عن لقاء العربية مع رغد صدام حسين وقولها بابا يكره منظر الدم، كتب وتحت أفيالٌ في الغرفة الكاتب والروائي العراقي نعيم شريف مقالا إليكم نصه.
ما فعلته قناة العربية ، هو عين ما فعله طبيب التجميل الذي حوّل وجه السيّدة رغد من سيمائه الصدامية إلى سيماء هادئة لنجمة سينمائية. لم يكن عمل الطبيب مُتقناً، وكذا عمل قناة العربية، فقد فشل الطبيب في إصلاح المنخرين بفتحتيهما الكبيرتين، ولم يوفق في تخفيف النظرة الغبية التي تحاول تقليد نظرة :فتح العينين على سعتهما، أي نظرة الأب الشاعر والموسيقار صدام حسين!
في اللقاء الذي تمّ مع هذه السيّدة، أثبت العقل العربي، ومن ضمنه “ العقل العراقي ” أن الخرافة والكذب والتزييف هي سمات لا مناص منها، ويجب ذكرها، إذاما أردنا وصف هذا العقل، يستوي في ذلك عبد الزهرة كذا السماك مع عبد…… الكذا الناقد والاكاديمي!
السطحية وغياب الوعي والضمير تضربُ أطنابها في هذا” العقل “، و أنا أضع كلمة العقل بين مزدوجين لتحفظي عليها ولأنني لا أتبناها.
نرجع الى إللقاء التلفازي الذي أجري بطريقة فجة لتسويق فكرة بدوية تفتقر إلى الحصافة؛ تخويف ايران وشيعة جنوب العراق بأن الخيار البديل عن طبقة سياسية فاسدة هو البعبع البعثي، وللمفارقة فإن هذا البعبع عينه هو من كان يحرم نظام السعودية وأشباهه من النوم واليقظة على حدّ سواء.
نعود للقاء التلفازي والعودُ أحمد، تتكلم السيّدة المعنية عن ” كره بابا لمنظر الدم”!!!! وللمرة الأولى أشعر بقيمة العبارة الخالدة التالية : ” يا مُثبّت العقل والدين” لماذا تصرّ هذه السيّدة على استمطائنا ” استحمارنا” إن شئتم.
” بابا يكره منظر الدم”! ،realy ، وما قصة نحن أسياد أو سادة، لا ،هنا نحتاج إلى حبوب خفض الضغط قبل الكتابة عن السادة.
تقصد السيّدة رغد أن السادة هم : وطبان وبرزان وسبعاوي أي الأخوة إبراهيم وهم غير الأخوة رحباني وفيروزهم، الأخوة إبراهيم أنصاف أشقاء للشاعر والموسيقار صدام، ينحدرون من أب كان سارقاً للدجاج والبط والخراف، لكنه كان يرجع هذه المسروقات إن حدث وأُمسك به، وهذا يختلف عن منهج السيّد الرئيس صدام حسين.
كان أبو رغد لايرجع دجاجة أو معزة كان قد سرقها إن هو أفتضح أو كشف أمره، لقد كان يقتل الحيوانات المسكينة ويحرق قلوب أصحابها عليها ولعل ذلك يتصل بمنهجه الثوري الذي يتصف بالراديكالية عن منهج عمه الذي كان يرأف قليلاً بالحيوانات المسروقة وأصحابها!
سليلة السادة هذه بكذبها الكريه، لا تهين عقول الناس المحترمين فقط بل تهين قوانين الذاكرة والفوتوغراف وقوانين الصوت والصوره والفيزياء وكل ما يجعل هذا العالم مُطاقاً.
رغد مواطنة عراقية: يا للديمقراطية!
المُحير في تناول الناس لهذا اللقاء هو هذه الديمقراطية التي هلّت فجأة على بعض العراقيين، يأتيك أحدهم وقد ألهمه الله من بليغ القول ما يُحسد عليه : ” أي هي مواطنة ومن حقها تترشح والدستور يكفل هذا”!
نعم هي عراقية، لكنها تتبنى وتدافع وتُجمل (ليس جهرتها فحسب ولكن كل تاريخ أبيها الدموي وعائلته من السفاحين) ولم تتعذر عن قتل ملايين الضحايا الذين ذبحهم أبوها ” بابا الذي يكره منظر الدم”، وكل الدمار والحروب والفساد وتحويل أغنى بلدان الدنيا إلى شعب فقير، وتسلمينا إلى احتلال امريكي سلّمنا بدوره الى أقذر وأفسد طبقة سياسية من الأحزاب الدينية لم يشهد تاريخ العراق لها مثيلاً من عهد أور نمو الى عهد عمار الحكيم.
وللديمقراطي العتيد الذي يتكلّم عن حقها، أقول : منذ ثلاثة أسابيع ومجلس النواب الامريكي يحاول أن يُجرّم دونالد ترامب ” لأنه أوحى” لبعض الامريكين من مؤيديه باقتحام مبنى مجلس النواب، وهذا التجريم حتى يمنع، مستقبلاً، من الترشح لفترة ثانية لأنه ” انتهك الدستور وعرّض حياة أمريكين للخطر” مو ذبحهم عبر خمس وثلاثين عاماً ولا دمّر موارد بلادهم و أدخلهم في حروب كارثية.
يقول الامريكان في مثل مشهور عندهم : “هناك فيل في الغرفة” ، وهي كناية عن وجود مشكلة كبيرة تحتاج إلى النظر إليها وحلها، ونحن العراقيين ليس لدينا فيل واحد في غرفتنا، بل أفيالٌ ضخمة ليس أولها الذاكرة المُسطحة التي لا تحتفظ بسوالف الشاعر صدام ولا آخرها بتمكين صبية ورثوا القداسة من رقابنا.
كأننا منذورون أبديون كي يحكمنا أطفال المقدسين أو “خلفة” المدنسين .