الرئيسية

بيت الإعلام العراقي ينشر تقرير الرصد السابع للتغطية الصحافية العراقية والعربية والدولية لأحداث تكريت

By nasser

April 24, 2015

القصة الصحافية الضائعة

أحداث تكريت: حضرت الترجمة.. وتوارى المراسل الميداني 

رصد “بيت الإعلام العراقي”، في التقرير السابع، التغطية الصحافية للأحداث التي تلت تحرير مدينة تكريت من مسلحي تنظيم “داعش”، منها حوادث سلب ونهب منازل ومحال تجارية ومرافق مؤسسات حكومية وخاصة.

وتناول التقرير رصد التغطية، عبر محاور، “التغطية العربية والأجنبية، التغطية المحلية، استعمال التغطية لأغراض التحريض”.

التسلسل الزمني

١: في الاول من أذار (مارس) 2015، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي انطلاق عمليات عسكرية لاستعادة السيطرة على محافظة صلاح الدين من مسلحي تنظيم داعش.

٢: الثالث من أذار (مارس) بدأت مئات العائلات بالنزوح من مناطق القتال في محافظة صلاح الدين.

٣: أعلنت وزارة الداخلية العراقية في 4 أذار (مارس) عن تحرير 97 منطقة في محافظة صلاح الدين من سيطرة تنظيم داعش.

٤: في يوم 6 أذار (مارس)، أكدت قيادة هيئة الحشد الشعبي تحرير ناحية الدور التابعة لمحافظة صلاح الدين بالكامل من تنظيم “داعش”.

٥: في يوم 9 أذار (مارس)، تحرير ناحية العلم من قبل القوات الامنية العراقية.

٦: في 10 أذار (مارس) سيطرت القوات العراقية بمساندة قوات الحشد الشعبي على مستشفى تكريت التعليمي ورفعت العلم العراقي فوق المبنى.

٧: في 11 أذار (مارس) دخلت القوات العراقية شرق مدينة تكريت.

٨: في 12 أذار (مارس) وصلت القوات العراقية المشتركة إلى وسط مدينة تكريت وسيطرت على حي القادسية (شمال تكريت) حيث خاضت حرب شوارع لطرد مسلحي “داعش”.

٩: في 22 أذار (مارس) وصلت تعزيزات كبيرة من اعتدة وسلاح وغطاء جوي إلى المحافظة للاستعداد لاقتحام مدينة تكريت.

١٠: في 26 أذار (مارس)، أعلن التحالف الدولي شن ضربة جوية ضد مواقع التنظيم في مدينة تكريت للمرة الأولى، بعد توقف دام نحو أسبوع للعمليات البرية الكبرى.

١١: في 31 أذار (مارس) أعلن مقاتلو الشرطة الاتحادية عن تمكنهم من تطهير مجمع القصور الرئاسية في تكريت وتحرير أغلب احياء المدينة.

١٢: في الاول من نيسان (ابريل)، اصدرت وكالة رويترز تقريرا عن الانتهاكات وعمليات السلب والنهب في تكريت.

١٣: في 3 نيسان (ابريل) العبادي يأمر بالتصدي لحالات التخريب بتكريت واعتقال اي شخص يقوم بذلك.

الرصد

أولاً: التغطية العربية والأجنبية

كانت وسائل الإعلام الأجنبية، أول من نشر أخبار عمليات الحرق والنهب التي جرت في تكريت في 1 من نيسان (ابريل) الحالي، وانتزعت وكالة “رويترز” السبق الصحفي للحدث، في تقرير مفصل كان مصدرا للكثير من وسائل الاعلام الاجنبية والعربية وحتى المحلية.

من الواضح، بحسب الرصد، أن وسائل الإعلام الأجنبية استندت على تصريحات من مسؤولين صريحين بالدرجة الأساس وعلى مراسليها في الدرجة الثانية، كما يلاحظ أنها لم تغطي الحدث من وجهة نظر سياسية كثيرا، وركزت على تفاصيل الحادث وتداعياته وتفاعلاته.

ولاحظ “بيت الاعلام العراقي” أن الصحافة الاميركية لم تهتم كثيرا بالحادثة، بينما اولت وسائل الاعلام البريطانية اهتماما كبيرا بها، ونشرت سلسلة تقارير شبه يومية عن منذ وقوع الحادثة وحتى بعد أسبوعين من زمان حصولها.

لوحظ أن تغطية وسائل الإعلام العربية للحادثة تباينت بشكل لافت بين مهتمة جدا بالحادثة حيث خصصت لها عشرات التقارير والمتابعات والتحليلات، وبين عدم مكترثة مكتفية بالبيانات الرسمية المحلية او الدولية التي نشرت بشان الحادثة.

