الرئيسية

بين حامد عبدالصمد وعبدالله رشدي: الدين خارطة طريق يجب تمزيقها

By nasser

May 30, 2022

تحت عنوان الدين خارطة طريق يجب تمزيقهاكتب منصور الناصر

الدين فضيحة الماضي الحية التي نعيش تفاصيلها يوميا ونمارس كل تفاصيلها المخزية، لكننا مع هذا نرفض الاعتراف بها،

وقال الناصر: في هذا الفيديو القصير سأكشف معنى الدين بالنسبة..لي وهو أن الدين ليس أكثر من خارطة طريق ورثناها كجماعة بشرية. وفي هذا الذي ورثناه تكمن كل المشكلة. 

كيف؟ بأننا تعودنا على السير وفقا لمعلومات وتوصيات وإرشادات وتحذيرات هذه الخارطة

ليس هذا فقط. هناك من بات يحتل مكانا عاليا في هذا الطريق لتعليم الناس كيف لهم أن يقرأوا هذه الخارطة المعقدة ويسيرون عليها.

الدين لا يرتقي بالإنسان ولا يريد ذلك..  منطلقاته جبانة خائفة رافضة للتواصل. منعزلة. يرى العالم خطرا .. موحشا. لا يؤتمن. إله الدين لديه المواصفات نفسها. لا يطيق خروج ما يزعجه وماذا يزعجه؟ أن لا تتحقق رغباته. 

على الجميع طاعته بشكل أعمي والويل لمن يعصيه. 

النبي كذلك لا يطيق ذلك!! 

ما هذا الهوس المرضي.. ؟

أين المشكلة في أن يظهر من يرفض تقديم الطاعة والولاء لك؟ 

هل هذا دين يعتز به الإنسان؟ هل هذا دين. يحترم الإنسان ويتفهم حجم معاناته والتحديات التي يواجهها؟ 

من يتمعن في رؤية الدين للعالم والأشياء يكتشف أنه لا يبالي بالإنسان. ولا يقيم له وزنا. 

هناك عطش جارف للسلطة الطاعة والخذلان وجعل الإنسان ذليلا خنوعا راضيا صابرا مضحيا وكل شيء سنال من نفسه وروحه وشخصيته ومن أجل ماذا؟ 

من أجل أن ينال رضا الإله ورسوله وأولي الأمر!!

لماذا لا نرى العكس؟ 

ما الذي يمنع؟

هذه المكانة العالية الرفيعة لهؤلاء سمحت لهم بالفوز بامتيازات استثنائية. والحصول على فرص إضافية وسط جماعة المؤمنين

أعني المؤمنين بهذا الطريق أو السراط المستقيم

طبعا لا أحد يعرف معنى هذا السراط جيدا ولا كيف يمكن له السير بدقة. ولكن هناك حل سهل لحسم المشكلة. 

كل ما عليه أن يسير وفقا لكل ما يقوله له المرشدين الدينيين المتواجدين بكثرة على هذا الطريق. وتحت شعار إنما المؤمنون أخوة.

وفقا لهذا المثال أو التمثيل لواقعنا بخارطة الطريق  سأطرح العديد من الإشكالات: 

أولا. هناك طريق أمامنا دائما. هذا شرط وجودي! حتى لو قررت أن أخرج من مكاني لأكل لفة فلافل مثلا. لابد أن أختار طريقا للذهاب إليه. لا فرق هنا بين الذهاب إلى مطعم أو المطبخ .. المهم هناك طريق يجب اختياره. 

على المستوى نفسه. هناك طريق لكل شيء نحتاجه أو نرغب به. وهذا معناه أننا يجب أن نضع خطة وطريقة للتصرف في كل شأن وأمر! هذا أمر مستحيل. لا يوجد إنسان يعرف كل شيء. أو يفعل كل ما يشاء ويرغب. المحصلة الإنسان كائن ضعيف وقواه محدودة. ولا يستطيع الحياة بمفرده أبدا. 

ثانيا: 

هناك أمر جيد وهو أننا نولد ونجد حولنا من يأخذ بيدنا ولديه معرفة جيدة بخارطة الطريق وفيها إرشادات تقدم جوابا لكل مشكلة وقضية ورغبة وطلب. بمعنى أننا نولد في حضن المستقبل. ولكننا لا نستطيع التوغل فيه دون الاستعانة بالماضي. 

