لا تثق بحدسك دائما..فنحن أسرى انطباعاتنا! وخاصة الخاطئة عن المرأة

الحدسأزاميل/ متابعة/ عن اراجيك: لبيب صالح : لا تثق بحدسك دائما: نحن أسرى انطباعاتنا ! أما فيما يتعلق بالانطباعات الخاطئة بين الجنسين فهي تمثل نموذجا عمليا واضحا.

كثيراً ما نشكل انطباعات عمن حولنا من التجربة الأولى معهم، ونصبح أسرى لهذه الإنطباعات التي تحكم طريقة تعاملنا مع الآخرين بتفاقم عسير يؤثر فينا قبل أن يؤثر فيهم.

Advertisements
Advertisements

وعلى الأغلب أنه يحصل بسلاسة قد لا نشعر معها بمدى ضخامة المشكلة التي نحياها! وأحياناً قد نتمادى في تشكيل الإنطباعات عن الغير  دون خوض تجربة معهم أصلاً، ثقة بحدسنا ونظرتنا للآخرين.

فنميل إلى خلق ذلك الإنطباع من اللقاء الأول عن طريق نبرة الصوت أو ملامح الوجه، ويبنى عليها تحديد طريقة التعامل مع ذلك الشخص!

تصبح هذه المشكلة أكبر وأعظم حينما تكون بين مسؤول أو قائد فريق ومن يعملون معه، ولست هنا بصدد طرح الأمر من منظور محسوبية أو عداوة مبيّتة..

بل أتحدث عن قائد الفريق الكفء  الذي قد يقع في هذا الفخ المسى “الحدس” دون أن يشعر، فيدمّر فريقه دون أن ينتبه.

بل ويجد من المؤشرات ما يجعله يؤمن بأن حدسه مصيب، وهذا ما يسمى بـ”تحقق نبوءة الذات” أو Self-Fulfilling Prophecy.

Advertisements

كمثال توضيحي.. افترض أنّك قمت بمقابلة شخصين للتعيين؛ ماجد ومنير. كلا الشخصين تم قبولهما، ولكنّك كوّنت انطباعاً من المقابلة بأن ماجد أكثر موهبة من منير، لربما من طريقة كلامه أو ما أبداه من ثقة بنفسه..

مجرّد تكوين هذا الإنطباع في الذهن هو ما سيحكم طريقة تعاملك مع كلا الشخصين، ستجد نفسك ميالاً أكثر لماجد، تعطيه نصائح ومشورات أكثر حينما تراجع عمله من تلك التي تعطيها لمنير دون أن تشعر بالفرق حتى.

الأمر أن إيمانك بأن ماجد أكثر موهبة يدفعك لتقدم خطوة زائدة. الصورة في الأسفل تساعد في استيعاب مدى تفاقم المشكلة؛ دعم أكثر لماجد يؤدي إلى اطراد في نجاحه.

Advertisements

والدعم الأقل لمنير يعني زيادة الانخفاض في منحنى نجاحه، وكلا المنحيين يثبتان أكثر وأكثر بأن حدسك مصيب، ولكن الحقيقة أن هذا الحدس هو ما سبب نجاح ماجد أكثر من منير!

الدماغ يفترض صحة قناعاتنا!

الدماغ البشري يعمل افتراضا بصورة تثبت أن قناعاتنا على صواب، طريقة تحليله للأمور والمجريات من حولنا تتعاضد لإثبات ذلك.

Advertisements

فالواحد منّا حينما ينظر لحدث ما فهو يراه من زاوية منبثقة من هذه القناعات وليس من زاوية مجرّدة مستقلّة عنها..

وعدم الوعي بهذه الحقيقة قد يجرّنا إلى تشكيل قراراتنا بصورة خاطئة. هذا لا يعني أن تعارض نظرة دماغك وتحليله للأمور بلا شك، ولكن أن تعي هذه الحقيقة ابتداء.

وأنه قد تكون هناك زاوية أخرى يجب أن أتجرّد وأحاول النظر منها حينما أتعامل مع الآخرين دون الإنجرار وراء قناعتي وكأنّها الحقيقة المطلقة المسلّم بها، والمحصلة تفاقم مشاكل كان يمكن أن تحلّ.

هذا الأمر ينطبق على تعامل الموظفين مع بعضهم، وتعامل الأصدقاء مع بعضهم، وأيضاً الأفراد في نفس العائلة! التصديق المطلق لقناعة ما، وهو الحدس في هذه الباب، ينحى بالدماغ إلى معالجة الأمور بطريقة انتقائية، فمدخلات عينيك واذنيك إليه تحلّل بطريقة تؤازر تلك القناعة ولا تلتفت إلى الحقائق الأخرى المحيطة، وهذا ما يطلق عليه في علم النفس البشري “الإنتباه الإنتقائي” أو Selective Attention.