يكشف الرصد إن وسائل اعلام عربية ربطت الحادثة باغراض سياسية بعيدة عن الشق الامني المتعلق بها، واستخدمت مصطلحات وكلمات “هجومية” و”مستفزة” في بعض الاحيان.

ولاحظ “بيت الاعلام العراقي” إن الاعلام الايراني كان حاضرا بقوة في العمليات العسكرية في تكريت منذ بدايتها، حيث أوردت قناة “العالم”، والوكالات الاخبارية الرسمية اخباراً آنية عن مجريات المعركة، تجاهلت فيها الحادثة وتطرقت لها من باب نفي حصولها مستندة على تصريحات لنواب في “التحالف الوطني”.

التغطية الاجنبية

شمل الرصد عينة من ابرز وسائل الاعلام الغربية الاوربية والاميركية والايرانية حول تغطيتها للحادثة وهي:

١: وكالة “رويترز”

انفردت “رويترز” بنشر تقرير مفصل من (1796 كلمة) كلمة مع العديد من الصور حول حالات السلب والنهب التي جرت في تكريت في 1 نيسان (ابريل)، واستندت على اثنين من مراسليها قالت انهم كانوا في تكريت وقت الحادثة، وتصريحات لعدد من ضباط الجيش من دون ذكر اسمائهم قالوا إن فصائل من الحشد الشعبي حرقوا منازل ومخازن، كما دعمت “رويترز تقريرها بتصريح من رئيس مجلس محافظة صلاح الدين احمد الكريم الذي اتفق مع تصريحات الضباط وايضا أحد النواب عن المحافظة.

وتضمن التقرير فقرات تحليلية حول مدى سيطرة رئيس الوزراء حيدر العبادي على قوات “الحشد الشعبي” والصراعات بين ايران والولايات المتحدة، ومحاولات للتاثير على الحكومة العراقية من قبل بعض فرقائها السياسيين المحليين.

ولم تذكر “رويترز” اسماء مراسليها في تكريت وقالت إن اسباباً امنية وراء ذلك لكنها نشرت اسم نيد باركر الذي شارك في كتابة الموضوع من بغداد، في حين التحرير كان لـ”مايكل وليامز”.

٢: ديلي ستار

خصصت “ديلي ستار” تغطية واسعة للحادثة، لكنها متأخرة، إذ لم تنشر معلومات عن حالات السلب والنهب الا يوم 7 نيسان (ابريل) وركزت على تصريحات لرئيس الوزراء حيدر العبادي خلال مؤتمر صحافي مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني في اربيل تحدث فيه عن 152 منزلا ومحلا هو ما تم تدميره وحرقه بسبب الخروقات، واستمرت بتغطية الحادثة مع تفاعلاتها في الأيام اللاحقة.

٣: ديلي ميل

استعانت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية بتقرير وكالة رويترز عن الحادثة، كما انها نشرت موضوعا مستقلا تحت عنوان “الفصائل الشيعية خارج سيطرة الحكومة”، واوردت في التقرير العديد من الصور في تكريت بشان الحرائق، فضلاً عن تصريح لرئيس مجلس محافظة صلاح الدين احمد الكريم.

٤: واشنطن بوست

لم تنشر صحيفة “واشنطن بوست” أي خبر عن الحادثة الا بعد مرور أيام عدة على حصولها، ولاحقاً جاءت تغطيتها سطحية، واكتفت نقلت عن مسؤولين تحدثوا عن الحادثة إنه ربما ميليشيات عراقية ارتكبتها، وقالت في تقريرها الأول عن الحادثة إن المدينة كانت مدمرة في الاصل بسبب المعارك.

٥: نيويورك تايمز

تناولت صحيفة “نيويورك تايمز” الاميركية الحادثة بتغطية بسيطة ونشرت تقريرا بعد أيام عن الحادثة، عن اتهام لصوص بالحادثة وقيام رئيس الوزراء حيدر العبادي باصدار اوامر باعتقالهم، ولكنها تناولت أيضاً تقرير وكالة “رويترز” عن الحادثة دون تعديل، أو متابعة.

٦: وول ستريت جورنال

نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الاميركية تقريرا عن الحادثة بعد أيام عدة من وقوعها، وتضمن التقرير تصريحات عديدة من جميع الاطراف وباسماء صريحة، وبقيت الصحيفة تتابع تفاعلات الحادثة من البيانات الرسمية المحلية والدولية عبر التحليل.

