الخليج

هل أغلق سعود الفيصل الهاتف في وجه هيلاري فعلاً؟ ومواقع قطرية ترد

By nasser

October 14, 2020

تصاعد في اليومين الماضيين تداول حادثة قيام وزير الخارجية السعودي الراحل الأمير سعود الفيصل بإغلاق الهاتف في وجه نظيرته الأمريكية، بسبب طلب الأخيرة منه عدم إرسال قوات سعودية إلى البحرين عام 2011، فيما ردت مواقع محسوبة على قطر على هذه الرواية بطريقتهم. فما حقيقة تلك الرواية؟

وأدناه جمعنا عددا من ردود الأفعال فكتب الإعلامي رياض محمد قائلا، بغض النظر عن دوافع ظهور بندر وحديثه – سواء المعلنة وهي رد على الهجوم الفلسطيني على التطبيع الخليجي مع اسرائيل او المبطنة وهي تمهيد للتطبيع السعودي مع اسرائيل.

فان بندر روى عموما حكاية صحيحة.ومن جديد بغض النظر عن دفاعه عن مواقف السعودية تجاه القضية الفلسطينية – وفي كلامه امور صحيحة ومبالغات ومغالطات – فان الرواية الصحيحة التي رواها بندر هي ان القضية الفلسطينية ضيعها بالاساس القادة الفلسطينيون وعلى رأسهم عرفات ومن بعده الانقسام المتواصل منذ سنوات طويلة بين فتح وحماس.

ماهي مشكلة عرفات؟

مشكلة عرفات الرئيسة كانت في تيهه بين ان يكون ثوريا او ان ينتهج نهج المفاوضات والنضال السلمي. فلا كسب هذا ولا ربح ذلك. ومعها ضيع نفسه وشعبه وقضيته وخسر احترام العالم.اقول هذا وانا اؤكد موقفي – لكي لا يساء فهمي – انني لا اعتقد ان التطبيع مع اسرائيل نتانياهو يخدم اي شيء سوى محاولة بائسة لنجدة ترامب عسى ولعل يستغل ذلك في انتخابات الرئاسة وقد فشل ذلك تماما.

والسبب الاخر الذي يدفع عرب الخليج لذلك هو ايران وصراعهم معها.لا زلت اعتقد ان على العرب ان يبدؤا حوارا حضاريا مع يهود العالم وعلى رأسهم يهود امريكا ومع اليسار الاسرائيلي ليكسروا هيمنة نتانياهو على السياسة الاسرائيلية.

من جهة ثانية فان موقفي معروف من ال سعود لكن الحق يقال ان السعودية – وباستثناء حقبة سلمان الحالية التي اصفها بالمتهورة – كان لها سياسات ثابتة كثيرة بخصوص قضايا متعددة واثمر الثبات في حصول السعودية على مكانة لا بأس بها في العالم.

وبغض النظر عن جدل الملكية والجمهورية كان من الممكن للعراق لو كان له ثبات في المواقف ان يحصل على مكانة مماثلة او حتى اكثر اهمية من السعودية.

هل أغلق سعود الفيصل الهاتف في وجه هيلارين؟

القصة التي انتشرت انتشار النار في الهشيم في الإعلام العربي، وتحديداً السعودي والمصري والإماراتي، بدأت شرارتها في واشنطن يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، عندما غرّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر تويتر قائلاً: “لقد أذنت برفع السرية تماماً عن جميع الوثائق المتعلقة بأكبر جريمة سياسية في التاريخ الأمريكي، خدعة روسيا. وبالمثل، فضيحة البريد الإلكتروني الخاص بهيلاري كلينتون. لا تنقيح!”.

وبالفعل قامت وزارة الخارجية الأمريكية بتنفيذ قرار ترامب، ونشرت على موقعها الرسمي آلاف الرسائل الإلكترونية بين هيلاري كلينتون، وزيرة خارجية أمريكا في إدارة الرئيس باراك أوباما، والتي كانت تتم من خلال خادم خاص لرسائل البريد الإلكتروني الحكومية.

