سجلت الأسواق المالية الجمع، أكبر انخفاض تاريخي لليرة التركية، حيث سجلت الليرة 7.89 مقابل الدولار، بعد تقرير أكد استعداد تركيا اختبار منظومة س-400 ولم تعلق وزارة الدفاع التركية عليه، فميا أدانته وزارة الخارجية الأميركية.
وسجلت الليرة التركية الأربعاء تراجعا قياسيا جديدا دون 7.49 مقابل الدولار تحت تأثير تنامي العزوف من المخاطر والذي زاد ضغوط البيع في العالم. … وتراجعت الليرة إلى أدنى مستوى عند 7.4920 لتصل خسائرها مقابل العملة الأميركية منذ بداية العام الجاري إلى نحو 21 بالمئة بين أسوأ العملات أداء في العالم.Sep 9, 2020
وهذا التراجع الأحدث خلال عامين، والذي تفاقم مؤخرا لتورط أردوغان في عدد كبير من الصراعات بدءا من ليبيا وانتهاء بناغورنو قره باغ، ومرورا بالنزاعات على موارد شرق البحر المتوسط. والصراع في منطقة القوقاز، واضطراب العلاقات مع الاتحاد الأوروبي. فضلا عن شراء تركيا منظومة الدفاع الروسية المضادة للطائرات إس-400.
وأصدرت واشنطن، الأربعاء، توبيخا صارما ردا على تقرير ذكر أن تركيا ربما تعتزم إجراء اختبار شامل لمنظومة الدفاع الروسية المضادة للطائرات إس-400 التي اشترتها رغم المعارضة الصريحة من الولايات المتحدة وبقية حلفاء أنقرة في الناتو.
ولم تعلق وزارة الدفاع التركية على التقرير، لكن إدانة وزارة الخارجية الأميركية لذلك كانت سريعة.
وقالت وزارة الخارجية: “نحن .. نشعر بقلق عميق إزاء التقارير التي تفيد بأن تركيا تواصل جهودها لاختبار منظومة الدفاع الروسية المضادة للطائرات إس-4”.
وأضافت “نواصل التأكيد على أعلى المستويات على أن صفقة منظومة الدفاع الروسية المضادة للطائرات إس-4 لا تزال تشكل عقبة رئيسة في العلاقات الثنائية وفي حلف الناتو، فضلا عن خطر … عقوبات محتملة”.
وفي هذا الإطار، دعا عضو جمهوري وآخر ديمقراطي في مجلس الشيوخ الأميركي إدارة الرئيس دونالد ترامب، الأربعاء، لفرض عقوبات على تركيا.
وفقدت العملة التركية 25 في المئة من قيمتها، هذا العام، لأسباب من أهمها مخاوف بشأن تبدد احتياطيات البنك المركزي من النقد الأجنبي، والتدخلات المكلفة في سوق العملة. لكن المخاوف الجيوسياسية أصحبت الآن عاملا رئيسيا.
الانهيار بالتفاصيل
وقد شهدت الليرة التركية اليوم عدة تقلبات أمام الدولار واليورو، واستقر اليورو عند 9,364 ليرة تركية.
من جهة، رفع البنك المركزي التركي، صباح اليوم الجمعة، سعر الفائدة على الليرة من 10.25% إلى 11.75%، في محاولة لإنقاذ العملة المحلية من الانهيار، وكرد فعل لارتفاع معدلات التضخم في البلاد.
وعلى صعيد متصل، اقترض وزير المالية والخزانة التركي، بيرات البيرق، من مصادر محلية، ما يقرب من 19.7 مليار ليرة، منها 7 مليارات و112 مليون ليرة تركية كقرض مؤجل السداد على 4 سنوات، وتسدد أقساطه كل 3 أشهر.
وبهذا يتجاوز إجمالي اقتراض الخزينة محليًا من الدولار، بنحو 23 مليار دولار العام الجاري، ومن الذهب في السنوات الثلاث الماضية 200 طن.
وتواجه تركيا أزمة اقتصادية ومالية حادة نتيجة سياسات عنيفة وعدائية وضعت الاقتصاد التركي بمواجهة أزمات متتالية أكملت عليها ازمة انتشار فيروس كورونا.
فقد تفاقم معدل البطالة وارتفع التضخم مع تواصل انهيار الليرة، بفعل المخاوف من تناقض صافي احتياطات البلاد وتأثر المعنويات سلبا وتراجع المستثمرين مع توقعات نشوب صراع بين تركيا واليونان بسبب انتهاكاته في منطقة المتوسط.
الانهيار يصل المطاعم..
وعلى غرار انهيار شركات تركية أخرى بسبب الوضع الاقتصادي في إسطنبول، وانخفاض الليرة مما يدل أن أسطنبول بسبب سياسات أردوغان أصبحت بيئة غير آمنة للاستثمار، تواجه مجموعة مطاعم الشيف “نصرت” أو الشهير برشة الملح أزمة مالية طاحنة، حيث دخلت الشركة المالكة في محادثات مع البنوك لتأجيل سداد قروضها التي تقدر بحوالي 2.7 مليار دولار والتى جرى هيكلتها العام الماضى.
وأفادت قناة العربية في تقريرها، أن المجموعة “دوجوس هولدينج ” الاستثمارية المالكة للمطعم، ما زالت في مباحثات مع البنوك بسبب وضعها الأقتصادى الصعب في ظل أزمة كورونا وانهيار الوضع الاقتصادى التركى في الفترة الأخيرة، حيث لم تتمكن من سداد القروض، حيث ارتفعت ديونها إلى 5.2 مليار دولار.
وأوضح التقرير، أن المجموعة الاستثمارية التركية المالكة تخلصت من عدة فنادق العام الماضي، حتى تضمن تنفيذ الاتفاق الذي وقعته في ديسمبر الماضي لسداد ديونها ولكن الاتفاق لا يغطي حتى نصف ديون الشركة.
يشار إلى أن العديد من الشركات تركية الأخرى، تعانى من أزمات مالية، حيث يعاني مالك سلسلة مطاعم “نصرت”، صعوبات في سداد الديوان بالعملة الأجنبية بسبب انخفاض سعر صرف الليرة مقابل العملات الأخرى وأن الشركة المالكة “دوجوس هولدينج” لجأت إلى بيع عدة مشاريع في تركيا وأمريكا وإسبانيا بسبب الضغوط المالية.