٧: فرانس 24

استعانت “فرانس 24” بتقرير لوكالة AFP التي استعانت بدورها ببيان لرئيس الوزراء حيدر العبادي باعتقال المتورطين بحوادث السلب والنهب والحرق في تكريت كتأييد لحصول الحادثة، ونقلت تصريحات عن أعضاء في “الحشد الشعبي” قالوا إن مخربين ارتكبوا الجريمة.

٨: قناة العالم

لم تتناول قناة “العالم” الايرانية” الحادثة مطلقا، وركزت على تصريحات لمسؤولين عراقيين بشان الانتصار الذي تحقق في المدينة.

وفي 4 نيسان (ابريل) نشرت تقريرا بعنوان “الحشد الشعبي بالعراق يعلن تسليم تكريت للشرطة المحلية”، ونقلت عن المتحدث باسم الحشد تصريحا يعلن فيه تسليم المدينة الى الشرطة، وقال ايضا إن “هناك من حاول تشويه الانتصار”.

التغطية العربية

١: قناة الجزيرة

غطت القناة القطرية الحدث في اول يوم من حصوله واستندت اول الامر على شهود عيان قالوا إن عناصر من “الحشد الشعبي” يحرقون المنازل ويسرقون المحال التجارية، ومن ثم تبعته بتقرير ينقل عن رئيس مجلس صلاح الدين تصريحا منقولاً من وسيلة إعلام أخرى لم تذكرها، يقول ان عمليات حرق وسلب تجري في المدينة.

كما نقلت بيانا لرئيس الوزراء حيدر العبادي عن محاسبة المتوطرين وبياناً اخر لنائب رئيس الجمهورية اسامة النجيفي تضمن استياءه من الحادثة، واستمرت التغطية للحادثة بشكل مكثف، ومع كل يوم يمر تزداد العناوين الصحافية شدة وتعبئة، مثلا عنونت احد تقاريرها، “بعد تخريبها تكريت.. مليشيات الحشد تقتل عمالاً بديالى”، واستندت على مقاطع فيديو نشرت على الانترنيت بشأن تكريت.

٢: قناة العربية

قناة العربية من اولى وسائل الاعلام العربية التي نقلت الحادثة وبثت خبرا عاجلا نقلا عن مراسلها في تكريت بان عمليات حرق وسلب تجري في المدينة وضمنته تصريحا لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ينتقد ما اسماها “الميليشيات الوقحة”، وبعدها بساعات قالت “العربية” في خبر عاجل إن مجلس محافظة صلاح الدين ينسحب من تكريت بسبب عمليات الحرق والسلب، ولم توضح مصدر المعلومة، ومن ثم نشرت اسم رئيس مجلس المحافظة احمد الكريم كمصدر للتصريح.

بعد ذلك نشرت “العربية” سلسلة تقارير يومية عن الحادثة واستندت على بيانات رسمية دولية اميركية واممية عن مخاوف من خروقات ضد حقوق الانسان، وتباين استخدام المصطلحات اثناء ملاحقة الخبر بين مصطلح فصائل “الحشد الشعبي” وبين ميليشيات “الحشد الشعبي” و الميليشيات الشيعية.

٣: الاتحاد

لم تنشر صحيفة “الاتحاد” الاماراتية اخبارا عن الحادثة الا بعد أيام على حصولها، ونشرت تقاريرا، موضوعه الرئيس انسحاب الحشد الشعبي من المدينة، وضمنته يباناً لرئيس الوزراء حيدر العبادي طالب فيه اعتقال المتورطين بالحادثة ومحاسبتهم، وبعدها نشرت تقريرا تحت عنوان “تكريت بعهدة الأمن.. والعشائر تتهم إيران بأعمال انتقامية”، ولكنها لم تذكر من هم العشائر ولم تورد أي تصريح عن ذلك.

٤: القبس

تناولت صحيفة “القبس” الكويتية” الحادثة بعد صدور بيان رئيس الوزراء حيدر العبادي، ونشرت البيان كموضوع رئيس لها، وتناولت خبر مغادرة محافظة صلاح الدين ورئيس مجلسها مدينة تكريت احتجاجا على الخروقات، ولم تضف أي اخبار او تصريحات اخرى.

٥: الاهرام

نشرت صحيفة “الاهرام” المصرية موضوعا عن الحادثة بعد وقوعه بايام عدة، وكتبت موضوعا تضمن بيان العبادي بشكل رئيسي وضمنت الموضوع فقرات من تقرير وكالة “رويترز”، وبعدها نشرت موضوعا عن الاتفاق على انسحاب “الحشد الشعبي” من تكريت بتصرحيات من مسؤولين محليين لكنها غير صريحة.