قرار ترامب الذي نفذه وزير الخارجية مايك بومبيو أثار عاصفةً من الانتقادات في الساحة السياسية الأمريكية المنهمكة حالياً في الانتخابات الرئاسية المقررة في 3 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، أي بعد أقل من ثلاثة أسابيع، والسبب هنا أن ترامب أقدم على تلك الخطوة على أمل تشتيت الأنظار عن جائحة كورونا التي تتركز حولها الانتخابات، عن طريق توفير مادة إعلامية تتصدرها الإدارة الديمقراطية السابقة، في محاولة لتجسير الهوة بينه وبين منافسه الديمقراطي جو بايدن، الذي تُظهر استطلاعات الرأي تقدمه الواضح على ترامب.

رواية بلا مصدر من الأصل

في البداية لا بد من توضيح أن تسريب أكثر من 33 ألف بريد إلكتروني من ذلك الخادم الخاص الذي كانت تستخدمه هيلاري كلينتون في تلك الفترة التي تعود إلى أكثر من عشر سنوات مضت، قد حدث بالفعل عام 2016، أثناء ترشحها للرئاسة في مواجهة ترامب، وهي الحادثة التي خضعت لتحقيقات المكتب الفيدرالي الأمريكي، واتهمت روسيا بالوقوف وراء ذلك التسريب وقتها، ولا تزال تفاصيل القصة ومدى التورط الروسي فيها ودور روسيا في وصول ترامب للبيت الأبيض نقاشاً مفتوحاً رغم انتهاء التحقيقات.

الأمير سعود الفيصل وهيلاري كلينتون

النقطة الأخرى التي تهمنا هنا هي ما كشفته المراسلات التي رفع عنها ترامب السرية ونشرتها وزارة الخارجية بالفعل على موقعها، وهي متاحة منذ خمسة أيام الآن، ويمكن البحث من خلال الموقع في تلك المراسلات والمستندات، وهذا هو المصدر المفترض لتلك الواقعة التي روجت لها وسائل إعلام سعودية وإماراتية ومصرية، والمقصود هنا هو إغلاق الراحل سعود الفيصل الهاتف في وجه هيلاري كلينتون.

ولا توجد أي إشارة من بعيد أو من قريب لواقعة بتلك الحدة بين رأسي الدبلوماسية في الولايات المتحدة وحليفتها السعودية في رسائل البريد الإلكتروني المنشورة، وهو ما يطرح سؤالاً بشأن مصداقية الرواية التي يتم الترويج لها ومصدرها من الأساس.

ولنتوقف عند أحد هذه العناوين: “رسائل هيلاري.. لماذا أغلق سعود الفيصل الهاتف في وجه كلينتون؟” وهو من موقع العين الإخباري الإماراتي، لنجد متن الخبر خالياً من ذلك المصدر الذي استقى منه الموقع خبره الرنان، والسياق الذي جاء خلاله، وهو “مواقف قوية للمملكة العربية السعودية وقادتها وشعبها وتحديها لواشنطن دعماً لأشقائها”، رغم أن نفس الخبر نشر مقتطفات مما زعم أنها مراسلات كلينتون التي تم الكشف عنها مؤخراً.

السياق نفسه متكرر في جميع الأخبار التي تحمل نفس الفكرة باختلاف الصياغات “أغلق سعود الفيصل الهاتف في وجه هيلاري كلينتون”، وإن كانت صحيفة عكاظ السعودية أضافت مزيداً من البهارات للعنوان “إيميلات هيلاري تفضح المتآمرين والفيصل أغلق الهاتف في وجهها”، وجاء في أسفل التقرير عبارة “وأكدت الرسائل المسربة حادثة إغلاق وزير الخارجية السعودي السابق الراحل الأمير سعود الفيصل الهاتف في وجه كلينتون، بعد طلبها من الرياض عدم إرسال قوات سعودية إلى البحرين عام 2011″، دون أي دليل من تلك الرسائل التي زعمت الصحيفة أنها “أكدت” حادثة إغلاق الهاتف في وجه وزيرة خارجية أمريكا وقتها.