الخطوة الحاسمة لتجنّب الوقوع في هذا الشرك هو الوعي الذاتي بحقيقته وما يؤثر به على دماغنا، ولعل هذه المقالة تساعد في ذلك، ومن ثم مراقبة أنفسنا في طريقة تعاملنا مع الآخرين منطلقين من قناعاتنا

هل تذكر مواقف قمت بالتعامل فيها مع غيرك بناءاً على حدسك وانتهى بك المطاف إلى تفاقم مشكلة بناها ذلك الحدس؟

أربعة انطباعات خاطئة يظنها الرجل عن المرأة

من خلال هذا الموضوع نستعرض أربع انطباعات خاطئة كونها الرجل عن المرأة، وكيف له أن يتخلص منها:

1- المرأة ترضى بأي رجل يتقدم إليها لمجرد أنه يمتلك الحد الأدنى من متطلباتها: الرجل بطبيعته “لعوب” ويحب التعرف على النساء بشكل متواصل، والانتقال من واحدة لأخرى كلما شعر بالملل، لكنه يظن أن مجرد توافر الحد الأدنى من حاجات ومتطلبات أي امرأة لديه سيجعلها صيدا سهلا له، لدرجة أنه عندما يتقدم إليها يكون موقنا أنها ستستسلم له حتما.

لكن معظم النساء في الحقيقة، خاصة من حصلن على قدر كبير من التعليم والثقافة، وأصبح لديهن درجة كبيرة من الوعي، قد أصحبن يتطلعن للأفضل، ولم يعد الرجل العادي هو الهدف والحلم بالنسبة لكل منهن، بل بتن يحلمن برجل غير عادي، ليستطيع أن ينقل امرأته إلى عالم مختلف ملئ بالحيوية والمغامرة، وبعيدا عن حالة الملل والرتابة التي عاشتها في بيت أسرتها.

2- المرأة سريعة الغضب وتعشق الشجار مع الرجل: هذا الانطباع غير صحيح بالمرة ومحرف تماما عن الحقيقة، فالمرأة مخلوق حساس، وهي أكثر حساسية بالتأكيد عن الرجل، لكن تختلف طبيعة المرأة عن الرجل، في أنها ليست كتومة مثله ، فهي لا تفضل الانغلاق على أوجاعها كما يفعل الرجل.

وإنما تميل للتعبير عما يضايقها أولا بأول.. هي لا تنتظر من الرجل أن يتشاجر معها – ظنا منه أنها بذلك تتخلص من الطاقة السلبية بداخلها – ولكنها تحتاج لرجل متفهم يقدر صراحتها وحقها في التعبير عما بها بشكل صريح دون أن يكون كلامها بالضرورة تحريضا على التشاجر معه.

Advertisements

3- المرأة طائشة وتغير رأيها مرارا: فقط لأن المرأة مخلوق عاطفي، فإن الرجل يظن انها لا تستخدم عقلها أبدا في الحكم على الأمور، وأن تبدل مشاعرها يجعلها تغير رأيها مرارا وبشكل سريع، بل إن بعض الآراء الذكورية تتطرف كثيرا في وصف المرأة بأنها “ليست قادرة على اتخاذ القرار من الأساس”.

وهذا تجنٍ كبير على المرأة، لأنه في الحقيقة المرأة لا تغير رأيها فيما يخص أي قضية أكثر مما يفعل الرجل، فقط هي تتعامل مع المعطيات الجديدة التي تطرأ وبالتالي تبدي استعدادا لتغيير رأيها بعد أن ترى الأمور من منظور مختلف، لكن هذا لا يعني انها طائشة أو هوائية ولا تستخدم عقلها.

فقط هي تعطي للرجل هذا الانطباع لمجرد أنها تفصح كثيرا عما يدور برأسها – بينما يفكر الرجل عادة بصمت – فيظن أنها تغير رأيها بينما هي في الحقيقة تقوم بتقييم الأمر لاتخاذ قرار واضح. عزيزي الرجل. اعلم أن المرأة اذا غيرت رأيها بشأن شئ ما، فإنه بالتأكيد هناك سبب قوي وحقيقي لهذا التغيير، وأن الأمر ليس محض نوبة عاطفية تجتاحها لحظة اتخاذ القرار.

4- المرأة عندما تتأكد من حب الرجل لها، تسعى للسيطرة عليه: يظن الرجال أن المرأة كائن متسلط يبدي نوعا من البراءة والرقة حتى يتمكن من ايقاع فريسته، قبل أن يظهر وجهه الحقيقي.

بالطبع هذا الانطباع خاطئ تماما، فالمرأة مخلوق متسامح ومتفهم ولديه قدرة كبيرة على التكيف مع المواجهات والمشكلات المختلفة، هي لا تسعى للسيطرة على الرجل، بل تعشق الحياة في كنفه وتحت رعايته وحمايته. نصيحة لك عزيزي الرجل: لا تتعامل مع المرأة بنوع من الندية وكأنكما في حلبة صراع، بل استغل نقاط التوافق بينكما لتتفاهم معها بشكل أكبر، ولا تجعل نقاط الخلاف تجعلك قاسيا أو جبارا في التعامل معها.

شاهد أيضاً

الدين هو المؤامرة والشيطان هو المصمم الذكي ج1

أعلن المفكر منصور الناصر في عنوان رئيس لمقال له عن اكتشاف حقيقة الدين..كما نشر فيديو …