٦: العربي الجديد

تحت عنوان لافت “شعارات فارسية وحرق منازل في تكريت”، اصدرت صحيفة “العربي الجديد” القطرية تقريرا بعد يوم على حصول الحادثة واستندت على تصريح من أحد عشائر تكريت، قال إن “عشرات المحال التجارية والمنازل احترقت”، ونقلت عن مصدر غير صريح في وزارة الدفاع، إن “إن عناصر المليشيات باتوا يتواصلون مع معارفهم، ويسلموهم المسروقات على باب مدينة تكريت، ثم يعودون مرة أخرى لتحميل سرقات أخرى، بغية إرسالها إلى محافظاتهم، لبيعها هناك”.

واستندت في التقرير على انباء قالت انها من مواقع التواصل الاجتماعي حول حرق المنازل وكتابات باللغة الفارسية” على جدران المدينة في تكريت.

٧: الشرق الأوسط

تناولت صحيفة “الشرق الأوسط” الحادثة بعد يومين من حصولها ونشرت تقريرا بعنوان “عمليات السرقة وحرق المنازل تحجب أضواء الانتصار في تكريت”، واستندت في التقرير على تصريحات من نائب عن الانبار، وبيان رسمي لأحد رجال الدين الشيعة يحذر من ما أسماه “فتنة النصر”، كما نقلت تصريحاً عن “محلل سياسي”، فيما أوردت بيان العبادي عن محاسبة المتورطين.

٨: الحياة

تناولت صحيفة “الحياة” الحادثة بعد اربعة أيام من حصولها، ونشرت موضوعا بعنوان “الحشد الشعبي” يغادر تكريت، استندت فيه على بيان العبادي، وشهود عيان قالوا انهم شاهدو فصائل الحشد وهي تنسحب من المدينة، ونقلت تصريحا عن رئيس مجلس تكريت احمد الكريم إن “الشرطة الاتحادية هي التي ستتسلم مهمة مسك الارض بعد انسحاب الحشد من المدينة”.

ثانياً: نفي الواقعة.. وتضخيمها

درس تقرير الرصد تغطية نماذج مختارة من وسائل الإعلام العراقية المحلية، من جهة نفي الواقعة تماماً، أو المبالغة في حجمها ودرجة سعتها.

نفي الواقعة

١: لم تتطرق الوسائل الإعلامية التابعة لجهات سياسية او دينية، لديها أذرع وفصائل مسلحة ضمن قوات الحشد الشعبي، إلي حدوث عمليات سلب ونهب عقب طرد مسلحي تنظيم داعش من مدينة تكريت، منها قناة “الاتجاه” ووكالة “الاتجاه برس” التابعتين لكتائب حزب الله، و”الغدير” التابعة لمنظمة بدر، وراديو العهد التابع لكتلة الاحرار البرلمانية المقربة من التيار الصدري، و”افاق” التابعة لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي.

وكذلك مواقع اخبارية متعددة مثل “دولة القانون” و”وكالة اخبار براثا” و”كنوز ميديا” وشبك انباء الاعلام العراقية ووكالة بلادي وغيرها. في المقابل، ركزت على الانتصارات التي قامت بها قوات الحشد الشعبي في مدينة تكريت، واكدت عودة الحياة الطبيعية للمدينة.

ووصفت أي جهة تتهم قوات الحشد الشعبي بارتكاب انتهاكات في تكريت بأنها “كاذبة”، أو “طائفية”.

وقامت بعض الوسائل الاعلامية بنفي بصورة قاطعة حصول عمليات سلب ونهب في تكريت، معتبرين تلك الأخبار للتغطية على انتصارات قوات الحشد الشعبي.

١: نسبت قنوات، مثل “الغدير”، عمليات السلب والنهب إلى عناصر داعش او المتورطين بجريمة سبايكر، واعتبرت ذلك “تشويهاً” لسمعة قوات الحشد الشعبي.

٢: اعترفت بعض القنوات، مثل قناة “الاتجاه”، بحدوث انتهاكات، عبر نشر خبر واحد مقتضب عن امر حيدر العبادي رئيس الوزراء بملاحقة مرتكبي حالات التخريب في تكريت.

٣: أهملت اغلب تلك القنوات نشر البيانات الصحفية التي اصدرها رئيس الوزراء حيدر العبادي ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري الداعية إلى محاسبة كل من يقوم بالانتهاكات في تكريت.