ماذا تكشف تلك الرسائل عن شخصية هيلاري؟

من يبحث في تلك الرسائل من مصدرها على موقع وزارة الخارجية الأمريكية وليس من التقارير المفبركة لأغراض خاصة، يمكنه بسهولة أن يلاحظ مدى انتباه هيلاري كلينتون للتفاصيل الصغيرة، ففي إحدى رسائل البريد وصلتها افتتاحية لصحيفة واشنطن بوست تغطي حدثاً شاركت فيه، وردّت وزيرة الخارجية بملاحظات منها أنها تحدثت بالفعل مع أحد الحاضرين “لكن لا أعتقد أن ذلك استغرق 90 دقيقة”، وأضافت ملاحظة “هذا ما لاحظته سريعاً. أرجو المراجعة الدقيقة”.

رسائل أخرى كثيرة تكشف مدى قوة شخصية هيلاري كلينتون وانتباهها لأدق التفاصيل، ما يجعل من عدم ورود أي إشارة في تلك المراسلات لقيام وزير خارجية السعودية بإغلاق الهاتف في وجهها أمراً يصعب تصديقه من الأساس.

والمفترض طبقاً لسير الأحداث وقتها أن السياق هو الانتفاضة الشعبية في البحرين ضمن ثورات الربيع العربي مطلع عام 2011، وإرسال السعودية والإمارات قوات إلى المنامة لمساندة ملك البحرين، وهو ما كانت تعارضه بالفعل الإدارة الأمريكية وقتها لأسباب تتلخص بالأساس في قمع المتظاهرين السلميين بالقوة، وحقوق الإنسان بشكل عام، وهو موقف تتبنّاه السياسة الخارجية الأمريكية والغربية بشكل عام، بغض النظر عن جدية تطبيقه واختلاف ذلك من حالة لأخرى.

قصة قديمة قُتلت بحثاً

اللافت هنا أن دخول قوات درع الجزيرة إلى البحرين عام 2011، وما صاحب ذلك من تباين في المواقف بين واشنطن وحلفائها من دول الخليج هو قصة قديمة قتلت بحثاً، وذكرتها هيلاري كلينتون في كتابها “اختيارات صعبة” (Hard Choices) المنشور عام 2014، وبررت الموقف الأمريكي وقتها بالتغاضي عن التدخل العسكري الذي كانت ترفضه في البداية “بالخيار الصعب”، أو بمعنى أكثر وضوحاً حسابات المصلحة الأمريكية التي تتقدم دائماً على أي حسابات أخلاقية أو إنسانية يمكن أن يتحدث عنها المسؤولون الأمريكيون في أوقات بعيدة عن الأزمات.

وهنا يمكن التوقف عند سلسلة من مراسلات البريد الإلكتروني، يوم 19 فبراير/شباط عام 2011، موضوعها “مكالمة سعود” بين هيلاري ومساعديها هوما عابدين وجيفري فيلتمان، في أحدها تقول هيلاري لعابدين “يمكنني محادثة بان (كي مون) اليوم بين الساعة 6 والساعة 7 أو غداً بعد مكالمة فراتيني. أجلي سعود وجدولي مكالمة مع المعلم. (هل لديك ملف للمكالمة؟)”.

بان كي مون هو الأمين العام للأمم المتحدة وقتها، وفراتيني هو وزير خارجية إيطاليا وقتها، والمعلم هو وليد المعلم، وزير خارجية سوريا وقتها، وسعود المقصود به سعود الفيصل، وطلبت كلينتون تأجيل مكالمة وزير الخارجية لأسباب غير واضحة في المراسلات.

