صحة وحياة

 العمر يتقدم والدماغ يتراجع..فما العمل؟

By nasser

April 10, 2015

أزاميل/ متابعة: من دون الدماغ لا نستطيع أن نتحرك. ومن دون الدماغ لا يمكننا أن ننطق، ومن دونه لا نتذكر، ولا يمكن أن نتعلم أو نفهم، ومن دون الدماغ لا يمكننا أن نشعر بشيء ولا أن نقوم بعمل.

لكن الحقيقة المؤلمة هي أن الدماغ ينكمش مع التقدم في السن، وقد أمكن التثبت من هذا الأمر بالتقنيات الحديثة التي حملت معها الخبر اليقين. وأكثر منطقة تتعرض للانكماش في الدماغ هي المادة الرمادية (الدماغ يتألف من مادة رمادية ومن مادة بيضاء) التي توجد فيها غالبية الخلايا العصبية المسؤولة عن الحواس، كالرؤية والسمع والنطق.

السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يترك انكماش الدماغ صعوبات على صعيد الحياة أو يشعل بعض الأمراض التي تزدهر في خريف العمر وشتائه؟

الإجابة على هذا السؤال ما زالت محط أخذ ورد بين فريق يقول أن الانكماش يترك تداعيات سلبية، وفريق آخر يستبعد حصول هذا الأمر.

وانكماش دماغ الإنسان ليس مسألة حديثة العهد، فقد سبق لمجلة “ديسكوفر” الأميركية أن عرضت تقريراً أظهر أنه خلال العشرين ألف سنة الماضية تقلص حجم دماغ الرجل من 1500 إلــــى 1350 سنتيمتراً مكعباً، أي أنـــه خسر حجماً هو بحجم كرة التنس، كذلك تقلص حجم دماغ المرأة بالقدر نفسه تقريباً. وقد علّق علماء على هذا الأمر بالقول أنه على رغم ذلك أصبح الدماغ أكثر فاعلية، في حين قال آخرون أن الإنسان ازداد غباء مع تطوره.

إذاً حجم الدماغ يتقهقــــر مع التوغل فــــي السن، ويبـــدو أن هنـــاك عوامل تساهم فـــي تراجـــع حجــم الدماغ، نشير هنا إلى عدد منها:

هل يمكن الوقاية من انكماش الدماغ؟

لا شك أن الحديث عن انكماش المخ أمر مرعب، لكن، شئنا أم أبينا، سنتعرض له مع التقدم في العمر، إلا أن الأمر المفرح هو أنه في إمكاننا أن نجعله يتقدم بصورة أبطأ باتباع النصائح الآتية:

1- التأمل الذهني، فقد خلصت نتائج دراسة حديثة نشـــرتها دوريـــة عـــلم النفــــس إلى أن ممــارسة رياضة والتأمل الذهني على مدى سنوات العمر يؤديان إلى تراجع أقل في حجم المخ المرتبط بكبر السن.

2- الرياضة، وجدت دراسة أميركية حديثة شملت نحو 300 شخص، وقادها الدكتور كيرك ايريكسون، أن ممارسة رياضة المشي 10 كيلومترات على الأقل أسبوعياً، ربما تكون من الأمور التي تساهم في الحد من انكماش المخ. أكثر من هذا، إذا صدقنا ما قاله عالم الأعصاب مارك ماتسون من المعهد الوطني الأميركي للشيخوخة، فإن ممارسة الرياضة مع الانتظام في الصيام، بين الحين والآخر، يعززان من فاعلية وظائف الخلايا العصبية في المخ، وفي تحسين الأداء في الاختبارات الإدراكية وتغيير وصلات الشبكة العصبية.

3- تعلّم أكثر من لغة، إذ كشفت دراسة نشرت في مجلة العلوم العصبية أن التحدث بأكثر من لغة يمنع شيخوخة الدماغ، ويؤخر انكماش المخ، وينشط الوظائف الإدراكية ويطيل عمرها إلى سنوات مديدة بعد منتصف العمر.

4- عليك بالسمك وزيته فهما غنيان بالأحماض الدهنية أوميغا-3 التي تساعد على تكوين خلايا الدماغ وتطويرها ودعم عملها، خصوصاً خلايا الذاكرة، ما يؤخر علامات التقدم بالسن.

وفي الختام، يجب أن نتوخى الحذر مـــن أمـــرين: التدخـــين، وتلوث الهواء، فهما يضـــربان الدماغ في الصميم إذ يحرمانه مــــن قسم كبير من الأوكســـيجــين، وإذا علمنا أن الــــمخ يأخذ 40 في المئة من أوكسيجين الدورة الدمــوية فإننا ندرك أهمية أن ينال الدماغ حصته كاملة غير منقوصة.