تغطية متأخرة.. بعد تجاهل

٤: تجاهلت شبكة الاعلام العراقي الخبر في اليومين الاولين لحدوث عمليات الانتهاكات، إلا أنها في ٣ نيسان (أبريل) نشرت اخباراً عن طريقة تعامل الحكومة مع منفذي الانتهاكات.

٥: تجاهلت عدد من الوسائل الاعلامية هذه الأحداث في بداية الأمر، ليصل الأمر إلى أن بعضها اصدر اخبار تنفي الحادثة، ولكنها تراجعت عن مواقفها في وقت لاحق.

٦: نشرت قناة دجلة الفضائية في يوم الاول من نيسان خبرا نقلت فيه نفي النائب مشعان الجبوري للاخبار التي وردت عن انتهاكات التي وقعت في تكريت، إلا انها قامت بنشر اخبار تشير إلى حدوث انتهاكات بعد 4 نيسان (أبريل).

٧: نشرت قناة الرشيد خبر عن حدوث الانتهاكات بعد اربعة ايام من تقرير وكالة رويترز.

مبالغة في تغطية الانتهاكات

٨: نشرت قناة الشرقية في 2 نيسان (أبريل) اخباراً عن عمليات السلب والنهب في تكريت بعد يوم واحد على تقرير رويترز.

٩: ركزت قناة الشرقية على هذا الموضوع ووصفت ممن قاموا به بـ”عناصر غير منضبطة”.

١٠: نشرت محطات تلفزة ووكالات أنباء، صوراً وثقت نشوب نيران في مباني ومحلات تجارية قرب عناصر من القوات الامنية، لكنها لم تكن موثوقة لجهة أن النيران ناجمة عن عمليات حرق، وليس من جراء العمليات العسكرية.

١١: قامت قناة التغيير بعرض صور قالت انها لعمليات سلب في مدينتي الدور وتكريت لكنها لم تفصح عن مصدر الصور، ووصفت الاشخاص الذين قاموا بالخروقات بـ”العناصر الميليشياوية”.

وقامت القناة، أيضاً، بنشر بيان من جهات غير معروفة تندد بعمليات السلب والنهب، مثل بيان صدر عن “القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية السابقة”، من دون أن توضح هوية تلك القيادة أو من يقودها.

١٢: اعتمدت بعض المواقع الاخبارية نفس الأسلوب أعلاه، مثل وكالة “الاخبارية” وموقع “باس نيوز” وموقع “ساحات التحرير” وغيرها.

ثالثاً: تغطية بهدف التحريض

رصد تقرير “بيت الإعلام العراقي” نمطاً تحريرياً في تغطية أحداث تكريت لاتهام أحد أطراف المعادلة العسكرية والأمنية في المدينة، وجاءت عمليات السلب والنهب كمادة للاستهداف.

مناهضة الحشد الشعبي:

اشتركت في التغطية وسائل إعلام، تعمدت إغفال تصريحات قادة الحشد الشعبي والشخصيات السياسية والعشائرية التي نسب إليها القول بوجود دوافع ثأرية محلية، فضلاً عن تأويل البيانات الحكومية بما يدعم وجهة نظرها.

وأدناه نماذج مختارة من هذه الفئة:

1: الوكالة الإخبارية للأنباء: نشرت مجموعة من التقارير تحت عناوين مثل “انسحاب رئيس مجلس صلاح الدين ومحافظها من تكريت احتجاجاً على خروقـات الميليشيات والحشد يدعوهما للعودة”، و”الكربولي: أعمال السلب والحرق في تكريت تجعلنا نعيد حساباتنا بإشراك الحشد في تحرير الأنبار”، و”شهادات صحفية عن انتهاكات قوات الأمن والحشد الشعبي في تكريت”،  ونقلت عن صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية، تقريراً بعنوان “صحف غربية: دمار ومجازر مفزعة في تكريت”، أبرز ما ورد فيه، ”وجود أدلة تبعث على الفزع على حدوث مجازر في مدينة تكريت، وذلك بعد فرار مقاتلي تنظيم داعش منها.

