عقل الرجل وعقل المرأة الجزء الأول Tale of Two Brains part1تنشأ بين المرأة والرجل العديد من الخلافات والنزاعات وفي أمور الحياة المختلفة، والسبب يعود لاختلاف طريقة تفكير كل منهما ووجهة نظره للأمور، سواء كان ذلك في أمور العمل أم الدراسة أم حتى في العلاقات العاطفيّة التي تجمعهما. ويقال دوماً إنّ المرأة والرجل يكمل كل منهما الآخر، ولا يعقل أن يكونا متشابهين في كل شيء، فهناك العديد من الاختلافات الجسدية والنفسية وحتى العقلية بينهما.
ولابد ان ننوه إلى أن هذا لا يعني أن هناك اختلاف في معدل الذكاء او ما شابه، إنما اختلاف نسبي في طبيعة الاهتمامات، كما ان المساواة لا تعني المساواة في الطبيعة البايولجية، إنما في الحقوق والواجبات.
حيثُ اكتشفَ العلماء بعدَ إجراء العديد من الدراسات المختلفة وجود فروقات في تركيبة دماغ الرجل والمرأة. الفروقات بين عقل الرجل والمرأة أظهرت دراسات أجراها العديد من العلماء خلال السنوات الماضية، أنّ ترابط أجزاء عقل المرأة يختلف عن عقل الرجل، حيثُ إنّ عقل الرجال يرتبط من الأمام إلى الخلف، بينما عقل المرأة يرتبط من كلا الجانبين.
هذا الأمر يفسّر اختلاف المهارات والقدرات بينهما، كما يفسر اختلاف الاستجابة للعوامل والمؤثرات الخارجيّة، وهذه الاختلافات لا تعطي أفضليّة لأحدهما على الآخر، ولكنها تفسر الفرق بين السلوكات المختلفة.
ومن الفروقات بين الرجل والمرأة: الاستجابة للمشاعر: عقل المرأة يستجيب 8 مرات أكثر للمشاعر من عقل الرجل، وهذا يفسر كون المرأة عاطفيّة وتأثرها بالمواقف أكثر من الرجل الذي يمكنه أن يحافظ على تماسكه.
الاهتمام بالتفاصيل
\طبيعة عقل المرأة تمكّنها من الاهتمام بالتفاصيل المختلفة، وذلك لأنّها حينَ تركز على شيء فإنه يشغل مساحة في عقلها أكبر من تلك التي يشغلها عند الرجل، لهذا نرى الأمهات ينتبهن لكل تفاصيل أطفالهن من ارتفاع درجة حرارة أو ظهور طفح جلدي بينما لا يميّز الآباء ذلك.قوة الملاحظة: النساء قادرات على تسجيل الملاحظات الدقيقة أكثر من الرجال.سرعة الاستجابة: الاستجابة عند النساء أسرع منها عند الرجال، فهن قادرات على التفكير في ردود فعل سريعة.تمتلك النساء ذاكرة أقوى من الرجال وخاصةً عندما يتعلّق الأمر بتذكر الأسماء والأماكن والوجوه.
عقل المرأة أكثر قدرة على تعلم اللغات
يستطيع الرجال التركيز على عمل واحد في وقت واحد، لهذا نرى أشهر الطباخين ومصممي الأزياء هم من الرجال، لأنهم قادرون على الفصل بين أجزاء حياتهم المختلفة والتركيز على شيء واحد فقط، بينما عقل النساء يستطيع أداء أكثر من مهمة واحدة في الوقت ذاته، فنرى بعض النساء العاملات واللواتي يكن أمهات في الوقت ذاته ويستطعن أداء كل تلك الأمور معاً.عقل المرأة أكثر نشاطاً من الرجل، فبعض الرجال يجلسون لساعات أمام جهاز التلفاز دون هدف، أو يذهبون إلى الصيد ويقضون ساعات في الماء دون اصطياد شيء.
