا بدانا بعد مرور آلاف السنين نشعر بقيمة الزمن! . كان الزمن احساسا الآن أصبح مخططات ومشاريع. و عمليات تراكمية وإحصاءات الخ وهذه معضلة الدين الكبرى وغرابة تواصل وجوده في حياتنا. 
  11. سيسال أحدهم ولماذا هو موجود حتى الآن إن كان سيئا؟ الجواب لأن التخطيط والعمل يتطلب جهدا وصبرا وكفاحا. الدين لا يطلب أي شيء من هذا. كن خاضعا وانتهى! 
  12. اهتمام المسلم بالتالي هو بما هو خارج الزمان. وإن كان موجودا داخل الزمان والمكان الافتراضي الذين غرزهما رجل الدين في ذهن جميع المسلمين.. 
  13. الاسلام يطلب الطاعة العمياء ولا يجوز الاعتراض عليها. المسلم ليس ملك ذاته. ولا حق له بامتلاك حتى جسده. هو أداة منذورة للدين ورجال الدين وأولياء الامور 
  14. الزمان بالتالي يصبح زمانا متخصصا محجوزا فقط لتأدية أغراض الدين والإيفاء بحاجاته. لا اكثر. الزمان الطبيعي مرفوض .. المقبول فقط هو الزمان والمكان الديني.
  15. هذا ما يحصل فعلا. نحن نعيش في الزمان الدين. فأي محاولة لفهم الزمان والمكان بطريقة طبيعية وعلمية وموضوعية مرفوضة تمام. والسبب أنها تهدد الدين بشكل جذري. وهذا يفسر حرب الكهنة التي لا هوادة فيها لكل عالم ومفكر حقيقي.
  16. الغاية رفض مسبق لأي محاولة لتهديد سلطة الدين المستبد. والهدف هو سلب الروح الفردية للجماعة . وفصلها ذهنيا عن الاحساس بالحاضر. أي الزمكان. لأن الاتصال بالواقع سيولد مشاكل لرجال دين هم في غنى عنها تماما. فإن استعاد المؤمن وعيه .. فما الحاجة حينئذ لرجل دين.. بضاعته خارج هذا العالم دائما؟ 
  17. لا زمان ولا مكان .. وهذا هو سبب عدم وجود تفكير ولا مفكرين..التفكير يحتاج مكان وزمانا والأهم إنسان..وهذه كلها غير موجود في عقل المسلم بل ولاحاجة لها! 
  18. في الحقيقة نحن كشعوب نقتل أنفسنا بأنفسنا. و بتحريض من رجال الدين والسياسة. فهم المستفيدون ماديا “زمكانيا” لا معرفيا .
  19. أن كل من يدعي أن الاسلام له علاقة بالزمان والمكان عليه أن يخجل من نفسه. ويتوقف عن التفوه بهذه التفاهات.
  20. لماذا؟؟ لأن هدفه التملق للإسلام الذي فرض عليه وبات قادته حكامه والمسيطرون تفصيليا على حياته وكل شيء فيها. فليقل أنا جبان وأخاف منهم .. هو طبعا سيكون شجاعا معي. لأنني أفكر ولا ألجأ للقوة وفرض الأمر الواقع على الجميع بكل الطرق اللاأخلاقية. وهذه ليست شجاعة أنها جبن مضاعف . تتحول إلى إيمان لكي تبرر جبنها لا أكثر. 
  21. من يتملق ولا يشعر بتملقه بحكم العادة والتعود عليه أن يدرك أن الموضوع يتعلق بالزمان والمكان. فليقل لي إذا ماذا يقصد بالزمان والمكان؟ دينيا المسلم يعيش في الماضي. المصيبة أنه ليس الماضي الحقيقي إنما الماضي المزيف الذي صوره له الكهنة. وهنا بات يعاني من أزمة مضاعفة نفسيا وفكريا ودينيا. و إيمانيا وحياتيا ووو .. فلم يعد بالإمكان لأحد أن ينفي منطق الأديان الهزيل أمام ما توصلت إليه البشرية حتى الآن. إنه شيء مخزي بصراحة ولا وجه للمقارنة. فماذا يفعل؟ ليس أمامه إلا أن يكذب على نفسه. أو أن يستسلم للخطأ والوهم.  قد يسب ويشتم امثالي. وأنا أتفهم هذا لأنني أعتبره كائنا مأزوما.. ويمكن أن يصدر عنه أي شيء. 
  22. الدين الموروث هو دين مزيف يدعي الدين القديم ولكنه في الحقيقة دين سياسي صرف. ينشر عقيدة قمعية ومستبدة ومتطلبة وتشرع لنفسها ما تشاء. هو يستخدم خطاب امتلاك الزمان والمكان ليس لأنه زمان ومكان.. بل لأنه مكان وزمان حركته وفعله. هو يستهدف سكان هذا الزمكان ويحاول السيطرة عليهم واستغلال حاجاتهم ومتاعبهم. وعاداتهم. 
  23. هذا الادعاء توجد الاف الشواهد على زيفه وبطلانه. وهو مشابه لادعاء عشاق التنمية البشرية المعاصرين. فهم يحملون الأفراد مسؤولية كل شيء. وهذا حل ممتاز . يخلي أصحاب المشساريع السياسية والدينية أي السلطوية عموما من المسؤولية. وبدلا من أن يجعل المسؤولية على دينه أو حزبه. يحمل الفرد المسكين وزرها. فهو الذي يرتكب الأخطاء. وعليه أن يستغفر. هو الذي يجب عليه أن يصلي وواصل العبادة عسى ولعل حاكم الكون يرضى عنه رغم أخطائه! 
  24. هو الذي يستجيب لمغريات الدينا ويسمح لنفسه بأن تتبع أهواءها إلخ  
  25. ولكن ما هي الحقيقة؟ الحقيقة أن الدين هو عنوان لأي دعاية أو حملة بورباغاندا كانت ومازالت تديرها السلطات الحاكمة. إنه بعبارة صريحة ضحك على الذقون. ولن يتقوف هذا الضحك المنحط أخلاقيا وإنساينيا. غلا إذا توقفنا عن التملق والخوف من رجال الدين. وامتلكنا شجاعة النقد الصريح لكل ما ينتهك كرامة البشر أيا كانوا .
  26. رسالة التوحيد فصل للسماء عن الأرض. وأي عملية فصل هي عملية إلغاء للزمان والمكان. ومن السخف بعدها الحديث عن صلاحية أو عدم صلاحية.