ولم تتضمن تقارير الوكالة أي إشارة لتصريحات أي من قادة الحشد الشعبي أو ذكـر لما نسب إلى مصادر محليـة من وجود دوافع ثأرية بين عشائر المنطقة أدت إلى حوادث النهب والتخريب بينما نشـر موقع “شبكة عراقنا الإخبارية” من جهته تقريرا قال فيه نقلاً عـن قناة الجزيرة القطرية “نازحون يتهمون الحشد الشعبي” بالنهب والحرق بتكريت”، مرفقا بمقطع فيديو يصور احتراق مجموعة محال تجارية، وتضمن شهادات لعدد من سكان المدينة من بينهم شخص باسم “قحطان الكريم – وهو أحد شيوخ العشائر في تكريت – قال إن أعمال النهب والسرقة شملت مناطق البو عجيل والدور وتكريت، وهي مناطق استعادتها القوات العراقية من تنظيم الدولة.

وأضاف الكريم – الذي طال منزله النهب والحرق- في مقابلة مع الجزيرة، أن أكثر من 40 في المئة من البنى التحتية والمحلات التجارية في تكريت تم نهبها.

2: موقع باس نيوز: نشر الموقع الكوردي تقريراً بعنوان، “مصدر: عناصر ميليشيا موالية لإيران ينبشون قبور عسكريين في تكريت”، ذكر فيه أن مسلحين تابعين لميليشيا حزب الله الموالي لإيران اقتحموا مقبرة تكريت وقاموا بالعبث بقبور تعود لعسكريين عراقيين من أهالي المدينة كانوا قتلوا في الحرب بين البلدين للفترة 1980-1988.

وأضاف المصدر، أن “رفاة القتلى تم إخراجها ونثرها خارج القبور من قبل المسلحين”، تبعته تقارير عدة نسبت في أحدها إلى مصدر في حكومة محافظة صلاح الدين استمرار عمليات السلب والنهب وحرق المنازل والمحلات على الرغم من قرار رئيس الحكومة بإخراج مليشيات الحشد الشعبي من مدينة تكريت.

وفي تقرير آخر تحت عنوان “عشائر تكريت تهدد بالمطالبة بحماية دولية” من الميليشيات الشيعية إذا لم تتدخل بغداد”، وأورد الموقع بياناً عن مجلس شيوخ عشائر تكريت ووجهائها، استنكروا سلب ونهب وتفجير وممتلكات منازل المواطنين ودوائر الدولة والمساجد، وأعمال الخطف وقتل العوائل الباقية في المدينة من قبل “الحشد الشعبي ومليشيات إيرانية بدوافع طائفية”.

٣: ذهب موقع “وكالة أنباء كركوك” في الاتجاه ذاته، حيث نشر عدة تقارير بعناوين صادمة مثل “بالصور.. تكريت تحترق بعد التحرير” وتحته مجموعة من الصور منقولة من مقاطع فيديو وصور متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي لمنازل ومحلات تجارية محترقة، وتقرير منسوب لمصدر خاص عن مواصلة كتائب حزب الله المنضوية في قوات الحشد الشعبي أعمال التفجير والنهب في حي “القادسية” ورفضه الانسحاب بالرغم من أن الحكومة العراقية وقياديي الحشد الشعبي أصدروا أوامر بالانسحاب من داخل مدينة تكريت، فضلاً عن تقرير مترجم منقول من وسيلة إعلام أخري، بعنوان ” عميل سابق بـCIA: أحداث تكريت تمهد لتقسيم العراق” بنى على حوادث النهب والسلب تحليلاً جاء فيه:

”إن ما يحصل اليوم في تكريت بعد دخول القوات العراقية مدعومة بالمليشيات الشيعية إليها يمهد لتقسيـم العراق إلى ثلاث دول للأكراد والسنـة والشيعة، محذرا من اندلاع حرب دينية أهلية في البلاد، خاصة مع الضغط الإيراني الذي يرغب في تطبيق أجندة شيعية بالعراق”.

٤: وكالة الاستقلال: نشر موقع الوكالة ذات التقارير التي وردت في وسائل وردت في هذ الجزء من الرصد، مع تغيير في العناوين باتجاه تحريضي أكثر، مثل “ماذا سيفعلون بنينوى الأنبار.. عناصر حزب الله العراقي ينبشون قبور شهداء القادسية بتكريت ومقتل قيادي بفيلق بدر بحمرين”.

وظهر نمط من التأويل في الأخبار، ” شهادة جديدة.. لواء علي الأكبر التابع للسيستاني يعلن انسحابه من تكريت لإخلاء مسؤوليته مما يحصل فيها من قتل وحرق التكارتة المدينة المحررة”.