وبالعودة إلى اليوم التالي لتلك السلسة من الإيميلات، نجد أن وسائل الإعلام وقتها ومنها وكالة رويترز نشرت خبراً عن اتصال بين كلينتون وسعود الفيصل، بشأن الموقف في البحرين، اتفقا خلاله على تشجيع حكومة البحرين على إجراء حوار مع معارضيها، وأن الوزيرة الأمريكية رحبت بالموقف السعودي المساند للخطوة التي أعلن عنها ولي عهد البحرين، بالاستماع لجميع المواطنين وتلبية مطالبهم مع الحفاظ على استقرار البلاد.

والسؤال الآن بشأن “رواية إغلاق سعود الفيصل الهاتف في وجه هيلاري كلينتون” موجه إلى أصحاب تلك الرواية، فربما يكون لديهم دليل على حدوثها لم يُفصحوا عنه بعد، وبالطبع لا يوجد للرواية أي أساس في وسائل الإعلام الأمريكية حتى الآن، رغم أنها تمثل لترامب ذخيرة جيدة للهجوم على الديمقراطيين وتصويرهم كضعفاء وأنهم يقبلون الإهانة من السعودية، على العكس منه تماماً.

حملة سعودية تزعم نشر تسريبات بريد هيلاري

وقال موقع الخليج الجديد، أوردت حسابات موثقة لشخصيات سعودية مزاعم بشأن محتوى الآلاف من رسائل البريد الإلكتروني، التي أرسلتها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، المرشحة الديمقراطية السابقة للرئاسة “هيلاري كلينتون”، عبر بريدها الخاص، وطلب الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” من وزير خارجيته “مايك بومبيو” مؤخرا نشرها.

ودارت أغلب التسريبات المزعومة حول غضب الوزيرة الأمريكية السابقة من دخول قوات “درع الجزيرة” بقيادة السعودية إلى البحرين لقمع انتفاضة عام 2011، وتحذيرها نظيرها السعودي آنذاك، الراحل “سعود الفيصل” من تلك الخطوة.

 وتواترت الحسابات الموالية للنظام السعودي على أن “الفيصل” أغلق الهاتف بوجه “هيلاري” عندما حذرته من التدخل في البحرين.

ويعود التسريب المزعوم بشأن مهاتفة “الفيصل – كلينتون” إلى معلومة سبق أوردتها الكاتبة الموالية للنظام السعودي “سوسن الشاعر” في مقال نشرته عام 2017، حسبما أكد الصحفي “زيد بن يامين” عبر تويتر.

كما تضمنت حملة الحسابات السعودية مزاعم بورود معلومات في بريد “هيلاري” حول مؤامرة لـ”اختراق المملكة” وجعلها “تابعة ذليلة” بيد من كان يعول عليه الأمريكان ليكون ملكا، وهو ولي العهد السابق “محمد بن نايف”.

وزعمت الحسابات أن ضابط الاستخبارات السعودي السابق “سعد الجبري” كان عميلا لـ”بن نايف”، الذي كان بدوره “عميلا” للأمريكان، وبزواله عن ولاية العهد زالت مخططات واشنطن في المنطقة.

ووصف “بنيامين” تواتر المعلومات بالحسابات السعودية المالية بأنها “حملة تضليل” بزعم نشر رسائل بريد “هيلاري كلينتون”، التي أمر “ترمب” وزيره “بومبيو” بنشرها، غير أن الأخير قد يقوم بذلك الإثنين.

وأشار إلى أن موقعا باسم “غرفة قراءة الخارجية الأمريكية الافتراضية” سبق أن نشر رسائل إلكترونية لـ “هيلاري” وفق قانون حرية المعلومات بعد قضية رفعتها منظمة “أوبن سوسايتي”، كما نشر جزء منها موقع ويكليكس، ولم يتضمن أي منها المزاعم السعودية.