دماغ الرجل والمرأة: نعم هناك اختلاف تركيبي ينعكس على السلوك!
https://youtu.be/VjD5ryanWWI
مة تصورات نمطية أن الرجال أكثر قدرة على الإبداع من النساء. وغالبا ما تطرح أمثلة من قبيل أن بين العظماء من الموسيقيين، أو الرسامين أو كبار العلماء المبدعين نسبة ضئيلة جدا من النساء
وحتى في مجال العلوم الإنسانية والأدب العالمي، نجد أن الرجال أكثر عددا من النساء. ويفسر البعض ذلك بأن المرأة، من حيث المبدأ، وخلافا للرجل، لم تتمتع أبدا بوعي إبداعي. وهذا، بشكل من الأشكال، ناجم عن الاختلافات التركيبة الدماغية بين الرجال والنساء. فهل هذا صحيح وإذا كان الأمر كذلك فلماذا تطور دماغ المرأة بشكل مختلف عن دماغ الرجل وما سر الفروقات السلوكية بين الجنسين؟ يجيبنا عن هذه الأسئلة وغيرها رئيس مختبر تطور الجهاز العصبي التابع لأكاديمية العلوم الروسية البروفسور سيرغي سافيلييف.
عقل الرجل أكبر من عقل المرأة ولكن لا أفضلية!
عقل الرجل أكبر من عقل المرأة حجماً، ولكن هذا الفرق في الحجم وحسبَ ما أثبت العلماء لا يعطي الرجل أفضلية على المرأة، فعندَ إجراء عدد من الاختبارات، أظهر الرجال تفوّقهم في اختبارات الذكاء المكاني، وأظهرت النساء تفوقهن في المهارات العددية ومتابعة المواقف المتغيرة.
يشعر الرجال والنساء في حقيقة الأمر، وكأنهم من كوكبين مختلفين، فقد جاءت دراسات علمية كثيرة فيما مضى لتؤكد أن هناك اختلافات كثيرة بين دماغ الرجل والمرأة. إلا أن الدراسات الحديثة أكدت عكس ذلك، حيث إن تركيب الدماغ لا يختلف في كلا الجنسين… سوى أن دماغ المرأة أصغر بنسبة 10 في المائة عن دماغ الرجل، ومع ذلك فإنه لا يؤثر على مستويات الذكاء.
الفوارق بين الرجل والمرأة هي ليست اختلافات من حيث الشكل أو الأعضاء التناسلية فقط، بل هناك اختلاف في دماغ كل منهما. وهناك أدلة كثيرة على صحة ذلك، فالعاملون في شركة «غوغل» على سبيل المثال أكثرهم من الذكور بسبب العاطفة الشديدة لدى النساء وقلة ميلهن في صياغة الرموز التشفيرية.
وإذا أردت أن تعرف ما الذي يدعم الاختلافات بين الرجل والمرأة في قدرة كل منهما وسلوكهما وطباعهما، وحتى في خيارات نمط حياة كل منهما، فسوف ترى الإجابة تكمن في الجينات والأعضاء والغدد التناسلية.
تاريخيا كانت هناك حجة باطلة وهي اختلاف الحجم!
إن التفريق في الجنس على أساس الدماغ كان يعتمد في السابق على «سخافة» أساسها قياس حجم الجمجمة، أو على علم فراسة الدماغ Phrenology ، (وهو علم زائف قديم). وبقيت تلك المعتقدات حتى نهاية القرن التاسع عشر. بعدها بدأت البحوث الجادة في تثبيت طبيعة هذه الفوارق بين الرجل والمرأة. كانت التفسيرات الأولية لاختلاف دماغ الرجل عن المرأة تعتمد على الفارق في الوزن، فدماغ المرأة أخف من دماغ الرجل بنسبة 10 في المائة، أي ما يعادل 140 غراماً؛ ولذلك اعتبرت المرأة حينذاك في منزلة أدنى.
في الثمانينات من القرن الماضي جاءت فكرة الاختلاف في تركيب دماغ المرأة على أساس الجزء الأيمن والجزء الأيسر من الدماغ، فالجزء الأيسر هو الذي يسيطر على اللغة والتفكير الخاص بالتحليل النفسي والتفكير المنطقي، بينما يسيطر الجزء الأيمن منه على الإحساس العاطفي والإبداع.
وبتطور التكنولوجيا في نهاية القرن العشرين مع التطور الكبير في برامج الكومبيوتر وتحليل البيانات، أصبح بالإمكان تحديد الفوارق بين دماغَي الرجل والمرأة. وفي واحدة من الدراسات التي نشرت عام 2014 قام الباحثون من جامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة بقياس مسارات اتصال الدماغ لعدد كبير من الرجال والنساء.