٥: نشر موقع “ساحات التحرير” أخباراً قال إنها حصرية رفعت مستوى خطورة الأحداث بدرجة أعلى مثل، “مصادر إعلامية: حالات النهب والسرقة في تكريت بلغت 1800 حالة” جاء في متنه، ” أن الانتهاكات التي ترتكبها ميليشيات مندسة في الحشد الشعبي قامت بتنفيذ إعدام بحق العوائل التي تم اعتقالها عند دخولهم تكريت بمن فيهم النساء والأطفال مبينةَ أن بعض جثث المغدورين تم العثور عليها بمنازلهم في المدينة”.

التغطية المؤيدة للحشد الشعبي

وشملت غالبية وسائل الإعلام الرسمي والحزبي والديني الشيعي، لكن تعمدت التهوين من خطورة الأحداث والتشكيك في هوية مرتكبيها ومن ثم محاولة ترويج تصريحات لشخصيات نيابية وعشائرية سنية من محافظة صلاح الدين، ألقت اللوم في أعمال النهب والحرق على عاتق بعض العشائر التي لها ثارات مع مسلحي وأنصار تنظيم “داعش”.

١: موقع كنوز ميديا: أبرز الموقع تصريحاً للنائبة فائزة ألعبيدي، التي قالت “إن ما حدث من سرقات ونهب وحرق في تكريت هي عمليات ثأرية داخلية”، فيما انتقدت القنوات الإعلامية التي “حاولت إبراز الحالات السلبية بدلاً من ايجابيات تحققت من وراء انتصارات القوات الأمنية والمتطوعين”.

٢: نشر موقع “المركز الإعلامي للبلاغ” تقريراً عن المؤتمر الصحافي لنائب قائد الحشد الشعبي تحت عنوان “المهندس: الحشد الشعبي غير مسؤول عن السلب في تكريت” أوضح فيه نائب قائد الحشد الشعبي أن “هناك عصابات موجودة ومعروفة وهناك نزاعات داخلية ومحلية بين العشائر فهناك مثلا نزاعات بين البوعجيل وبين عشيرة معينة وبين بلد ويثرب، وبين يثرب والضلوعية.

٣: نشر موقع “شبكة أخبار النجف الأشرف” تصريحا للنائب عن البصرة توفيق ألكعبي قال فيه أن عصابات داعش وزعت منشورات قبل تحرير تكريت تهدف إلى تشويه سمعة الحشد الشعبي وأن الحكومة المركزية عثرت على منشورات ووثائق وزعت من قبل عصابات داعش تحرض أعوانهم على السلب والنهب وسب الصحابة قبل البدء بعملية تحرير تكريت بهدف تشويه سمعة الحشد الشعبي“، لكن الموقع، ولا النائب لم يقدما نموذجاً من تلك المنشورات.

ونقلت الشبكة عن وكالة نون قولها أنها حصلت على وثيقة للدولة الإسلامية في العراق والشام تؤكد بان عناصر تنظيم داعش الإرهابي قاموا بعمليات السلب والنهب في تكريت وحرق المنازل والمحلات التجارية، تنص على مجموعة من التعليمات أصدرها التنظيم الإرهابي إلى عناصره الذين فروا من المدينة بعد تطهيرها من قبل القوات الأمنية والحشد الشعبي، لكنها تنظيم “داعش” لم يعد يستعمل في بياناته اسم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”.

ونشرت الشبكة، أيضاً، بيانا منسوبا لوزارة الداخلية أكدت فيه أن تنظيم (داعش) قام بحرق المنازل قبل مغادرة المدينة، كما نشر الموقع تصريحاً للنائب هيثم الجبوري قال فيه ” مجموع المحال المحروقة لا يتجاوز الـ10، ولم يكن للحشد الشعبي يد فيها بل كانت أعمالا انتقامية من قبل الأهالي على تصرفات ممن اشترك وآوى داعش في تكريت”، لتعود الشبكة وتنشر تقريراً مرفقاً بمجموعة صور لسيارات نقل تحمل أمتعة زعم أنها تعود لسرقات تنظيم “داعش” في الموصل وسوريا أعيد نشرها على صفحات التواصل الاجتماعي لاتهام قوات الحشد الشعبي بالسرقات في تكريت.

وكانت الصور ذاتها قد نشرت في وقت سابق، على أنها تعود سيارات تمت سرقتها من قبل مسلحي التنظيم في الموصل وسوريا، كما تظهر في الصور ذاتها شعارات معادية لنظام الرئيس السوري، بشار الأسد.

٤: موقع عراق القانون: اختار الموقع التركيز على تصريحات نواب التحالف الوطني الذين أكدوا أن الهجمة ضد الحشد الشعبي “مدفوعة الثمن قام بها دواعش السياسة”، و اتهموا البعثيين بعمليات السلب وحرق مباني الدولة في تكريت، على غرار ”عمليات السلب والنهب وحرق مباني الدولة التي نفذوها لتشويه انتفاضة عام 1991، كما جاء على لسان الناب علي البديري.