ثالثا:

 نحن بحاجة لهذا الماضي. فبدونه لن نعرف كيف نتصرف. تخيل إنك وجدت نفسك فجأة في زورق وسط المحيط ولا توجد لديك أي فكرة عما أنت فيه. يجب أن تشرع بوضع خارطة جديدة كليا للخروج مما أنت فيه. وستكون محظوظا لو وجدت في الزورق خارطة قديمة وضعها بحارة قدماء، وفيها إرشادات تكفيك للخروج من المأزق. الأمر نفسه يحدث ولكن بشكل أكثر تعقيدا بكثير داخل مجتمعك الذي تنشأ فيه. لابد أن تلتزم بعادات وتقاليد مجتمعك وشرائعه وهذا ما يسمى ككل بالدين.

رابعا 

وعليه نحن مضطرون وفي كل أزمة أو حتى قضية عادية للعودة إلى حضن الماضي لكي نعرف ما نفعل مع المستجدات التي لا تنقطع ولو للحظة واحدة.  

هذه العودة تتطلب الإيمان بما نعود إليه. والثقة بالتعليمات التي توصينا بها خارطة الطريق التي وضعها أسلافنا. الحياة محيط كبير جدا. لا يمكن البقاء فيها دون وجود مرشد حقيقي أو مكتوب.  هذا المشد لدى المسلم نسميه القرآن والسنة. فيهما تحتمي الأغلبية وتؤمن. 

خامسا: 

كيف نصف مشاعر كل من يضطر إلى هذه العودة إلى الدين.. أي إلى خارطة الماضي القديمة؟  

هي مشاعر خوف بالتأكيد. وليس مشاعر إنسان مطمئن. إنها أشبه بالعودة إلى الأم التي ترعانا وتدارينا. شبهت مرة الدين بالأم. وهو كذلك فعلا. 

سادسا: .. كيف نحقق هذا العودة.. وماذا نجد حين نعود؟ نعود إلى كتب الأسلاف بحثا عن خارطة طريق تنقذنا من مخاطر المستقبل. أي أن نحارب المستقبل بالماضي. ولا توجد لدينا أي حل آخر. فنجد عندها كما هائلا من كتب الأسلاف وبلغة غامضة ومليئة بالتناقضات والتداخلات. ليس هذا فقط. نجد أنها كلها تتحدث عن قضايا لا علاقة لها بالحياة مباشرة. إنما بطاعة الله ورسوله. وأن ما لا يطيعهما هم كفرة ويجب عدم الترحم عليهم. فنضيع أكثر مما كنا ضائعين! فقد تبين أن الالتزام بخارطة الطريق مسألة إجبارية.. وأن هناك عقوبات صارمة على كل من لا يلتزم بها .. فما العمل ونحن لا نفهم شيئا من تعليمات هذه الخارطة؟  

سابعا: يظهر لنا رجال الدين فيقولون لدينا الحل! تعالوا ! حبايبي!!!! وصلتم           وهنا نسقط في الجب الذي وضعه القدماء للجميع و أرغموهم على التقيد بتعليماتهم. فتختار الأغلبية الإذعان وهو أحد معاني كلمة الدين.. فيما يختار الأقلية الصمت أو الاعتراض. وهنا تتنوع أشكل الاعتراض فيظهر لنا أمثال بحيرى وإبراهيم عيسى. فيقولون أن رجال الدين هؤلاء مثل عبدالله رشدي والحويني وغيرهم. دجالون ولا يطيقون إرشادات خارطة الدين الصحيحة. ومن بين المعترضين أشخاص مثلي ومثل حامد عبد الصمد وأرنست وكثيرون. فيقولون لنا لا يوجد رجل دين غير دجال كلهم دجالون! وأن ليست المشكلة في هؤلاء. إنهم مجرد أورام وبثور وقيح على وجه حياتنا وأيامنا السودة! إنهم ليسوا أكثر من ممثلين لتاريخ من الاستبداد والظلم عمره 1500 عام. مع هذا يقول لنا أصحابه والمنتفعين منه، إنه أفضل خارطة طريق وضعها بشر عبر جميع العصور والدهور! 

ثامنا: ونظرا لأن المشاركة باللعبة الدينية إجبارية ويجري تكفير وربما قطع رأس كل من يخرج منها. فإن الأغلبية المطلقة تفضل الإذعان. والسير ضمن السراط المستقيم الذي يقودنا فيه رجال الدين. بالضبط كما يفعل ضحايا متلازمة ستوكهولم. فعلى الأقل يوفر الإذعان والامتثال والايمان إحساسا بالانتماء. والامان. ويفوتهم الانتباه إلى أن الاحساس بالانتماء بات يمكن أن يتوفر بعشرات الطرق. بممارسة هواية معينة كالرقص أو الغناء أو العزف. أو بتشجيع فريق كرة قدم مثلا. أو التأمل أو التغني بحب الوطن وغيرها من الطرق. فلكل طريقة منها خطة وخارطة طريق. هذه كلها توفر الإحساس بأننا غير معزولين ولدينا صحبة ورفاق نشترك معهم في الاهتمامات نفسها.