لا أدلة على علاقة الذكاء بحجم الدماغ ومساراته
ليس هناك ما يثبت حقيقة أن الأشخاص الأذكياء يملكون أدمغة كبيرة، لكن البشر عادة يتفوقون على الحيوانات التي لديها أدمغة كبيرة كالحوت والفيل. وفي الوقت الحاضر نحن نعلم أن دماغ الإنسان هو ناتج من طبيعة حياة الفرد ومن الممارسات التي مر بها ومن مراحل التعليم ومواقع العمل ومن الممارسات الرياضية والهوايات.
على سبيل المثال، لكي يجتاز سائق التاكسي في لندن اختبار القيادة عليه أن يتذكر مسارات الطرق المختلفة التي يزيد عددها على 25 ألف شارع ضمن دائرة مداها 6 اميال (10 كلم) في منطقة تشارنغ كروس في وسط لندن؛ لذلك فإن أدمغة هؤلاء الأشخاص تختلف عن أدمغة مدربي قيادة التاكسي، وعن أدمغة سائقي التاكسي المتقاعدين، وحتى عن أدمغة سائقي حافلات نقل الركاب الذين يسلكون طرقاً محددة في مسارهم.
في عام 2005، أوضحت الطبيبة النفسانية ميليسا تيرلكي في كلية كابريني Cabrini College، والباحثة نورا نيوكومب من جامعة Temple، وكلتاهما من بنسلفانيا في أميركا، أن ألعاب الفيديو والكومبيوتر هي أفضل متنبئ للقدرات الذهنية.
ولا فرق بين الجنسين في المهارة والتحكم في الألعاب. وتشير الدلائل إلى أن الرجل والمرأة متشابهان أكثر مما هما مختلفان، ففي عام 2015 وجدت مراجعة لأكثر من 20 ألف دراسة في الاختلافات السلوكية وفق بيانات من أكثر من 12 مليون شخص، وجدت أن الاختلاف بين الرجل والمرأة على مدى واسع من الصفات كانت بسيطة جداً مثل الاندفاع والتعاون والانفعالية.
– فوارق ثانوية
استطاعت الدراسة قامت بها دفنا جويل عام 2015 الأكثر تأكيداً على عدم وجود فوارق جوهرية بين دماغ الرجل والمرأة. فبعد فحص تراكيب 100 دماغ في أكثر من 1400 اختبار بالأشعة فوق الصوتية، وجدت أن من الصعب، بل من المستحيل تقسيم تلك العينات من الأدمغة إلى مجاميع لأدمغة رجال أو نساء.
في أحدث دراسة قامت بها جينا ريبون من جامعة استون في برمنغهام في المملكة المتحدة استخدمت تقنيات تصوير الدماغ لدراسة حالات التوحد وعسر القراءة dyslexia، أشارت إلى أن حالة التوحد هي حالة ذكورية، بمعنى أننا نفتقد الكثير من الإناث المصابات بالتوحد. فالتشخيص غالباً ما يشتمل على الذكور دون الإناث؛ ولذلك لا تحصل الإناث على العلاج اللازم، وتفتقد دراسات دماغ الإناث لطبيعة الإصابة بالتوحد وتقتصر على أدمغة الذكور.
بينما جاءت دراسة جامعة كمبردج البريطانية التي نشرت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2018، وهي الأكبر والأوسع لمعرفة أوجه الاختلاف بين دماغ الرجل والمرأة استناداً إلى معطيات لأكثر من 671.6 ألف شخص، ويؤكد العلماء أن بنية دماغ الرجل تختلف عن بنية دماغ المرأة، وقد أكدت نتائج هذه الدراسة أن الرجال أفضل في مجال البرمجة، في حين أن المرأة أفضل تقبلاً للمشاعر، وقد انتقد البعض نتائج هذه الدراسة، مبررين ذلك بأن الباحثين لم يوضحوا ما إذا كانت السمات المعينة للدماغ ناتجة من التنشئة الاجتماعية أو الصفات الفطرية.
في النهاية، لا بد من القول: إن مفهوم دماغ الرجل يختلف عن دماغ المرأة أصبح قديماً وغير دقيق؛ فإن دماغ كل شخص فريد والأهمية تأتي من معرفة أن هذه الاختلافات الفردية هي ما يعنيه الدماغ لكل منهما.