ونقل الموقع عن النائبة عالية نصيف شجبها محاولات بعض وسائل الإعلام العربية والغربية تشويه انتصارات الحشد الشعبي على “داعش” في تكريت، عادة إياها حالات فردية “شاذة” بعضها مبالغ فيها وبعضها مفبرك أساساً وبعضها الآخر يتعلق بثارات عشائرية بين بعض أبناء المحافظة أنفسهم.

وأورد الموقع تصريحا لعضو كتلة اتحاد القوى عبد ذياب العجيلي، أكـد وجود معلومات تشير إلى أن بعض من يقوم بسرقة المنازل وحرقها في المناطق المحررة في صلاح الدين، هم من سكنة تلك المناطق.

في تقرير لاحق نقل الموقع عن المتحدث الأمني باسم هيئة الحشد الشعبي يوسف الكلابي امتلاك الحشد وثائق تؤكد قيام تنظيم “داعش” بـ 90 في المئة من عمليات النهب وحرق المنازل في مدينة تكريت، في إشارة إلى وثيقة نسبت إلى تنظيم داعش لكن باسمه القديم تداولتها صفحات مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية مثل موقع “واحة الحرية”، وجه فيها أعضاءه بسرقة وتدمير الممتلكات الخاصة والعامة عند اضطرارهم للانسحاب من أي مدينة.

٥: الاتجاه برس: حرص الموقع على إبراز تصريح النائبة عـن كتلة اتحاد القوى العراقية فائزة ألعبيدي لقناة الاتجاه الفضائيـة، لفتت فيه إلى أن ما حدث من سرقات ونهب وحرق في تكريت هي عمليات ثأرية داخلية من قبل العشائر، ولم يكن للمتطوعين يد في ذلك.

٦: نشر موقع “كان نيوز” تصريحا للقيادي في الحشد الشعبي كريم النوري أجمل فيه حصيلة الأحداث بحرق (67 )داراً و (85 )محلاً تجارياً، وقال إن هذه الأعمال “يراد منها تشويه سمعة الحشد الشعبي في تكريت، كما اتهم هو الآخر تنظيم “داعش” بالمسؤولية عنها.

ملاحظات

١: لم تقم أي وسيلة إعلامية عراقية بتأكيد حدوث الانتهاكات الا بعد نشر وكالة رويترز تقريها عن الحادثة.

٢: اعتمدت بعض وسائل الإعلام على تصريحات المسؤولين والبيانات التي تصدر عنهم في موادها الصحفية، ولم تقم بتقصي الحقائق عن طريق مصادر مستقلة أو خاصة، أو مراسلين ميدانيين.

٣: اعتمدت بعض الوسائل الإعلامية على صور وفيديوهات أخذت من مواقع التواصل الاجتماعي، من دون متابعتها أو تقديم معلومات عن مصادها، أو التحقق من صدقيتها، وهوية الأشخاص الذين يظهرون فيها.

٤:عدد محدود جداً من وسائل الاعلام، تمكن من تغطية الموضوع بقدر مقبول إلى حد ما من الموضوعية.

٥: اعتمدت بعض الوسائل الاعلامية على نشر الاخبار والتقارير الوسائل الاعلامية العالمية، واعتبار ان تلك المعلومات مؤكدة بصورة كبيرة، من دون بذل جهد عليها من غرف التحرير.

٦: كالعادة، تضيع المعلومات والمعطيات المثبتة بمصادر وشواهد وصور وتصريحات من مصادر مختلفة، صريحة وغير صريحة، في التغطية التي عالجت أحداث تكريت، وفي حين ضاعت المعطيات حضر الاستغلال السياسي، والدفع بالعصبيات الطائفية.

٧: باستثناء أرقام أعلنها رئيس الوزراء العراقي، وعدد من قادة الحشد الشعبي، لم تخرج مواد الاستقصاء الصحافية بآرقام عن حجم خسائر ما بعد تحرير تكريت.

٨: لم تجر مقابلات صحافية مع أصحاب المنازل، أو المحال التجارية التي تعرضت للسلب والنهب.

٩: أخذت التغطية الإعلامية لأحداث تكريت خطاً وحيداً في استحصال المعلومات، وغالباً ما تخرج بمحصلة، “أما الحشد الشعبي ارتكب الانتهاكات، أو أنه بريء منها”.