مما سبق نجد أن وجود خارطة طريق لأي جماعة بشرية مهم جدا. ولا يمكن الاستغناء عنها. هذه الحقيقة القديمة ما زالت موجودة. لكن ما نعرفه عن الطرق الآن يختلف عما يعرفه القدماء. هم لم يكونوا يعرفون حتى طبيعة الأرض التي يوجد فيها الطريق. ولا طبيعة الإنسان وعلاقته ببقية الكائنات ولا يعرفون ما هي السماء التي فوقهم ولا النجوم .. لا يعرفون شيئا عن الهواء ولا كيف يعمل القلب والكلية والكبد مثلا.. هذه كلها قضايا لا تدخل في حساباتهم وأترك لكم ضرب ألف مثال على أن خارطة طريقة للحياة وضعت قبل 50 سنة لا تصلح للاسترشاد بها حاليا فكيف بخارطة مقدسة وضعت قبل ألفي عام؟ وأن علينا التمسك بها فقط لأنه مقدسة كما يزعم الكهنة؟ 

تاسعا: يتضح مما سبق أن مشكلة الإحساس بالانتماء أساسية جدا. ولا يمكن توفيره إلا بالمشاركة بتنفيذ خارطة طريقة واحدة. كما يقول جميع رجال الدين.  وكل منهم يدعي أن خارطته وحده هي الخارطة الصحيحة! وكثرة الأديان ورجال الدين يؤكد أن هذا الزعم مزيف وكاذب بشكل لا يقبل الجدل. 

عاشرا.. من النقاط السابقة يتضح أن الدين هو نتاج الماضي. وتجاربه وظروفه. المشكلة أن هذا الدين يقول إنه ليس نتاج الماضي! بل أنه غير تاريخي. ويجب علينا أن لا نعتبره نقطة انطلاق قابلة للتجديد والتطوير. كلا. أنه نزل علينا من السماء من حيث لا مكان ولا زمان! ومن كائن ليس كمثله شيء! مع هذا لديه رأس وعينين ويدين وساقين ويحمل عرشه ثمانية! 

11- يتبين أن هذا الدين ليس كالعلم. لا يقدم لأصحابه معرفة تراكمية. حاضره يجب ما قبله. على العكس إنه خارطة طريق مقدسة صحيحة في كل زمان ومكان حتى على المريخ! وهذه ليست طرفة. فهناك من وضع فقه الفضاء من رجال الدين فعلا! وكتب أطروحة دكتوراه في تحديد القبلة أثناء الطيران! 

12- وعليه يجب الالتزام بخارطة الطريق حرفيا. لا حاجة للقلق. ولا التفكير. امشي وراء العالم واطلع منها سالم! كل ما عليك أن تشغل عقلك في اتجاه واحد فقط هو في  أن تجيد قراءة الخريطة جيدا جدا! والعملية سهلة. فهناك آلاف الجوامع ورجال الدين والفضائيات 99و999 % من الكلام فيها حول طرق القراءة الصحيح لخارطة الدين التي ستبلغ قريبا عامها الألف و 500 سنة! 

13: هنا سنقع على مشكلة الدين الكبرى. وهي  أنه يعبد نفسه ويعبد خارطته الخاصة. ومتعصب جدا لها! ويثور أصحابه وأتباعه جدا، حين يخرج أحد من التابعين عليها. فلا يجوز لأي شخص أن يكون شخصا .. أي كائنا منفردا. يضع خريطته الخاصة بنفسه. ووفقا لحاجاته. و ظروفه وإمكانياته ورغباته. 

14- في النهاية أختم وأقول: أن الوقت حان لاعتبار هذه الخارطة القديمة التي يقال إنها مقدسة. مجرد إرث يستحق الاحترام لا أكثر من الماضي البعيد. وأنها خارطة وضعت لمكان وزمان وأشخاص مختلفين كليا عنا. وأن مكانها الصحيح هو في المتحف أو أماكن العبادة الخاصة بها. ولا يصح أن يسير على هديها (والهدي هو طريق  أيضا) أي إنسان ذو عقل قويم! 

15- ونخلص مما سبق أن لا مكان بيننا لكل من يحاسب الناس ويصنفهم وفقا لإرشادات وتعليمات وفتاوى هذا الخارطة البالية. أما من يفعل ذلك ويستجيب فهو إما تابع جبان ذليل أو وصولي مستفيد!